أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة














المزيد.....

الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة


ريما كتانة نزال

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 11:05
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


دأب أفراد من أنصار "حزب التحرير" في قرية بديا من محافظة سلفيت؛ على تهديد" جمعية نساء من أجل الحياة" النسوية التراثية وعضواتها؛ الهادفة الى الحفاظ على التراث الشعبي الفلسطيني؛ بحجة ممارسة الأعمال المخلة بالاعراف والتقاليد وأحكام الدين؛ مشهَرين ومحرضين على الجمعية وعضواتها؛ بهدف اغلاق الجمعية النسوية الوحيدة في البلدة التي يبلغ عدد سكانها اثني عشر نسمة؛ ويندمج ويلتصق بها سبع قرى أخرى تستفيد من خدماتها.
مصدر انزعاج هؤلاء؛ يكمن في قيام الجمعية النسوية انطلاقا من أهدافها التي ترخصت على أساسها؛ بتدريب بعض الفتيات على الدبكة الشعبية - الجمعية تقدم خدمات تعليمية وتأهيلية -، وربما هم منزعجون من فكرة وجود جمعية نسوية في القرية من حيث المبدأ؛ وهم مستاؤون أكثر من قيام فرقة الدبكة؛ بتقديم عروضها على مقربة من جدار الفصل العنصري؛ في أحد الفعاليات الوطنية المناهضة لبنائه.
لم يحتمل الاصوليون تشكيل فرقة نسوية للدبكة؛ ولا فكرة أن تتحرك النساء للمشاركة بالفعاليات الوطنية لمقاومة الاحتلال؛ ولا أسلوب الجمعية الخلاَق في التعبيرعن مناهضة الاحتلال بواسطة التراث؛ للتعبير عن الهوية الثقافية الفلسطينية التي تتعرض للطمس والسرقة والتذويب؛ لصالح إحلال هوية ثقافية بديلة، وعوضا عن اللجوء الى حوار الجمعية ببرنامجها وبوجهة نظرهم؛ ذهبوا الى توجيه التهم المسيئة وصولا الى المطالبة بإغلاقها؛ مستسهلين الهجوم على المرأة و"مستوطين حيطان" الجمعية ومنتسباتها؛ انطلاقا من نظرة فوقية واستعلائية؛ على افتراض أنهم يمتلكون الحقيقة ومفاتيحها.
المشكلة ليست في موقف الجماعة الأصولي؛ فلهم الحق في اتخاذ الموقف الذي يروه انطلاقا من التعددية الفكرية والاجتماعية في المجتمع؛ وحرية الرأي والتعبير وفقا للقانون الأساسي، لكنه حق مشروط مقيَد بعدم الاعتداء على الآخر المختلف معهم بالرأي؛ الذي يمتلك ذات الحقوق على قدم المساواة وفقا لذات المرجعية، وهم ايضا ليسوا مخولين بإصدار الأحكام والقرارات؛ وليسوا بأوصياء على أخلاق المجتمع؛ وأحكامهم لا تنطبق إلا عليهم وعلى من يؤيدهم بآرائهم؛ ولا تسري على الجمعية النسوية؛ التي لا يغلقها الا القانون وارادة منتسباتها وفقا لأنظمتها، وليس من حق الجماعة الأصولية ان تتبع الأساليب الملتوية والتحريض والتشهير لتحقيق مرادها، لأنها في هذه الحالة ستواجه قانون العقوبات؛ الذي يوقع العقوبة على أساس ممارسة عملية القذف والتشهير؛ والقانون يمنع المساس بالوحدة الوطنية؛ لكون التحريض وتوجيه الاتهامات من عيار الاتهامات التي ساقتها الجماعة الأصولية في جوهرها تؤدي الى الاعتداء على الحياة؛ وإلى ايقاع الضرر المادي والمعنوي بالجمعية وعضواتها.
نحن نقف في "بديا" امام عادة قديمة متجددة؛ تذكرنا بالهجوم السلفي الذي واجهته النساء من مختلف الجمعيات والأطر النسوية؛ لدى مبادرتهن الى طرح واثارة النقاش حول القوانين الفلسطينية بمشاركة المرأة؛ عبر مشروع البرلمان الفلسطيني الصوري، ويذكرنا بالطريقة التي أُخرجت بها المظاهرات المستنكرة لمسودة قانون العقوبات؛ على اعتبار أن مشروع القانون يشجع على الرذيلة حسب ادعائهم؛ في حينها حرَض وحرَك الاصوليون الآلاف في غزة بالمسيرات الغاضبة؛ لاستنكار مسودة القانون الذي لم يكونوا قد قرأوه؛ واحتدم النقاش الساخن مهددا وحدة النسيج المجتمعي دون مبرر، وهم الآن يفتعلون الخلافات حول "مهرجان الرقص المعاصر" الذي تنظمه "سرية رام الله" باتباع ذات الأساليب بتوجيه التهم الجزافية؛ وباصطناع الأوهام والتعارض ما بين المقاومة وبين تنظيم الفعاليات الثقافية والتراثية التي تخدم الفكر والتوجه المقاوم بتعبيرات فنية.
كل هذه الحوادث وغيرها يقف خلفها الفكر الأصولي الواحدي؛ الذي يريد فرض الوصاية على المجتمع وفكره ومعتقداته بالعنف؛ فهو لا يسلم بتعددية القيم والمبادئ في المجتمع؛ ولا يعترف بأن الاختلاف حتمي وشرعي في الاطار الاجتماعي؛ وبأنه من الصفات الملازمة للحياة الاجتماعية، وبأنه يستحيل إجبار المجتمع على الوصول الى نمط واحد محدد من الحياة؛ ولا الى فكر واحد يعتبره البعض بأنه الأفضل للمجتمع؛ ليقينهم بأنهم الأفضل في المجتمع؛ لذلك يمارسون التحريض على الآخرالمختلف؛ دون اغفال العوامل السياسية الخفية في التحريض؛ فرائحة التسييس تزكم الانوف.
يكفي المجتمع الفلسطيني ما يتعرض له من تدمير وإبادة على يد الاحتلال؛ ولا ينقص الفلسطينيون ما يهدد وحدتهم؛ والممارسات الإقصائية سواء كانت ضد "جمعية نساء من أجل الحياة؛ أو ضد "سرية رام الله "لا تؤدي إلاَ الى تشظي المجتمع وتدمير مؤسساته الثقافية والانسانية؛ وهي التي لعبت دورا تاريخيا مساندا ورديفا للمؤسسة الوطنية الفلسطينية، وتهدف الى المقاومة بالنهوض بالواقع الوطني؛ وبالمساهمة في بعث الأمل والحياة الطبيعية.



#ريما_كتانة_نزال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد وصول المرأة الى مجالس الحكم المحلي!
- العدالة والمساواة في الخطاب النسوي الفلسطيني
- لنترك جدارا مدمرا من مقاطعة نابلس
- صورة المرأة في مسلسل باب الحارة
- واحد وعشرون عاما على غياب خالد نزال
- زيارة اوبرا وينفري للمناطق المحتلة
- لنعط حكومة الوحدة الوطنية فرصة قبل الاضراب
- -لماذا تركت وزارة المرأة -لحماس
- في القدس
- نعبر الى العام2007 ممزقين
- دور الاعلام الفلسطيني في مواجهة العنف ضد المرأة
- مطلوب مبادرة للمرأة الفلسطينية لتحريم الاقتتال الداخلي
- من خواطر الحرب على لبنان
- ضوء على معاناة المرأة الفلسطينية اللاجئة
- أحمد سناكرة يخرج حيا من تحت الأنقاض
- وداعا ممدوح نوفل
- من يوميات الحصار في نابلس
- هل أصبحت الرواتب كأحد بنود وثيقة الحوار الفلسطيني!
- الدكرى العشرون على استشهاد خالد نزال
- هل تحرر الطفل نور من سجنه


المزيد.....




- بريطانيا.. اتهام امرأة بسرقة 48 صندوقا من البيض
- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ريما كتانة نزال - الاصوليون وجمعية نساء من اجل الحياة