أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!














المزيد.....

-المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:54
المحور: القضية الفلسطينية
    


عَلِمَت مصر، ثمَّ كشفت، عبر تصريحات أدلى بها وزير خارجيتها أحمد أبو الغيط لصحيفة "الشرق" القطرية. أمَّا مِمَّن عَلِمَت، وكيف، فهذا ما لم يكشفه أبو الغيط، الذي أكَّد وجود "مفاوضات سرية"، يقودها عن الجانب الفلسطيني أحمد قريع، وعن الجانب الإسرائيلي وزيرة الخارجية تسيبي ليفني، موضحاً أنَّها أحرزت "تقدماً كبيراً" في قضايا عدة، وأنَّ الطرفين لا يريدان الكشف عن ذلك.

مصر بدت، في تصريحات وزير خارجيتها، مستاءة عاتبة، فكثيراً ما زار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القاهرة، والتقى الرئيس المصري حسني مبارك، مبدياً الحرص على إطلاعه على كل ما انتهت إليه المفاوضات مع الإسرائيليين من نتائج، وعلى التشاور والتنسيق معه، فكيف حدث كل هذا الذي حَمَل أبو الغيط على أن يدلي بتلك التصريحات، التي دعا فيها الطرفين إلى إطلاع مصر، والوسطاء، وآخرين، على ما يحرصان على بقائه طيَّ الكتمان، فموقفهما هذا "ليس بالأمر الجيد" على ما قال.

كلا الطرفين آثر الصمت، ولم ينبس ببنت شفة، فتولَّت رايس الأمر بنفسها مُعْلِنةً أنها تؤيِّد "إجراء مفاوضات سرية" بين الجانبين، لا يعلم بأمرها أي طرف ثالث إلاَّ هي.

ومصر ليست مستاءة وعاتبة فحسب، وإنما قلقةً ومتخوِّفة، فإسرائيل قد تفاجئها، بعد انتهاء زيارة الرئيس بوش لها، بشن عملية عسكرية كبرى في قطاع غزة، فالوسيط المصري اللواء عمر سليمان أرجأ زيارته الحاسمة لإسرائيل؛ ويبدو أنَّ القاهرة ما عادت واثقة بأنَّ جهودها ومساعيها للتوصل إلى اتفاق تهدئة جديد سيُكتَب لها النجاح، فإسرائيل باتت تشترط، على ما يقال، وقف تهريب السلاح، والتوقف عن تصنيعه، وعن التدريب، ووجود قوة عربية ودولية في معبر رفح للإشراف عليه، وأن تضمن مصر الإفراج السريع عن الجندي شاليت.

الطرفان المتفاوضان، سِراً أو علانيةً، لم يتوصلا بعد إلى نتائج يمكن أن تَحْمِل على الاعتقاد بأنَّهما قاب قوسين أو أدنى من إنجاز اتفاق، فالفجوة، على ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، ما زالت واسعة؛ ومع ذلك، فالقضايا الست الأساسية، أي قضايا الحل النهائي، هي الآن، على ما أعلن وأكَّد الرئيس عباس، موضع بحث معمَّق ومفصَّل، فالطرفان "يسابقان الزمن (المتبقي من ولاية الرئيس بوش) ويتفاوضان كل يوم، بل على مدار الساعة".

رايس قوَّمت المفاوضات تقويماً مشابهاً، فوصفتها بـ "الجادة والعميقة"، معيدةً، بالتالي، الإعراب عن تفاؤلها باحتمال التوصل إلى اتفاق قبل نهاية ولاية الرئيس بوش.

ولكن، ما هو هذا الاتفاق الذي يتوفَّرون على الإعداد له، سراً وعلانية؟ جوهر هذا الاتفاق، في جانبه العملي، إنما هو العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 28 أيلول 2000.

أمَّا في الجوهر من جانبه النظري فهم يتوفَّرون على الإعداد لـ "اتفاق تعريفات"، فالقضايا التي تؤلِّف جوهر النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل ستُعرَّف (أو تُحدَّد، أو تُعيَّن) قضية قضية، كما ستُعرَّف حلولها، التي لن يُنفَّذ أي حلٍّ منها في عهد الرئيس بوش، وكأنَّ مهمته (التي تضاءلت كثيراً حتى تغدو واقعية وعملية) هي أن يغادر البيت الأبيض تاركاً للطرفين المتفاوضين (وربما لجيل جديد من المتفاوضين) اتفاقا يشتمل على تعريف كل قضية وحلها.

في "اتفاق التعريفات" المنتظَر لن نرى تعريفاً لقضية اللاجئين الفلسطينيين إلاَّ بما يوافق الحل الذي يقوم في جوهره على حظر كل عودة لهم تتنافى والتزام الولايات المتحدة أن تظل إسرائيل "دولة يهودية" من الوجهة الديمغرافية، وعلى جعل "العودة" عودة إلى الدولة الفلسطينية فحسب، مع تصعيب هذه العودة بما يؤدِّي إلى حل مشكلة جزء كبير، أو الجزء الأكبر، من اللاجئين الفلسطينيين في خارج إقليم الدولة الفلسطينية.

أمَّا تعريف "الدولة"، إقليماً وحدوداً، فسوف نرى فيه "رقماً" يخصُّ "المساحة"، فمساحة إقليمها ستعدل مساحة الأراضي الفلسطينية الني احتلتها إسرائيل في حرب 1967، مع لصق هذا الرقم بمبادئ لحل من قبيل "تبادل الأراضي"، على أن يسمح هذا التبادل بضم مستوطنات أساسية إلى إسرائيل، وبضم جزء كبير من القدس الشرقية إليها، وبإقامة اتصال جغرافي دائم وآمن ومضمون بين قطاع غزة والضفة الغربية، وبجعل سيادة الدولة الفلسطينية تشبه كثيراً سيادة "دولة في داخل دولة (تقريباً)".

وكل هذه "التعريفات"، وغيرها، إنَّما هي ما يمكن ويجب أن يتفرع من "التعريف الأُم (والأكبر)"، وهو تعريف إسرائيل على أنَّها "دولة يهودية خالصة.. للشعب اليهودي كله، وله فحسب"؛ و"الدولة الفلسطينية" لن تُعرَّف، بأوجهها كافة، إلا بما يوافق "الأمن الاستراتيجي لإسرائيل"، والذي لن يتأكد وجوداً وواقعاً قبل أن يلتهم ويفترس كثراً من الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، و"يُعرِّف" قضيته بما لا يبقي من فَرْق يُذْكَر بين "تعريف" الشيء و"مسخه".

ومع ذلك، فالاتفاق على "المسخ" عبر "لعبة التعريف"، لن يغدو حقيقة واقعة في الزمن السياسي المرئي، فهذا الاتفاق سيكون الغلاف الذي يُغلَّف به "حل عملي انتقالي ومؤقت"، قوامه العودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 28 أيلول 2000، وكأنَّ الحل الذي يتوفَّرون على خلقه من هذا "العدم السياسي"، أي من هذا "المسخ عبر التعريف" للقضية القومية للشعب الفلسطيني، هو الذي بموجب يقف الفلسطينيون في منتصف المسافة بين خطَّي البداية والنهاية، ولكن وهم يعلمون أمرين: الأول هو "النهاية"، شكلا ومحتوى، والثاني هو أنَّ زمناً طويلاً سيُسْتَنْفَد قبل أن تصل أقدامهم إلى "خط النهاية"، الذي ما أن يصلوا إليه حتى يرونه على شكل لافتة كُتِبَ فيها "إنَّها لنهاية مرعبة ولكن لا رعب بلا نهاية"!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب حكومية على -أفيون الفقراء-!
- فوضى الكلام عن السلام!
- أما حان لعمال العالم أن يتَّحِدوا؟!
- تعريف جديد ل -المرأة الزانية-!
- -حماس- تتحدَّث بلسانين!
- من بروكسل جاء الجواب!
- طوفان التصويب وأحزاب سفينة نوح!
- الكامن في شروط إسرائيل -غير التعجيزية-!
- -أحكام عرفية- ضدَّ -الغلاء-!
- مأساة تَحْبَل بانفجار!
- -عالم شايلوك يهوه- أم -عالم شكسبير-؟!
- هل تَعْرِف مَنْ أنتَ؟!
- بن اليعازر يتكلَّم ب -لسان نووي-!
- الغلاء يُولِّد الإضراب!
- -قرارٌ-.. أسأنا فهمه كثيراً!
- الجوع يَحْكُم العالَم!
- أهو حلٌّ قيد الطبخ؟!
- -نجاح- لم يُبْقِ من معنى ل -الفشل-!
- أذِلُّوهم بتجاهلهم!
- قمة بدأت أعمالها بعد إعلان نتائجها!


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - -المسخ عبر التعريف- في مفاوضات سرية!