أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بيان الدفاع عن الماركسية - المحرقة في الدار البيضاء: -الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية-














المزيد.....

المحرقة في الدار البيضاء: -الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية-


بيان الدفاع عن الماركسية

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:46
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


موقع ماركسي

صباح يوم السبت 26 أبريل، اندلع حريق مهول، حوالي الساعة الحادية عشرة، بالمعمل (روسامور للأثاث المنزلي) الواقع بالحي الصناعي ليساسفة، الدار البيضاء، والمكون من أربعة طوابق، والذي كان يشغل قرابة 100 عامل وعاملة.

معمل روسامور الذي ينتج قطع الأثاث المنزلي، يستعمل في نشاطه العديد من المواد الخطرة الشديدة الاحتراق كالغراء وزيت الطلاء والإسفنج، الخ. لكنه يفتقد تماما لأية احتياطات ضد الحريق.

والحصيلة هي احتراق 56 عاملا وعاملة حتى الموت، إلى درجة أنه أصبح من المستحيل التعرف على الأغلبية الساحقة من بينهم. بعدما لم يتمكنوا من الفرار لأن رب العمل يقوم بإغلاق باب المصنع خلال ساعات العمل، كما أن البوابة التي تفضي إلى سطح المعمل مغلقة بسلسلة والنوافذ مسيجة بقضبان حديدية.

وقد أكد العديد من الشهود أنّ ظروف المصنع ونوافذه ساهمت في زيادة عدد الضحايا. حيث وصف أغلبية الناجين المصنع بأنّه كان "مصيدة للموت لا فكاك منها"، في الوقت الذي نقلت فيه الصحف المغربية عن مسؤول في هيئة الدفاع المدني قوله إنّ: "طبيعة تركيبة المصنع أعاقت كثيرا من مهمتنا" وأضاف قائلا: "المرور عبر المداخل كان مستحيلا حيث تمّ وضع حواجز إسمنتية عليها ربما في مسعى لمراقبة العمال ومنعهم من الخروج بأغراض ربما تكون تابعة للمصنع." كل الظروف كانت متوفرة لحدوث المحرقة.

موتهم المأساوي استمرارية لحياة مأساوية هي أيضا. فقد كان هؤلاء البؤساء يشتغلون في ظل ظروف بالغة السوء، أغلبيتهم لا يتوفرون على أية حقوق من قبيل الضمان الاجتماعي والتغطية الصحية ، بل ولا حتى أوراق رسمية تثبت اشتغالهم في ذلك المصنع. كل هذا إضافة إلى أجور الجوع المفروضة عليهم حيث أن أغلبيتهم كانوا يتقاضون ما بين 250 درهم إلى 300 درهم أسبوعيا (حوالي 25 – 30 دولار أمريكي)!

غالبية القتلى الـ56، نساء، حيث أن عدد النساء القتيلات بلغ، حتى صباح الأحد، 35. إضافة إلى العديد من الجرحى الذين أصيبوا بحروق وبكسور وجروح متفاوتة الخطورة بعدما جازفوا بحياتهم بالقفز من علو مرتفع (المبنى مشكل من أربعة طوابق) هربا من ألسنة النيران.

أغلبية الناجين من هذه المحرقة يعانون من اختلالات نفسية لهول ما قاسوه وما رأوه. وحسب تصريحات أطباء نفسيين فإن بعض هؤلاء لن يتخلصوا من مشاكلهم النفسية أبدا.

ليس هذا حادثا معزولا على الإطلاق! فقبله بأسابيع قليلة وقع حادث مروع آخر، أواسط شهر مارس، في ورشة للبناء، قتل خلالها 18 عامل بناء تحت أكوام من الإسمنت والحديد بعد أن انهارت فوقهم عمارة في طور البناء لم تحترم فيها أدنى شروط مواصفات السلامة. كل الضحايا لا يتوفرون على تأمين صحي وغير مسجلين في الضمان الاجتماعي. ومباشرة بعده بساعات قليلة، صباح يوم الاثنين 28 أبريل، شب حريق آخر في مصنع للنسيج في نفس المدينة مخلفا احتراق ثلاثة عمال حتى الموت.

"سلامة العمال وصحتهم هي أخر ما يهتم به المشغِلون!" هكذا قال أحد مفتشي الشغل في تصريح له ليومية مغربية. وهذا بتواطؤ ومساهمة فعلية من طرف كل أجهزة الدولة البورجوازية: الداخلية، الشغل، الوقاية المدنية، الصحة... المسئولة عن تقديم التراخيص لبناء وتشغيل المعامل والمفترض فيها أنها مسئولة عن الرقابة.

وفي محاولة رخيصة لامتصاص الغضب والضحك على الذقون، أعلن نفس هؤلاء المسئولين عن المحرقة، عن تشكيل "لجنة تحقيق" في أسباب وملابسات الحادث، مكونة من نفس هؤلاء المسئولين!!

الطبقة العاملة المغربية وأغلبية المناضلين العماليين والنقابيين لا يزالون واقعين تحت تأثير الصدمة. ويسود جو من الحزن الرهيب. الشعور الغالب هو الذهول والأسى.

هذا طبيعي فحتى جثث أخواتنا وإخواننا المتفحمة لم تدفن بعد والحدث رهيب! لكن ينبغي علينا أن نستفيق بسرعة! ينبغي أن نحول مشاعر الحزن المشروع على رفاقنا إلى غضب طبقي على مضطهدينا، مصاصي دمائنا، المستهترين بحياتنا.

ينبغي على النقابات والأحزاب اليسارية أن تتحمل مسئوليتها وترد فورا وبشكل حازم من خلال تشكيل لجنة منتخبة ديمقراطيا، مكونة من عمال المصنع والنقابات، للتحقيق في ظروف الحادث والضغط من أجل معاقبة جميع المسئولين أيا كان موقعهم. والدعوة إلى تشكيل لجان عمالية منتخبة في جميع المصانع وأماكن العمل لممارسة الرقابة على ظروف العمل والمخاطر التي تحيق بالعمال. والدعوة إلى خوض إضراب عام وطني احتجاجا على ظروف العمل الوحشية المفروضة على العمال ومن أجل تحسين ظروف العمل.

ليست هذه سوى الخطوات الأولى الضرورية للرد على المستفيدين من شقاءنا نحن العمال وبؤسنا وموتنا. لكن الرد الجذري الحاسم رهين بالقضاء على أصل هذه الشرور والمآسي كلها: النظام الرأسمالي. رهين بتنظيم نضالات العمال والفلاحين الفقراء وعموم الكادحين من أجل إنجاز التغيير الاشتراكي للمجتمع.

أيها المناضلون الماركسيون، أيها المناضلون العماليون والشباب الثوري: ليس هذا الحدث سوى تأكيد لما نعرفه مسبقا عن أن الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية، وأنه لا خيار ممكن إلا الاشتراكية أو الهمجية! الهمجية هاهي أمامنا في أبشع صورها، فلنناضل من أجل الاشتراكية!

المصدر: http://www.marxy.com



#بيان_الدفاع_عن_الماركسية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربعون سنة بعد موت تشي غيفارا
- فنزويلا، ستة سنوات بعد الانقلاب
- من أجل سلم متحرك للأجور على الصعيد الأوروبي! من أجل تنسيق ال ...
- دعوة إلى التضامن مع شباب وشعب مصر/اتحاد الشباب التقدمي، مصر
- مصر: السادس من أبريل نيسان، تحضير لأحداث مستقبلية أعظم
- حملة ارفعوا أيديكم عن فنزويلا تنظم أول لقاء لها في مصر!
- حملة تضامنية عاجلة: عمال مصر ليسو وحدهم!
- العراق بعد خمسة سنوات
- عمال مصر ينهضون إلى الإضراب -اضراب 6أبريل- دعوة عاجلة إلى ال ...
- المؤتمر الوطني الثالث عشر للتيار الماركسي: Militante [الفرع ...
- مجموعة اليسار الماركسي-البرازيل- تلتحق بالتيار الماركسي الأم ...
- آلان وودز يتحدث عن المنظورات العالمية لسنة 2008 – الجزء الثا ...
- آلان وودز يتحدث عن المنظورات العالمية لسنة 2008 - الجزء الأو ...
- الرابطة الشيوعية الثورية: حزب -جديد- بدعم إعلامي كبير
- الرعب!
- الأزمة في غزة وسديروت: فلتسقط الصهيونية والإمبريالية والأصول ...
- تدخل الماركسيين الباكستانيين في الحركة التي اندلعت ضد اغتيال ...
- أفكار في مطلع العام الجديد
- العمال المصريون هم مفتاح مستقبل الشرق الأوسط
- باكستان: الحكومة تتستر على الجريمة والجماهير تطالب بالتحرك ض ...


المزيد.....




- “حالًا اعرف” .. زيادة رواتب المتقاعدين في العراق 2024 وأبرز ...
- غوغل تفصل عشرات الموظفين لاحتجاجهم على مشروع نيمبوس مع إسرائ ...
- رسميًا.. موعد زيادة رواتب المتقاعدين بالجزائر 2024 ونسبة الز ...
- التعليم الثانوي : عودة إلى جلسة 18 أفريل و قرار نقابي بإلغاء ...
- صلاح الدين السالمي في الهيئة الإدارية لجامعة النفط:
- اتحاد الشغل بتونس يهدد بإضراب عام بسبب التدفق الكبير للمهاجر ...
- الزيادة لم تقل عن 100 ألف دينار.. تعرف على سلم رواتب المتقاع ...
- Second meeting of the Andean Subregion
- بعد 200 يوم على الحرب.. غزة مدمرة اقتصاديا وصناعيا والجميع ت ...
- “بزيادة حتـــى 760 ألف دينار mof.gov.iq“ سلم رواتب الموظفين ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - بيان الدفاع عن الماركسية - المحرقة في الدار البيضاء: -الرأسمالية هي الرعب بدون نهاية-