هتلر الجديد يقول بدماثة :yes sir

احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية
(Ahmad Saloum)

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:37
المحور: كتابات ساخرة
    

كانت طائرة عسكرية امريكية قد اقلعت من غوانتاناموا سجن العصر الامريكي الجديد حاملة معها سامي الحاج مصور قناة فضائية معروفة وفي الوقت نفسه كانت تصريحات الرئيس الامريكي عن حرية الصحافة وفتح المجالات امام الصحافيين للعمل دون قيود تغرق وكالات الاعلام الامريكية والغربية والعربية منها اليست مفارقة ملفتة للانتباه ام ان وكالات الاعلام الغربية وتوابعها تملك الثقة التامة بغباء متابعها وسذاجته ولاسيما الامريكي بينهم وانه سينتشي وربما تغرورق دموعه وهو يتأمل وجه هذا الرئيس الامريكي وهو يطنب بحق الصحافة وحرياتها وحاملي رسالتها واعبائهم الجسام والحريات حرياتهم تنتهك في كل مكان..
مفارقة ام انها معزوفة مألوفة عهدناها في السياسة الامريكية لمن يتمنعون عن الانصياع لأوامرها بفتح بلادهم وامتصاص ثرواتهم عبر اليات المقامرة والبورصة الامريكية وعبر العمليات المصرفية وسندات الخزينة الامريكية وصفقات الاقتصاد الامريكي الوهمي الذي اغرق العالم في كوارث لاحصر فيها ويغرق العالم اليوم بالمجاعة وسوء التغذية بمقامراته بعد النفط بأسعار المواد الاساسية للمواطن الغلبان الخبز والرز والفول
فرغم ان تقديرات المتداول فعليا هو مئة مليار لبراميل النفط الا ان بورصة ومقامرات نيويورك اوصلت الرقم الى حدود خرافية تكاد تصل الى ثلاثة اضعاف ليتم بلوغه اسعارا قياسية وهمية مع ان المعروض متوفر ويفوق الطلب ..
افتح بلادك اذا لنقامر باقتصادك وبمعيشة مواطنيك لننهبها عبر اليات معقدة على ذوي الاختصاص فكيف على الناس العاديين وهي لاتستثني ايضا المواطن الامريكي بل تدخله رقما ايضا فاله الربح والمال الصهيوني الامريكي لا يعرف مواطنا ولا غريبا
افتح بلادك وانت آمن على كرسيك والا سنخرج من جعبتنا حزمة لها مفعول السحر وهي حزمة الحريات والاعلام والصحافة وسنجعل امبراطورياتنا الاعلامية تبكيك من فرط تأثرنا وسكبنا دوع التماسيح وهي تتلمظ بدماء ضحاياها الابرياء
لا مفارقة فهذا كلام صحيح ان ممارسات الادارة الامريكية متناقضة بل انها تملك الجرأة ان تصرح به بالدفاع عن الحريات الصحفية واحد ضحاياها مصور صحافي سامي الحاج قد خرج للتومحمولا على حمالة ومكبل اليدين كي لايلمس كاميرته مرة ثانية ويصور مشاهد معاناة ضحايا النازية الامريكية بقيادة مستر بوش في احتلالها لافغانستان وامصار العرب والمسلمين ..
لم تبرد ايضا على الجانب الآخر دماء الصحافي الفلسطيني فضل شناعة بل ان العميل الصهيوني النازي لايقل وقاحة عن سيده فقد صوبت الدبابة الصهيونية تماما الى عيني المصور الصحافي شناعة والقت بقذيفتها الجديدة الفتاكة مخالفة كل اعراف القذائف العادية وتعمدت ان تغتال المصور وان تشهد كاميرته على الفاعل
فهذا الفاعل المجرم لا يهاب احدا بل ان لديه دعايته الخاصة والسيطرة التامة على المعلومة والخبر وطريقة حبكته وسيقول ان المصور قد افزع الدبابة وراكبيها في حفلة اغتيال لأطفال ونساء وشيوخ فلسطينيين فصوبوا اتجاهه كي يسكتوه وكاميرته وعينيه انهم غير مرحب بهم ولايهمهم اذا كانت الوكالة رويترز وسيارته واضحة وضوح الشمس بانها صحافة
اقلقني بوش عندما كان يتحدث مع العميل المقتول احمد ابو الريش رئيس عصابات الصحوة الامريكية..
كان يقول له بتواضع: نعم سيدي yes sir
على الفور تخيلت ان ضحاياه يبلغون في العراق فقط مليون ونصف المليون قتيل بين طفل وامرأة ومسن ومدني وليس اخرها مدينة الصدر حيث فقدت خلال ايام الف مدني كان منهم اطفال تنتشل جثثهم من بين الردم..
اقلقني بوش لأنه ليس كحكامنا ليس كالراحل صدام حسين كان الأخير شرسا ويحب ان يهابه من حوله وكان يثير في نفسي المقت كما اي حاكم عربي ومع ذلك في رصيده لم يكن ولا شيئ تقريبا اذا قارناه ببوش
بوش كان دمثا ومتواضع ويقول yes sir لعميل وضيع بل كان فكهاوهو يستغرب ان هذا العميل يتحدث عن اعلام يزور الحقائق وكأن شيئا يخرج دون موافقة السيد بوش وشركات من يمثلهم
بينما الارقام تحاصر هذا المسخ بمليون ونصف المليون من المدنيين قتلتهم اكاذيبه لاحتلال نفط العراق وتشكيل حكومة العوبة هي كارثة للعراق وشعبه فمن رأسها الى ساسها تغرق بمعايير المحتل واولهاالفساد الاقذر في التاريخ وبعشرات المليارات وقتل على الهوية وعمالة تقرف منها احط الكائنات
سامي الحاج لم يواجه بأي تهمة ولم يعرف اي شكل من اشكال المحاكمات بل اغتيال سبعة اعوام من عمره في سجن يعز على النازية ان تصنع مقاييسه وقد بلغ الامر ببعض ضحاياه ان فقدوا عقلهم وباتوا عراة يطلبون من العالم ان يراهم
فهذه هي الحقيقة الامريكية عارية كما هم خارج الزمن والحضارة والانسانية فان العالم سيعرف مصيرا شبيها اذا لم تهزم النازية الامريكية الصهيونية وتقبر في العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين و العالم العربي اولا وفي جميع انحاء الكون وهاهي مقولتهم تصدق فالجوع وحصار غوانتاناموا اقترب من عشرات الملايين واموال مئات الملايين باتت لا تشتري لهم خبزا وقوتا بل ينبغي استثمارها كغالونات طاقة في سياراتهم ومصانعهم الترفيهية لكل شي ولصناعة الموت التسليحية وتصديره وتعميمه خيرا وفيرا للانسانية وليذهب الرز والقمح والطعمية الى غوانتاناموا رهينة ابدية لرأس المال الامريكي الصهيوني
ورغم كل ما سيفعله بوش فانه يعدكم ان يكون لطيفا معكم وانه عند كل حفلة قتل مليونية سيقول لكم بكل لطف وكحمل لاتشوبه اي خباثة: yes sir?

#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات