أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة حديد بريدي - نسمات على ضفاف الراين














المزيد.....

نسمات على ضفاف الراين


خديجة حديد بريدي

الحوار المتمدن-العدد: 2272 - 2008 / 5 / 5 - 10:11
المحور: الادب والفن
    


أهواك كما أهوى نسمات في صيف محرق
عبرت حياتي مثل عبور سحاب في ذات الصيف اللاهب
وتركت نداءات في ذاكرة الجسد المتيبس أشرعة وترانيم
عيناك سحابة حلم غارقتان بأمل ما..أخذت من أمري ما أخذت ...
تركتني كما الريشة أطفو ..وبذات الخفة أتهادى وأسير
طافت أحلام عبر خيوط الأمل .. المتبختر بهدوء
رفعتني فوق الماء وحطت بي في فردوس من رؤيا
صعدت الطرف إلى أعلى ..واستوقف نظري روعة خالقنا , جلت قدرته
بهرتني نصاعته جبينك, لم يتغضن رغم الأحزان..
موسيقى الفرح تناديني
اسمعها من أعلى ذؤابات الشعر نحاسي اللون موشى
أتلمس بعيوني منبته... يتدفق تيار لامرئي... شيء لا اعرفه
ينسل إلى قلبي من بين أصابع كفي
تتهادى كفك تمسح رعشة انفي
وتلامسني نسمات ربيع باردة نوعا ما
تدغدغ وجهي تعبث بالخصلات المتطايرة قليلا
أغمضت عيوني كي أتحقق من ان الفردوس قريب من قلبي
رأيتك وانا مغمضة العينين..كانت نظراتك ترمقني , تغبطني حيث أعوم وأانثال دلالا.. أتبختر فوق محيط من رهف وسلام
أغمضت عيوني, ورأيتك تتوحد في قلبي
ورأيت جبينك يتمدد.. يتسامى
لا أدرك سببا لجنوني في تلك الفسحة من وجهك
فنداءات ونداءات ..تهدر بي , تغريني كي ألمسها
كي أفصح عن شدة وله يشبه في حدته لعب الأطفال .
أفرك كفي ببعض كي أتحقق أني ما زلت هنا ...
واني , وتفصلني عنك الأميال ..أعيش على بعض من حر اللهفة لليوم التالي
أنتظر ويختلج القلب, وتطير فراشات من أكتافي, ويرف حنين غامض مثل وضوح القمح
أهو الحب ’ أم الرغبة أ م شيء ما آخر
لا أدري ..لكن غيابا ما يتمدد فوق فراشي الخاوي
غياب لا يملؤه حضور ما ..
غياب ينتظر حضورا من نوع ما ..
الفتنة تكمن في أن خيالا ما ’يتودد لي .. ويراودني
لكني اعجز عن لقياه ..
أتأمله عن قرب أو عن عن بعد , بل أحشر نفسي في أضيق زاوية كي أتلمسه.. ولكن هيهات...
يهرب مني .. أبدا .يتركني نهبة خيباتي ..
أهرب نحو الحلم لكي أقبضه .. وتنهمر الانهار المتلونة بألوان الطيف
ويبقى خيالك ابدا ..يتعثر بي.. يتلقطني . يدنيني , يبعدني . يهدهد ايماني ... يتعقب ادنى الخلجات ويرفض ان يعتقني لوجه الله.
تماما..و كما المستحيل...
وبشموخ..
يتواضع كي يرسم لي خيط الأيام...
أبي ..ان كان الزمن المتتالي , اياما وسنينا من تعب وشقاء قد اذهب عنك بريق العافية شبابا ..
فانا ما زلت الى اليوم , رسالة شوق كانت يوما قد حملتك على العودة من سفر الغربة
ما زلت الى اليوم فراشة زهر ,عمري ستة اعوام تجلسني فوق رياحين الحب الأبوي الطافح من عينيك ومن كفيك...
ومن سنوات القهر غيابا... كي نشبع , كي نتدفا, و كي نتعلم كيف سنتبدد يوما في دنيا الأصقاع المترامية الأطراف, بعيدا عن ضوء عيونك..
.أبي...
كم يؤلمني رحيلك عن دنياي سريعا وبصمت لا يتسع لاوجاعي
يلزمني زمن لبكاء ونشيج من هذيان الذكرى وفرط الاحزان
يليق بحزني ان اتدثره مرارا وعلانية
رحيلك في هذا الصمت المتجمد والمتكدس كالعاصفة الهوجاء
اتاني كالزوبعة ولكن ..عن بعد ايضا..
فانا المسكونة بال*عن بعد* الى الابد ..تماما, هذا نصيبي من دنياي
لكأني يوم اتيت الى هذا العالم كان نصيبي ان القاك ...ولكن دوما عن بعد.
تختلط الاشياء وتتداخل , لكن عن بعد
فالوالد والزوج وسفر وغياب
والإرث المتروك لقلبي من آيات الزمن المسروق , لماما بالحب وبالأشياء الأخرى يعطيني شعاعا من أفراح اتية يوما. .
لكن جراحا راعفة ما زالت تتدلى من أكمامي .
فانا ,هذي المرآة المشطورة , تطرق ابواب النصف المئوية بعد قليل ,
ما زالت تحمل فيما تحمل بين جوانحها, طفلة رغد تبحث عن حضن للذكرى
عن حب يمنح من دون عناء... وبلا تكليف...
حب يجعل كفا تمسح حزني بلا خجل... وبلا طلب مسبق ..وبدون حسابات
حب يتجلى, ,يتكون ,يتشخص حين يراني امرأة كاملة ...
هل ابحث عن طيف اخر...
لا أدري ان كنت سألقاك ...
لكن ما اعلمه الى اليوم ’ بأني ’ ما زلت كنواس الساعة يتأرجح بين ذهاب وإياب.
وتحرقني اللهفة تتوهج حيث يلامسها طيف ما...
وتغيب وتبرد ثانية. والى أعماق العتمة تهوي ,تتبدد, تتلاشى ..
ستراسبورغ 30/04/2008



#خديجة_حديد_بريدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مقولة_(الكذب ملح الارض) .
- دائما في الرد على صلاح محسن
- من امسيات غربتي
- من أمسيات غربتي
- في الرد على ما ورد في مقال السيد صلاح الدين محسن
- عودة اخرى
- وحيدة أحمل اثقالي
- سوف أحيا


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خديجة حديد بريدي - نسمات على ضفاف الراين