أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله مشختى - مدينة الموصل العامرة امس والبائسة اليوم














المزيد.....

مدينة الموصل العامرة امس والبائسة اليوم


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2271 - 2008 / 5 / 4 - 10:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الموصل تلك المدينة التى كانت عامرة وتزهو كالالق فى ربيعها الجميل كل عام ولهذا كانت تسمى بام الربيعين وكانت تزداد زهوا ورقة وجمالا باهاليها المكون من اطياف عدة فالعرب من المواصلة القدماء والعرب الوافدين اليها من شتى الاصقاع والكرد الذين كانوا يعيشون فيها منذ القدم والذين وفدوا اليها بعد العهد الجمهورى وكذا المسيحيون الذين كانوا يعيشون فيها هم ايضا منذ ازمنة قديمة بحكم مجاورتهم لها وهم يعيشون فى الحمدانية وبعشيقة وبحزانى وتلكيف والقوش وتلسقف والبرطلة وغيرها من القرى والبلدات الكثيرة المنتشرة فى اصقاعها وكذا الكرد الائيزديين والشبك والتركمان الذين كانوا يعيشون باخوة وسلام فيما بينهم يتقاسمون الفرح والحزن والمسرات كأنهم ابناء بلدة واحدة متساوون فى حقوقهم وواجباتهم . كانت المدينة مركزا للحضارة والتجارة ومركزا للاشعاع الحضارى والثقافى والفكرى المزدهر وهى المدينة الاستراتيجية المهمة لتزويد العراق بما يحتاجه سكانها من خبز ففيها كانت منطقة الجزيرة التى كانت تعد سلة الغذاء الرئيسى للعراق وكانت المصدر الممول لبقية العراق اثناء مواسم القحط والغلاء ، وهى التى كانت تربط العراق بباقى حضارات العالم واوربا خاصة ، وكانت تفتخر بجمالها والفرح الذى كان يرسم وجوه سكانها الى عقود قريبة .
نعم ان مدينة الموصل هذه تحولت الى مدينة تسودها الخوف والالام وهى تعيش الان ارهاصات عديدة نتيجة لما تعرضت لها من خراب وتدمير واهمال خلال السنوات الخمسة الماضية فسكانها تهللوا واستبشروا عندما هبت رياح التغيير نحو الديمقراطية والتحرر من الظلم والكبت والحرمان من ابسط مقومات الحياة واعتقدت بان الزمن الاتى هو زمن الحرية والامان وقطع دابر القتل والاغتيال والسجن والتعذيب والتشريد والمهانة وبزغ فجر جديد هو فجر الحرية والتحرر والتطلع الى الامام لتعوض ما فاتها من حرمان فى طريق التقدم والبناء ونشر الفكر والمعرفة نتيجة السياسات الخاطئة للنظام البائد . ولكن وللاسف اصدمت كل امالهم وتوقعاتهم بجدار صخرى صلب عنما راوا ما اصابهم خلال 5 سنوات من القتل والتشريد والعنف الى درجة حرمت جفونهم من النوم خوفا من عصابات مجرمة امست تتحكم بالدينة واهاليها اضافة لانعدام اهم وسائل وخدمات العيش مثل الماء والكهرباء والخدمات الاخرى ان قوى الارهاب التى تسلطت على المدينة وكذلك العصابات الاجرامية قد حولت حياة سكانها الى جحيم لا يطاق اضافة الى احداث اخطر نوع من التفرقة بين سكانها القومى والدينى والمذهبى ، فقد تمكنت هذه القوى الضالة ان تفرق بين الاخ واخيه وبين ابناء المحلة الواحدة بحيث انعدمت الثقة بالكامل بين سكانها واصبحوا يتخوفون من العيش مع بعضهم البعض . لقد تمادت الحكومة العراقية كثيرا واهملت امر هذه المدينة الصامدة وكان الاجدى بها ان تبادر قبل الان الى التحرك كى تنقذ هذه المدينة من هذا الكابوس الجاثم على صدر ابناءه وتحرير انسان الموصل قبل ان تلعب الافة فعلتها افة التخريب والتدمير لاعادة البسمة الى وجوه وشفاه اهاليها الذين عانوا الكثير من الماسى خلال السنوات الماضية ، كى يتمكن سكانها ان يعيشوا بحرية وامان دون خوف من خطف سريع او قتل مباغت وخاصة المسيحيين والكرد المسلمين والايزديين ، على الحكومة العراقية ان تتسارع فى خطاها لتحرير هذه المدينة الجميلة بسكانها من قبضة الارهاب الذى دنس كل قيمها ومعزتها وحولتها الى مدينة مليئة بالاشباح والذئاب .



#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل قانون رواتب موظفى الدولة العراقية
- هل تحولت اجهزة الأمن اللبنانى الى قراصنة ؟
- القانون بين النظرية والتطبيق فى العراق الجديد
- فقراء الامس واثرياء اليوم هل حقا يفكرون مثل ما كانوا بالامس
- الاحداث الاخيرة هل هى صراع مصالح ام صراع مرجعيات ام صراع سيا ...
- ها هى افراح نوروز تمتزج بدماء الكرد من جديد
- السلاح الذى تملكه وجيهة حويدر
- خمس سنوات من الاحتلال ماذا تحقق للعراقيين ؟
- أين وصلت خطط تطهير مدينة الموصل
- الذكرى ال20 لكارثة حلبجة
- المالكى والتشكيلة المقبلة لحكومته
- يوم المرأة العالمى
- القوات التركية تنهى عملياتها العسكرية
- الاجتياح التركى لحدود العراق الشمالية الاهداف والنوايا
- الانتخابات الباكستانية اثبتت ان تحقيق الديمقراطية لا بد من ت ...
- حلال لهم وحرام على غيرهم
- على حكومة اقليم كردستان مضاعفة الجهود مع القوى الخيرة
- واخيرا روسيا تنتبه الى خطورة ايران النووية
- انقلاب 8 شباط الاسود 1963 كان ضربة لديمقراطية الدولة الحديثة
- على القوى الديمقراطية واليسارية ان تتوحد


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالله مشختى - مدينة الموصل العامرة امس والبائسة اليوم