أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة















المزيد.....

أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 04:29
المحور: الادب والفن
    


حياتي تشبه قصة لتشيخوف.
أكثر معارفي، حياتهم قصة عند تشيخوف.
رجل وحيد، بين الضجيج والازدحام الخانق. امرأة يائسة مع الحب وبدونه.
أكثرنا احتراما وتقديرا، من يملك عددا أكثر من الأقنعة.
من أين ينبع الغضب؟
كيف تتوقّف سيول الخيبة؟
هل أنت جدير_ ة بالحبّ؟!
.
.
لي أكثر من ليل
أستند عليه كلما عصتني الذكرى
الليل يصل العذوبة بالعذاب
يحمي ويمزّق
هشاشتي تشبهه
ومخاوفي أيضا
أتّجه صوب الباب، وأعرف
أكثر من أيّ وقت مضى....
من يعرف لا يتكلّم.
*
البيت العربي للموسيقا والرسم في اللاذقية، يستمرّ في الدورة الرابعة لمهرجان المونو دراما، الإخوة دريباتي معلم بارز في اللاذقية، ...مسرح وموسيقا ورسم والعائلة تتّصل بالاحتفال السوري العظيم_ القديم والباقي.
بسبب الزحمة لم احضر العرض الأول، وأما الثاني والثالث....بؤس ثقافي ومعرفي، واحد من المغرب والثاني من العراق....جاؤوا كي يعطونا دروسا في الوطنيّة والنضال!....أيها الأصدقاء المونودراما، موضوع وفكرة ومشاعر، كلها في عوالم الداخل لفرد مستوحد، والأنسب متوّحد.
النشاط الموازي، تعبير لطيف وموحي، ويخفّف من درجة الحرج في حضور سهرات العشاء....وثرثراتنا الجارحة.
هنا نلتقي، أصدقاء من وراء الحدود ومن خارج المحافظة، وأكثرنا في دائرة لا يتعدّى قطرها الثلاث كيلو مترات، ....ولولا هذه الأنشطة الكريمة، لطمر النسيان أكثرنا* نلتقي في عزاء أو بعدما يستهلك الموت ثلاثة أرباع أحدنا، ونادرا ما نلقي النظرة الأخيرة.
.
.
أعود من دوامي في طوارئ الليل، وأقصد بسنادا المكان الذي بدأت أحبّه، تلفون من غسّان نحن في مطعم فينوس، وثاني من مصعب....أطلب من السائق العودة، هؤلاء أصدقائي الملاعين_لو تغيّبت مرة عن دعوتهم_ سيتجاهلونني لسنة وأكثر، الأشرار الثلاثة وينقص جميل فقط، جورج وأسامة ومصعب....هذه كرسيّك، على نفس الطاولة أصدقاء....ياسر ورامي وأبو سعيد الحبيب، وسهير وعلي، ....ووجوه وأسماء أخرى معروفة على التلفزيون نضال سيجري وحسين عباس(من أبطال ضيعة ضايعة)، أجلس مكاني بسبب الحياء بدون مصافحة، ما أزال أرتبك في وجود أكثر من خمسة، فما بالك بعشرين بينهم عدد من وجوه سوريا في الشعر والرواية والقصة والدراما؟
موفق مسعود صديقي في الخمسة بيوت الأخيرة ولأكثر من17سنة، وحتى التلفون بيننا انقطع. يجلس قبالتي، أكرع كأس الريان الكبير دفعة واحدة، ...وأقوم للسلام على الأصدقاء.
هل قرأت سمر دياب، ...لا حسب ذاكرتي قالها موفق بالحرف:إقرأ سمر دياب.
ثم قرأت للشاعرة اللبنانية سمر دياب المقيمة في اسبانيا، وأدعو... لقراءتها.
*

_اليوم أدوّن على مفكّرتي الشخصية:
كلّ قاتل مشروع ضحيّة، والعكس المطابق.
.
.
أين الحبّ في كتابات تشيخوف؟
*
اليوم الثالث في هوى بحري. المكان الهادئ والجميل.
فاديا الصحفية في جريدة الوطن وزيناتي قدسية الممثل، و....كثيرون، ثم هذا الشاب يعرفك....أهزّ رأسي كالحردون، ....نعم، التقينا مع أصدقاء في دمشق، عندما أكذب أهزّ رأسي بصورة مضحكة. تشبه أمجد ناصر كثيرا، ...عبد الناصر حسّو،
يعاتبني الصديق، عينه في عيني_ألم تتذكّرني؟! مع نبرة غضب، لن أذكّرك بلقائنا السابق.
ولكن صديقي هيثم سليمان، أول مثلّث التسعينات المرح(هيثم وياسر وحسين)، أيضا تفرّقنا في اللاذقية ونلتقي بالمناسبات، المؤلمة غالبا_ يخبرني :التقيتم في السجن.
يا....عبد الناصر حسّو....يا صديقي اللطيف سامحني. أعمل بكلّ طاقتي الواعية لأحذف عشر سنين من عمري ذاكرتي معها، ويبدو أنني نجحت_وأنت البرهان.
.
.
هذه دلال في غنى عن الكنية....دلال هل أحد في ثقافة اللاذقية لا يعرف دلال!
كتبت لها قصيدة(على قاعدة التمثال)....وأكمل التعريف لهيثم بدلال وقصيدتها:
دلال هي حوّاء ورمز الأم وليليت والمرأة ذات الهوى اليساري، دلال زينتنا.
وفي القصيدة حاولت أن ألعب ....فكتبتها في عزّ السكرة ونشرتها بلا مراجعة.
.
.
حتى مع وجود دلال وهيثم وعماد أيضا، ....يتسرّب الملل إلى عظامي.
رامي ومصعب كعادتهما، يخلطان الجدّ بالمزاح....ويحلو لهما اللهو، عندما أعود إلى المنطق والوعي....بعد ذكر كلمة شعر ولمرة واحدة.
أغادر مع هيثم، حقيقة متعب من السهر المتواصل، وأريد حجّة لأنسحب. فعلتها.
.
.
أوقف التاكسي على دوار بسنادا.
أشعل سيجارتي بمتعة غامرة، حتى بعد منتصف الليل....شجر بسنادا الأخضر يبعث البهجة في النفس. المرور أما دكان ومصطبة خليل ديّوب وعائلته، ثاني عائلة كبيرة أحبّها بالجملة، ...الأب يعزف على العود، والأولاد الشباب مع الصبية الجميلة ومع زوجة الأب....في حالة انسجام ويرشح الحبّ والفرح من العيون الطيبة.
أعرف أن أبو حمادة، شريّب عتيق، ....أعرفهم من كلمة، من نظرة.
أصدقائي على مائدة الشراب، أعرفهم أكثر من أصدقائي في الكتابة والشعر.
*
هذه بسنادا الحقيقية. بسنادا في العظم واللحم والبصمة والهواء والهوى.
بسنادا التراب والحجر والزيتونة، بسنادا المتّصلة بالاحتفال السوري العظيم.
هذه بسنادا التي وقعت في حبّها.
ليت صديقيّ نور الدين بدران وسلمى دليلة، عرفوا بسنادا هذه، قبل رحيلهم الفاجع.
.
.
أيضا بسنادا_فاتح جاموس وجهاد نصرة وأكثم نعيسة ونضال وجهاد...وأشهرهم عارف دليلة_ لكنها بسنادا الثانية ربما الثالثة، لكن بسنادا الأولى، وجهها وصورتها وزمرة الدم الأساسية فيها، هم أصدقائي هذا المساء الساحر.
بعد المستوصف، ثاني بيت على اليمين، ....عزف شجيّ على العود مع صوت غناء ثلاثي، ....أتوقّف أسترق السمع...أشعر بالسعادة الغامرة، كم أرغب لو يسمحوا لي بالانضمام لهم ....ولو ربع ساعة، اشعل سيجارة ثانية...وأدندن أغنية "جفلة " الأشهر في الساحل السوري...وعندي هي الأجمل والأحبّ.
.
.
أهلا ووقف الثلاثة قبل أن أنطق، مسا الخير يا أصدقاء، ....
ترحيب وحفاوة، محبّة تطفح من العينين والوجه ....أهلا ايها الغريب(قلتها في نفسي).
لم أكن في يوم_الصديق والنديم والمحبوب...أكثر مني الآن، بعد دقيقة!
من الثلاثة فقط خليل، نتبادل التحية على الماشي، صاحب البيت والصديق الثالث_ ونسيت الاسمين، لم نتلاقى من قبل.
كأسي الميماس دفعة واحدة. الميماس أخو الريّان الأصغر.
_كنت سأسمّي ابني كرم، ريان...أخبرني خليل ضاحكا وأنا اسأل عن الريان.
.
.
في سهرة نادرة مثل هذه، يحضر معي جميع من عرفتهم.
تحضر فريدة السعيدة، وتحضر حبيبتي الأولى وحبيبتي اليوم، صديقتي وأصدقائي حضروا جميعا وغنّينا وشربنا الميماس حتى الثمالة.
حضر أبي من قبره وأبوه وجده، حضر إخوتي وأعدائي، حضر زملائي في الشعر وزملائي في اليسار واليمين، حضرت أمي وغنّت بصوتها العذب....بالفعل حسين عجيب بلا أعداء ويتبادل الحبّ مع الجميع. ....اشرب يا حسين أفتح التلفون ودع حبيبتك وصديقتك تحتفل، أصدقائك أيضا.
هي سهرة العمر.
*
بعد وصلة نتعارف.
صاحب البيت شاعر أغاني، خليل موسيقي شفّاف، المطرب صوته ضعيف قليلا.
أنا الجمهور، وانفجرنا بالضحك.
ضحكنا وضحكت معنا الأرض والسماء، قبور بسنادا اهتزّت من الضحك.
كان ينقصنا الجمهور فعلا، نطقها الثلاثة معا بأداء أفضل من ممثلّي المونودراما، مع احترامي. وأنا الجمهور فعلا، صفّقت كما لم أصفّق في حياتي، رقصت، هززت، طيّبت وأفرغت آخر قطرة عرق، ، وغنيّت.
.
.
يرتفع الغناء
ينتشر الفرح
والضحك يعلو



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جوني ووكر والدريوس في قصيدة نثر_ثرثرة
- تحت وطأة الزمن_ثرثرة
- عشرون حاجز-أمان-ضدّ الحبّ_ثرثرة
- صباح جديد، آخر في بسنادا_ثرثرة
- وراء الصورة_ثرثرة
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - أنا الجمهور....السقوط في حبّ بسنادا_ثرثرة