أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - نحو مفهوم جديد للعروبة














المزيد.....

نحو مفهوم جديد للعروبة


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 10:26
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


انتشرت في السنوات الأخيرة الدعوات لبلورة مفهوم جديد للعروبة يزيل عنها غبار الشوائب التي علقت بها على مدار عقود متواصلة عايشت خلالها أخطاءً أرتكبت باسمها وأفكارًا شمولية ارتدت عباءتها.

أعتقد أن أكبر ضربة تلقتها العروبة كانت من قبل "القوميين العرب" الذين حصروا مفهومها في إطار سياسي ضيق معتبرين العروبة "قومية"، وهم بذلك ارتكبوا أكبر جريمة بحقها برغم أنهم يدعون "الذود عن حياضها"، ذلك أن العروبة تتعدى كونها "قومية" لتكون هوية حضارية وثقافية تجمع مختلف الشعوب الناطقة بلغة الضاد.

لفهم حقيقة "الفكر القومي العربي" من الضروري الرجوع إلى ينابيع "الفكر القومي" في أوروبا العائدة جذوره إلى القرن التاسع عشر للميلاد الذي شهد صعودًا كبيرًا للأفكار القومية، فراحت الشعوب الأوروبية تطالب بحقها في تقرير مصيرها على أساس أن كل شعب منها ينتمي أبناءه إلى قومية واحدة. تلقفت كوكبة من المفكرين العرب "الأفكار القومية" وأخذت تدعو إلى "الوحدة العربية" وإنشاء دولة عربية واحدة من المحيط إلى الخليج بحجة أن العرب "أمة واحدة" تجمعها كل مركبات القومية بمفهومها الأوروبي الحديث. وبناءً على هذا الفكر قامت عدة محاولات "وحدوية" بين عدد من الدول العربية انتهت جميعها بالفشل الذريع.

تعود أسباب هذا الفشل برأيي إلى إغفال "القوميين العرب" لمفهوم "العروبة التاريخية" التي شكلت الوعاء الحضاري لشعوب المنطقة العربية على مدار قرون من الزمن وكانت -وما زالت- تمثل رابطة جماعية لهم في مختلف أماكن تواجدهم. إلا أن هذه الرابطة لا تصل إلى حدود "القومية" كما يدعي "القوميون العرب"، لأن الهوية العربية تجمع تحت عبائتها عدة شعوب وأمم قاطنة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لكل شعب منها خصوصيته القومية المختلفة عن الشعوب العربية الأخرى.

المطلوب هو تبني مفهوم جديد للعروبة يكون مؤسسًا على الهوية العربية المشتركة التي تلتف حولها مختلف الشعوب الناطقة بالعربية، مع الأخذ بالإعتبار الخصوصيات القومية التي تنفرد بها كل دولة عربية، بمعنى أن الأوطان العربية هي دول مستقلة ذات سيادة وليست "أقطارًا مؤقتة" أو "كيانات مقتطعة من الوطن العربي الكبير" بحسب الفكر القومي العربي.

أضف إلى ذلك أن "العروبة الجديدة" يجب أن تكون أكثر إنسانية ومنفتحة على بقية ثقافات العالم في ظل "العولمة" التي تحتم على مختلف شعوب الأرض التواصل فيما بينها من أجل المشاركة في بناء الكون الإنساني الكبير.

العروبة من المفروض أن تكون بنظر المعلم كمال جنبلاط "وسيلة أخرى للالتقاء مع الآخرين، للانفتاح على ماهيتهم وهويتهم، للانسجام في حياتهم، للإسهام في عيش الجماعات كلها القاطنة فسحة هذه الأرض الصغيرة". وليست "أداة انكماش أو عزلة، أو قطبًا مثيرًا دائرًا على نفسه، محتجبًا ومنزويًا في أنانية ذاته".

كذلك من المهم أن ترتكز العروبة على النهج الديمقراطي السليم الذي يعطيها صبغتها الحضارية والتقدمية، فالديمقراطية باتت معيارًا هامًا لتحديد مدى نجاعة أي فكر أو تصور يتعلق بحياة الشعوب والأمم.

لقد ثبت أن القومية العربية ليست إلا خرافة من عالم الخيال لا تمت بصلة للواقع. والبديل الحقيقي لها هو "عروبة إنسانية حضارية تصالح العرب مع ذاتهم ومع العالم" و "نظام عربي يحترم الهويات والمصالح والسيادة الوطنية" وفق ما ذهبت إليه قوى الـ 14 من آذار في لبنان.








#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية في الديمقراطية
- الانتخابات لبلدية شفاعمرو مهزلة طائفية- عائلية
- وثيقة 14 آذار السياسية: نظرة جديدة للبنان والمنطقة
- التلاقي بين المشروعين الإسرائيلي والأصولي
- الرفيق كمال بك: المعلم الخالد
- وليد جنبلاط وثقافة الحياة
- نهاية العهد الأسود!
- أحداث البقيعة وتهافت الزعامة الدرزية التقليدية
- لا قيمة للتواصل إذا لم نكن أحرارًا
- الدروز بين التجاذبات الدينية والقبلية والمدنية
- ذكرتان لقضية واحدة : الحرية
- معك يا سنيورة
- وداعًا يا بيار الجميل .. شهيدًا لأجل لبنان
- خلط الدين بالسياسة خطيئة كبرى
- ثبات السياسة الإستقلالية العربية في مواجهة الأطماع الأمريكية ...
- قبول الآخر كبديل لحوار الحضارات وتصادمها
- حول الإشكالية الطائفية في شفاعمرو
- نقاط الرئيس السنيورة السبع هي الحل الأمثل للأزمة الحالية
- عام على المجزرة .. وماذا بعد ؟!!
- حزب الله وغياب الدولة الفعلية في لبنان


المزيد.....




- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...
- احتجاز رجل بالمستشفى لأجل غير مسمى لإضرامه النار في مصلين بب ...
- برازيلية تنقل جثة -عمها- إلى البنك للحصول على قرض باسمه
- قصف جديد على رفح وغزة والاحتلال يوسع توغله وسط القطاع
- عقوبات أوروبية على إيران تستهدف شركات تنتج مسيّرات وصواريخ
- موقع بروبابليكا: بلينكن لم يتخذ إجراء لمعاقبة وحدات إسرائيلي ...
- أسباب إعلان قطر إعادة -تقييم- دورها في الوساطة بين إسرائيل و ...
- الرئيس الإماراتي يصدر أوامر بعد الفيضانات


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - مهدي سعد - نحو مفهوم جديد للعروبة