أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بولس رمزي - الدوله الدينيه ومخاطر تفتيت دول الشرق الاوسط















المزيد.....

الدوله الدينيه ومخاطر تفتيت دول الشرق الاوسط


بولس رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 2270 - 2008 / 5 / 3 - 07:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


النمو المتزايد الملحوظ قي بلدان منطقة الشرق الاوسط يضع هذه الدول امام مخاطر من المؤكد تحققها في حال استمرار هذا الخطر الداهم المتمثل في الاتجاه وبقوه الي الدوله الدينيه بالقاء نظره علي دساتير معظم بلدان المنطقه فنجدها تعطي الدوله الصبغه الدينيه وهنا لانكتفي بالنصوص الدستوريه ذات الصبغه الدينيه لكن الاهم من ذلك الثقافه السائده بين شعوب ومجتمعات المنطقه التي التقفتها جماعات التطرف والغلو الديني بعد ان فقدت هذه الشعوب الثقه فيحكوماتها لذلك فان حكومات دول المنطقه بتصرفاتها الغبيه فقدت مصداقيتها وساعدت جماعات الغلو الديني في اصطياد شعوب المنطقه الي التوجه الديني المتطرف تحت شعار "الاسلام هو الحل" تميهدا لوصول هذه الجماعات الي كرسي الحكم في خطط هادئه ومدروسه تعتمد علي كسب ارضيه جماهيريه كاسحه وفي غفلة وضعف الحكام يتم القفذ علي كرسي الحكم واختطافه

وما حدث في تركيا خير مثال علي هذه الجماعات التي ركبت موجة الديموقراطيه تمكنت من اختراق مؤسسات الدوله التركيه وتمكنت من اختطاف البرلمان التركي والحكومه التركيه وكذلك رئاسة الجمهوريه تحت غطاء ان هذا الحزب الديني في تركيا اعلن في اكثر من مناسبه انه يؤمن بعلمانية الدوله ويكرس هذا التوجه العلماني ووعندما استلم مقاليد الحكم في البلاد قام بتعديلات دستوريه تتنافي مع الدوله العلمانيه وتكرس الدوله الدينيه فان هذه الجماعات تهادن وتكذب ولا تغير من اهدافها وان غيرتها ظاهريا لكن سوف تكون اهدافها الاصليه هي الاهداف الرئيسيه والتعديلات الظاهريه ماهي الا اكاذيب وخداع

لمتابع الامور في منطقة الشرق الاوسط نجد مخاطر الدوله الدينيه تحدق بنا من كل جانب علي النحو التالي:

أ – لاننسي هياج وثورة الحكومات العربيه عندما كرس الرئيس الامريكي جورج بوش في تصريحاته بان اسرائيل دوله يهوديه فان كل الدول العربيه تعترف بوجود دولة اسرائيل وقد تخلت عن مبدأ القاء اسرائيل في البحر لكنها لاتقبل بان تكون اسرائيل ذات الاغلبيه اليهوديه بان يطلق عليها دوله يهوديه مستخدمة في ذلك المعاهدات والمواثيق الدوليه في شان حقوق الانسان حيث ان المجتمع الاسرائيلي يحوي علي بضعة الاف لا يدينوا بالديانه اليهوديه وهذا يتنافي مع المواثيق الدوليه في هذا الشان وانا مع هذا ولا اقبل بان تكون اسرائيل دوله يهوديه بل من الافضل ان تكون دوله ديموقراطيه مدنيه ولكن في المقابل هل ستتخلي مصر عن الماده الثانيه من الدستور التي تنص صراحة علي ان مصر دوله اسلاميه بالرغم من ان المجتمع المصري يحتوي علي اكثر من خمسة عشر مليونا من الاقباط الذين لايدينون بالاسلام!!!! هل ستغير مصر هذه الماده العنصريه لتكون مصر دوله مدنيه ديموقراطيه وتبعد الدين تماما عن الدوله ؟؟؟

ب – نجد في لبنان المشكله الكبري التي تبرهن مخاطر الدوله الدينيه بامتياز بالرغم من ان الدستور اللبناني لاينص علي ان لبنان دوله تنتمي لاي دين لكن في مضمونه كرس الدوله الطائفيه وتداخلات القمم الدينيه في المنطقه ساهم بشكل كبير جدا في تمزيق الدوله اللبنانيه فنجد الوهابيه السعوديه السنيه تعم بكل قوتها الطائفه السنيه في لبنان بقيادة سعد الحريري وكذلك الدوله الايرانيه الشيعيه تدعم الشيعه في لبنان بقيادة حسن نصر الله ونبيه بري وكذلك نجد اوروبا وامريكا يدعمون المسيحيون الذين انشئت الدولة البنانيه في الاساس من اجلهم وهنا نجد ان لبنان ممزقا ضائعا بين القوي الثلاث غير قادر علي انتخاب رئيسا له وبالتالي فنحن في لبنا امام احد خيارين:

الخيار الاول : التخلي عن الدوله الطائفيه
الخيار الثاني : تقسيم لبنان
ولن يقبل اي طرف من الاطراف الثلاثه الفاعله في لبنا خيار التخلي عن الطائفيه وسوف نجد انفسنا اما الخيار الثاني وهو خيار التقسيم والتفتيت

ج – الدوله العربيه الكبري مصر ليست اوفر حظا من غيرها فنجد في مصر جماعة الاخوان المسلمين يلعبون بنفس الطريقه التي استخدمها حزب العداله الاسلامي فانهم يعدون انفسهم للقفز علي السلطه في مصر مستخدمين الضغوط الدوليه علي الحكومه المصريه في المزيد من الديموقراطيه للقفز علي السلطه التي فقدت البقيه الباقيه من مؤيديها وهنا نجد الحكومه المصريه تعلب علي جميع الحبال بالرغم من وجود الماده الاولي من الدستور التي تكرس المواطنه والديموقراطيه وكذلك الماده الخامسه التي تحظر قيام احزاب او جماعات سياسيه علي اساس ديني فنجد ان الماده الثانيه من الدستور المصري تضع مصر في مصاف الدول الدينيه في المنطقه والاغرب من ذلك في انتخابات مجلس الشعب السابقه نجد مرشحي الحزب الوطني الحاكم نفسه يروجون لدعاياتهم الانتخابيه مستخدمين نفس شعارات الاخوان المسلمين ونجد الحكومه المصريه علي لسان احمد نظيف في المؤتمرات الدوليه يصرح بان مصر دوله علمانيه وهنا كيف تكون مصر دوله علمانيه او مدنيه في ظل ماده دستوريه تقول ان الاسلام دين الدوله ومبادئ الشريعه الاسلاميه هي المصدر الرئيسي للتشريع ؟؟ وكيف تكون مصر دوله اسلاميه وهناك شريحه كبري من شرائح المجتمع المصري لايدينون بالاسلام ولا يقبلون هذه الماده واتحدي ان يقول قبطي واحد بمحض ارادته دون ضغوط واملاءات انه يقبل هذه الماده العنصريه
والطامه الكبري في مصر اذا تمكن الاخوان المسلمين في الاستيلاء علي السلطه في مصر فاننا سوف نجد انفسنا في مصر امام احد خيارين:.
الخيار الاول : التخلي عن الدوله الدينيه
الخيار الثاني : تقسيم مصر بين المسلمين والاقباط

ولذلك سوف نجد ان جماعة الاخوان المسلمين في حال سيطرتهم علي الحكم لن يتخلوا عن الدوله الدينيه في مصر وبالتالي سوف تكرس الدوله الدينيه مبدأ تقسيم مصر وثرواتها بين المسلمين والاقباط

د – اما السودان فقد تم تقسيمها في الواقع الفعلي الي ثلاث دول محددة المعالم والهويه فنجد دوله للمسيحيين في الجنوب ودوله للمسلمين من اعراق غير عربيه في اقليم دارفور في الغرب وسوف نشهد ايضا اضطرابات قريبه للاعراق التي تسكن منطقة شرق السودان ليتبقي من دولة السودان الجزء المتبقي في الوسط ولا يفوتنا في ان اهم اسباب تفتيت دولة السودان التوجه الديني لحكومة حسن البشير الذي ساهم بشكل اساسي في تقسيم السودان الذي كان سلة غذاء العالم الي ثلاث دول من اديان واعراق مختلفه ومتباينه

ه – بالنسبه للمغرب فنجد جبهة البليساريو تناضل من اجل ان يكون لهم دوله باسم الجمهوريه الصحراويه وذلك بسبب اختلاف اعراقهم عن الاعراق العربيه واحساسه بانهم مهمشون في كيان الدوله المغربيه ولا يشاركون في حكم المغرب وبالتالي فان المغرب ايضا متجهه وبقوه نحو التقسيم الي دولتين

و – في اليمن نجد الحوثيين يسببون صداعا للحكومه اليمينه ايضا وهؤلاء لاختلاف انتمائهم الطائفي الديني مع الانتماء الديني للدوله ويقاتلون من اجل الانفصال عن اليمن واقامة الدوله الدينيه هناك

ز – ولن تسلم سوريا من هذه المخاطر فان الحكومه السوريه تنتمي الي الطائفه العلويه وهم اقليه في المجتمع السوري الذي يمثل السنه فيه الاغلبيه الساحقه ولا ننسي اكراد سوريا وحلمهم في اقامة دولة كردستان فسوف نجد في القريب انفلات طائفي وعرقي في سوريا سوف تدعم السعوديه السنه في سوريا وسوف يكون نجاح اكراد العراق في تنمية اقليم كردستان العراق عاملا كبيرا في تشجيع اكراد في كل من سوريا وتركيا وايران في الانسلاخ من هذه الدول لتكون لهم دولتهم المتحضره بعيدا عن التوجهات الدينيه المتخلفه في هذه الدول فان الاكراد يرفضون العيش في دوله دينيه بالاضافه الي انهم يرغبون في العوده الي دولتهم وحضارتهم الا ان الدوله السوريه تقمع بكل قوتها كل من الاكراد والسنه ولكنها لن تسطيع الاستمرار في هذا القمع طول الوقت لانها سوف تكون قضية تقسيم سوريا معرضه للتدويل كما هو الحال في اقليم دارفور في السودان


ر – اما بالنسبه للسعوديه ودول الخليج فنجد ان المنطقه الشرقيه في السعوديه ذات اغلبيه سكانيه شيعيه سو تساهم ايران في اختراق هذه المنطقه للتحرر من النظام الوهابي السعودي وان تكون لهم دوله شيعيه خاصه بهم في المنطقه الشرقيه السعوديه الغنيه بالنفط وكذلك الحال في جميع دول الخليج فهناك اختراق ايراني متمثلا في ابناء دول الخليج من الطائفه الشيعيه يمثلون قاعده كبري لايران في ان تساهم في تفتيت دويلات الخليج الي كانتونات شيعيه

س – اما بالنسبه للعرق فحدث ولا حرج فنحن نجد ان الدوله مقسمه فعليا الي ثلاث اقاليم متناحره مقسمه علي اساس ديني وعرقي فاننا نجد ان الشيعيه يسيطرون علي جنوب العرق والسنه يسيطرون علي الوسط اما الاكراد فهم يسيطرون علي منطقة شمال العراق في حكم ذاتي واضح المعالم ونجد ان المنطقه الكرديه تمثل افضل مناطق العراق تحضرا وتنميه وهدوءا نبيا عن المناطق الاخري حيث ان الاكراد لا يقيمون دوله دينيه فهم يكرسون النظام العلماني علي مناطق نفوذهم وبالتالي هم بعيدون كل البعد عن تناحرات سنة القاعده وشيعة جيش المهدي وان اي احداث امنيه تحدث في المناطق الكرديه تكون بايادي اصحاب النعرات الدينيه

اخيرا :

مما تقدم سوف نجد ان طوق النجاه لمنطقة الشرق الاوسط باكملها يتمثل في " علمانية الدوله " فان العلمانيه توحد ولا تفرق تحدد هدف للدوله ككل وليس لفريق علي حساب الاخر وبالتالي لابد وان تتجه كل دول المنطقه وبقوه نحو العلمانيه لانه لايوجد خيار اخر سوي تفتيت المفتت وتجزئة المجزأ والتناحر والحروب واسالة المزيد والمزيد من الدماء باسم الدين سوف تدخل المنطقه الي ظلام دامس وسوف تتخلف دول المنطقه اكثر مما هي عليه الان من تخلف وسيظل شعاري دائما هو "العلمانيه هي الحل"



#بولس_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصفقات السوريه الاسرائيليه الي اين؟؟؟
- العرب ضائعون
- قمة الضياع العربي
- هذا هو نموذج الدوله الوهابيه السعوديه
- الوهابيه السعوديه ونموذج الدوله الاسلاميه
- ضياع حقوق الاقباط في حلسات الصلح العرقي
- حوار مع بروفوسيره وهابيه
- الاسلام دين الدوله!! والشريعه الاسلاميه المصدر الرئيسي للتشر ...
- العقائد الدينيه اصبحت اوراقا سياسيه
- فخامة الرئيس مبارك هل المسيحيه دين كفر؟
- الجميع ارتدوا عباءة الدين
- الحريات الدينيه – الحكومه المصريه – ألأقباط
- قانون الصحافه المصري يحمي من؟
- العرب والديموقراطيه
- الاسلام دين ودوله
- التوأم أندرو وماريو
- ايران - سوريا - حزب الله - حماس
- الوصفه السريه للحالمون بالشهرة والمال
- جريمة اغتصاب الطفله -هند- التي هزت وجدان العالم
- ذكري مرور عام علي النصر الالهي المزعوم


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - بولس رمزي - الدوله الدينيه ومخاطر تفتيت دول الشرق الاوسط