أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مرحلة مابعد صدام















المزيد.....

مرحلة مابعد صدام


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 704 - 2004 / 1 / 5 - 07:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ثمة أستحقاقات تترتب على العراق في المرحلة التي تلي سقوط السلطة والقبض على الرئيس البائد الهارب في جحور العوجة والدور ، هذه الأستحقاقات والنتائج ينبغي التمعن بها ومعالجتها المعالجة العقلانية وفق حجم المحنة والكارثة التي يمر بها شعب العراق ، ومع حجم حالة العداء والكراهية والتمنيات بما لايسر التي تكنها فئات أختلطت عليها المواقف أو وجدت أن العراق صار ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات أو انها فقدت مصدر من مصادر تمويلها وأن كان على حساب الم ودماء الضحايا العراقيين  ، بالأضافة الى ظهور أصوات داخلية  داعية لتأجيج الثأر والأنتقام والحساب الخارج عن القانون والدعوة للقتل وتسييد حالة الأحكام غير المدروسة ومحاولة الشروع بهذه الأفعال  ، بالأضافة الى بروز شروخ عميقة داخل المجتمع العراقي لابد من مداواتها بمراهم واقعية وقرارات جماعية فقد عمد الطاغية الى تخريب متعمد لمنظومة القيم العراقية والأمعان في شطب القيم الخيرة والطيبة واحلال قيم هزيلة وهجينة ولاتليق بالعراق كان الطاغية يعتبرها القيم المثلى بالنظر لأفتقاره لتعلم القيم العراقية الأصيلة لوضعه الشخصي أو النفسي أو بنية التخريب الأجتماعي المتعمد  ، وبروز أصوات تتبرقع بأسم الدين وبأسم معاداة الأحتلال وبأسم العراق الجديد وهي تحاول أن تنهش في جسد العراق ، بالأضافة الى وجود مغتنمي الفرص والراكضين نحو المناصب ووهم المراكز الوظيفية بأعتبار أن العراق أصبح خال من الطاقات والكفاءات وأغتنام هذه الفرص للأغتناء ولو على حساب العراق .
ثمة أستحقاقات كثيرة ستبرز كنتيجة طبيعية ومنطقية لما سيصير اليه الحال مابعد صدام .
وبالرغم من مرور أشهر طويلة على نهاية سلطة صدام فأن بوادر التعثر وملامح السير بخطى بطيئة وقاتلة يوحي بأن المشهد العراقي سيبقى مرتبكاً لأمد طويل ، ويمكن أن تقع المسؤولية على عاتق القوات المحتلة التي يتنازعها رأيان الأول رأي يقول بضرورة رحيلها وخاصة بعد أن تمكنت من القبض على رأس السلطة  مهما كانت النتائج ودون التفكير في عدم وجود ألية الأستقرار الدستوري والأمني وأستقرار الأوضاع ، والثاني ينادي ببقاء قوات الأحتلال حتى تستكمل مسؤوليتها في تمكين العراقيين من ترتيب أوضاعهم ومن ثم وضع منهج لرحيل القوات المحتلة وأستعادة السيادة للعراقيين .
أن كلا الطرفين لايريد بقاء المحتل الأجنبي ويتمنى رحيله بأسرع مايمكن الا أن الرؤى والطرق تختلف هنا .
القوات المحتلة ترتكب أخطاء تدلل على أن هذه القوات بأرتكابها هذه الأخطاء العراقية تساهم بشكل فاعل في أستمرار حالة الفوضى وعدم الأستقرار وحاجة العراق لبقاء القوات المحتلة ، قرارات من شأنها أن تربك مفاصل الحياة كان من المنطق أن تترك معالجتها لأهل العراق فهم أدرى بتفاصيل وجعهم وحاجتهم الملحة في بناء بلد كل مافيه مخرب ومبعثر .
وأقدمت قوات الأحتلال على خطوات توقعها في مطبات قد تبدو للعيان أنها غير مدروسة أو غير واقعية ولكن واقع الحال يدلل على انها مقصودة بدليل الأصرار على الأستمرار بالعمل وفق مقتضياتها ، فحل الجيش على سبيل المثال كان خطوة من الخطوات التي أجمع كل أهل العراق عنها أنها ضرر وخسارة في الوقت الذي كان يمكن تصفية الجيش من العناصر التابعة للطاغية البائد أو ممن أرتكبوا الجنايات لمحاكمتهم وأستغلال بقية الوحدات العسكرية وأعداد من هذا الجيش في حماية الوطن داخلياً وخارجياً في وقت هي أحوج ماتكون الى هذه الحماية ، كما أن اقدام قوات الأحتلال على تسليم مناصب حكومية الى عناصر قيادية ومتهمة من قيادات الحزب التابع الى السلطة يدلل على أنها لم تكن تعمل دون خطة أو قصد ، ويمكن أن يكون القرار الذي أصدرته القوات المحتلة بتخفيض الرتب العسكرية لمنتسبي مديرية مرور نينوى من القرارات ليس فقط المجحفة وغير العادلة وأنما الطريفة والمقصودة حين يصير المقدم نقيباً والملازم شرطي .
لن تكن القرارات التي تصدر دون وعي أو تخطيط مطلقاً وهذه القرارات بمجملها تعيق عملية الرسم لأستعادة السيادة التي حددها قرار مجلس الأمن الأخير بحق العراق ، ويزيد من الوضع العراقي المتشابك والمربك أرباكاً .
مضت شهور عديدة طويلة ولم يبدء مشروع المصالحة الوطنية وهو ضرورة من الضرورات الوطنية لتصفية وتنقية الأجواء وحفظ أرواح الناس ودمائهم وحماية الأبرياء من تجاوزات المغرضين والعابثين ، مضت شهور عديدة لم نطلع على المشاريع التي كتبتها لجان الدستور كمسودة لغرض مناقشتها وأضافة ماتستطيعه الناس عليها من أضافات لغرض أغناء المشروع والمساهمة الوطنية والفاعلة في أثراء نصوصه .
أن العراقي بصرف النظر عن توجهاته السياسية لايتمنى بقاء المحتل على ارضه ويحلم بأن يستعيد سيادة بلده الذي رضخ للأحتلال تحت وطأة سياسة الجلاد العراقي والذي أعطى التبرير والحجة في التدخل العسكري والأصرار على التمسك بالسلطة تبريراً لقيام الحرب التي شنتها قوات الأحتلال ومن تحالف معها .
أن عملية التحقيق مع المتهم الطاغية العراقي ومحاكمته بعد ذلك لاتشكل الأمنية الأخيرة للعراقيين مع أنها تشكل لهم قضية مهمة ، فالعراقي يجد أن الخطوات التي لاتتناسب مع هذه الشهور الطويلة دون أن نجد مايفيد الدعامة المستقبلية للبناء والأعمار العراقي في المستقبل ، من المؤكد أن نكون بحاجة الى منظومة أتصالات متطورة ولكننا بحاجة الى وحدات سكنية عاجلة وملحة وجاهزة للفقراء في كل مدن الفقراء اكثر من هاتف الثريا ، ونحن بحاجة الى معامل لأنتاج الخبز للفقراء وبأسعار مدعومة أكثر من حاجتنا لتعلم أساليب الأنتخاب والتصويت ، العراقي بحاجة الى أن يتلمس وسائل وقرارات عملية تضمن له ولعائلته العيش كأنسان وبكرامة ويحلم بأن يحصل على المنتجات النفطية في بلد يعوم على النفط بيسر وأن تصل قنينة الغاز الى بيته أذا احتاجها بدلاً من الركض والسوق السوداء ، العراقي بحاجة لتوعية دينية وثقافية تبعده عن اللطم على كل شيء وفي كل المناسبات دون سبب معقول .
يترتب على العراقي أن يتوحد في عملية البناء والأعمار وبأستقرار الأمن والأوضاع بمساهمة وجدانية من أصغر وحدة أجتماعية وداخل كل مدينة مساهمة في الأسراع برحيل الأحتلال وأستعادة السيادة ، اذ ليس من المعقول أن تكون الدكتاتورية والطاغية يستطيع فرض هذا الأمر بالقوة وبالسيف ولانستطيعه بالعقل والمنطق وبالمحبة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل عام والعراق بخير
- الطلقاء يعودون من جديد
- انهم يقتلون الطيبين
- وداعاً يايوسف
- موقف السيد نقيب المحامين الأردنيين
- التبريرات
- مجاهدي خلق في الميزان العراقي
- الحقيقة
- صفحة الحوار المتمدن
- الفقراء ينتظرون قبل أن تخلص أرواحهم
- من يقتل العصافير في بغداد الجميلة
- التمذهب القومي والطائفي في زمن البائد صدام
- أعود مع أعتزازي وأمتناني لمشاعركم العراقية الطيبة
- بيان بأعتزال الكتابة مؤقتاً في مواقع الأنترنيت
- نقد أماراتي لأداء وسائل الأعلام العربية
- ماذا يريد مجلس الحكم من قناة ( العربية ) ؟
- الخلاف والأختلاف
- الناصرية .. شجرة لكنها عبقة وأصيلة
- ضرورة قانون لأيجار العقار يحل مشكلة الأيجار في العراق
- صرخة عراقية


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - مرحلة مابعد صدام