أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عائشة التاج - المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء














المزيد.....

المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء


عائشة التاج

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


عاشت العاصمة الاقتصادية هذا الأسبوع على إيقاع كوارث غريبة فعلا وتطرح أكثر من تساؤل يتجاوز التفسيرات التقنية إلى ما هو أشمل وأعمق
وتشكل محرقة مصنع ليساسفة أبشعها حيث أودت بحياة 55 عاملا وعاملة وجرح العشرات :حسب التصريح الأولي انضافت إليها بعض الجثت التي وجدت متفحمة وعشرات الجرحى والمفقودين وبهذا تكون حصيلة الحريق الفاجعة حوالي 68 جثة من العمال أغلبهم من النساء ومازال البحث جاريا عن مفقودين .
وفي الليلة التالية بالضبط ،في الجهة الأخرى للبيضاء الكبرى ،احترق أيضا 3 عمال في مصنع صغير للزرابي حيث تعذر خروجهم لأن الباب كان مغلقا بإحكام .

وفي نفس الأسبوع عرفت حافلتا ركاب بالبيضاء عطبا مفاجئا للفرامل حيث اصطدمت بأفواج المارين وخلفتا العديد من الضحايا،أغلبهم من التلاميذ والنساء وذلك في مدار حي سيدي مومن و البرنوصي وأعلنت وسائل الإعلام الدولية عن 5 ضحايا علما أن معلومات من عين المكان تؤكد رقما أكبر من ذلك .
وفي نهاية الشهر السابق ّ" مارس" شب حريق مفجع في حي سوق شعبي بمدينة سلا خلف
بدوره خسائر مادية والعديد من الجرحى .
في نفس اليوم الذي احترق فيه المصنعان انهارت واجهة عمارة بالعرائش مخلفة العديد من الضحايا من بين العمال وخسائر مادية ومعنوية حيث تم تنقيل السكان بعد أن أدوا ثمن شققهم وحكم عليهم بعدم الاستقرار وبخسارات عديدة لا ذنب لهم فيها .
وغير بعيد عن هذا التوقيت انهارت عمارة أخرى بالقنيطرة وسبقتها عمارات أخرى بالبيضاء وطنجة وحوادث متفرقة هنا وهناك تعلن أمواتا بالتقسيط نتيجة للإهمال والاستهتار، وسوء التدبير لم ينتبه إليهم أحد . لا لشيء إلا لأننا ألفنا هذا الموت البطيء ما بين ظهرانينا
لئلا نتكلم عن حصيلة أموات المستشفيات اليومية عبر ربوع البلد والتي تسجل يوميا وبشكل متواتر ، كحصة إضافية على طلبات السيد عزرائيل الرسمية ، مختومة بطابع التقصير ونقص وسائل العلاج واللامبالاة وخصوصا انهماك الأطر الطبية وشبه الطبية في البحث عن مداخيل إضافية عبر الاشتغال بالقطاع الخاص أو ابتزاز الرشوة والأتاوات من المرضى وذويهم.
ناهيك عن حوادث السير المتتالية والتي تحصد باستمرار عشرات الأرواح وأبرزها حادثة باب برد في شفشاون بالشهر الماضي .
ولا نحتاج للتذكير بحصاد الموت البالغ الخصوبة المرتبط بالمحاولات المتتالية للهجرة السرية ذات الطابع الانتحاري بحثا عن لقمة خبز مفقودة في الوطن .

ولا يقف الأمر عند هذا الحد حيث أن نكهة الموت تصر على حضورها في الفضاء المغربي من خلال إصرار أرواح شهداء انتفاضات الخبز لسنوات الثمانينات على مشاركة زملائهم هذا الاحتفاء الجنائزي فتقرر الخروج من دائرة السرية إلى دائرة العلن في نفس الفترة التي يستضيف فيها الوطن عزرائيل بحفاوة بالغة عبر هذه الزردة الجزافية من الجنائز والأرواح ،وهكذا يتم اكتشاف مقبرة جماعية في الأسبوع الفارط بمدينة الناظور قيل أن التحقيق أكد وجود 9 رفات من ضحايا إضراب 1984 .

الحادث ،جعل مسألة المقابر الجماعية تطفو على السطح وتطرح مسألة البحث عن رفات ضحايا إضراب 1981 بالدار البيضاء وفي مدن أخرى عرفت احتجاجات ضد الغلاء ووجهت بعنف وحشي لسلطات الراحل الحسن الثاني .

هذه الأحداث المتتالية وفي أحياء فقيرة بالضبط تطرح أكثر من تساؤل قد يتجاوز حسب نظرنا التفسيرات التقنوية التي يتم تداولها لحد الآن عبر وسائل الإعلام و داخل الفضاءات الرسمية رغما عن طابعها المباشر .
ذلك أن جملة واحدة يمكن أن تعطي تفسيرا ملخصا لهذا الوضع اسمها " تردي قيمة الإنسان المغربي " ، الذي يتم استعباده واسترخاصه من طرف رأسمالية متوحشة وهجينة بدون قيم ولا أخلاق ولا ضوابط ،تعبد المال أولا وأخيرا انتظمت في شكل مافيات اقتصادية وشكلت شبكات من السماسرة والوسطاء والحماة تخترق كل القطاعات والمجالات خصوصا منه المجال السياسي فانتشر الفقر والبؤس وبموازاته الفساد بكل أشكاله الذي ما فتيء يلتهم يوما عن يوم ما تبقى من كرامة للمغاربة .

وقد تكون هذه الأحداث المتتالية والمتواترة إنذارا بمداد كارثي يطرح حقوق فئات واسعة من المغاربة على أجندة مختلف الفاعلين عسى أن تهزهم شيء من الأريحية
على أبناء جلدتهم ويدافعون عن حق هؤلاء في وجود أصبح مهددا بجشع الناهبين والمتواطئين والانتهازيين بمختلف أشكالهم .
فهل يعتبر المعتبرون ؟

"اللهم إننا لا نسألك رد القدر ولكن نسألك اللطف فيه " ورب ضارة نافعة فقد تكون هذه الأحداث الكارثية سببا لجمع شتات الطاقات الشريفة والحرة التي تمت تشظيتها خدمة لرهانات خارج أجندتها الخاصة .
فيا عمال العالم ،ويا فقراء العالم اتحدوا ضد عولمة جامحة ،عولمة الغلاء الفاحش والنهب والاستعباد والظلم .... من أجل غد أفضل للإنسانية جمعاء .
ويا مثقفون ومفكرون ....قوموا بواجبكم في نصرة قضايا المضطهدين عوض التهافت
نحو فتات الامتيازات أو الركون للصمت المتواطيء .
أما أولئك الذين جعلوا القلم في خدمة الجلادين بأنواعهم فسيرميهم التاريخ قريبا في مزبلة النسيان .
ذلك أن الحق يعلو ولا يعلا عليه وإن الله يمهل ولا يهمل .


عائشة التاج . عالمة اجتماع




#عائشة_التاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مزايا العفو والتسامح كقيمة سلوكية
- المرأة والإبداع في العلوم الاجتماعية
- من أجل تعايش أرقى بين الشعوب والحضارات
- الأم العربية ،رمز التضحية والعطاء اللامشروط
- اليوم العالمي للمراة : الحق في الاعتزاز بالذات
- لآليء المعاني...داخل جوهرة اللغات
- الوضع الاعتباري للثقافة والمثقف في العالم العربي (تابع)
- الوضع الاعتباري للثقافة و المثقف في الوطن العربي
- عزوف سياسي أم إفلاس حزبي ؟ بعض ملابسات الحقل السياسي بالمغرب
- الانتخابات التشريعية.....وحملة بنكهة الثلج ......باردة باردة ...
- فضاءات بنكهة الالتباس :الرمزية والتجليات
- الحروب ،أية مشروعية ؟
- الإفتاء الغوغائي عبر علاقاتنا الاجتماعية
- من يحمي المواطن من عنف المؤسسات
- الشباب والقراءة
- بطالة الشباب الجامعي ،إلى أين
- حول آفة الخيانة الزوجية
- لنحصن ثقافة الحياة ضد ثقافة الموت والدمار
- سيدي مومن والوصم الإعلامي
- قراءة في رواية: حب في زمن الشظايا


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عائشة التاج - المغرب يعيش على إيقاع الكوارث والضحايا دائما الفقراء