أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسين عيسو - الصحافة السورية اليوم















المزيد.....

الصحافة السورية اليوم


حسين عيسو

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 03:12
المحور: الصحافة والاعلام
    


بمناسبة ذكرى يوم الصحافة الكردية والتي مضى عليها مئة وعشرة أعوام لا أجد ما أتحدث به عن الصحافة الكردية في سوريا بعد مرور كل هذه المدة على انطلاقة أول صحيفة كردية لأنني أرى وللأسف أن صحافة اليوم لم تضف شيئا لا بل لم تستطع حتى المحافظة على ذلك الزخم الذي بدأت به والجهود التي كانت تبذل للمحافظة عليها والتنقل بها من مكان الى آخر حول العالم بين القاهرة وفوكستون وجنيف هربا من الاغلاقات والملاحقات المستمرة , لذا أفضل الحديث عن أهمية الصحافة بشكل عام والصحافة السورية وأحوالها كون الصحافة الحزبية الكردية السورية تعتبر جزءا من الحال الإعلامية السورية العامة وتعاني ما تعانيه , فهي أولا عبارة عن نشرات حزبية لا تختلف عن نشرات الأحزاب السورية الأخرى حتى في نوعية وحجم الورق المستخدم والأسلوب الأيديولوجي في نشر المعلومة ولا حاجة للاستغراب فأغلب الأحزاب السورية سواء تلك المنضوية ضمن إطار ما يسمى الجبهة الوطنية التقدمية أو المعارضة بما فيها الأحزاب الكردية خرجت من تحت عباءة الحزب الشيوعي السوري الذي يعتبر نسخة مقلدة عن الحزب الشيوعي السوفييتي ولم تتغير حتى بعد اندثار الاتحاد السوفييتي ولم تغير شيئا في نهجها او لم يكن عندها الإمكانات للتغيير حتى تغير إعلامها بل أن التسميات مثل "الشعبي-الاشتراكي-الديمقراطي-التقدمي ....مازالت جميع هذه الأحزاب تشترك فيها وهي تسميات فقط فلا تحمل أي منها أيا من تلك الصفات على طريقة تسميات الأحزاب الشيوعية .
فالصحافة الحرة والتي يطلق عليها لقب السلطة الرابعة أو صاحبة الجلالة والتي لم نرها في بلدنا سوريا منذ أكثر من أربعة عقود اراها تستحق اللقب الثاني عن جدارة فهي السلطة الأولى التي تراقب السلطات الثلاث الأخرى من تشريعية وتنفيذية وقضائية وهي مرآة المجتمع الذي يرى من خلالها ذاته بايجابياتها وسلبياتها وهي عين الشعب على السلطة ومهمتها نشر الحقائق وانتقاد الأخطاء وكشف مكامن الفساد وسوء استخدام السلطة, فكم مرة استطاعت الصحافة الحرة زلزلة عروش الحكام في أعظم الدول مثل قضية ووترغيت التي أدت الى استقالة نيكسون رئيس أعظم دولة في العالم وكادت تطيح بالرئيس كلينتون أثناء فضيحة مونيكا وغيرها الكثير وكم من الصحفيين قتلوا أو اغتيلوا حول العالم حتى نالت وعن جدارة لقبا آخر وهو مهنة البحث عن المتاعب. , يقول الصحفي المصري الكبير المرحوم مصطفى أمين : "الصحافة الحرة تاج على رأس الشعب بينما الصحافة المقيدة حذاء في قدم الحاكم" ,ففي عهد الحرية تتحول الصحيفة الى صحيفة القراء فهم الذين يحكمون عليها بالنجاح او الفشل ويستطيع الصحفي ان يجبر مسئولا مهما علت مرتبته على الاستقالة أما في عهود الاستبداد حين تكمم الأفواه فلا تبقى سوى الصحافة التابعة التي تشوه الحقائق وتنقل الأخبار معكوسة فتتحول الهزائم الى انتصارات والفشل الى نجاحات وتفقد ثقة القارئ الذي يبحث عن المعلومة والخبر الصحيح في مكان آخر ولكنها ترضي الحاكم , وبذلك تفقد ثقة القارئ وتغش الحاكم ولا تخدمه فكما تنقل الحقائق معكوسة الى الشعب فإنها تفعل الشيء نفسه مع الحاكم وتوهمه بأن أعماله تصل الى درجة الكمال فتنقل له أيضا الأخبار الكاذبة عن أحوال الشعب ورأيه فيه وفي سلطته وبذا ينقطع التواصل بينهما فيعيش الشعب في واد والسلطة في واد آخر.
أهم ميزات مهنة الصحافة هو نقل الخبر بصدق وممارسة النقد بجرأة , فالنقد يتكفل بتصحيح الأخطاء وتطوير الأفكار وتحسين الأوضاع وترقية الإنسان وتنمية ثقافته وهو النور الذي يخشاه اللصوص والمرتشون والفاسدون بينما يستفيد منه القادة المخلصون الذي يكتشفون عن طريقه أخطاءهم ويحاولون تصحيحها وتفاديها فالحاكم الذي يرى أنه تحت مراقبة شعبه يحاول تفادي الوقوع في الخطأ وتحسين أدائه ولذا نرى حين يمنع النقد كيف يكثر اللصوص والمرتشون ويعم الفساد فهؤلاء لا يعملون الا في الظلمة ولذا نرى ان الصحافة في الدول الحرة تراقب كل هفوات المسئولين وتنشرها بينما عندنا تعتبر مثل هذه الأفعال خدمة للعدو وقد يعاقب عليها الصحفي بسنوات من عمره خلف القضبان بينما عندهم المسئول هو الذي يدفع ثمن خطئه وترتفع أسهم الصحفي الذي اكتشف خطأ المسئول .
في الفيليبين وصل ماركوس الى السلطة بالأساليب الديمقراطية ولكنه حين أراد البقاء في السلطة الى ما لا نهاية كان اول عمل له بعد إعلان حال الطوارئ هو إغلاق مراكز الصحف ومحطات الإذاعة والتلفزيون ووضع الصحفيين في السجون ولم تعد الصحف الى الصدور الا بعد ان تم تعيين أتباعه ومدّاحيه في تلك الصحف وانتشر الفساد وعمت الرشوة بينما ارتفع صوت مدّاحيه تلهج بالثناء على عهده الميمون وطبعا لم يصدقهم الشعب وأصبحت تهمة التخريب وترويج الإشاعات المغرضة من التهم الجاهزة للصحفيين الذين يذكرون مفاسد نظامه والرشاوى التي يغدقها على أتباعه وعقوبتها السجن مدى الحياة وكبرت الهوة بينه وبين الشعب الى ان رحل في ليلة مظلمة الى احدى القواعد الأمريكية غير مأسوف عليه.
وفي مذكرات المرحوم خالد العظم رئيس الوزراء السوري الأسبق والذي ترأس العديد من الوزارات في فترة الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي وذاق مرارة التعامل مع جرأة الصحافة الحرة كمسئول الا أنه يتكلم عن الصحافة السورية في تلك الفترة فيقول : "ولدت الصحافة السورية مع قيام أول حكم وطني في سورية عام 1918 واستمرت تنعم بالحرية في كل مرة كان الحكام فيه وطنيين وأحرارا أما عهد الانتداب والعهود العسكرية الانقلابية فشنت حربا ضروسا على الحرية الصحفية فكم ذاقت هذه الصحف ويلات التعطيل الإداري أو الإغلاق النهائي أو زج أصحابها في السجن ,ذلك أن حرية القلم أمر لا يتقبله الا من تشبع بفكرة الحريات العامة واعتمد دستورا للدولة يسمح للناس بممارسة حقوقهم والتعبير عما يدور في خلدهم بالكلام والكتابة وبالاجتماعات والتظاهرات السلمية .....ومن يعتقد ان هذه الحريات ليست هي الأصل بل هي منحة يتكرم بها الحاكم على المحكوم لا يستطيع التعايش مع الصحافة ..... ".
أمّا عن حال الصحافة السورية اليوم فقد أفاض في الحديث عنها الكاتب الصحفي السوري الأستاذ حكم البابا في "كتاب في الخوف "ولم يترك مجالا لأمثالي في الحديث أكثر اذ يبدو أنها اليوم قد دجنت وتحولت من مهنة البحث عن المتاعب الى مهنة البحث عن المكاسب أو ابتعدت عن المتاعب وعن القراء أيضا وأصبحت حالها حال ما يسمى الصحافة الحزبية السورية وبمناسبة الحديث عن الصحافة الحزبية تذكرت صحافة وكالة "تاس" في سبعينات القرن الماضي حيث انتشر عندنا هذا النوع من النشرات بشكل كبير وكان الاشتراك فيها مجانا ويكفي أن ترسل لهم بالبريد طلب الاشتراك فتتدفق عليك أعدادها الى الأبد وحتى لو طلبت توقيف المراسلة فلا يقرءون الرسائل ويستمر تدفقها وهي لم تكن من النوع الذي يقرأ ويبدو أن القيمين عليها كان يطلب منهم أن يوزعوا أكبر عدد ممكن من هذه النشرات حول العالم ولا يهمهم ما هو مكتوب فيها وقد استفاد أصحاب الدكاكين وبسبب غلاء أكياس الورق أو الجشع من تلك النشرات حيث كانوا يستخدمونها كأكياس على شكل القمع فتوضع فيها البذورات أو الفستق بدل الأكياس الورقية المكلفة وكثيرا ما كان هؤلاء يشجعون الشبان المراهقين على طلب هذه النشرات على عنوان محله ويكفي المراهق أن يرى اسمه على صفحة الأغلفة التي تبعث الوكالة بداخلها هذه النشرات ويستفيد الدكانجي أو صاحب المحل مما بداخلها من نشرات يستخدمها أكياسا دون مقابل .
وهكذا أرى أن الصحافة الإلكترونية أو مدونات الانترنت وبرغم الحجب المستمر لأغلب المواقع وقلة عدد الذين يملكون اجهزة كومبيوتر وخدمة الانترنت الا انها تبقى الشمعة التي تضيء ليل صحافتنا السورية ,والدليل أنها بدأت تزعج قيادات بعض أحزابنا أكثر من السلطة الحاكمة فكما تتهم السلطة معارضيها بالعمل لخدمة الخارج وتضعهم في السجون نجد أن قيادات هذه الأحزاب والتي ليست لديها سجون كما تفعل السلطة نجدها تعامل منتقديها بنفس الأسلوب الاتهامي ضد المنتقدين وتدفع أتباعها الى مقاطعة هؤلاء الذين لا يحترمون قياداتهم التاريخية المعصومين عن الأخطاء وينسون خدماتهم الجلّى وحتى في المقابلات الصحفية تتكرر نصيحة البعد عن "المهاترات" = النقد غير البنّاء ,الا ان هناك دائما بصيص من النور في آخر النفق فقد بدأ احد أحزاب المعارضة القيام بأسلوب ناجح وهو نسخ المقالات المفيدة من مواقع الانترنت وتوزيعها على شكل مجلة شهرية "أطياف" يمكن ان تشكل في المستقبل نوعا من الصحافة البديلة اذا حذت حذوها أحزاب أخرى و تم توزيعها على القراء بسعر رمزي لا يثقل كاهلهم.
أقول وللأسف أننا وفي القرن الحادي والعشرين مازلنا لا نعرف قيمة النقد وانه مفتاح التقدم والازدهار وهو من الأسباب الأساسية للفحص والتمحيص لتصحيح الأخطاء فمع أن الإغريق مارسوه منذ القرن الخامس قبل الميلاد وعنهم أخذ الأوروبيون وبالنقد وصلوا الى ما وصلوا اليه من تقدم وحضارة مازلنا نحن في شرقنا التعيس نعتبره شتيمة ونسميه مهاترات ويقوم بعض المتزلفين للحكام والقادة بالمطالبة بشيء اسمه النقد البناء أو الإعلام الملتزم لست أدري ما تعنيه هاتان الكلمتان فهل فضح الأخطاء وكشف عورات المخطئين يعتبر نقدا غير بنّاء أم أن يكذب الصحفي ويقلب الحقائق حتى يسمى إعلاميا ملتزما
• كاتب سوري كردي مستقل



#حسين_عيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان رأي حول مشروع إعلان مبادئ - الديمقراطيون الاجتماعيون-
- قراءة في التاريخ الكردي ـ الأرمني


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حسين عيسو - الصحافة السورية اليوم