أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - في مقام العقل - قصص قصيرة جداً














المزيد.....

في مقام العقل - قصص قصيرة جداً


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 08:14
المحور: الادب والفن
    


1 - أرجوحــة

كنا بين الأرض والسماء ، قال الذي يسمع ولا يرى:
- رأيت سبعاً سماناً يطاردن سبعاً عجافاً.
وقال الذي يرى ولا يسمع:
- سمعت اليوم صهيل من ماتوا في السبع العجاف
وقال الذي لا يرى ولا يسمع :
- حط على نافذتي سرب عصافير.. غردت ورفرفرت تطارد موجة حبلى
فقالت امرأة شقوا رحمها في السبع العجاف:
- بعد أيام أضع طفلاً.
صرختُ وكنا بين الأرض والسماء:
- أوقفوا الأرجوحة .
لكن عامل الأرجوحة الواقف على الأرض ، ظل منهمكاً في عمله حتى نهاية الشوط .
حدث ذلك في مدينة الملاهي ، حيث كنا نختلس بعضاً من طفولتنا..
***
2- العمـيان والبصـير

قادنا الأعمى إلى البحر، وقبل أن نطأ الماء سأل :
- ماذا ترون؟
- الأزرق يدفع أمواجه بثقــةِ.
ابتسم على خبث قديم وراوغ :
- اغمضوا عيونكم ترون ما أرى .
امتثلنا ، فأدركونا من شدوا العصبات السوداء على عيوننا ، وعشنا عتمات تلمع في العتمة.. قال الأعمــى:
- اضرعــوا واستجدوا البحر الرحمــة.
خشعنا ، وفردنا أكف الأيدي ، فنزل عليها ماء دافئ ، رُفعت العصبات .. سأل الأعمى :
- ماذا غنمتم؟
- حفنة من ماء دافئ .
قهقه الأعمى ، فيما أخذ البحر يلملم موجاته ويفر بعيداً ، وأصبح الشاطئ خالياً إلا منّا ، ومن طفل يرش ما تبقى من ماء مثانته على الرمال..
عدونا نطارد البحر لغسل أيدينا ، لكنه توارى.. بكى الأعمى وحذر بصرامــة :
- لا تتبعونــي .
وحمد الله على عتمته الدائمــة.
***

3 - الأطفال

سُئلت إناث الحيوان عن أجمل الأطفال قاطبة.
قالت الناقة: هو القاعود, وقالت الفرس: هو المهر, وقالت البقرة: هو العجل, وقالت الحمارة: الجحش.
وفالت اللبوة والقردة والكلبة, و.. , و... , و... , و.. ,و..
وعندما سُئل البغل عن أجمل الأطفال, قال:
-كل طفل لا يشبهني..
وأجهش بالبكاء حتى التلاشي..

****
4- خواء
هبطت من الغيمة عارية ترقص على أطراف أصابعها, سألته بمكر:
- متى يأتيك الفيض؟
- عندما تحضرين.
- ومتى يستعصي عليك؟
- عندما تغيبين.
حدقت في عينيه وسألت متحدية:
- ومتى تُجهض أحمالك؟
- عندما أحلم, فلا تكونين.
تلفعت بغلالة من ضوء, سترت عريها عنه, وطارت نحو الغيمة.. صرخ:
- من أنتِ؟
- أنا هي.
- عودي إذن..!!
- لا أسكن جمجمة لا تحمل فكرة.

***
5- طموح

في الحلم حفروا عميقاً.. قال الأول:
- سأواصل حتى نبع الماء العذب.
وقال الثاني:
- لا يوقفني عن الحفر غير نافورة البترول.
وقال الثالث:
- سأعثر على مغناطيس الأرض تحت خط الاستواء وإن طال المدى.
غطتهم أمهم بلحاف بالٍ, وقضت الليل تفكر في تدبير مصاريف الغد, بعد أن أوقفت وزارة الشئون الاجتماعية عنهم المعونة فقد بلغ أكبرهم السن القانونية للعمل..
****

6– ملوك

قال البهلول بثقة العارف:
- أنا ملك الدنيا.
رد عليه الكيم:
- صدقت أنتَ ملك الدنيا.
فصاح المجنون محتداً :
- أنا ملك الدارين.
رد عليه الحكيم:
- صدقت أنت ملك الدارين.
تعجب المريد من ردود الحكيم, وسأله تفسيرا, قال الحكيم:
- الملك للمالك يا ولدي, هل نسيت.
- والممالك؟
- في أحلام البهاليل والمجانين.
وملوك وأمراء الزمان؟!
- هم العقلاء المستبدون والعياذ بالله..
****
7- منذ الأزل
سألت إناث الطيور عرافة الغابة عن سر جمال ذكور الطيور.. ضحكت العرافة, قالت:
- يا للغباء!؟ألم تدركن السر, وأنتن لا تتوقفن عن وضع البيض والرقاد عليه!
وأمسكت العرافة عن الكلام ولم تزد حرفا..
وسأل الرجال العراف المشهور, عن سر جمال نساء بني البشر.. ضحك العراف, وقال:
- يا للغباء !؟ ألم تدركون السر وأنتم تستفحلون بين أوراكهن صبا ح مساء!
وأمسك العراف عن الكلام ولم يزد حرفاً
ومرت السنين, وأصبحت دهوراً, حتى أعلن عالم وراثة مغمور, أن الأنثى تحدد جنس النسل عند الطيور, وأن الرجل يحدد جنس النسل عند بني البشر..
وعندما سألوا العالم عن سر جمال ذكور الطير وإناث البشر, رد غاضبا:
- الغباء لعنة, فالشكل وعاء, والجوهر بقاء



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -
- رسائل الزاجل الأسير إلى سهير المصادفة
- ضفاف البوح - 8 - القصل الأخير
- ضفاف البوح - 7 -
- ضفاف البوح - 6 -
- ضفاف البوح - 5 -
- ضفاف البوح - 4 -
- ضفاف اليوح - 3 -
- رواية ضفاف البوح - 2 -
- رواية ضفاف البوح - 1 -
- سبع قصص قصيرة جدا
- صور تشغل العقل قبل العين
- مكان السيرة وسيرة المكان
- الشربيني المهندس يدرج الصور
- رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة
- سمندل فؤاد الحلو
- رسائل الزاجل الأسير إلى سهيلة بورزق
- هواجس ما بعد الليلة الأخيرة
- مساحات على لوح اسود
- العري عند الحقائق الأولى


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - في مقام العقل - قصص قصيرة جداً