أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - التوهان عن الهدف 2 ... 2














المزيد.....

التوهان عن الهدف 2 ... 2


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 11:57
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


كيف نتجاوز هذا الوضع المخلخل؟!
ليس من السهل أن نتجاوز تراكمات عيوب وأخطاء عشرات بل مئات السنين بجرّة قلم، لكم ممكن أن ندرج بعض النقاط التي من خلالها ممكن أن نخفف من درجة الخلافات والانشقاقات التي حلّت بنا وبالتالي نخطط رويداً رويداً لرأب الصدع الذي أحلًَّ بنا وبالتالي نضع صيغ عمل جديدة ومتقدمة لما كنا عليه حتى الآن، بحيث أن نضع في الاعتبار أن يكونَ الكادر المتمكن من شعبنا في موقع الصدارة جنباً إلى جنب مع كل تكتل أو تجمع أو تيار، آخذين في الحسبان أنه من الممكن أن نختلف في وجهات نظر عديدة عبر كل هذه التلاوين والتيارات السائدة، لكن علينا أن نستوعب الخلاف ونضع حلاً له بما يناسب الجميع، وعلينا أن نستدرك وننطلق من منطلق أنه من دون خلاف في وجهات النظر لا يمكن أن تتقدم أية أمة أو أي شعب على وجه الدنيا، فالاختلاف في الرؤى هو الطريق للنهوض نحو رؤى أشمل وأوسع وأرحب وذلك من خلال بلورة الرؤى المتناثرة والمتعدِّدة وصياغة أنجع ما يفيد لكلِّ الأطراف، لا أن يطرح كل طرف أو تيار أو تجمّع نفسه وكأنه عبقري زمانه وكلّ ما عداه لا يفهم البتّة!

وفي هذا المنحى أريد أن أؤكّد على أنَّ لكلِّ تيار أو تجمُّع أو مؤسسة الحقّ في أن تطرح رؤاها وتطلعاتها وبرامجها بما يتلائم معها لكن شريطة أن لا تكون تطلعاتها وتوجهاتها ضد أطراف أخرى في تجمعات أخرى، وبحيث أن لا تؤدّي إلى نوع من الاختلاف والصدام مما لا يفسح المجال لأي تعاون بينها وبين غيرها من التجمعات أو التيارات، ولا أجد أجمل وأنفع من أندية متعددة وتيارات ومؤسَّسات متعددة ولها آفاق مختلفة لكنها تتعاون ضمن ما هو مفيد للجميع وكأنها فسيفساء لتزيين الطريق المؤدّي إلى الهدف الأكبر وهو مصلحة الجميع! لأن أي تصارع أو اختلاف من قبل أية مؤسسة أو نادٍ أو تيار مع نادٍ آخر أو تجمع آخر هو لغير صالح الطرفين، لهذا فمن المنطقي والبديهي أن نعي الآن ولا وقت للتأجيل أننا في مفترق طرق، وهذه الطرق المفترقة تقودنا إلى المزيد من التفرقة والنكوص والتخلف والتحجر والضعف والركاكة وبالتالي نرى أجيالنا تهرب منّا ولا تقتنع بنا وتشعر بنوع من الغثيان من تسمياتنا وتشنُّجاتنا النقاشية مع بعضنا بعضاً وخلافاتنا اللانهائية وبالتالي ابتلى جيل هذا الزمان بانقساماتنا وهزائمنا خاصة ممن يعيشون في دنيا الغرب تحت كنف الحرية والديمقراطية والبحبوحة الحياتية والاقتصادية.


لهذا يجب أن نستدرك الأمر الآن قبل أن يستفحل أكثر وأكثر، ونعالج أخطاءنا المميتة وخاصة ما يتعلق بالتسميات، ويبدو لي واضحاً، عاماً بعد عام أن من أكثر أسباب انقساماتنا وانشقاقاتنا هي التسميات، فهذا يطرح نفسه آشوري، وذاك يطرح نفسه كلداني وسرياني وبابلي وآرامي وآثوري وسومري وأكّادي، وأنا لست ضد أية تسمية من هذه التسميات وتسميات عديدة أخرى، لكني ضد كل هذه التسميات جملة وتفصيلاً عندما تصبح سبباً لانقساماتنا وهزائمنا وتناحرنا وصراعنا، وأؤكِّد للجميع أنني لستُ منتمياً لأي تنظيم أو حزب سياسي، لا داخل هذه التسميات ولا غيرها من التسميات، لكنّي وبكل بساطة أقول أنني احترم كل هذه الأطياف والتلاوين خاصة عندما تنحو نحواً متفتِّحاً وتتعاون مع بعضها بعضاً بعيداً عن لغة المنغِّصات والخلافات اللانهائية السقيمة! ويهمّني كثيراً أن نشكل هيئات عديدة من داخل كوادر المؤسسات بكل تلاوينها ومن داخل الغيورين الجادين الحياديين أيضاً والذين يحملون روى انفتاحية خلاقة وهم خارج دائرة الضوء والالتزام بهذه الجهة أو تلك، أي هم جهات حيادية تحمل فكراً مستنيراً ومتفتحاً وغيورة على مصلحة أبناء هذا الشعب الذي تخلخلت أجنحته وأدمت عيونه من خلال تراكمات الرماد والغبار المتناثر فوق صباحه ومسائه وليله المشحون بالشاشات المقعرة بهشاشاتٍ لا تخطر على بال!

لهذا أطرح وجهات نظر عديدة لربما تساعدنا على تجاوز خلافاتنا وانشقاقاتنا أو على الأقل تخفِّف ولو رويداً رويداً من حدّةِ الخلافات لعلها مع الزمن تتجاوز هذه الخلافات وتبني علاقات طيبة ومفيدة مع بعضها بعضاً من أجل المصلحة والفائدة المشتركة لكافة الأطراف، وإلا لو ظللنا على هذا الحال والأحوال من الصراع والخلاف والانشقاق، لتهنا وتاه معنا الجيل الحالي ولا مفرّ أمام الجّيل القادم سوى الفرار من منغِّصات ما يراه فلا يجد أجدى من أن يشقَّ طريقه ضمن ما يناسبه في المجتمع الجديد وهذا ما يجعل أجيالنا تلجأ إلى تجمُّعات ومؤسسات أخرى بديلة في المجتمع الجديد لتمارس نشاطاتها، بعيداً عن خزعبلات خلافات مؤسساتنا التي غدت ترهق كاهل الجيل المترعرع في كنف حضارات ومؤسسات راسخة بالديمقراطية والحرية، فيهرب الجيل الحالي والقادم من مؤسساتنا المبعثرة، لأن الجيل الوافد الجديد لا يتقبل هكذا انشطارات وهكذا خلافات، ويرى ويحلِّل حضارة العصر وحرية وديمقراطية العصر بانفتاح وموضوعية، لهذا فأنا أرى أننا لو لم تتصدَّ مؤسَّساتنا وأنديتنا والتيارات السائدة لاستيعاب هذا الأمر ستصبُّ في مفترق طرق، وستتوه في عالمٍ من ضباب! فإلى متى ستزرع مؤسَّساتنا وأنديتنا وتياراتنا بكل أطيافها مستقبلاً لأجيالنا غالباً ما يكونُ مكتنفاً بالضّباب؟!
هل وصلَ المرسال؟!

صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]
www.sabriyousef.com



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التَّوهان عن الهدف 1 ... 2
- حوار مع صبري يوسف، أجراه السينمائي حميد عقبي: 3...3
- حوار مع صبري يوسف، أجراه السينمائي حميد عقبي: 2 ....3
- الشاعر والفنان التشكيلي السوري صبري يوسف 1...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 3 ...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 2...3
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 1 3
- أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل
- وردةٌ في مرافئِ القصيدةِ تنمو
- أنشودة الحياة ج8 ص 755
- أنشودة الحياة ج8 ص 754
- أنشودة الحياة ج 8 ص 753
- أنشودة الحياة ج 8 ص 752
- أنشودة الحياة ج 8 ص 751
- أنشودة الحياة ج 8 ص 750
- أنشودة الحياة ج 8 ص 749
- عبور في عوالم واهِم قصّة قصيرة
- أنشودة الحياة ج8 ص 748
- ربيع الشرق الأوسط على كفِّ عفريت
- قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - التوهان عن الهدف 2 ... 2