أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -














المزيد.....

في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -


غريب عسقلاني

الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 09:01
المحور: الادب والفن
    



1- ظهراً لظهر
كل ليلة.
يستلقيان على السرير, طفلهما بينهما, يحدق في وجهه مرة ويضحك, ثم يحدق في وجهها مرة ويضحك, ينشغلان معه في اللعبة, وينتظران ذهابه إلى النوم..
ينام, ويراقبان وردة ضاحكة نبتت على شفتيه.. يضحكان ويتلاصقان بطناً فوق بطن, ويشتاقان لوردة ضاحكة أخرى..
هذه الليلة.
استلقيا ظهرا لظهر,لم يكن بينهما الطفل, ولم ينتظرا تفتح وردة ضاحكة تنبت على شفتيه, لأنه ذهب إلى نوم أبدي بفعل رصاصة عمياء أخذته اثناء الاجتياح..

***
2- حارة القلب

حلمت مثل كل كل ليلة حلمت..
خرجت غزالة من حضن الفجر, حملها على خاصرته وانطلق إلى البحر, حدقت في عينيه الشاخصتين إلى البعيد..حيرها ما ترى الألق أم السهوم..
أخذت تراقب أبا جلمبو الأبيض كيف يختفي تحت رمل الشاطئ قبل أن تدركه الموجة وكيف يخرج بعد انحسار الماء.. تعلقت برقبته واندست في حضنه تنفست عبير عرق إبطه.. عبر ووقفا على صخرة تودع سلاحف الماء بيضها في كهوفها وتعود في ربيع الفقس تحمل صغارها على ظهرها وتمضي.
في تلك الليلة رأت النورسة تعلم فراخها الطيران ولم يكن معها نورسها الأبيض الجميل..
وفي تلك الليلة صحت فجأة على صوت قصف نال من حارة قلبها
هل عرفت ما حيرها في عينيه إذا ما كان القلق أو ااسهوم..

***
3 - مسافة
زرعها قرنفلة بيضاء في بستان قلبه, تفتحت وسكنه وهج الرحيق.. وليلة قرر قطع ما تبقى من مسافة إليها صحا على صوت القصف.. وسقط في الذهول..مع الخبر العاجل الذي أعلن عن مكان القصف, وذكر أن الحصيلة الأولى للضحايا, طفل وعجوز وطالبة جامعية كانت تتهيأ لامتحانات التخرج..
***

4 -غيبة
اتصل بها,لم تكن في البيت, ترك لها رسالة مسجلة:
- انتظريني الليلة.
وفي آخر الليل,اتصلت به, لم يرد,تركت له رسالة مسحلة:
- انتظرتك حتى الفجر..
لم يتصل بها, ولم يرد على رسائلها المسجلة التي واظبت عليها تسعة أشهر..
وفي ليلة رأت القمر يضحك, اتصلت, فحاصرها صوته متعبا خجولا:
- أطلقوا سراحي الليلة فقط
- والليلة وضعت طفلنا الأول..
***

5– قصفوا البحر
حلمت الفتاة.
عيناها بحر, وثمة شاب افترش أديم الزرقة, وأخذ يضرب الماء بدلال من يوقظ الغافيات..
والغافيات, كمشه أسماك ملونة بالفرح, خرجت من قبعة البؤبؤ.. صعدت إلى صدر الفتى..
ضحكت الفتاة.
صارت الأسماك سرب حمام بلون الثلج.. حوم الحمام حول رأس الفتى وانطلق صعدا للسماء..
فجأة سقط الحمام بريش حالك السواد, وهطلت الفتاة دمعا, صار نهر..


****
6- قبل وبعد

فكر حسام مليا, ثم قسم اللوحة البيضاء إلى قسمين بخط رأسي, رسم على القسم الأول شجرة برتقال كبيرة, تحمل ثمارا صفراء لامعة, ورسم على أحد أغصانها حمامة بيضاء ,ترقد على البيض في عشها.
ورسم على القسم الثاني من اللوحة, شتلة برتقال صغيرة, لها ظل صغير, ورسم في الظل زغلول عصفور صغير, خرج للتو عفياً يسعى..
وكتب حسام أسفل القسم الأول من اللوحة " قبل الاجتياح" وكتب أسفل القسم الثاني من اللوحة " بعد الاجتياح"
***

- غراب أحمر
ليلة العيد
ثلاثة شبان في سوق المدينة/غزة..
سأل الأول عن قميص بكم واحدة, لم بعثر عليه في السوق, فاشترى قميصا بكمين, وشيح الكم اليمنى بدبوس عند الكتف.
وسأل الثاني عن بنطال برجل واحدة, لم يعثر عليه في السوق, فاشترى بنطال برجلين, وشيح الرجل اليمنى بدبوس عند الخصر.
وجاب الثالث السوق عدة مرات, لم يعثر على قميص وبنطال على مقاسه, فزمجر متوعدا الناس والتجار..
حضن الشاب الأول الشاب الثاني, ومشيا في السوق جسدا واحدا برجلين وذراعين.. صفق الناس وتجار السوق لهما, فتحول الشاب الثالث إلى غراب أحمر.. تطيَّر منه الناس في المدينة.. وما زالوا يتطيرون..



#غريب_عسقلاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل الزاجل الأسير إلى سهير المصادفة
- ضفاف البوح - 8 - القصل الأخير
- ضفاف البوح - 7 -
- ضفاف البوح - 6 -
- ضفاف البوح - 5 -
- ضفاف البوح - 4 -
- ضفاف اليوح - 3 -
- رواية ضفاف البوح - 2 -
- رواية ضفاف البوح - 1 -
- سبع قصص قصيرة جدا
- صور تشغل العقل قبل العين
- مكان السيرة وسيرة المكان
- الشربيني المهندس يدرج الصور
- رسائل الزاجل الأسير إلى زكي العيلة
- سمندل فؤاد الحلو
- رسائل الزاجل الأسير إلى سهيلة بورزق
- هواجس ما بعد الليلة الأخيرة
- مساحات على لوح اسود
- العري عند الحقائق الأولى
- المخيم والعزف على وجع قديم


المزيد.....




- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غريب عسقلاني - في مقام غزة - قصص قصيرة جدا - 1 -