أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن عباس - ماذا تريد مراكز الأستشراق الروسية؟















المزيد.....

ماذا تريد مراكز الأستشراق الروسية؟


مازن عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 08:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يجمع المحللون فى الساحة العربية على أهمية الموقف الروسى،وصواب توجهاته فى التعامل مع ملفات الصراع العربى-الأسرائيلى،ونستدل على دقة هذا التحليل،فى الرفض الأسرائيلى-الأمريكى للتعامل مع مشاركة روسية أكثر فاعلية فى تحريك التسوية السلمية فى الشرق الأوسط بهدف أخراجها من مآزقها الراهن.
ويتميز موقف موسكو بتمسكه بضرورة التعامل مع رؤية الحل الشامل،الذى يقوم على استئناف الحوار السلمى على كافة المسارات،بما فيها المسار اللبنانى والمسار السورى،ومساندته القوية للمبادرة العربية التى اقرتها القمة العربية فى بيروت،وقد تمثلت هذه المساندة فى الجهود التى بذلتها روسيا لاقرار المبادرة العربية كأحد الاسس الدولية التى تنطلق منها الأمم المتحدة ومجلس الأمن فى التعامل مع ازمة الشرق الأوسط.
وما يثير الدهشة أن نضوج الموقف الروسى الرسمى،وتعاطيه من الملفات الشرق أوسطية بموضوعية ومبدئية، لايقابله أى تجاوب من مراكز الأستشراق الروسية مع هذه الملفات،والتى أخذت على عاتقها افراغ الدور الروسى من محتواه المتميز على مستوى مؤسسات المجتمع المدنى،فى أطار مساعيها لفرض الموقف الأسرائيلي على الرأى العام الروسى.
وتحرص مراكز الأستشراق الروسية على تبرئة اسرائيل من تعثر الحوار السلمى،والقاء تبعات ذلك على الجانب الفلسطينى،فى اطار الترويج لسياسات إسرائيل،وذلك عبر باختصار أزمة النزاع العربي-الإسرائيلي في الخلاف بين فتح وحماس!ومع تسليمنا بأن الخلاف الفلسطيني- الفلسطيني يؤثر بشكل سلبي على مختلف مسارات التسوية،إلا أن تجاهل السياسة العدوانية الإسرائيلية والحصار المفروض على قطاع غزة هو تضليل متعمد للرأي العام من جانب العديد من مراكز الأستشراق الروسية ومنها معهد الشرق الأوسط الذى يديره البروفسور ستانوفسكى (رئيس المؤتمر اليهودى السابق)ومركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية،فكيف يمكن أن يدور حوار وتجرى مفاوضات بين طرفين أحداهما يفرض حصارا قاتلا على الأخر،ويقوم بعمليات قصف وقتل ضده،بالتأكيد سيسفر هذا الحوار عن فرض حلول مؤلمة للغاية،وغير فعالة، تجبر الطرف الأضعف الذي يجلس على طاولة المفاوضات ومسدس الطرف الأخر موجه نحو رأسه كى يقبل بها.
ويتبنى مدير معهد الشرق الأوسط المدافع عن اسرائيل ساتانوفسكي لغة عفا عنها الزمن داخل اسرائيل، معتقدا انه يعكس الموقف الأسرائيلى،ليكرر الأغنية القديمة المملة،والتى تكيل الأتهامات للجانب الفلسطينى، وتتجاهل حق الفلسطينيين فى العودة وتقرير المصير،بل وتنكر حقهم فى اراضيهم وحقوق اللاجئين فى العودة لهذه الأراضى؟؟ويصر على تزوير الحقائق بتحميل الفلسطينيين مسؤولية فشل التسوية،بأعتبار أنهم يرفضون الأعتراف بدولة اسرائيل؟ وماذا عن الأعتراف بحقوق الشعب الفلسطينى فى بناء دولته المستقلة؟؟ وبمنتهى العنجهية،التى يندر أن تجدها حتى فى اسرائيل،بل وحتى فى اوساط الليكود،يخبرنا الباحث(الروسى)
( أية فائدة " فوائد السلام" لن تحمل إسرائيل على مواصلة سلوك طريق الاستسلام اللامتناهي مقايضة تنازلاتها الإقليمية بالقصف والإرهاب، ولن تجبر أرباب العمل الإسرائيليين على إعادة قبول 200 ألف فلسطيني للعمل بدلا من العمال من تايلاند وكينيا ورومانيا والصين الذين حلوا محلهم. كما ولن تقيد أيدي الجيش الإسرائيلي إذا استمرت الهجمات ضد إسرائيل. والقادة الإسرائيليون الذين سيتراجعون أمام المطالب الفلسطينية سيفقدون السلطة كما فقدها نيتانياهو وباراك. ويدرك اولمرت هذه الحقيقة تمام الإدراك.)
أما مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية،والذى يقوم بمهمته بشكل أكثر دبلوماسية،فقد نظم لقاء مغلق فى أواخر يناير الماضى فى ضواحى موسكو، بالتعاون مع صندوق روزا لوكسمبورغ الألماني،فى أطار حوارات عربية- أوروبية،تستهدف تلمس أفضل السبل والطرق لإخراج التسوية الشرق أوسطية من مأزقها الراهن. وبالرغم من العنوان البراق،إلا أن البروفيسورة إيرينا زفياغيلسكايا نائبة رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية فى مقالاتها حرصت في تصريحاتها على الترويج لسياسات إسرائيل باختصار أزمة النزاع العربي- الإسرائيلي في خلاف فتح وحماس!وهو ما أكده مدير المركز البروفسور فيتالى نعومكين فى مقالته،عندما أعتبر انه(كان من الأفضل لو اتفقت حماس وفتح على إعادة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فيما رفعت الولايات المتحدة وإسرائيل الحظر عن التعامل مع هذه الحكومة الفلسطينية.وأخشى أن تحول الهوة بين هاتين المنظمتين الفلسطينيتين دون تنفيذ هذا السيناريو.)وقد لا نختلف مع ما يطرحه الباحث الروسى،ولكننا نعتقد أن جوهر الأزمة يكمن فى الحصار والحملات العسكرية البربرية التى تقوم بها أسرائيل ضد الفلسطينيين،وما يجب أن يكون أولا هو رفع الحصار وإلغاء حظر التعامل مع الحكومة الفلسطينية،وليس العكس.وكيف أن يبدا الحوار السلمى بعمليات تطهير عرقى وتجويع للفلسطينيين؟؟؟؟
واذا اعتبرنا أن اللقاء الذى نظمه مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية،والذى ضم العديد من ممثلى مؤسسات المجتمع المدنى ومراكز الأبحاث العربية والأسرائيلية والروسية والألمانية،خطوة يمكن أن تمنح صانعى القرار آفاق ومعطيات تساعدهم على بلورة قراراتهم.إلا أن المنظمين لهذا اللقاء اسقطوا عدة قضايا افرغت هذا اللقاء عمليا من محتواه وحكمت عليه بالفشل، ابرز هذه القضايا:
1) التعامل مع كافة الأتفاقات السابقة فى مسيرة الصراع العربى- الأسرائيلى على أنها مازالت قائمة وناجحة، وحققت نقلة ايجابية فى محاور هذا الصراع وهو ما يخالف الواقع،ما يعكس تجاهل لمواقف ومصالح الشارع العربى بشكل عام والفلسطينى بشكل خاص.
2) أن عدم التعامل مع حقوق الشعب الفلسطينى،لايمكن أن يصل بنا إلى السلام فى المنطقة،لان تجاهل مصالح الأطراف العربية فى الصراع بما فيها الطرف السورى والطرف اللبنانى،لا يؤدى إلى انهاء هذا الصراع.
3) أن مؤسسات المجتمع المدنى العربى مازالت ترفض تطبيع العلاقة مع اسرائيل حتى اليوم(ما عبر عنه مركز البحوث العربية والأفريقيةبانسحابه من المشاركة فى اللقاء)،ولم يكن أمرا مفهوما أن تجرى محاولة لتطبيع العلاقات بين المثقفين والباحثين العرب بشكل عام والمصريين بشكل خاص مع الأسرائيليين،بدون حتى توفر أرضية لذلك.و بدون ان يقر ممثلو الجانب الأسرائيلى بحق الشعب الفلسطينى فى العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية على ارضه وأن تكون القدس عاصمتها! وأذا كان لقاء أنابوليس فى أطار الشكليات لم يقدم هذا المكسب على المستوى الرسمى لأسرائيل،فلماذا يتم تحقيقه على المستوى الغير رسمى وفى موسكو؟
أن عبثية تحليلات المستشرقين الروس ومراكز الأبحاث الروسية(المتعاطفة مع اسرائيل)فى ملفات الشرق الأوسط،تتجلى فى انها تتعمد اخفاء الجوانب التى تكشف مدى خطورة وبربرية دور أسرائيل فى افشال أى تسوية سلمية،ثم تبدأ هذه المراكز بطرح رؤية وحلول مفاداها أن هؤلاء العرب المتخلفين لابد وأن يقبلوا بما تطرحه اسرائيل،والتى عمليا لا تطرح أى حلول لدفع مسيرة التسوية السلمية..سوى رفض خارطة الطريق ..وافشال مساعى رباعى الوسطاء الدولى..وأخيرا قصف وقتل المدنيين الفلسطينيين،وتدمير منازلهم بحجة مكافحة الارهاب.
ولعل تصريحات ليفنى وزير الخارجية التى ترفض مقترحا بعقد مؤتمر دولى موسكو يعتمد مبدأ التسوية الشاملة كانت واضحة وصريحة،ما يعبر عن حقيقة التوجه الأسرائيى.وارجو أن يتذكر المستشرقون الروس ذلك حتى لانعود بعد شهور لهذا الموضوع فنجد اتهامات بأن العرب هم المسؤولون عن أفشال جهود روسيا، حتى يصلوا إلى النتيجة المحببة إلى نفوسهم بضرورة اعادة قطاع غزة بل والضفةالغربية ايضا للسيادة الأسرائيلية!!!!
ولابد من القول أن العديد من المستشرقين الروس،يلعبون دورا واضحا فى استقطاب الرأى العام الروسى لمساندة المواقف الاسرائيلية،ومن خلال ذلك يسعون للتأثير على صناع القرار.ومن المتوقع أن يشكل بعض هؤلاء المستشرقين هيئة استشارية تقدم المشاورة للكرملين حول ملفات الشرق الأوسط.ويترافق ذلك جهود من جانب هؤلاء الخبراء لأفشال أى مشروع او جسر للتعاون الروسى- العربى،بدء من تضليل الرأى العام الروسى،مرورا بتشوية الأعلام الروسى الموجه للمنطقة العربية من خلال بث مواقف عبره معادية للعرب.
إلا أن الصورة ليست قاتمة،وبالأضافة إلى ما ذكرته حول تميز الموقف الروسى الرسمى فى دعم الحقوق العربية. يوجد اصدقاء العرب وأنصار للحقوق العربية فى مختلف الأوساط بدء من البرلمان الروسى،ومرورا بالأوساط الأكاديمية والبحثية،وانتهاء بالشارع الروسى،إلا أن هذه الجماعات تعانى من انعدام التواصل مع الجانب العربى،بسبب تقاعس وفشل الطرف العربى فى التواجد والعمل.بل أن بعض الباحثين والصحفيين الروس الأصدقاء للعرب قد وضعوا فى القوائم السوداء لبعض الفضائيات العربية لأسباب تتعلق بأمزجة شخصية وصراعات ضيقة على النفوذ داخل المؤسسات الأعلامية العربية.ما ادى لوضع الصراع مع اللوبى الصهيونى فى روسيا بالدرجة الثانية أو الثالثة،ليبقى الصراع من اجل المصالح الشخصية الضيقة فى المرتبة الأولى والمحرك الأساسى لبعض المؤسسات العربية،بصرف النظر عن تشدق البعض بأولويات الصراع العربى- الأسرائيلى.



#مازن_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة السرية في موسكو .. مجرد مهزلة تكشف العجز عن مواجهة ا ...


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - مازن عباس - ماذا تريد مراكز الأستشراق الروسية؟