أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حماس وقوانين اللعبة السياسية ....














المزيد.....

حماس وقوانين اللعبة السياسية ....


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 08:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


ما بين الكلام الممنوع وذاك المُعلن وممارسة فن صناعة الكلام تكمن الكثير من الحقائق ... وما بين الفعل وردة الفعل والمبادرة للفعل تكمن الكثير من الدلالات ... وما بين صناعة الممكن سياسيا وممارسة القناعات الفكرية تكبر المسافات ... وان تكون في قمة الهرم السلطوي شيء وان تمارس الفعل المبني على الأسس الأيدولوجية والتي من المفترض بها ان تشكل القاعدة الأساسية لتداعيات الفعل السياسي وبالتالي ممارسة الحكم، شيئا اخر ... ورسم خارطة الطريق التي يجب السير بها وسط كل التناقضات المعاشة بالظرف الراهن لا شك انه امرا معقد، يتطلب الكثير من الحنكة والدهاء والتي لربما تتناقض وصياغة المواقف المبدئية .. والعبور الى سدة الحكم السياسي في ظل موازيين القوى السائدة على المستوى الإقليمي وبالتالي الدولي يحتم على الحاكم القبول بقوانين اللعبة واصولها وبالتالي لا مناص من اللعب السياسي وفقا لقواعد هذه اللعبة، الا ما يجب ان يكون من تحدي لقوانين هذا المنطق المعوج اصلا الذي يحكم دهاليز فن صناعة القرارات، والتأثير فيها لتُطوع وفقا لمسار الفعل الشعبي الجماهيري ومتطلباته او على الأقل وفقا لممارسة القناعات المبنية على قاعدة الإيمان المطلق بحتمية الصواب بمعايير العدالة وحق الشعوب في تقرير المصير ... لكن ان نخضع لمنطق المساومة حتى يتم تحقيق بعض المكاسب التي من الممكن تسميتها بالتنظيمية الضيقة فهذا ما لا يستوي وحقائق المنطق العام ذاته، من هنا فإن المتابع للوقائع الفلسطينية ومسار الرسم البياني للمواقف السياسية التي تعكس حقائق الموقف يلاحظ ان ثمة تخبط في هذا الأداء نتيجة غياب الإستراتجية السياسية الفلسطينية المتفق عليها او على الأقل المتوافق عليها، والتي تشكل حالة إجماعية ولو بالشكل النسبي لمتطلبات الواقع الفلسطيني وهو الأمر الملموس والواضح في هذه الأيام، الأمر الذي ينعكس بشكل حدي على الأداء السياسي العام وبالتالي ينزع عنصر التأثير بمسار العملية السياسية برمتها، وهو الملاحظ بالظرف الراهن... وهنا تكمن الإشكالية الكبرى بالتعاطي العملي وتطورات العملية التسووية من قبل الجانب الفلسطيني سواء أكان الرسمي او ذاك المُؤثر بصناعة المواقف السياسية، وفي هذا السياق لابد من تقدير الموقف حاليا حيث الهرولة الواضحة المعالم من قبل حركة حماس نحو التهدئة او بالأحرى محاولة العبور الى نادي التسوية السياسية وهذا برأيي راجع الى شعور حماس بضرورة تلبية احتياجات الراعي الأساسي لها وللمحور الإقليمي المنخرطة بإطاره وهو ما تؤكده تحريك ما يسمى بمسار التسوية السوري الإسرائيلي وانسداد الأفق على المسار الفلسطيني او على الأقل هذا ما يبدو متضحا بالمشهد السياسي العام ...
من الواضح ان حركة حماس تعبر الأن مرحلة اعتقد انها حاسمة بتاريخها وبالتالي لها الكثير من التداعيات والإرهاصات على مختلف المستويات والصعد ولعل ابرز هذه التداعيات تتجسد بتصدع الموقف الداخلي لحماس فلم يعد هناك رأي واحدا موحدا بالأطر الحمساوية يعكس موقف سياسي واحد اتجاه مختلف مجريات العملية السياسية وهو على الأقل ما ابرزته ردود الفعل على زيارة كارتر للمنطقة والتي اظهرت حجم التباين عند قيادات الصف الأول في حماس ... حيث ان كارتر قد حمل معه جملة من الافكار التي لاقت ردود متباينة ومختلفة وقد تكون ايضا متناقضة. ففي ضوء الحديث عن التهدئة ومبادرة كارتر لا شك فقد عصفت داخل حركة حماس خلافات شخصية بين تيار الداخل وتيار الخارج والذي يمثلهم كلا من القيادي في الحركة محمود الزهار ورئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
كل تلك الجدالات والمناقشات ولدت في أعقاب الاتصالات مع كارتر. فمن جهة، وصفت حماس اللقاءات مع كارتر بأنها انجاز هام بعد اشهر طويلة من الحصار السياسي، الذي تضمن كتفا باردة أيضا من جانب الدول العربية، سارع قادة حماس إلى تبني الاعتراف الدولي الذي منح لهم، حتى وان جاء هذا "فقط" من رئيس أسبق. ولكن في الجانب الآخر، فان الاستعداد للانصات لكارتر "يقيد" حماس.... وقد يبدو هذا الأمر بالعرف الدبلوماسي اختراق فعلي للحصار الدولي على حماس لكنه بذات الوقت يفرض على حماس حصار من نوع اخر على صعيد اطرها وداخلها مما ولد وسيولد اذا ما جاز التعبير الكثير من التناقضات ما بين المُعلن والمخفي وما بين الممارسة السياسية ومنطلقات ومحددات الفعل الأيدلوجي، وهذا التناقض بات ملموسا وواضح في الشارع الحمساوي مما دفع السيد مشعل للتصريح مؤخرا بأن امر التهدئة او فيما يتصل بمواقف الحركة الأخيرة ما هو الا تكتيك فني لإدارة الصراع ليس أكثر وهو التصريح الموجه اولا لجمهور حماس في محاولة لخلق التوازنات الداخلية.

اعتقد أن حماس تمتلك الحق بإعلان موقفها السياسي بإعتبارها جزءا من فصائل العمل الوطني الفلسطيني بعيدا عن وقائع الصراع الداخلي، لكنها لا تمتلك الحق بالتفاوض ولا التحدث عن الموقف السياسي الوطني بشكل عام على اعتبار ان هذا الأمر بحاجة الى جهة تمثيلية حقيقية لجماهير الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده وهو المعبر عنه في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي لابد من تعزيز مؤسساتها واعادة بناءها وفقا للمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني وحتى يتسنى لها التعبير الفعلي عن الأطروحة السياسية الفلسطينية عموما مما يعني ضرورة إستيعاب حماس وغير حماس في مؤسسات المنظمة والا فإن البوصلة السياسية العمومية ستكون في مهب الريح مما يعني امكانية التلاعب على التناقضات الداخلية الفلسطينية كما نرى حاليا.



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
- اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
- المجزرة المتواصلة ....
- في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - حماس وقوانين اللعبة السياسية ....