أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد














المزيد.....

حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد


مازن حمدونه

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 04:18
المحور: الادب والفن
    


في ربوع الأدب السياسي

مشاهد القصيدة: هنا باقون ...

سنقول لهم من جديد ، كأننا ستون مستحيل ، في اللد والرملة والجليل ، متجذرون ، رابضون على صدورهم كالجدار ..وفي حلوقهم غصة كالعلقوم .. كقطع الزجاج ، كلوح الصبار ..
هم لا يعلمون ، أو يعلمون أننا افترشنا الأرض والتحفنا السماء في نضبة المطر ، نبشنا التراب .. رسمنا خطوطا تلو الخطوط .. نحن اكتسينا بقطنها .. وحريرها .. لعبنا تحت شجرها .. تحت أشجار اللوز .. والتين ..التوت والزيتون ..والبرتقال ، وكروم العنب .. نحن حروف كلماتنا كسلم موسيقي لا تتسلله شواذ الحروف . وانتم جئتم الينا كالطاعون .. لا لغة لكم .. لا لون لكم .. لا حضارة مهما زورتم أوراق التاريخ .. مهما نهبتم نحفنا .. ومهما صنعتم كتبا وتوراة وصحف .. لا يعلم فيها نبي الله المستباح من تاريخكم .
انتم صادرتم مساجدنا .. كنائسنا ، وحولتم مقدسات بيوتنا الى حانات ومخازن خمارات لكم ..تريدون ان تسكروا على جراحنا ، على عويل نساءنا ، على أشلاء أطفالنا . نحن لا نعشق مجالسكم ، ولا مطاعمكم ؛ ولكننا سننزع لقمة عيش أطفالنا من بين مخالبكم الزرقاء بعد ان صادرتم محراث أرضنا ، و منجلنا .
سنبقى قلاعا حصينة في وجه الطاغوت والظلم ولن تنال منا حوافركم .. وسنبقى ونستمر في البقاء ، سننتشر في المكان .. سنعمر شوارعنا .. سنوسع غرف البيوت .. سنعمر القرى والمدن والحارات ، وانتم حتما ستزولون كحبات البرد في شهر تموز !!
نعرى .. نجوع .. نتحدى الموت بالحياة وسنبقى ننشد الشعر ونكتب الأدب ، سنسطر مذابحكم .. نفتضح غيكم وسيخلد التاريخ لكم إنكم كنتم يوما هنا عابرون كنابليون .. وكسرى .. وجحافل الصليبيين العابرة على حصون عكا وبحر يافا وحيفا .. والرملة واللد .. ومضوا
سنسطر الكلمات بمداد الدم المستباح ، و سنملأ شوارعنا في المدن والقرى والحارات .. ستسمعون ضحكات أطفالنا .. هتافات الغاضبون .. وترشق ظهوركم حجارة بلداتنا وستمضوا .. سنقتلع جدار الصمت .. سنهدم زنازينكم ، سنستبيح محرمات قهركم .. سنفضح عدالتكم المزيفة بالقرائن والأدلة ، سنفضح ديمقراطيتكم المزعومة .. سننشر صور ضحاياكم .. سنترجم عبارات الحقد التي دودنتها مجالسكم .. كتبكم . وبعدها سيلعن التاريخ طغيانكم .. جذوركم ومنبتكم القادم من خلف بحار الثلج .
سيندم النازيون بقائكم .. ستندى جباه من رحم ومن بكى ومن رثى موتاكم ..
سنبقى هنا باقون كشجر الزيتون وانتم كظل في يوم غائم بلا شمس .. أو قمر .
سنزرع التاريخ .. سنبقى ولن نرحل .. حتى لو سقطت علينا أسقف البيوت .. ستجدوننا نزرع خيمة ونشد أوتارها من جديد ولن نزول . وستبقى قلوبنا كقطرة ندى الصبح تسير في العروق وانتم ستبقون في مكابدة وحسرة وقلوبكم كالجمر ونحن سنبقى نراقب نحوركم انفطار قلوبكم ..
مليون شمس في دمي ....
سلبوا زيت الدار والماء وحتى الملح .. حجبوا الشمس والبحر ونهبوا الماء من أعماق ارضي ويريدون ان يحاصرون .. ويحاصرون إلا إننا ؛ سنحاصركم ببصرنا .. ببصيرتنا وسنقاتلكم في كل البروج والكهوف ، سنقتلع منبتكم كالطحالب كالفطر على وجه الصخور ..
في سجني أضاءوا شمعة .. وفي بيوتهم لهيب ووهيج محارقهم ..
ماذا بعد ؟
كل شعوب المعمورة التي اكتوت بنير الاستعمار حبلت بطونهم .. ومهما طال اسر الوطن فحتما ستمضوا وترحلون ونحن هنا باقون ..
سترحلون وتمضوا كل الأغراب عبر صفحات التاريخ كالانتداب والفرس والروم .. ما تكدست مواطنهم .. جبروتهم فوق تراب موطن للبشر استعبدوا إلا أنهم مضوا كرحلة الجراد هائما على خضرة الأرض وأغصان الشجر ..
انتم ستغادرون المكان .. من البحر .. من الجو ومن أنفاق وسراديب الأرض مهزومون وستنتهي ظلالكم ، فمن منكم لا يعرف كسرى وروما ... فهل استمروا ؟
نيران المجوس ...
نشد خيط الضوء في عتمة ظلام الليل .. نزرع مشتل أحلامنا عند منابع شلالات العشق .. نمسح دموع ثكلانا .. نزرع الواحات .. نزين الطرقات .. ننبت من تراب الرمل زهرات . نحن قناديل لا تنضب صهاريجها .. تبقى عامرة تبدد وحشة الظلام ، فنحن ليس عود ثقاب يشتعل لمرة واحدة وقد لا يشتعل أبدا .
ستجدونا كالسيل الجارف ، سنكون في الطوابق العليا كالحصون وفي سراديب الأرض .. سنشيد الكباري والجسور .. وغدا ستجدوا أطفالنا خلف الصخور ، سيمتشقونكم بالحجارة .. بالمجانيق .. وانتم لن تدوم بهجتكم .
احتفظوا بقوارب حطت بكم على شواطئنا فستنجدكم من أطفالنا .. من شبابنا وحتى النساء والشيوخ .
الذي أملك ..
رغم إني جاهل بلغة الحروب ستجدون أصابعي وراحتي على الزناد احتضن بندقية ، وفي راحة اليد الأخرى قلمي .. ريشتي التي رسمت بها أحلامي ..
لن اهجر المحراث والمنجل .. وستجدونني مغروسا من الساقين في عمق الأرض لا أتزعزع أو تجزعنى صرخاتكم . وسيبقى في الكون عامر هوى يكتسح البرية لشعب مازال يتوجع .. ورغم هذا ستجدوننا هنا باقون !!



#مازن_حمدونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب القاص صالح أب ...
- في ربوع الأدب السياسي - حوار التناظر مع الأديب الشاعر سميح ا ...
- في ربوع الادب السياسي -حوار التناظر مع الأديب الشاعر محمود د ...
- في ربوع الادب السياسي - حوار التناظر مع القاص عمر حمش
- المنطار كائن في المكان ... هل غادر المكان
- ظلام دامس في وجدان وفاء سلطان فاض إدراكها
- حوار التناظر
- هل يستيقظ الفلسطيني أخيراً؟
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- حوار التناظر مع الأديب غريب عسقلاني... ما لم يقله غريب عسقلا ...
- مقدمة في حوار التناظر مع غريب عسقلاني


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن حمدونه - حوار التناظر مع الأديب الشاعر توفيق زياد