أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال محمدعلي الشريف - البصرة.. يوميات مدينة















المزيد.....

البصرة.. يوميات مدينة


كمال محمدعلي الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 05:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


1..يومٌ غابرٌ..
البصرة..اسسها سنة 14 هجرية (635 ميلادية) القائد عتبة بن غزوان المازني في زمن الخليفة عمر بن الخطاب لتكون معسكرا لجنده ومشفى لهم ، لقد كانت البصرة أول مدينة بناها العرب أثناء الفتوحات الإسلامية ، وتم بناؤها قبل الكوفة بحوالي ستة أشهر ، ثم بنيت الفسطاط بعد الكوفة . قال الأخفش في سبب تسميتها بالبصرة :لكثرة الحجارة الرخوة الضاربة للبياض فيها وبها سميت البصرة.
وكانت ارضها تسمى بـ(أرض الهند) وكان مكانها يسمى الخريبة وهو المكان الذي اقيمت فيه قصورومشاجب السلاح العائدة للعجم.وبسبب موقعها التجاري وكونها تتوسط الشام وفارس فقد اتسع عمرانها ونمى وبلغت مساحتها ايام امارة خالد بن يزيد القسري 36 ميلا مربعا.
بقيت البصرة أهم الولايات الاسلامية الواقعة على ساحل الخليج العربي الذي كان ولفترة متأخرة يسمى باسمها خليج البصرة، إلا أن نجم البصرة التجاري والسياسي بدأ بالاضمحلال منذ سقوط الامبراطورية العثمانية رسميا عام 1922م، حيث قطعت أوصال ولاية البصرة التي كانت ممتدة من أطراف بغداد الجنوبية قرب الكوت شمالا، إلى البحرين فقطر جنوبا مرورا بالمنطقة الشرقية من نجد الغنية بالنفط. وبعد اتفاقية سايكس بيكو تم تقسيم البصرة إلى عدة أجزاء، أعطي الجزء الشمالي الشرقي إلى إيران بما فيه الحويزة والخفاجية، ومنطقة الدوركي، ومناطق اخرى باتت اليوم داخل حدود إيران، فيما أعطيت المناطق جنوب مدينة البصرة (عاصمة ولاية البصرة) إلى أسرة آل سعود، وجعلت البحرين، وقطر، والكويت دولا، وجعل لواء المنتفك (الناصرية) التابع لولاية البصرة محافظة ، ولواء العمارة (ميسان) محافظة كذلك.
خرجت من ارض البصرة وفود من العلماء والمفكرين والفقهاء والقادة والامراء، منهم على سبيل المثال: الكندي والحسن بن الهيثم والفراهيدي والجاحظ و الاخفش و الاصمعي والمبّرد والحريري وسيبويه وابو الاسود الدؤلي والفرزدق وجرير ومالك بن الريب وابن سيرين وحنين بن اسحق ومالك بن دينار و واصل بن عطاء واخوان الصفا ورابعة العدوية وانس بن مالك وابو موسى الاشعري والمهلب بن ابي صفرة وغيرهم...
يشتهر أهل البصرة بالطيبة و الكرم وهم مضرب الأمثال في ذلك داخل العراق وخارجه . وهي تضم خليطا متجانسا من كل الاعراق والديانات ففيها المسيحيين من الكلدان والسريان والاشوريين كما يسكنها الصابئة منذ القدم وذلك لكثرة انهارها، كما سكنها اليهود منذ انشائها ، فضلا عن المسلمين بمختلف طوائفهم و كانت البصرة مهدا لمدارس دينية وادبية كثيرة كأخوان الصفا والمعتزلة. كذلك سكن البصرة اعراق متعددة اخرى كالفرس والاكراد والاتراك وبعض الاوربيين ، وعندما قام الاتراك بمجازر الارمن كانت البصرة احدى المناطق التي استقبلت الفارين منهم فقد كانت ملجأً للهاربين من الصراعات ورغم هذا الخليط الشائك فانها عاشت متآخيةعلى طول العصور.
تشتهر البصرة، فضلا عن كونها الميناء البحري الوحيد للعراق، بغناها بحقول النفط المستثمرة والواعدة مثل حقول الرميلة التي تعد من أكبر واهم الحقول النفطية في العالم، و بالنخيل الذي كان عدده يبلغ 32 مليون نخلة، لم يبق منها غير 4 ملايين نخلة بعد ان دمر وأتلف أغلبها خلال حرب الخليج الأولى في ثمانينيات القرن العشرين.
ذكرها الامام علي(ع) في العديد من خطبه وقال في وصفها " يا اهل البصرة.. اما اني ما اقول رغبة ولا رهبة بينكم غير اني سمعت رسول الله (ص) يقول: تـُفتح ارض يقال لها البصرة، اقوم ارض ٍ غلةٍ ، قارئها اقرأ الناس، وعابدها اعبدُ الناس، وعالمها اعلم الناس، ومتصدقها اعظم الناس صدقة...".وعن خيراتها يقول الخليفة العباسي هارون الرشيد " نظرنا فاذا كل ذهب وفضة على وجه الارض لا يبلغ ثمن نخل البصرة ".ويقول عنها الشاعر ابن ابي عُيينة المهلبي:
يا جنة ً فاقت الجنانَ فمـا ....... لهـا قيمة ٌ ولا ثمـن ُ
الفتـها فاتخذتـها وطـنا ...... ان فؤادي لمثلها وطن ُ .
ويقول عنها جواد الحطاب :
البصرة.. طفلة العراق الخجولة التي يخدش ُ حيائها الحياء
من زَمانْ وي السفنْ ... نسهر والبحر حرّاسْ
المرأة حـب الرجلْ ... البصرة حـب الناسْ
بصرتنه شوك وجمرْ ... تكبر محـبة وياسْ
المرأة حـب الرجل ... والبصرة حب الناسْ
2. يومٌ آن ٍ ..
الساعة العاشرة .. ابتدأ القصف.. ومع كل انفجار تتوهج في القلب نيران الالم وتبقى الصرخة المكتومة تتردد بين الضلوع حتى يسكت الدوي وتنام المدافع ليرقد الاطفال بسلام ..
لقد تغيرت البصرة كثيرا خلال ايام الاحتراب الديني والاحتلال المليشياوي والكر والفر لجيش الله.. دمر القصف هيكلها ومزَّق جسدها اشلاءا ً لكن روحها ظلت موحَّدة متـَّقدة من خلال عشق ابنائها الاصليين واخلاصهم لها..
وهذا احد ابنائها الشرفاء (محمد خضير) يقول عنها:
" جعلتني ايام الحرب اراقب تغيرات وجه البصرة ودورات ازمانها المتعاقبة، فآمنت بأن تكرار خرابها واندثارها ، ثم قيامتها وتجددها، سمات اساسية فيها. وعيها الطويل بالحروب جعلها تنمو ببطئ ، وتتجدد ببطئ ، وتمتص زمنها ببطئ. وتلتف على بيوتها فتتقلص، وتغلق ابوابها الكبيرة ويغطيها التراب والدخان ويغادرها اهلوها، فتحسب ان دورة من دورات موتها قد حانت وان غيابها وشيك.. ثم عند ابواب الزبير تنشَّق الصحراء عن قرص الشمس المنير صاعدا بهدوء لتنكشف لعينيك معالم مدينة اخرى شاهقة تلامس رؤوس ابراجها وقبابها اطراف السحاب ".
3. يومٌ آت ٍ ...
استيقظت صباحا ً على صوت الاذان ينطلق من المسجد الجامع القريب من المجمع السكني الذي اعيش فيه، نهضت بنشاط لاؤدي الصلاة بعد ان نمت مبكرا ليلة البارحة .وقفت قليلا على شرفة شقتي التي تطل على الجهتين الشرقية والشمالية من المدينة، نظرت الى الجهة الشمالية من المدينة الجديدة والتي بُنيت بجوار الاثار القديمة للمدينة بعد ان ازيلت اطنان التراب التي كانت تغطيها فاصبحت مدينة اثارية عالمية وبدا واضحا المسجد الجامع الذي كان سابقا يسمى بمقام الامام علي (ع) وبقربه دار الامارة وبيت المال كما خطها البناة الاوائل وفيض الاضواء التي يغمرها يتلاشى تدريجيا مع بزوغ الفجر واقتراب شروق الشمس. ثم انتقلت ببصري الى الجهة الشرقية فبدت لي من بعيد مياه شط البصرة وهي تترقرق تحت اولى شعاعات الشمس التي بدأت بالبزوغ من خلف غابات النخيل التي امتدت مابين شطي البصرة والعرب بعد ان نجح علماء البصرة العاملون في مركز ابحاث النخيل بعمليات زرع وتخصيب اجنة النخيل واستعادة جميع الاصناف النادرة وبالتالي ثروة البصرة والعراق التي لم يبدلها هارون الرشيد بذهب الدنيا وفضتها. واطلت بصري نحو شط البصرة وانا اشاهد سفن البضائع وزوارق الصيد وهي تنطلق من مراسيها في مجمع موانئ البصرة الذي بُني اسفل ناظم شط البصرة وقريبا من معمل الغاز السائل وبحر الاضواء يغمر المكان الذي صار عبارة عن شعلة من النشاط والحركة فسفن تُفرَّغ واخرى تُحمَّل وثانية ترسو وثالثة تُقلع...
بعد ان متعت نظري بهذه المناظر الرائعة ارتديت كعادتي يوميا ملابسي الرياضية ونزلت من شقتي الواقعة في الطابق العشرين ومضيت اهرول في الشوارع المظللة بالاشجار ورائحة النسيم الصباحي المحملة بعطر الجوري تجعلني احس بالنشوة والانطلاق فاحس نفسي كانني احلق على بساط سحري يجول بي في الحدائق الغنـَّاء الممتدة الى الافق البعيد ، وبعد ساعة عدت الى شقتي فوجدت اسرتي بانتظاري على مائدة الافطار وجلست معهم بعد ان اغتسلت وارتديت ملابس العمل، وفيما نحن نأكل بدأنا نخطط لكيفية تمضية هذا الاسبوع ، فقال ولدي احمد دعونا نمضي مساء اليوم الى دار الاوبرا في المدينة الثقافية الواقعة على شاطئي نهري الخندق وشط العرب فيما كان يعرف سابقا بالداكير، فعرض هذا الاسبوع يتضمن عرض اوبرا شهرزاد لريمسكي كورساكوف ووافقه الجميع على هذا الاقتراح الجميل. وانبرت مريم لتقترح علينا الذهاب غدا الى المجمعات التجارية في العشار للنزهة والتبضع باعتبار ان اليوم هو موعد استلام رواتبنا الشهرية وكانت والدتها اول المؤيدين لهذا الاقتراح فقد كانت تصرف ربع مواردنا المالية على التسوق والشراء بحاجة او بدونها. اما سيف وكوثر فقد اتفقا على ان نمضي عطلة نهاية الاسبوع في نزهة نهرية في شط العرب بسفن الركاب التي تتجول بين شطي البصرة والعرب ونبيت في المدينة السياحية التي بُنيت قرب ميناء العراق الكبير على شاطئ خور عبدالله في اقصى الجنوب وصولا لراس البيشة، لكن ماهر اقترح ان نذهب الى مجمع المدينة الرياضية الواقعة على ضفاف شط البصرة قرب المطار الدولي ليمارس كل واحد منا رياضته المحببة.
خرجت من شقتي نحو موقع عملي الذي يبعد مسافة نصف ساعة بالقطار النفقي Underground train فقد اصبحت المدينة مرتبطة بشبكة واسعة من قطارات الانفاق، فخلت الشوارع من السيارات الا قليلا متيحة الفرصة لراكبي الدراجات الهوائية للرياضة والنزهة.
قبل ذهابنا الى دار الاوبرا عرَّجنا على نصب شهداء صولة الفرسان الذي يقع قريبا من المدينة الثقافية على ضفاف نهر الرباط، ووضعنا باقات من الزهور احياءا لذكرى اولئك الابطال الذين احيوا مدينة البصرة واعادوا البسمة لشفاه الاطفال. وبعد انتهاء عرض الاوبرا طلبت من اسرتي الذهاب الى الشقة بدوني لان لدي موعد مع بعض الاصدقاء في دار الادباء الواقع في نفس المدينة الثقافية وقريبا من دار الاوبرا. ويبدو انني تاخرت كثيرا في العودة فقد كان ركاب القطار النفقي يعدون على اصابع اليد، نزلت في محطة تبعد قليلا عن المحطة القريبة من مجمعي السكني وفكرت بالسير قليلا تحت اضواء القمر الذي يتخلل اوراق الاشجار ورائحة ازهار ملكة الليل تعبق في الاجواء... كنت غارقا في استذكار الموسيقى الرائعة لكورساكوف عندما اجفلتني صرخة حادة ..قـف!!!
ذهلت من الصوت الخشن الذي لم اتبين مصدره فتوقفت اتلفت يمنة ويسرة .. وما هي الا ثواني حتى افقت .. فوجدت نفسي وانا محصور الى جدار خرب مزقته طلقات الرصاص وبقربي دار مهدمة بعد ان سقطت عليه قذيفة هاون من جيش الله اودت بحياة كل ساكنيه ورائحة الازبال المكومة تزكم انفي مختلطة برائحة اكوام القمامة المشتعلة في الساحة الجرداء التي تتوسط منازلنا .. واحاطتني مجموعة من الملثمين بملابسهم السوداء ورائحة عرقهم النتنة ولغتهم السوقية والفاظهم النابية تنهال على من كل جانب ..ابن الـكلب ستسوي اهنا بنص الليل .. وين بيتكم .. ابن الكـ...ـة يبين انت وياهم.. لم اكد افتح فمي لارد عليهم حتى اردتني الى الارض ضربة باخمص بندقية واحسست بالدوار وبشئ لزج دافئ يسيل على رقبتي ..حاولت النهوض فأتتني رفسة في خاصرتي جعلتني اتكوم على نفسي ..واخذت الضربات تنهال عليَّ من كل جانب فتقوقعت بجسمي وشبكت يديَّ على رأسي.. ثم مرت فترة صمت وفيما كان لغطهم يتلاشى عن سمعي تدريجيا مختلطا بزخات الرصاص... كنت اسمع بوضوح اصوات اطفال بملابس بيض يرقصون حولي وهم ينشدون:
سالم ياعـراق وشامخه الرايات
مشدود العزم للسهله والصعبه
من دمنه الك شريان يابو الخير
والمحبوب يفـْدّي مهجته لحبه
عنقاء الزمان انولد مـن جديد
نورك شع.. وغصبن نارهم تخبى*
* الابيات الشعرية تعود للسيد سيف البصري المنشورة في موقع صوت العراق الاغر بعنوان:" صولة الفرسان على جحوش الطالبان"، في 22/4/2008.



#كمال_محمدعلي_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كمال محمدعلي الشريف - البصرة.. يوميات مدينة