أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - بدون تعليق : غزة تعيش العصر الحجري..!














المزيد.....

بدون تعليق : غزة تعيش العصر الحجري..!


محمد داود

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


كل يوم يدخل الشعب الفلسطيني في أزمة متجددة، لم يعهدها سابقاً بفعل الحصار والعدوان المتواصل على شعبنا في القطاع الصامد، فمن أزمة الرواتب إلى النظافة إلى الكهرباء إلى أزمة المحروقات والمواصلات، ثم الخبز، والتموين، وغداً الماء، ثم بعدها الهواء، .... معابر مغلقة حصار مفروض سلع مفقودة مرضى يلقون حتفهم، بفعل الإغلاق ونقص الأدوية والمعدات الطبية وأدوات العلاج والتصنيع، وتوقف شبه تام عن أداء دور المرافق الخدماتية والتعليمية والبيئية والتهديد بتسونامي الصرف الصحي، وليس فحسب بل هذا حال المزارعون: لا يوجد لديهم وقود لري مزروعاتهم أو حرثها، وهو لا يقل عن حال صيادي الأسماك بعد توقف قواربهم، .. كما حال القطاع الصناعي المشلول تماما ... ومرافق هامة أخرى في قطاع غزة على شفا الانهيار أهمها قطاع الصحة بعد الصعوبة التي يواجها الأطباء في التواصل مع مستشفياتهم، وتوقف معظم سيارات الإسعاف عن أداء عملها في نقل المرضى، بسبب نفاذ الوقود........!!، فأصبح القطاع يعج بالنفيات والقمامة المتراكمة، وتوقف شبة كامل لمضخات المياه العادمة، وقطاعات توزيع التموين.
.. هكذا الحال برمته في قطاع غزة، .. يكاد يخلوا مركباته التي أعتدنا تكدسها وزحمة مواطنيها، اليوم أصبحت خالية أشبه بمدينة أشباح، خاصة في أوقات الصباح والظهيرة، ولو تيسرت لهم المعابر لغادروها بلا انتظار، فهي لم تعد صالحة للحياة أو أي أمل يبعث على البقاء أو الاستمرار بعد أن أغتال الحصار الأمل، .. فأصبحت لغة المواطن هي الكابونة.
ربما تأتي هذه السياسة الصهيونية لإفراغ القطاع من سكانه، بفعل هذه الممارسات المجحفة والممنهجة، التي تأتي في سياق الفصل الكامل عن قطاع غزة، وإجبار الجانب المصري على تحمل مسئولياته اتجاه القطاع، وهو بات واضحاً من مسألة ربط القطاع بشبكة الكهرباء المصرية كخطوة أولى على المدى القريب، فيما يفسرها البعض على أنها وسيلة ضغط على سلطة ألأمر الواقع في قطاع غزة، من أجل ابتزازها وإذلالها، بهدف كسب مواقف سياسية، فالمسالة باتت واضحة هو يجب : إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها، وتحديد سقف المفاوض الفلسطيني ومطالبه، وقطع الطريق أمام أي أفق سياسي يرمي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافياً وسياسياً، وتعزيز الانقسام الفلسطيني، وعرقلة التباحث في قضايا الحل النهائي، التي تحاول إسرائيل تأجيلها وإطالة أمدها، وإشغالنا بقضايا ثانوية إنسانية جديدة يكون المواطن هو الضحية... بالتالي المشهد يستذكرنا بسنوات السبعينات وما قبل، .. فالبدائل يصعب توفرها، وكما ذكرنا غزة ساقطة من كل النواحي، ولا يجوز الرهان والمناورة فيها "عسكرياً أو سياسياً أو اقتصادياً .."
لقد أصبح من السخرية والعجيب أن ترى مركبة تسير على أحدى الطرق، لكن الأمر المقبول أن تجد مركبة تقل زيادة عن حمولتها أربعة أو خمسة من الركاب، في أماكن مختلفة بها، وصلت للمكوث في "شنطة المركبة" أو على الصدام وأبوابها المفتوحة، وبأي ثمن كان.... بعد أن استنفذت كل البدائل من السولار والغاز وصولاً لزيت الطهي.
وليس عجيباً أن نجد أسرة تلجأ لطهي الطعام على بعض أوراق الكرتون والكراس المدرسي، لتعد وجبة لسد رمق أبنائها الصغار، بعد نفاذ غاز الطهي، والارتفاع الجنوني في أسعار الحطب، والأدوات التي تعمل بالكهرباء،.. وليس عجيباً أن نجد عربات مجهزة بطوابق وفراش ومقاعد ومظلة أشبة بالأتوبيس، في الغالب أهون من ركوب الأرجل إما مشيا أو ركضاً، أو عبر الدراجات الهوائية، من أجل قضاء حاجياتهم .
هذا المشهد لم يكن بعيداً عن صانعي سلع التنظيف الذين لجئوا في الآونة الأخير بابتكار أصباغ عوضاً عن مساحيق التنظيف بطهيها منزلياً وتعليبها، مثل الصابون والشامبو ومعجون التنظيف الجلي وغيرها من المساحيق، وإعطاء صبغة الشرعية لها من خلال اللون والرائحة،.. وهكذا دواليك على الحلويات، وملاط البناء ... الخ.
نسأل الله أن يلطف بشعبنا ويجنبه ويلات الزمان.
كاتب وباحث



#محمد_داود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارتر وسر التحول المفاجئ عند حماس..؟
- هاني وإرادة البقاء في يوم الأسير.!
- قبل أن تهدموا الجدار مع مصر..؟
- اجتياح غزة بات وشيكاً..؟
- حماس والجهاد حركتين شيعيتين بامتياز ..!
- التهدئة مصلحة حمساوية بحتة..!
- فلسطين من السقوط الأصغر إلى الأكبر وبعد..
- الرئيس عباس قريباً إلى غزة...!
- الحوار الفلسطيني الفلسطيني إلى أين في ظل هذا الاستحياء...!
- أزمة خجل تعتلي الأطراف الفلسطينية من إعلان الحوار..!
- مسرحية لاجتياح الإسرائيلي لقطاع غزة...!
- سلام الشجعان......
- مؤتمر أنابوليس وماذا بعد ينتظركم أيها الفلسطينيون..؟ كتب :مح ...


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد داود - بدون تعليق : غزة تعيش العصر الحجري..!