أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - نفس تئن وجسد يصرخ














المزيد.....

نفس تئن وجسد يصرخ


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كان قديماً ينظر الطب الى الاوجاع الصادرة من الجسد فقط نظرة تقليدية يتجاهل تماماً ما يدور في النفس وتاثيراته على اعضاء الجسد ويقول د. علي كمال هنالك مجموعة واسعة من الاعراض والحالات المرضية الجسمية التي لا يرتبط وجودها بأي مرض في الجسم او تعتمد في ظهورها على اسباب وعوامل نفسية آنية او سابقة او التي اذا توفر لها اساس عضوي كانت الاعراض المرضية اكثر وضوحا مما تبرره هذه الاسباب .
ان الاضطرابات النفسية – الجسمية هي اضطرابات عضوية ذات منشأ نفسي بمعنى ادق انها امراض عضوية صريحة سببتها الحالة النفسية للفرد وهذه الفكرة تتأكد مع الرؤية النفسية القائلة بأن الفرد هو عبارة عن كائن ديناميكي معقد وانه دوما في حالة توازن غير ثابت او مستقر وهو يتفاعل مع التغيرات في المحيط وفي داخل الكيان نفسه وهو ما يعبر عنه بالمحيط الداخلي للفرد وعليه فان الاضطراب الذي يصيب هذا الكيان يؤثر على اختلال هذا التوازن وتتأثر اوجه متعددة من هذا الكيان لذا فالمشاعر النفسية القوية الجامحة او الانفعلات غير المسيطر عليها تضرب الانسان في صميمه ومن داخله وتهز كيانه حتى تكاد ان تقطع احشاءه الداخلية كما تقطع السكاكين الحادة اللحم الرقيق او ارق الاشياء فلذا ينصح علماء النفس والطب النفسي ان يجد الفرد الذي يتعرق الى مواقف الضغط النفسي العالي او الازمات النفسية الحادة او المشكلات المستعصية الى تفريغ مناسب يحاول به التنفيس عما يحتقن في داخله وازاء ذلك يقول "هنري مودزلي" ان الحزن الذي لايجد منفذاً له في الدموع قد يجعل احشاء الجسم تبكي .
ان طبيعة نمط شخصية الفرد الذي يتألم من احشاءه وشدة آلامها يتميز بأنه شخصية عصامية قاسية جداً على نفسها وعلى الاخرين وبها ميل عال الى اعراض الشخصية الاكتئابية والعزلة فهو يُحَمل نفسه اكثر من قدرتها على المسؤولية وبه من الخصائص الانفعالية السريعة الحساسية الزائدة مع سمة واضحة في التكوين النفسي لا يحيد عنها او يتقبل المرونة في بعض المواقف ، ربما تصل الحالة الانفعالية لديه الى حالة الهياج فيوجه اللوم الى نفسه بقسوة لا توصف ويمزق احشاءه دون ان يعي بما يجري في داخله ، هذا النمط من الشخصية يبدأ توجيه العنف الى داخل النفس ويضرب اضعف مناطق الجسم واكثرها وهناً وهي المعدة وخصوصا "فم المعدة" اي الجزء الاعلى من المعدة وهو ما يسمى بقرحة المعدة والذي يزداد انتشاره بين مختلف الناس ذكورا واناثاً ويذكر (د. محمد شعلان) ان مصدر الاضطراب هنا هو تراكم آثار الاثارة المستمرة لهذا الجهاز ويفسر ذلك بقوله ان الافراد الذين لا يميليون الى التعبير اللفظي او الحركي عن انفعالاتهم بل يستخدمون لغة الجسد البدائية علاوة على ميلهم لتحويل الانفعال الى الداخل بدلا من البيئة الخارجية .
ان في الاضطرابات النفسية – الجسمية درجة من العدوانية هذه العدوانية بدلا ان توجه الى الخارج فانها توجه الى داخل النفس فتحدث تغييرات فسيولوجية داخلية ربما لا يتحملها الجسم وهي تشبه الى حد كبيرمواقف الانفعالات والخوف إزاء مواقف بيئية مثيرة تؤدي الى تفاعل شبه تدميري لذا يستخدم فيها الجهاز العصبي السمبثاوي هرمون الادرينالين في حالة الخوف وهرمون النوادرنالين في حالة الغضب ولعل هذا المتصل من الانفعالات يعبر عن النزعات العدوانية او التدميرية .
يقول علماء النفس ان الذي يحدث في المرض النفسي – الجسمي هو تراكم للانفعال على المستوى الجسدي دون ان يصعد الى الوعي ويتبلور في مفاهيم والفاظ فضلا عن انه لم يكتمل من جانب آخر وهو جانب الفعل التكيفي . فالشخص الذي يمزق احشاءه بشدة انفعالاته وتفكيره يستجيب الى تلك الانفعالات وشدتها من خلال عدم قدرته على تفريغ تلك الطاقة فتضرب اضعف جزء في جسده فينشا الصراع دون ان يحله او يعمل له تسوية موفقة ، فهو بذلك استجاب على مستوى جسده ولكن دون ان يفرغ هذه الطاقة في صراع ( عدوان) او لقاء ( جنسي) مع آخر وتكون النتيجة حتماً حالة من الانفعال الجسدي المزمن الذي لا يؤدي وظيفة تكيفية ولا يفرغ في فعل او تفاعل مع آخر او موضوع يجد به المتعة وهكذا يستمر الجسد في حالة استعداد مزمن دون تفريغ فلا هو يفعل ولا هو يستريح انما يستمر مشدودا كما يقول محمد شعلان .

من هو الذي يمزق جسده بانفعالاته :

انه الشخص ذو الطبيعة الصارمة التي تتميز بالنظام والدقة المتناهية . وما يميز هذه الشخصية ايضا ان صاحبها يسعى دائما لضمان حاضره ومستقبله فضلا عن انه دائم الرجوع الى نفسه ومحاسبتها ، ويسعى نحو الكمال في كل شئ وهو عنيد جداً في الرأي وكأنه ملزم على العناد ، اما اذا خطرت له فكرة فانه لم يستقر او يهدأ حتى ينفذ ما اوحت له .
يميل هذا الشخص الى الانطواء ولديه الكثير من التشاؤم والمثالية والتواضع وكذلك الاهتمام بالتفاصيل مع عدم التساهل مع النفس او الغير "الاخرين" ويرى علماء النفس ان احد والدي صاحب هذه الشخصية له عادة بعض هذه الصفات ويذكر لنا (د. مصطفى زيور) بقوله يبدو ان خلجات النفس التي لا تجد لها منصرفا ملائما موفقاً مصيرها الى الانحباس في تغيرات عضوية قد تكون على درجة عظيمة من الخطورة لذا فان من امثال هؤلاء الناس تكون استجاباتهم الانفعالية موحدة لكل المثيرات ، فهو يستجيب مثلا للاحباط بشكل كبير ويمتنع عن مواجهتها او التصدي لها .
يقول علماء النفس ان الانسان الذي يضحك او يبكي يستطيع عادة ان يعين السبب النفسي الذي دعاه الى الضحك او البكاء ولكن الامر يختلف عند ذلك الشخص الذي يشكو من الام المعدة ولا يعرف سبب الآمه لان مثل هذا الشخص لا يستطيع وصف الانفعالات التي كانت سببا في اعراضه المعدية (في المعدة) بل هو لا يدري ان الاصل في دائه نفسي وسينكر ذلك ويحاول ان يجد اصولا جسمية لعلته .
ان من يمزق احشاءه لا يحقق تنفيساً كاملا للتوتر الانفعالي كما يفعل الضحك او البكاء ونتيجة هذا استمرار في التوتر ينشأ عن اضطراب مزمن يمزق احشاء الجسد .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاتهام بالتعصب ... تعصب
- لماذا السلوك التخريبي عند الطفل ... رؤية نفسية
- توهم المرض .. هل يعيق البعض ؟
- محاولة نفسية لتفسير الخوف عند الاطفال
- تداعيات الكذب عن الاطفال
- شئ من القلق .. شئ من الدقة
- ظاهرة الادعاء بالامام -المهدي - المنتظر واعراض اضطراب الفصام
- الدين .. هل هو اغراق العقول بالتأمل ؟
- الانتماء والاحساس بالتوازن النفسي
- نحو انسنة السلوك .. الانساني
- لا .. لن اهلوس !!!
- حزني اقوى من قدرتي
- بين الألم النفسي ... وألم الجسد
- التوافقات الشخصية وانعكاساتها السلوكية !!
- ادراكنا ... يوجه سلوكنا
- - داء السرقة- .. انحراف في الشخصية
- الغِيبة والنميمة .. مدخل لمعرفة الشخصية
- مرضى الوساوس .. كيف يفكرون ؟
- ثورة في العقل .. ام ثورة في النقل
- الالتزام الديني ... بين التسامي في السلوك وعودة المكبوت


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - نفس تئن وجسد يصرخ