أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - وراء الصورة_ثرثرة















المزيد.....

وراء الصورة_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2265 - 2008 / 4 / 28 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


إحدى مهاراتي القليلة، مقدرة عالية على التجرّد والموضوعيّة، يقابلها نرجسية وأسطرة ذات لا تطاق، حتى من قبلي بعدما تنتهي النوبة _مع السكرة غالبا.
من فينا لا يمرّ في موجات هستيرية؟ وتتبعها أحيانا موجات الكآبة والرغبة الجامحة في الانزواء والتوحّد؟
أعتقد أن المشترك فينا وبيننا أكثر وأعمق بكثير، مما يفصح عنه ويتم تداوله علنا.
بدورها الفردية والفرادة موجودتان تلقائيا، ومعطى أولي من الحياة.
تكيّف أم إبداع؟
ذلك السؤال المروّع والدائر عبر القرون، يشبه شفرة في كيس مليء بالفراشات، يهزّه عصابي مثلي لا يهدأ ساعة أو يوم، إلا ليعود أكثر رعونة في النوبة التالية.
.
.
الآن فهمت كيف صار لقمان ديركي الشاعر النجم في سوريا.
صرخت بأعلى صوتي، في بيت القصيد، ليسمعه لقمان وليسمع الحضور قبله.
حدث ذلك بعد دعوة لقمان لي إلى بيت القصيد.
نزعة عدوان تعاكسها تماما نزعة تعاطف، على مدار حياتي، والاختلاف في الدرجة والحدّ، ومسافة الشخص عن قلبي.
.......
لقمان شخص عملي ومرن، ويمتلك الجرأة مع نفسه.
يردّ على شتيمتي، وحركتي الاستعراضية في تمزيق الورقة، ضاحكا:يحق للشاعر ما لا يحق لغيره، ويقوم بحركة لطيفة تستوعب فظاظتي، يجمع الورقة ويعيد قراءتها.
يردّ على تلفوني الاعتذاري، بلطف الشاعر:كانت حركة شعرية وجميلة.
.
.
أتصل لأعتذر، ....مرّة أسمتني إحدى صديقاتي الملعونات بالسيّد آسف.
بعد كل سكرة، يتكرر سيناريو واحد....شعور بالضآلة وانعدام الوزن، يليه تبكيت ضمير لا يرحم....يا حيوان أحدّث نفسي بغلظة وتشفّي_عدوانيتي محوّلة إلى الداخل_ وأغلب الظنّ أن جموحي باتّجاه بالإفراط في السكر، سببه تلك الراحة المؤقتة بعدما أرمي أوساخي النفسية على شركائي على الطاولة ومرات على بقية الحضور.
أتّصل بالشاعر الجميل عارف حمزة، جاري الأقرب في بيت القصيد، نضحك على تشوّهاتنا الخلقية....نقص السمع وضعف البصر، ونضحك أكثر على الخرف المتأخر...كما صحّحت العبارة الشاعرة الجميلة والآسرة أميرة أبو الحسن.
فعلا.... تدويّ العبارة في عالمي الداخلي، بعدما أهنت جسدي وأنهكته على مدى نصف قرن، تواطأت عليه مع المرض والأدوية وسوء الطالع وسوء التقدير، خرف متأخّر.
أتّصل بعمر وأطلب رقم خضر الآغا، ...المودّة المتبادلة أشعرتني أن تلفونه معي، ....أبلغ بقية الأصدقاء اعتذاري الصادق على الإزعاج الذي تسببت فيه.
*
ليست المعجزة: أن يحبّ إنسان إنسانا آخر، كما يقول ابن سنان الملك، تصحح الشاعرة الجميلة سوزان عليوان:الحبّ هو نفسه معجزة.
وأنا اقرأ في كتاب حالات لأميرة أبو الحسن، أتوقف مع الصفحتين المتجاورتين:
.
.
سأم
تحاصرني الحكمة
في كل مكان
وأنا.....
لا أريد
سوى الجنون
.
.
ترقّب
أمدّها يدي
لتصل إليك
فلا أنت تقترب
ولا يدي تطول
أعيدها إلى مكانها
لأنهزم
أحببت كتاب الأميرتان_بين بحر وبر_لأميرة وإيمان أسيري، وأعرته لصديقي الشاعر الطبيب حسام جيفي، مع شوقي لقراءته الثانية.
وأنتبه الآن، قراءتي تقلّ مع تقدّمي في العمر وتقدّمي في الثرثرة، ترى هل المسألة طبيعية؟ وهل هذا ما يحدث للآخرين؟
يعلّق أصدقائي الكتاب والشعراء بتخابث: أنت لا تكتب سوى عن الشاعرات، أردّ بنزق وكأنني في محكمة...لا، ، ، أو...فلان، كذا....وينفجرون في الضحك.
عليهم اللعنة....يعرفوني أكثر مما أعرف نفسي.
_لقمان يسأل: ماذا تقصد في عبارتك، أنك فهمت كيف صار لقمان الشاعر النجم؟
دبلوماسيّتك العالية، أردّ بنفاق....ثم ّ أفكّر بعدما تنتهي المكالمة، وأوافق على القراءة الاثنين القادم في بيت القصيد بمشاركة هنادي زرقة، ...بماذا يتميّز لقمان عن أغلبية مجايليه في الكتابة، وبالأخصّ عنّي؟
نحن نقيضان في طريقة التعبير عن الفردي_ الداخلي، وعن المشترك أحيانا، ....هو الفكه في الكتابة، وأنا المتجهّم، نجح في تحويل سوداويّته إلى مخزون هائل من الطاقة والحركة، والأهمّ دخل المعركة مع الذات مبكّرا، وهو اليوم الشاعر النجم بجدارة.
*
"النرجسية" ....الحبّ الذاتي أو محبّة الذات، محلّ سوء فهم خطير، خصوصا في أوساط الثقافة.
من يحبّ نفسه في مختلف الأوقات والحالات، هو فاشل وهو ناجح، هو مهجور وهو وسط الضوضاء، هو محلّ هجوم أو ترحيب، هو تحت الأضواء أو في العتمة....هو شخص شفي من الجرح النرجسي.
على العكس تماما، أسطرة الذات تنطوي على جرح نرجسي نازف.
.
.
الحلّ الوحيد الذي أعيش عليه، الكتابة، وفي هذا تثبيت على "دور الانجاز"، ...ربما في الصرامة التي تلقيّتها وما أزال، يوجد الشرح والأسباب.
*
مفاجأتي، أن تسامح الحضور معي أكثر من تسامحي مع نفسي، مفاجأة.
هم لا يأخذوني على محل الجدّ، شخص عابث وعبثي، يثير التسلية والضحك. هكذا أقول وأكرر في نفسي، ....فيزداد استيائي من الغير ويرتفع مستوى الغضب والشعور بالمرارة، سيناريو مغلق....هو سيناريو المكتئب.
التقدير الذاتي المنخفض، يرفده جرح نرجسي نازف، والنتيجة طاقة عدوان هائلة، تهدّد الوجود الشخصي لو أفرغت في الخارج، كما وتدمّر عالم الداخل في غليانها وسعارها.
.
.
على هذه الحال وصلت إلى اللاذقية.
*
كل مدينة امرأة، كل فراشة، كل منعطف، كل إغماضة عين أو فتحها.
كل طريق امرأة تستقبل وثانية تنتظر.
لا توجد امرأة قبيحة، يوجد رجل عديم الخيال. ما تزال عبارة غوتّة تنبض.
.
.
"لو كنت أستحقّ الحبّ، لوجدني ووجدته"
كنت أظنّ أنني قطعت نصف مسافة الاستشفاء الذاتي.
الحبّ حياة كاملة بين اثنين.
قد يكون ومضة خاطفة، وتنطفئ دون أثر.
قد يكون بناء، باللمسة، بالكلمة....نقطة بنقطة، وفجأة بناء شاهق يأسر العقول والقلوب.
لطالما أحببت عبارة جورج شحادة"كلما أحببته اغتنى وهجرني"....اقرأها المصالحة الكبرى مع النفس والعالم والوجود برمّته.
أحببت أيضا عبارة رشيد الضعيف:
قربك أنام عزيزا
وأصحو عزيزا
_الصنف الشقيّ من البشر، يحمّل نفسه حتى في الحبّ أكثر من طاقتها. يريد أن يسعد المحبوب في كلّ لحظة، يطوّقه، يخنقه.....ولا يترك له مجالا سوى الهرب.
"أكثر مخاوفي تحقّقت" هذا قانون يصحّ على الجميع. لشدّة التركيز يحدث العكس.
وما العلاج بالصدمة سوى الممارسة التقنيّة للقانون.
الحبّ....لو كنا نعرفه لما تحدثّنا عنه بهذه الغزارة واللهفة.
*
يا حسين، يكفي لهذا اليوم....عد إلى الصالون أو البلكون لقراءة الشعر، هو يكشف عن الجوهري والأعمق. مع الشعر أو الحبّ تسترخي وتنام بهدوء طفل.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا تريدوننا على الورق وتقتلونا في الحياة-ثرثرة
- أهل الحبّ صحيح مساكين_ثرثرة
- عودة القارئ السوري_ثرثرة
- رجل سيئ السمعة
- هل كانت البارحة أجمل من اليوم؟
- حبيبتي نائمة_ثرثرة
- كلها.....حياة
- حوافّ خشنة_ثرثرة
- علينا أن نواجه_ثرثرة
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت


المزيد.....




- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - وراء الصورة_ثرثرة