أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الفرعون والطفل عتيق؟..حكاية للأطفال














المزيد.....

الفرعون والطفل عتيق؟..حكاية للأطفال


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 2267 - 2008 / 4 / 30 - 08:58
المحور: الادب والفن
    


كان ياما كان فرعونا ظالما يحكم مصر بالنار والحديد.. وكان يأمر الناس ان يسجدوا له كل يوم ويعبدونه عشر مرات في اليوم.. وان يسبحوا بحمده فهو ربهم الأعلى.. وان يهتفوا له بالروح بالدم نفديك يا فرعون والى الأبد الى الأبد يافرعون الأسد
وكانت البلاد تعيش في فقر وجوع والأطفال مشردين في الحواري بلا اهل ولا معين ويمنعهم الفقر من الذهاب الى مدارسهم وكانت هناك عائلة تنام بين القبور مع ملايين الفقراء وكان لهذه العائلة ابنا اسمه عتيق رغم ضيق ذات يد الأب وفقره حرص على تعليم ابنه عتيق ونيله اعلى الشهادات ..
كانت حاشية الفرعون تنصحه بافقار الناس كي يلتهوا بأمور أكلهم وشربهم وملبسهم عن المطالبة بحقوقهم
وكان الفرعون يجدها فرصة كي يستعبد الناس في بناء القرى السياحية والمنتجعات الخاصة له ولبائعي النفط من الاعراب وكل من استغل من حاشيته نهب الناس وسرقة تعبهم وبنى ثروة كبيرة من المال الحرام ..
بينما كان الفرعون وحاشيته وبائعو النفط الأعراب ينعمون بحقوق الناس واموال العبيد الذين يشتغلون ليلا نهارا كان هناك ملايين الناس تنام بين القبور وفي الشوارع وكان الأطفال يبحثون في اكياس القمامة ليأكلوا من الفضلات وكان حالة هذا الاب وابنه استثناء نادرا فقد علمه الأب سرا عند قلة من الناس الزاهدين في متاع الدنيا والذين يعيشون في المغاور والغابات الكثيفة هربا من بطش فرعون
كان الأب يسرق من وقته ليذهب بابنه عتيق ليتعلم من مصادر الحكمة والعلم
نشأ الصبي يرى الدنيا على غير ما يراها سواد الناس فقد اعتادوا على التصرف بطاعة تشبه تصرفات الكلب لا البشر الذين نزههم الله عن الخضوع والاستكانه لاله غيره وان يرتفعوا بفطرتهم ليدافعوا عن حقوقهم وان لايخافوا احدا غيره وان لااله سواه ..
امتلك هذا الصبي عتيق جرأة وشجاعة اقلقت عسس فرعون وما ان شب حتى اعتقله حرس الفرعون لأنهم وجدوه يعقد حلقات الدرس والتعليم للناس ويفسر لهم ما يجري وان عليهم كي يرضوا الههم الحقيقي ان يدافعوا عن حقهم في الحياة بكرامة وان يتساوى الناس وان يضع الناس حرس البلد لاالفرعون وان ينتخبوا حاكمهم لا ان يبقى فرعون مؤبدا لعبوديتهم ..
أذهلت هذه الدعاوى فرعون وسأل كيف نشأ؟ ومن اين له هذه الأفكار؟ وكيف امتلك قدرة التفكير بعد ان شل فرعون حق الناس في التفكير وحقهم في التعبير عن انفسهم وسولت لهم انفسهم تحت ارهاب حرس فرعون ان قدرهم العبودية وان لاخيار لهم سوى ان يحلموا ببركة فرعون لينزل لهم المطر وما يأكلونه من بصل وحبات ينقعونها في الماء وفتات خبز ؟
كان دعاية فرعون عن نفسه قوية حتى ساد الاعتقاد انه ربهم الأعلى وانهم سيجوعون اكثر مما هم جوعى اذا لم تستمر عبوديتهم وخدمتهم للفرعون ..كانت الأمور تسير كما يشاء الفرعون الذي كان يقضي جل وقته في منتجع بناه قرب البحر ووضع فيه الكثير من اموال الناس في صناعة فخامته ورخامه وذهبه وفرشه..بينما كان الناس ينامون في المقابر ولايجدون ما يأكلون ويتوسدون القش والتراب في اكواخ وقبور متهالكة..
اجتمع فرعون مع حاشيته ورأى ان هذا الشاب يشكل خطرا كبيرا على بقاء استعباد فرعون الناس ويهدد مصالحه ومصالح حاشيته فقرر اعدامه وامام الناس اجمعين ليتعظوا انه قادر على قبض ارواح الناس او منحها رمق الحياة وكان ما اراد بعد ان قام حرس فرعون بتعذيب الشاب وضربه بشكل مبرح ان اجتمع الناس في ساحة كبيرة واقيمت الاحتفالات للفرح باعدام مرتد كبير عن عبادة فرعون وعندما اقترب الحرس ليضعوا حبل المشنقة على عنق الشاب حدث ما لم يخطر على بال فقد انشق من بين الجموع رجال مسلحون بالسيوف والأسلحة الفتاكة وفتكوا بحرس فرعون وجلبوا فرعون وكبار حاشيته واعدموه امام الناس الذين انهار الكثير منهم امام هول ما يرى فقد اعتقدوا ان فرعون لايموت ولا يعدم كسائر الناس
وما ان حلت الصدمة عنهم حتى فرحوا وهللوا بما يحدث وبخلاصهم من الفرعون الظالم
ولكن ماذا جرى فعلا ؟
وكيف حدث هذا ؟
كانت حلقات الدرس قد جمعت عصابات ضخمة من المتمردين الذين بدؤوا بالعمل السري واستطاعوا استمالة العديد من حرس فرعون لفتح مخازن السلاح لهم وتسهيل امورهم لاختيار التوقيت والمكان لتحويل اعدام الشاب الى اعدام للفرعون الظالم
وهذا ما حدث وكان قد فات الأوان على الفرعون وحاشيته وبائعي النفط الاعراب ان ينتبهوا لقوة التنظيم الذي يتحرك بينهم وجهز الأمور للانقضاض على الفرعون الدجال ومن حوله..
وادرك الناس ان حق التفكير حق انساني ليديروا امورهم وان حقهم بالتعبير عن ما يجول في بالهم من افكار هو ما يطور البلد ويجعل الناس يعيشون بهناء وسعادة..
وان حقوق الانسان تكفل لهم العيش الكريم وقد تحسنت امور الشعب بعد ان تحرروا من فرعون والخرافات التي جعلتهم يعيشون في عبودية وبعد ان عرفوا طعم الحرية والمساواة والعلم صاغوا كتابا يشرحون فيه ما تعلموه كي يهتدي به الناس في حياتهم وليتعلم منهم ابنائهم ما يساعدهم على تلمس طريقهم مهما كانت الصعوبات دون ان يستسلموا للخوف والارهاب من الحكام الفراعنة وبائعي النفط الاعراب واسيادهم المرابين وتجار السلاح
احمد صالح سلوم
شاعر وفنان تشكيلي
لياج - بلجيكا



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاوي الفتحاوي وفلسفة العربجية؟
- اسئلة عن الفن التشكيلي والاقتصاد والمخيم والشعر
- الديمقراطية والحداثة والعالم العربي الاسلامي؟
- اين تقع دوائر مجدي خليل ووفاء سلطان الدعائية عن الحريات؟
- اسئلة الاديبة الفلسطينية الكندية هدى الخطيب للشاعر الفلسطيني ...
- لماذا عبارة دولة يهودية مسألة عادية عند بايبس؟على هامش حلقة ...
- اسئلة عن المرأة والطفولة الشعرية واجابات الشاعر احمد صالح سل ...
- انتفاضة في محلها الكبير؟
- الشاعر مازن سلام و اجاباته على اسئلة الشاعر احمد صالح سلوم:ل ...
- أدونيس ومحمد عبد الوهاب وفكر النهضة الاستعمارية البوشية ؟؟
- الشاعرة فابيولا بدوي تجيب على اسئلتي حول الاعلام والفن والاد ...
- اسئلة الكاتبة : سلمى عبيد للشاعر احمد صالح سلوم واجاباته في ...
- نكس رأسك يا أخي.. فأنت عربي؟؟
- الشاعر احمد صالح سلوم في اجابة على اسئلة الشاعر الفلسطيني طل ...
- مرة ثانية تعقيبا على وفاء سلطان كحالة نموذجية لمقاولات- الما ...
- الفضائيات ومعاني الريموت كونترول النفسي :على هامش حلقة تقييم ...
- الشاعر الفلسطيني طلعت سقيرق في اجابة على أسئلتي:كل شيء في ال ...
- دعم -اسرائيل- وثقافة التطهير العرقي والديني؟
- في حوار مع الشاعر احمد صالح سلوم :الشعر العربي و متطلبات الم ...
- الآشنيات الاعلامية في الجسد الامريكي النازي؟- كنموذج المدعوة ...


المزيد.....




- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - الفرعون والطفل عتيق؟..حكاية للأطفال