أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 2...3















المزيد.....

دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 2...3


صبري يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2262 - 2008 / 4 / 25 - 10:54
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


لهذا أؤكِّد على أن المَخرج الحقيقي للعراق ولكلِّ الشَّرق هو بناء دولة قوامها العلم وإحترام الأديان والقوميات، ويبدو لي أن الشَّرق العربي من محيطه إلى خليجه يحتاج إلى قرن أو قرنين كي يفهم هذه المعادلة التي تبدو لي واضحة قراءتها، فأنا أرى أنَّ أوروبا ما كانت ستنهض لولا أنها قرأت واقع الحال حالها وفصلت الدِّين عن السياسة، ولو وجدنا أنَّ هناك أحزاب بتسميات دينية مسيحية إلا أنها مجرد تسميات وغير قائمة على صراعات بل على أسس ديمقراطية انتخابية، ومهما يكن من أمر فإن أغلب الأحزاب التي تسيطر في الغرب غالباً هي أحزاب علمانية، وحتى الأحزاب التي تحمل تسميات مسسيحية في الغرب تحمل في برامجها توجهات علمية وكأنها علمانية ومسيحية بمجرد التسمية، وأنا لست ضد التوجه والتسمية الدينية سواء كانت في الغرب أو الشرق لكني ضد التعصب الديني الأعمي وضد الغاء الآخر.
لهذا من الضروري أن ينتبه الشرق إلى معادلات الحياة والتحولات التي تطرأ في العالم، فعمر الأديان هو ألفين عام أو أكثر بقليل، وهناك حياة على الأرض قبل الأديان الثلاثة، يقدَّر عمرها بملايين السنين وأكثر، لأننا لو عدنا للعلم لوجدنا أنه يقدر عمر الإنسان على الأرض بملايين السنين! لهذا فأنا أرى أن الدين، جاء متأخراً جداً وهو حديث العهد مقارنة بعمر الإنسان على الأرض، ولو دققنا بتقدم البشرية فإننا نجد أنها بنَت وغزت الفضاء الكوني من خلال العلم، والأديان هي رائعة للأخلاق والضمير الحي، لكنها غير قادرة على بناء الدول بشكل حضاري وتقدمي، لكنها تساهم في بنائها، ولكن يستحيل أن يتم قيام الدولة على أساس ديني بالمطلق، لأن النزوع الديني هو روحاني أخلاقي خالص، بينما بناء الدولة أو بناء جسر في الدولة لا يقوم إلا بموجب معادلات رياضية علمية خالصة، ومن هذا المنظور أرى أن بناء الدولة في الشرق لا هو علماني ولا هو ديني، هو تابع للغرب الناهض، لأن هذا الغرب يرى أن الشرق غير جدير بقيادة نفسه لهذا يطرح نفسه قائداً بديلاً له، سواء عندما كان يستعمر الشرق أو الآن عندما يخلخل كياناته بأفكار وصراعات وحروب ومتاهات لا تقود إلا إلى المزيد من الضعف، والنظام العربي وما يجاوره في الشرق لا يفرز فكر تنويري لأن ليس لديه توجهات وموسسات لبناء مواطن حرّ ومستقل وديمقراطي، لهذا تصبٌّ الأنظمة والمعارضات في خانة واحدة هي الصِّراع المفتوح على جبهة الحروب، وليس على التكامل والتضامن والتعاون، بينما في الغرب تخلَّصت الحكومات والمعارضات من الصِّراع الدموي، بل صراعها كأحزاب هو صراع تنافسي ديمقراطي قائم على الفكر العلمي الحرّ، فتجد السياسي الذي يخسر في المعركة الانتخابية يبتسم لخصمه ويقدم له باقة ورد ويتعشى معه، بينما في العالم العربي يخطِّط لقتله، ويتحول المعارض إلى عدو للنظام المهزوم وبالتالي يصبح أكثر ديكتاتورية من النظام الذي أطاح به، لأن علاقة النظام بالمعارضة بالأساس قائمة على الكراهية والعداء والخوف من كلا الجانبين.

لهذا فلا مخرج ولا حل طالما قيام الدولة في الشرق يتوقَّف على هكذا معادلة مخرومة، معادلات محكومة ومنتهية بالصِّراع الدَّموي والقتل والسجون المفخَّخة بالزنازين المعتمة، وهكذا فمستقبل العالم العربي سيبقى حروباً مفتوحة فيما بين الأنظمة والمعارضات لأنها أنظمة غير منظَّمة، وهي غير علمية وغير دينية بالمفهوم الروحاني الأخلاقي للأديان، لهذا لا بدَّ من الساسة والأنظمة الشرقية العربية وغير العربية من الاستفادة من تجاربها، ولو قارن السياسي الشرقي ذاته بالغرب الناهض سيجدُ بحسب واقع الحال أنه يحبو على بطنه وليس له علاقة بالسياسة بقدر ماله علاقة بسدَّة الحكم حتى ولو ذهب الوطن الذي يقوده إلى بوَّابات الجحيم، وهذا ما حصل مع قائد البوابة الشرقية ومع الكثير من بوابات الشرق العتيد بالتخلف والتحجُّر الفكري المفتوح على زيادة ميزانية الزعيم، إلى درجة أنه أصبح أكثر غنى من الدولة نفسها! بينما في دنيا الغرب فمهما يصبح القائد السياسي غنياً فإنه لا يصبح أكثر غنى من بعض رجالات الأعمال العاديين!

أنا لست ضد الديمقراطية في أميريكا، ولا أعتبر أميريكا الشماعة لتبرير تخلف الشرق، لا، أبداً، العالم العربي متخلف حتى النخاع، لهذا تنظر إليه أميريكا كبقرة حلوب لا يعرف صاحبها كيف يحلبها، فتقول لماذا لا أحلبها له وأعطيه كوبا وآخذ كوباً أو كوبين من الحليب! وأنا أرى أن الغرب كاستعمار، لو يحكم العالم العربي، سيكون حكمه أقل استغلالاً مما يحكمه الزعماء العرب، لأنه سيستغل خيرات البلاد والأوطان وبنفس الوقت سيطوِّر البلاد في الكثير من مناحي الحياة، لأن الغرب ينظر إلى الشَّرق كمشروع تجاري اقتصادي، فمن مصلحته عندما يستعمر الشرق أو أية بقعة في العالم أن يطورها كي يستطيع أن يقنع المواطن الذي يستعمره بأنه جدير بالبقاء والاستمرارية، ولكن الأنظمة العربية لا تفكر بالمواطن، لأنها سحقت رأيه وسحقت تطلعاته لهذا عندما يخالفها في الرأي تزجّه في السّجن، ولهذا أرى ان الاستعمار الغربي لو يحكم العالم العربي سيكون أكثر رحمة من استغلال الأنظمة العربية وأكثر قدرة على تلبية متطلبات المواطن، فهل من المعقول أنَّ أكبر دولة في العالم العربي، مصر (أم الدنيا) لا تستطيع أن تؤمِّن لمواطنها رغيف خبز وقد شاهدتُ مؤخراً برنامجاً بثته قناة الجزيرة بالصوت والصورة، يبيِّن البرنامج للمشاهد أن هناك الكثير من المواطنين قُتلوا على أبواب الفرن سعياً للحصول على رغيف الخبز، أين أنتِ يا أم الدنيا، وقد رآكِ مواطنكِِ إحدى خرائب الدنيا؟!

لو نظرنا إلى واقع الحال للمواطن العربي، وسألناه أيُّهما أفضل أن يقدِّم لكَ العدو، الاستعمار، الغرب، أي ظالم على وجه الدنيا لقمة الخبز ويحافظ على كرامتك وتكون حراً فيما تريد قوله، أم حاكمك الذي لا يستطيع تقديم رغيف الخبز والكهرباء والماء لكَ ولا يستطيع الحفاظ على كرامتك؟ فإنه على الأرجح ستكون أكثر الأصوات لصالح مَن يحقق للمواطن العيش الكريم والحرية حتى ولو كان الاستعمار، وهكذا لقد ولّى زمن الشعارات والكلام الفارغ، وعلى الأنظمة العربية أن تهتم بمواطنها على أساس أنه ابنها ومن لحمها ودمها، لا أن تتركه يجوع ويلهث خلف لقمة الخبز، ومهدد بالسجن عندما يفشّ قهره بكلمة ما ورأي ما ويقول كلاماً من حرقة قلبه! تخيّل أيها المتابع العزيز، كان لملك السويد الحالي اجتماع في الدانمرك منذ سنين، فاستقل سيارته وبدأ يقودها بسرعة أكثر مما يسمح له قانون السير، فأوقفه شرطي مرور، وطلب منه رخصة القيادة، فقال له العفو أنا الملك ولدي إجتماع في الدانمرك ومستعجل، فقال له شرطي المرور، أعرف أنكَ الملك لكنك خالفت قوانين السير، فأخذ شرطي المرور من الملك شهادة السواقة وخالفه مثله مثل أي مواطن، وقرأت بأم عيني كيف قال الملك في الصفحة الأولى من الصحف السويدية في اليوم التالي بعد عودته من الدانمارك، لقد كان غباءً مني أن أقود السيارة بسرعة أكثر من المسموح به، مع نشر صورة الملك في صدر الصفحة وهو في سيارته موقوف على قارعة الطريق.
تخيَّل أيُّها المواطن الشَّرقي، إلى أيَّة درجة يتم محاسبة المخالف حتى ولو كان ملكاً، وفي المقابل نجد في بلاد الشَّرق، الملك والزَّعيم يقطع السير ويمنع منعاً باتاً أن يقطع أي إنسان الشارع الذي مرَّ فيه ويرافقه عشرات السيارات إلى أن يصبح استنفار تام لمرور قائد البوابة الشرقية، وهنا أودُّ أن أشير إلى أنه عندما يصل الملك والزعيم والمسؤول العربي إلى مرحلة محاسبته من قبل شرطي لو قاد سيارته وخالف السير، عندها ممكن أن يصل العالم العربي إلى المرّيخ!
... .. ... ... ... يتبع!



#صبري_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 1 3
- أمٌّ معفّرة بباقاتِ السَّنابل
- وردةٌ في مرافئِ القصيدةِ تنمو
- أنشودة الحياة ج8 ص 755
- أنشودة الحياة ج8 ص 754
- أنشودة الحياة ج 8 ص 753
- أنشودة الحياة ج 8 ص 752
- أنشودة الحياة ج 8 ص 751
- أنشودة الحياة ج 8 ص 750
- أنشودة الحياة ج 8 ص 749
- عبور في عوالم واهِم قصّة قصيرة
- أنشودة الحياة ج8 ص 748
- ربيع الشرق الأوسط على كفِّ عفريت
- قلق الإبداع وكيفية ولادة القصيدة
- رسالة مفتوحة إلى الأديب المبدع عادل قرشولي
- قصّ جانح نحوَ وميضِ الشِّعر
- العراق بلد الحضارات، إلى أين؟!
- ردّاً على إجابات الشَّاعر علي الشلاه حول ارتباك الشعر
- السَّلام أوّل اللُّغات وآخر اللُّغات
- الاتجاه المعاكس برنامج استفزازي لا يحقِّق الفائدة المنشودة


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صبري يوسف - دور العلمانية في قيادة الدولة والمجتمع 2...3