أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس ولد القابلة - مشاهد من مسرحية مغربية عربية














المزيد.....

مشاهد من مسرحية مغربية عربية


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 05:45
المحور: الادب والفن
    


هذه مشاهد من بين أخرى كثيرة ومتعددة، كل واحدة يراها المواطن البسيط بمثابة قضية ـ لعز تعسر عليه فهمها، وهو الذي لازال يعلق الأمل، كل الأمل، على ترسيخ ثقافة الشفافية والمساواة أمام القانون والتوق إلى التخلص من نهج التعاطي مع القضايا والأمور حسب المزاج.
المشهد الأول : قضية فؤاد مرتضى " أمير الفايس بوك"، الذي لم يطلب العفو، وهو محكوم عليه بثلاث سنوات سجنا نافذا، لكن أفرج عنه بعفو، وقد أقر بأنه لم يقدم على طلب العفو لأنه مقتنع حتى النخاع بأنه لم يقترف أي فعل جرمي يستدعي ويقتضي تلك العقوبة، وهو خلال بداية مشوار اندماجه في المجتمع من أبوابه الواسعة، يحدث هذا في وقت لازال ينتظر فيه الكثيرون الإفراج عن الصحفي مصطفى حرمة الله.
وهذه قضية ـ لغز.
المشهد الثاني : قضية براءة عبد العزيز لعفورة، عامل الحي المحمدي عين السبع السابق، كان قد أدين بعشر سنوات سجنا نافذا بالحجة والدليل حسب منطوق الحكم، لكن بعد مضي سنوات ارتأى المجلس الأعلى للقضاء الإعلان عن براءته، وبالتالي فإما أن قضاءنا أنجز ثورة ما بعدها ثورة، وإما أن في القضية " إن".
وهذه قضية لغز كذلك.
المشهد الثالث : قضية محمد تالموست، رئيس الجماعة الحضرية للقنيطرة والبرلماني، الذي تم تفعيل القانون ضده على خلفية استعمال المال خلال انتخابات ثلث المستشارين، علما أنه الوحيد الذي أدين بستة أشهر سجنا نافذا يقضيها حاليا بالسجن المدني بالقنيطرة، وذلك رغم أن الكثيرين وظفوا المال، وربما بكميات تفوق بكثير ما استعمله هذا الأخير، لكنه الوحيد الذي اعتقل وسجن بالمملكة بهذا الخصوص، مع أن استعمال المال في تلك الانتخابات أمر قائم وبشهادة الجميع، وهناك من يجلس الآن بالمقعد الوثير تحت القبة بفضل المال، لكن المدان بالسجن وهو واحد لا ثاني له، محمد تالموست.
وهذه كذلك قضية ـ لغز
المشهد الرابع : إنه مشهد محلي خاص لكن لا يخلو من دلالة وطنية عامة، مسرحه ممر أبيطبول بالدار البيضاء، وبطلاه (معتدي ومعتدى عليه)، صاحب مخدع هاتفي، لا دخل له سوى العمل بهذا المخدع لإعالة أسرة مكونة من ستة أفراد من جهة، ومن جهة أخرى صاحب "بار ريو" المبني بالقصدير في قلب المدينة، والحاصل على رخصة بيع الخمور بعد سنة 2000 في حي مأهول بالسكان، مما يلحق بهم أضرار بالغة، سيما وأن فندق "ريو" أضحى قبلة حتى للقاصرات، ورغم أن صاحب المخدع الهاتفي المتضرر وجه ما يناهز 100 شكاية واستعطاف في الموضوع إلى كل الجهات المسؤولة، ذات الاختصاص المباشر وغير المباشر، إلا أنه لم يتلق أي جواب، وظل يجني المزيد من الضرر إلى حد الإحباط جراء تعنت القائمين على حانة وفندق "ريو" وصاحبه الذي لا يواجه المتضررين، وما أكثرهم، إلا بلازمة واحدة مفادها " أعلى ما في خيلكم اركبوه".
وهذه قضية ـ لغز.
وهناك مشهد خامس... ومشهد عاشر بعد المائة و...و.. وكلها مشاهد تدل على قضية ـ لغز.
مشهد يتجاوز الحدود: واقع مغربنا في واقع الأمر لا يخرج عن واقع العالم العربي، فما زالت بلدان فضاءات لـ "الكولاك" وبلدان أخرى بمثابة سجون "الفضاء الطلق" للمعارضين، وبلدان تضيّق الخناق على حرية التعبير وبلدان تلاحق الصحافة المستقلة وبلدان تسعى إلى اعتماد النظام الجمهوري الوراثي و.. لكنها كلها تشترك في قاسم مشترك قلة الاعتبار للمواطن البسيط واعتماد "المزاجية" في التعاطي مع الأمور وكنهج في تدبيرها.
قبل أن يسدل الستار إعلانا عن ختم هذه المسرحية من كذا فصل وكذا مشهد، يقول الراوي :" هذا المشهد وذاك عينه فقط من مشاهد تجعل واقعنا يعكس بامتياز المثل الشعبي القائل (فين ما ضربتي لقرع يسيل دمو)".
فكلما نبشنا في ملف أو نازلة أو قضية أو حادثة، أصابتنا الدهشة وعجزنا عن الفهم.
فما هو المنطق الواجب اعتماده لفهم القضية ـ اللغز، هذه أو تلك؟ أم أن المطلوب هو التظاهر بفهمها بلا سند ولا مرجعية سوى مرجعية المزاج، ولا تفسير إلا بالمزاج؟
عرضت الأمر على أكثر من متهم، وغالبا ما كان الجواب يروم اتجاها واحدا، مفاده أن محاولة البحث عن تفسير بخصوص القضية ـ اللغز، هي بمثابة الحرث في البحر.
حاولت استكشاف مسار كل قضية ـ لغز، من تلك القضايا، من بدايتها وصولا إلى ما آلت إليه، لكن فشلت في العثور على أية إشارة مرور منطقية، بل وجدت أن كل الألوان مضاءة في وقت واحد، الأخضر مع البرتقالي، مع الأحمر.. فحتى ضوء المرور فَهِمَ ما لم أقو على فهمه، إذ تكيّف مع الوضع السائد، وسمح بالتصرف حسب المزاج، من أراد المرور فله ذلك، ومن بدا له أن يتريث وينتبه فله ما يريد، ومن ارتأى الوقوف فله ذلك، فالضوء أحمر وبرتقالي واحمر في نفس الوقت، كل حسب مزاجه ولحظة ما يريد.. ولا يهم ان تظل القضية لغزا في عين المواطن البسيط.
وكان عزائي باستذكار مقولة الفيلسوف الفرنسي الكبير "رينيه ديكارت"، " إن أخشى ما أخشاه هو تلك الآراء التي تصفق لها الجماهير".



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الغلاء والهراوة ولا زيادة في الأجور
- رفع الأجور مجرد -نية حسنة- إلى موعد غير مسمى
- تسيير -أونا- شبه إقطاعي
- هزيمة مالية للملك
- استيراد الحبوب والهجوم على الدعم
- نقل المخيمات إلى تيفاريتي غير وارد حاليا لكنه غير مستبعد
- أبشروا يا مغاربة يمكنكم محاكمة الحكومة بشهادة شاهد من أهلها
- محنة -المواطنة- المبتورة
- محمد السادس مريض.. وماذا بعد؟
- الدولة تفكر في فرض ضرائب جديدة على المواطنين
- مدونة الأسرة تحتاج للتصويب والتعديل
- -قضية بليرج- تفجر نقاشا حادا حول قانون الإرهاب
- منظومتنا الجبائية مطبوعة بالهاجس المالي وليس الاقتصادي
- دردشة مع الباحث الاقتصادي عبد السلام أديب
- قضايا كبرى عالقة بالبرلمان
- حوار مع المصطفى صوليح من أطر اللجنة العربية لحقوق الإنسان
- رأي من البوليساريو
- رفض تسليم صور من محاضر ووثائق ملف التحقيق يشكل مساسا بسيادة ...
- إضراب 13 فبراير 2008
- منع وحل الأحزاب السياسية بالمغرب أملته دائما منازعة السلطة ف ...


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إدريس ولد القابلة - مشاهد من مسرحية مغربية عربية