أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام تليمة - ضد من يمارس التمييز الديني: المسيحي أم المسلم؟!















المزيد.....

ضد من يمارس التمييز الديني: المسيحي أم المسلم؟!


عصام تليمة

الحوار المتمدن-العدد: 2264 - 2008 / 4 / 27 - 05:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ثار الجدل في الأيام الماضية حول مؤتمر جمعية (مواطنون ضد التمييز الديني) والذي ركز كلامه على التمييز ضد المسيحيين في مصر، ولا أدري لماذا نسمع ضجيجا بين الحين والآخر من بعض إخواننا الأقباط، وادعاء أن المسلمين يضطهدونهم في مصر، وخارج مصر، ولكن ما يعنيني الآن هو ما يشار إليه من اضطهاد لهم داخل مصر أو تمييز ديني ضدهم، ولا أنكر ولا ينكر أحد ما يعانيه الجميع من الظلم والاستبداد، وجمع الثروة في يد حفنة قليلة من أهل السلطة ومن سعى في ركابها، يتساوى في ذلك المسلم وغير المسلم، لكنا والحق يقال لو قارنا بين ما يعتبره النصارى اضطهادا أو تضييقا في حرية العبادة، وبين ما يمارس مع المسلمين لأيقنا أن ما يمارس ضد المسلم أكثر بكثير، وأن المسيحي ينال حقوقا لا يحلم بها المسلم وبخاصة أهل التدين من المسلمين.
فالقساوسة ورجال الكنيسة يعينون في مناصبهم وأشغالهم دون خطاب أمن الدولة أو تدخل من الدولة، في مقابل أن الفراش في أي مسجد أو في الأزهر لا بد من خطاب الأمن، ولو شمت له رائحة تدين مشوب بقليل من العمل السياسي، فعندئذ تقع الكارثة ويكون الرفض، وأوقاف المسيحيين عادت إليهم، بينما أوقاف الأزهر التي أممت في عهد الثورة لم تعد إلى الآن، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
بابا الكنيسة يأتي باختيار النصارى، وشيخ الأزهر، والمفتي، ووزير الأوقاف لا يأتي واحد منهم برضا لا أغلبية المسلمين، ولا بالتصويت عليه من أهل الاختصاص من العلماء بل بالتعيين من الدولة، ومعروف طريقة تعيين الدولة لأصحاب هذه المناصب.
يستطيع أي مسيحي كي يلحق الأذى بأي مسلم أن يذهب إلى أي قسم شرطة أو مكتب لمباحث أمن الدولة، ويلفق له تهمة فتنة طائفية، بينما يكون الخلاف خلاف جيران أو شجار بين الأطفال الصغار، أو بين النساء والجيران، وبمجرد أن يلوح المسيحي بنصف إصبع من أصابع اليد تهديدا بأنه سيتهم المسلم بالفتنة الطائفية إخراسا للخصم، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
لم نسمع عن قسيس واحد منعته الدولة من ارتقاء منبر الوعظ يوم الأحد، بينما هناك قائمة طويلة من العلماء الممنوعين من ارتقاء المنابر، ولم نسمع عن تحويل قسيس واحد إلى عمل إداري بأمر من أمن الدولة، بينما هناك عدد غير قليل من الدعاة الأكفاء المعينين في وزارة الأوقاف يحولون إلى أعمال إدارية، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
لم نسمع عن مدرس مسيحي حول إلى عمل إداري، أو نقل من بلدته إلى بلدة بعيدة عنه نكاية في نشاطه الديني، بينما نرى هذا الأمر يحدث يوميا مع مدرسين مسلمين، ليس لهم تهمة إلا التدين، أو أنهم من المغضوب عليهم، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
الكنائس مفتوحة أربعة وعشرين ساعة لأي نشاط مسيحي، والمساجد تغلق بعد الصلاة مباشرة، وممنوع فيها أي نشاط ديني، أو جلوس لقراءة القرآن مجرد التلاوة فقط بلا تفسير أو وعظ كل هذا ممنوع، ومن يضبط يقوم رجال أمن الدولة باستدعائه والقيام بالواجب معه، وهو واجب معروف لا يحتاج إلى شرح وتفصيل. والمساجد ممنوعة من النشاط الخيري، بينما الكنائس تفتح طوال أيام الأسبوع، لممارسة النشاط الخيري، والترفيهي للشباب، والعبادي، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
اعتدى الشباب المسيحي على رجال الشرطة يوم اعتصامهم بالكنيسة وقت قضية وفاء قسطنطين، وأصابوا عددا من الضباط، ولم يرد رجال الأمن بنفس الموقف، ولم يعاقب الشباب، واعتصم البابا شنودة كعادته واعتكف حتى يخرج الشباب. ولو حدث ربع ما حدث في هذا الموقف من شباب مسلم معتصم في موقف مشابه أو أكبر، وحدث أن خدش عسكري لا ضابط، لنزلت الدبابات وعربات الأمن المركزي تسحل الرجال والنساء جميعا في هذا المكان، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
لم يحدث أن منع قسيس واحد من الظهور في الإعلام المصري، سواء الإذاعة أو التلفزيون أو الفضائيات، بينما يوجد قائمة طويلة بالممنوعين من دخول مبنى الإذاعة والتلفزيون، وكان على رأسهم هؤلاء الأئمة الأعلام: كشك، وأبو زهرة، والغزالي، والمشتهري، والقرضاوي، وغيرهم قائمة طويلة، مما حدا بالشيخ أبي زهرة أن يقول: هي إذاعة أبوهم، هذه إذاعة الشعب والوطن، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
لم نجد قسيسا واحدا على قائمة الانتظار في مطار القاهرة، ولا منع من الدخول، ولا وقف بالساعات في غرفة أمن المطار، ووجدنا عشرات العلماء والإسلاميين يمنعون من الدخول سواء كانوا مصريين أو غير مصريين، ويقفون بالساعات في غرفة رجل الأمن في المطار، وتمارس عليهم سخافات لا تليق بسنهم ولا مكانتهم، وفيهم الطاعن في السن، وصاحب المكانة، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
قامت الدنيا وما قعدت، وجندت كل هيئات الدولة الرسمية في مصر للوقوف بجانب البابا شنودة لمجرد إيقافه للتفتيش في مطار هيثرو في بريطانيا، وهذا حقه ونحن معه فيه، واعتذر القائمون على المطار بأنه تفتيش روتيني لا يقصد به الإساءة، في المقابل يقف في مطار القاهرة للتفتيش والتغليس والتضييق علماء كبار من المسلمين، وكان على رأسهم من قبل: الشيخ يوسف القرضاوي، ولم يتحرك أحد لوقف هذه المهزلة، وإن خف الآن المدة التي ينتظرها في مكتب أمن مطار القاهرة، فمن المضطهد، وضد من يمارس التمييز الديني؟!
يتكلمون عن خطف الفتيات المسيحيات، ونحن لا نرضى بأي لون من الخطف إن حدث، ولكن أما كان أولى بكم إن كانت وقفتكم للحرية والحق، أن تقفوها نفس الوقفة في أزمة امرأة اسمها وفاء قسطنطين وقد حدث أمر لأول مرة في تاريخ الدولة أن تسلم مواطنة من قسم شرطة تابع للدولة، إلى الكنيسة، وهو أمر لم يحدث في تاريخ أي دولة يحكمها قانون، المعروف أن المواطن يسلم من المكان الخاص إلى الدولة، لكن أن يتم العكس فهذه ثالثة الأثافي، وانتهاك خطير لم يكن ليتم في دولة تحترم القانون، وتحترم سيادتها، فمن المضطهد؟! وضد من يمارس التمييز الديني؟!
عندما منعت فرنسا الحجاب، وبعض الدول الأوربية كذلك، لم نسمع لكم يا دعاة حرية الأديان والتمييز الديني صوتا عن حرية التدين، وحرية التعبد، والحرية الشخصية؟ أم أن الحرية في مفهومكم حرية التدين المسيحي فقط؟!
لنكن منصفين في الحكم على الأمور، هل يمارس النظام المصري ما يفعله مع الأقباط باسم الإسلام، أم باسم مصلحته هو؟ هل يقوم النظام قبل التمييز لتولي المناصب عنده بعقد اختبار في الصلاة، وحفظ القرآن، ومن يثبت تدينه يقدم على غيره؟! وقتها يحق لكم أن تقولوا: إنه تمييز ديني، إن ما يعاني منه المسيحي في مصر يعاني المسلم أكثر منه، المسألة ليست مسألة تمييز دين عن آخر، المسألة هي استئثار فئة جمعت بينها المصلحة والنفعية فقط، هؤلاء دينهم جميعا: المصلحة، وعقيدتهم: المال، وقانونهم: شيلني واشيلك.
أيضا لنكن صرحاء، إن المؤسسة الدينية القبطية في مصر كان شأنها شأن المؤسسة الدينية الإسلامية الرسمية، كلاهما وظفته السلطة لصالحها، ولم ينحازا لقضايا المواطن المصري المسكين، فكلاهما أيد التعديلات الدستورية، والتجديد لمبارك، والجري وراء منفعته الشخصية بغض النظر عن صالح الوطن أين هو؟! فإذا ما كانت نتيجة الموقف غير الواضح، أو الانحياز للسلطة أن أهملتك السلطة فهذه مسألة ليست لها علاقة بتمييز ديني، بل هي خلاف سياسي وبراجماتي، الأمور تحسب من هذا المنطق. تظل هناك ممارسات يخطئ فيها أتباع الديانتين، وليس منطلق أيهما منطلقا دينيا، بل هو منطلق بشري وشخصي بحت.
بلا تعليق: يأتيني كل بضعة أيام رسالة على بريدي الإلكتروني من الجمعية الوطنية القبطية بأمريكا، عبارة عن مقال، ومنذ عدة أسابيع جاءني البريد بمقال للمنظمة بعنوان: شكرا إسرائيل!! المقال للدكتور موريس صادق رئيس الجمعية، وهو يشكر إسرائيل في المقال على احتلالها فلسطين، والتنكيل بأهلها!! السؤال أوجهه للإخوة الأقباط: في أي خانة تصب مثل هذه المقالات؟! وما دوركم تجاه المزعوم؟





#عصام_تليمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشايخ والعمل بالسياسة
- إساءات المسلمين إلى القرآن
- سهير القلماوي.. ودروس للإسلاميين
- لماذا ظلمت بعض الكتابات الإسلامية غير المسلمين؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام تليمة - ضد من يمارس التمييز الديني: المسيحي أم المسلم؟!