أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - الحَسَــنة القليلة تدفع البلاوي الكثيرة !














المزيد.....

الحَسَــنة القليلة تدفع البلاوي الكثيرة !


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 702 - 2004 / 1 / 3 - 05:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


في مسرحية المحطة للأخوين رحباني، يقول أنطوان كرباج وهو يمثل دور الحرامي للشحاذ :
- أنا آخذ المال من جيوب الناس بالقوة... يعني بطولة !
فيجيبه الشحاذ :
- وأنا آخذ المال من جيوب الناس بالإقناع، يعني... سياسة !

ويستمر الحوار لينتهي إلى التأكيد على أن البطل ( الحرامي ) والشحاذ ( السياسي ) ضروريان لمصلحة الأمة !

هذا الحوار يضع الإصبع على الجرح الناغر في جسد الوطن، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وأصبح التفريق بين السياسيين ورجال الأعمال  واللصوص مهمـــة شــاقة ، وأشـــق منها ، التفريق بين الأبطال والحرامية .

كان التسوّل مهنة أفراد، فأصبح في العقـــود الأخيرة سياسة دول وحكومات وقيادات تاريخية .
كانت اللصوصية بدائية فجة، فتحولت إلى عمل مشــروع يحميه القانون ورجال الأمن ، ويُوثق التعاقــد عليهــا لدى الكاتب العــدل !

أليســت عقــود حصــر " تهريب " التبغ والتنــباك ، وحصــر الإتجــار بالهاتف النقــال ، ســرقة موصــوفة ، لكنها مُوثقة لدى الدوائر الرســميّــة ؟
ماذا يعني أن يصبح أشــقاء  السيدة الأولى وأقارب مولانا السلطان  في أكثر من بلدٍ بلد عربي ، من أصحاب المليارات ؟
ماذا يعني أن " ينطَّ " ابن الرئيس وابن القائد ، إلى مصاف أغنى الأغنياء ، وأن تناط بهم المسؤوليات ، تمهيداُ لتوريثهم المناصب المزمنة التي فاحت رائحتها من شدة ما نضجت وحان قطافها بعد أن انتهى عمرها الإفتراضي ؟ 
وماذا نسمي مسؤولاً أصبح من أصحاب الملايين ، بعد أن كان لا يملك ثمن العشاء ؟

كان اللص الكلاسيكي " يُشلّح " الناس أو يَتسوَّر المنازل أو يقطع الطرقات . واللص السياسي "المودرن" يُشلح الوطن والمواطنين أرزاقهم ولقمَة عيشهم ، عن طريق الكومســـيون والفاكس والبريد الإلكتروني والسكرتيرة الحســناء  والرشوات والفساد والقرابة من أولي الأمر .

كان المتسوّل في الخمسينيات يستدر عطف الناس بالدعاء والرجــاء:

ـ حَسَـــنة قليلـــة تدفــع بلاوي كثيرة . نيّالَك يا فاعِــلَ الخير عند اللــه !

 لكن المتسوّل السياسي الحديث قلب الآية، فالناس هم الذين يدعون له بطول العمر ، ويرجونه أن يترك لهم ما يقتاتون به :
ـ  مقاولة من الباطن  ، أو نســبة من العمــولة ، تدفع عنك البلاء !

كان اللصوص قبل حكم العسكرتاريا والرفيق المناضل  صـنفان :

• صـنف  يدخل البيوت فيكسر الأبواب ويخلع أقفال الصناديق ويستولي على ما فيها، وهو ما يقع تحت بند الســرقة الموصوفة ، وهي جنائية الوصف .
•  * وقسم " ينشل " جيوب الناس في الطرقات بخفة  ومهارة .

اللصوص السياسيون اليوم جميعهم من الصنف الثاني، ينشلون من خزانة الدولة ومن جيوب الناس ومن قيمة صفقات المواد الغذائية المستوردة، ومنهم من ينشل حريات الشعب وحقوقه الأساسية
.
لصوص الأمس كانوا مُحتقرين من قبل المجتمع ، ومُطاردين من قبل الشرطة، ولصوص اليوم مُحترمون يتربعون على مقاعد المسؤولية والحكم، ورجال الشرطة في خدمتهم .
ترى، متى تعود إلى الكلمات معانيها الحقيقية، فيستطيع المواطن التفريق بين السياسة والتسوّل ،  وبين البطولة واللصوصية ؟



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذئاب العربية بخير !
- الظلمُ مرتعُه و بيلُ
- يتيمة الدهر في مثالب أهل العصر
- فـــك المــربــوط
- فضل الكلاب على كثير من الصحفيين والكتاب
- الخوف والتقيَّـــة في الديموقراطية العربيّــــة !
- تأبّـــطَ شَـــرّاً
- منتخــــب الكـــــــلام في تفســــير المنــــام
- حوار رزكار المتمدّن وأنظمة الإستبداد المتعفن !
- الحـــــــرباء في آراء ســـــــيادة اللـــــواء
- الدَّهــلَــزَة والكَهْرَزة!
- - العــورة - الوثقــى
- بيضــة العقــر وديموقراطية الثيب والبكــر!
- الأطيبان و الأخبثان و الأمـــران !
- وداعاً للسلاح …
- صناعة القرار في زمن التراجع والفرار
- تغييــر الأدوار بين القظـــلار والدفتــردار !
- الوصــايا العشـــر
- الكــلامُ المُــباح في مســـألة الحَمْــلِ والسّــــفاح
- مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان


المزيد.....




- سعودي يوثق مشهد التهام -عصابة- من الأسماك لقنديل بحر -غير مح ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل ضرباته ضد أهداف تابعة لحماس في غزة
- نشطاء: -الكنوز- التي تملأ منازلنا في تزايد
- برلين تدعو إسرائيل للتخلي عن السيطرة على غزة بعد الحرب
- مصر تعلن عن هزة أرضية قوية في البلاد
- روسيا تحضر لإطلاق أحدث أقمارها لاستشعار الأرض عن بعد (صور)
- -حزب الله- يعلن استهداف ثكنة إسرائيلية في مزارع شبعا
- كييف: مستعدون لبحث مقترح ترامب تقديم المساعدات لأوكرانيا على ...
- وسائل إعلام: صواريخ -تسيركون- قد تظهر على منظومات -باستيون- ...
- رئيس الوزراء البولندي: أوروبا تمر بمرحلة ما قبل الحرب وجميع ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - الحَسَــنة القليلة تدفع البلاوي الكثيرة !