أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - مريم عوض - فيلم -الرأسمالية وأشياء اخرى المتعلقة في الصغار















المزيد.....



فيلم -الرأسمالية وأشياء اخرى المتعلقة في الصغار


مريم عوض

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 09:27
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    


ترجمة الفيلم "capitalism and other kid s stuff"
World socialist movement
ترجمة فيلم -الرأسمالية وأشياء اخرى المتعلقة في الصغار
http://www.worldsocialism.org/video/
في شهر ابريل 2005 وهو اليوم العالمي لمحاربة الفقر تم التقدير بانه يموت على الاقل 30,000 طفل يوميا بسبب المجاعة والفقر.
في ذات اليوم تم تتويج "أب" جديد للكنيسة الكاثوليكية وقد جاء مئات الألوف من الناس لمشاهدة حفل التتويج من كل أنحاء العالم ومتجهين نحو روما.

الملايين شاهدوا الحفل من خلال بث تلفزيوني مباشر.

الكاميرات لم تسلط الضوء على ال-30 ألف طفل الذين ماتوا في هذا اليوم.

كيف يعقل بان العالم يهتم أكثر لرؤية حفل تتويج الأب الجديد للكنيسة الكاثوليكية ولا يريد رؤية ال30 ألف طفل الذين يموتون - كل يوم؟!!

"رأسمالية وأشياء اخرى المتعلقة في الصغار", يحاول الإجابة على السؤال: لماذا نحن نعيش بالطريقة التي نعيش بها, وأيضا محاولة أولى لطرح بدائل.
......................................................

إذا رأيت شاب صغير يحتضر في زقاق ما, هل ستمر بجانبه وتتجاهله؟!!
او على الأقل ستأخذه للمستشفى؟!!او ستجلب له طبيبا؟!!

من المحتم انك لست أكثر الأشخاص طيبتا او سذاجة ولكنك أيضا لست أكثر الأشخاص غير الاجتماعيين, فماذا ستفعل هل ستمر وتتجاهله او ستقدم له المساعدة؟!!

اغلب البشر سيساعدونه, والسبب ليس بأننا أولاد الله المقدسين, بل لأننا بشر والبشر هم مخلوقات اجتماعية. نحن حيوانات اجتماعية التي نجت بسبب توحدها معا ولذلك فمن المرجح انك ستساعد هذا الشاب. الأمر الذي لن تفعله هو الوقوف هناك لطرح النظريات: لماذا هو هناك؟!! او من المتهم؟!! وأين استطيع تقديم الشكوى؟!!

والآن, ماذا لو كان هناك شاب يحتضر في زقاق ما, ولكنه ليس أمامك؟ ولا تستطيع رؤيته؟ عندما يحصل هذا الشيء بعيدا عن النظر, عندها يصبح من السهل تجاهله, هذه ليست مسؤوليتك, فجأة يصبح الواقع محجوب, هذا ليس شاب الذي يحتضر في زقاق, بل شيئا اخر بعيدا وغير ملموس, دون حلول واضحة, عندها يتحول الموقف الى مسألة سياسة, والسياسة كما يعلم الجميع هي موضوع صعب ومعقد الذي يجب ان يترك لرجال السياسة.

الواقع هو امر نسبي, فمعظم ما يحصل على ارض الواقع لا يحصل أمام عينيك, فبالنسبة لك هذه ليست حقيقة ومعظم الواقع هي حقيقتا سياسة.

لا سيما انك تعلم بانه يوجد أطفال الذي يموتون في أماكن مختلفة في دول العالم ولكن هذا الواقع هو من احدى الوقائع البعيدة.

وما السبب في موتهم هذا؟!!

نستطيع ان نتحدث عن الاقتصاد او عن السياسة ولكن السبب الحقيقي في موتهم هو لانهم بعيدين عن نظرنا, وهم غير مهمين, ولا احد حقا يبالي. عندما لا يوجد للأهل نقود فأطفالهم غير مهمين.

في واقعنا, نحن نهتم للأطفال كثيرا لدرجة اننا نخاف عليهم بشكل جنوني, لكن في الواقع العالمي فهم ليسوا ذوي قيمة.

بليون شخص, 1.6 من سكان العالم لا يحصلون على مياه نقية للشرب, ولذلك فأطفالهم يصابون بمرض الدياريا (اسهال), و5 مليون من هؤلاء الأطفال يموتون كل سنة.
بما ان الاعداد الكبيرة لا تعني كثيرا لاي شخص, تخيل طيارة جمبو مليئة في الاطفال حتى سن الخامسة تتحطم على سطح جبل, هذا الخبر من المؤكد سيكون رئيسي في عناوين الصحف, والان تخيل بان طائرة جمبو مثل هذه تتحطم كل 35 دقيقة نهارا وليلا الى الابد.

ولنوضح الأمر بان أطفال أفريقيا ليسوا اقل قيمتا من الأطفال البيض, والأهالي الأفريقيين لا يحزنون اقل على أطفالهم من الأهالي الأوروبيين, فهم يحزنون بشكل عميق ولا يعتادون على ذلك. 300 طفل, كل 35 دقيقه, ألا تسمى هذا كارثة للإنسانية؟!!

لماذا يوجد مجاعة في العالم؟!!

يقول البعض بسبب كثرة الأطفال, فانظروا علينا مثلا في العائلات الغربية لدينا عائلات صغيرة, لكن يوجد لدينا عائلات صغيرة فقط في أيامنا هذه, في الفترة الفيكتورية كان لدينا عائلات كبيرة جدا, لأنه كان اغلب الأطفال يموتون بعد الولادة, وأيضا لأننا أردنا الأطفال كي يعتنوا بنا عندما نصبح مسنين,ولذلك فيبدو بأنه ليس من العدل أن نلوم الأفريقيين على ما كنا نفعله قبل أن نحصل على تأمينات صحية ومخصصات للتقاعد عند الشيخوخة.

إذا لا يوجد طعام كافي في العالم عندها ايضا شخص واحد إضافي هو أكثر من اللازم. إذا, هل المجاعة والقحط هي مسألة كثافة سكانية في هذا العالم؟!!

منذ حوالي 20 عاما قامت جمعية الصحة العالمية في التقدير بان التكنولوجيا المتواجدة لدى الإنسان اليوم تكفي لإطعام جميع سكان العالم 12 مره أكثر من المحتاج.

لا نريد إطعام العالم 12 مره أكثر من المحتاج, فيكفي إن استطعنا إطعام جميع سكان العالم وفقا للمحتاج, أي فقط مره واحده من ال12...إذا هل فعلنا ذلك؟!! لا, لم نفعل ذلك, قبل 20 عام شهدنا المجاعة المروعة في إثيوبيا.

نحن محظوظين في الغرب لا يمكن إنكار ذلك: لا يوجد لدينا نقص بالمياه, لسنا عبيد, لا نموت من الجوع, أطفالنا يحصلون على تربية, مصحات حكومية, اختيار أنواع تغذية, مقاس معين من الأمان والراحة, لكن هل نحن حقا نقضي وقتا ممتعا؟!! هل منا من يقضي وقتا ممتعا؟!!

العديد منا لا يوجد لديهم وظائف أو مهن, وأولئك ممن يعملون, يجبرون على نظام صارم لمكان العمل, مدراء عمل, ساعات عمل محددة, إنتاج عمل لائق, تقارير, من الساعة 9 للساعة 5 مساءا, فاتورة حساب, قروض, الضغط يجبر أطفالنا على العمل في سنوات حياتهم المبكرة كي يصبحون مؤهلين كفاية للعمل المستقبلي, أطفال في سن الخامسة تعطي لهم فروض بيتيه.

نحن نعيش في عالم رأسمالي, وكما يعلم الجميع الرأسمالية ليست مثالية ويوجد لديها مشاكل, ويعلم الجميع انه كل ما علينا فعله هو تصحيح هذه المشاكل عن طريق إصلاحات, ولذلك نحن نصوت للسياسيين, الذين من المفروض أن يقوموا في تصحيح هذه المشاكل لأجلنا.

الرأسمالية تشبه سيارة معطلة إلى الأبد, مع رجال سياسة من تحت السيارة ومن فوقها, يهزون في رأسهم ويقولون يا الهي يا الهي هذا يبدو سيئا حقا, أنت تستمر في دفع الفاتورة ولكن السيارة لا تصلح بتاتا, وعندها تبدأ في التفكير بان السياسيين لا يعرفون حقا ما يفعلون, ولكن ما أنت تستطيع فعله؟! ربما الرأسماليه ليست مثالية ولكنها الأمر الوحيد الذي يوجد لدينا وبعد كل شيء فالرأسمالية تعمل...نوعا ما...نوعا ما...

لدينا أكثر المجتمعات التكنولوجية تقدما في تاريخ البشرية, ولكن عندما يصل الأمر لعملا حقا مفيدا مثل: إطعام السكان الموجودين في العالم, التخفيف من التلوث, معالجة الانحباس الحراري, عندها نستطيع التدبر فقط نوعا ما.

سؤال: هل هناك احد ممن يشاهد بث الإعلانات الحزبية قبيل الانتخابات حتى الآن؟!! المشكلة في الإعلانات الحزبية بأنها مملة وانك لا تؤمن لأي كلمة من كلامهم, هم يشبهون الإعلانات للمسلسلات التلفزيونية التي بتا كل جانب يحاول إقناع المشاهدين بأنه أفضل للمشاهدة من الآخر.

البرنامج السياسي اللا حزبي

هذا ليس برنامجا سياسيا حزبيا لسببين: أولا: لا احد يطلب دعمك, صوتك, أو مالك.

ثانيا: ما يتطلب منك عمله هو أصعب بكثير من ذلك, الفكرة هي أن تتساءل حول الأساسات التي يقوم عليها المجتمع العصري, أن تسأل نفسك وتفكر في الموضوع وفيما بعد أن تستمر التفكير فيما ستفعله؟ أنا لن أقول لك ما عليك فعله, أو كيف تفكر, كل ما أريد فعله هو ببساطة تفسير وجهة نظر لك, وهي وجهة نظر التي غالبا لا تفسر, ولا حتى في التلفزيون, ولكنها وجهة نظر قائمه بل وحتى منتشرة, ما تختار فعله في هذا الصدد يتعلق فقط بك, تستطيع رفضها ولكن من المهم أن تفهم ما الذي تقوم في رفضه.

السياسيون يتكلمون عن هذه المشكلة أو تلك القضية في داخل الرأسمالية, السبب الحقيقي لماذا جميع السياسيون يتكلمون ذات الكلام؟!! ولماذا توجد صعوبة لدي الشعب في الاهتمام بالسياسة؟
لأنه لجميع السياسيين ذات الإطار والمرجع وإذا قمت في التساؤل عن جدوى النظام الرأسمالي فأنت تضع نفسك أوتوماتيكيا خارج هذا الإطار وعندها سياسة الرأسمالية تصبح لك فجأة بلا معنى.
رجال السياسة الرأسماليين يجعلون كلامهم يسمع وكأنه معقد للغاية, معقد كثيرا لدرجة انك تحتاج لمساعدتهم كي يقوموا في تدبير الأمور لك, عليك أن تنتخب كل 5 سنوات, وهذا يكفي, ماذا تريد أكثر فأنت لا تفهم حقا, وأنت لا تعرف بما فيه الكفاية, لست ذكي كفاية, ولن تستطيع حقا اخذ القرارات.

الطب هو أمرا معقد, فتحتاج 11 سنة للتعليم والتدرب كي تصبح طبيبا, ولا نستطيع كلنا أن نصبح أطباء ولكن من منكم سمع على كلية للسياسيين؟!! أية مؤهلات يوجد لرجال السياسة التي هي أكثر من الباقي؟!! لا يوجد كلية للسياسيين, أي شخص يستطيع أن يصبح سياسيا, الأخصائيين ممن يتخذون القرارات في السياسة, هم ليسوا أخصائيين بتاتا, ليس أكثر منك أو مني.
لنوضح أمرا ما هنا: شخصين في الحانة يستطيعون التحدث ساعات وساعات حتى الملل عن كرة القدم ولكن قوانين اللعبة سهلة, هكذا الأمر أيضا بما يتعلق بالسياسة كون مليء بالتاريخ وتفاصيل لا نهائية ولكن القوانين الأساسية للنظام الرأسمالي هي سهلة جدا للفهم وكذلك النتائج التي سنحصل عليها عند إتباعنا لها هي حقا ليست علم الصواريخ.
وعندما تفهم ما هي القوانين, عندها عليك أن تسال نفسك, هل حقا توافق على هذه القوانين؟!!

لنرى البعض من هذه القوانين والحقائق التي نعيشها, وانظر إذا هي معقدة, وفكر هل هي حقا قائمة او هي من ابتداعي؟!!

قانون رقم 1: فقط 5% من سكان العالم يملكون 95% من الثروات الطبيعية في العالم, أي انه فقط 1 من عشرين شخص يملكون كل شي وبالمقابل 19 شخص لا يملكون شيئا. هذا ما يسمى بالتوزيع الغير عادل للثروات الطبيعية. قد يبدو الأمر غير عادل وغير منصف, ولكن هذه حقيقة الحياة وهو بالأمر القانوني. هذا غير معقدا صحيحا؟!!

قانون رقم 2: الأشخاص الذين لديهم الحق في سن القوانين هم الأشخاص الذين لديهم أموال وثروات أكثر, ولهذا السبب كل هذه الأمور تعتبر قانونية.

قوانين اخرى بدون ترتيب محدد.

قانون رقم 3: كلما لديك أكثر أموال كلما تستطيع كسب أكثر.

قانون 4: كلما قلة أموالك كلما قل كسبك للمال.

قانون 5: كلما كنت أكثر فقرا كلما تزداد الأشياء ثمنا بالنسبة لك.

قانون 6: كلما كنت أكثر فقرا كلما ازددت مرضا, وستموت أبكر, وستزداد حالة أولادك سوءا.

قانون 7: كلما ازددت فقرا كلما حصلت على تربية/تعليم أسوء وسيكون عملك سيء أيضا.

قانون 8: كلما قل راتبك الشهري كلما ازدادت صعوبة عملك.

قانون رقم 9: العكس من قانون 8, كلما ازداد راتبك كلما قلة صعوبة عملك, وسيكون عملك سهلا أكثر. مثال على ذلك, مدراء شركات يدفعوا لهم أكثر من 100 مره من عمال النظافة ولكن من منهم يعود مرهقا أكثر للبيت؟!!

قانون رقم 10: إذا كنت حقا ثري فأنت رأسمالي ولا تحتاج للعمل بتاتا.

قانون رقم 11: الفقير يدفع ثمن كل خطئ يفعله الأثرياء.

قانون رقم 12: الأثرياء يشنون حروب التي يحتم على الفقراء المحاربة بها.

قانون 13: اغلب الأثرياء يصبحون أثرياء عن طريق الوراثة, أحيانا يوجد قصص اخرى ولكنها نادرة الوجود.

قانون 14: اغلب الفقراء يبقون فقراء حتى بعد شغل مكابد, وتضحية.

يكفي قوانين حتى الآن.

أنت قرر إذا أنا قمت في ابتداعها, أو إنها تشبه الأمور التي فكرت أنت أيضا بها.
لن تسمع أية من السياسيين يقولون لك هذه الأمور...هذا مؤكد.


كيف توصلنا إلى هذا الوضع؟!! قد تعتقد بأننا كنا على هذه الحالة منذ الأزل ولكن الأمر ليس كذلك, لكني لن ابدأ في الحديث عن تاريخ البشرية وما قبل التاريخ المكتوب كي اثبت لك كلامي وليس لدينا النهار بأكمله, أنا لا أحاول إقناعك في أي شي, فقط أريد تفسير وجهة النظر, ولذلك فسأفعل ذلك في طرح مثال كيف ابتدأ كل هذا الحال.

أريدك أن تتخيل بيت حضانة الذي يلعب بها كل الأولاد سعيدين, من حين لآخر يوجد لديهم خلافات ولكن لا يوجد خلاف جدي, إذا كنت مره في الحضانة فأنت تعرف كيف يتصرف الأولاد هناك, يختلفون ويتناقشون لكنهم يتصالحون وغالبا بدون أي تدخل من المسؤولين, لا يوجد لديهم شهادات في كيفية التعامل مع البشر بل هم يتصرفون بطريقة طبيعية.

وألان لنفترض بان المسؤولة عن الحضانة عرفت الأطفال على نوع جديد من الألعاب, ولكن هذه اللعبة ليست لعبة حلوة بل لعبة مريضة مع قوانين مريضه: في هذه اللعبة تقوم المسؤوله في إعطاء جميع الألعاب لولد واحد لنسمى هذا الولد ريكس, ولسائر الأطفال لا يوجد شيئا ولا يستطيعون اللعب في أية لعبة دون اخذ السماح من ريكس, والآن يوجد لريكس ليس فقط العاب بل شيئا آخر إضافي, شيئا الذي لم يكن موجودا من قبل, لريكس يوجد الآن قوة. إذا الأطفال الآخرين يريدون الألعاب, وهذا ما يفعله الأطفال, فيحتم عليهم أن يفعلوا ما يقول لهم ريكس. بسبب أملاكه يصبح لريكس الآن قوه عليهم, بدون أن يكن للقوه أهمية تصبح الآن القوة هي القضية المركزية, التي تحدد كل العلاقات والتي تقول للأطفال من هم, هذه القوه تضع الأطفال بشكل أوتوماتيكي في طبقة منفردة من طبقة ريكس, هو الطبقة المالكة أو الحاكمة, هم يصبحون الطبقة المجردة أو الطبقة التي بدون العاب.

والآن من حضانة هادئة ومنسجمة, نحن انتقلنا إلى مجتمع طبقي, غير مساوي شكاك وعدواني
لعبة شيقة أليس كذلك؟!!

ولكن يوجد المزيد كي يلعب ريكس اللعبة بالشكل الصحيح فعليه معالجة بضعة مشاكل, من اجل تكملة المثال لنفترض أن ريكس ذكي أكثر من معدل ذكاء طفل في سن الثالثة: في بادئ الأمر عليه وضع إستراتيجية عمل كي يبقى الأطفال الباقيين غير متحدين ضده, هو لن يبقى طويلا صاحب القوة إذا لم يقوم في حل هذه المشكلة أولا, والآن ما يجب عمله هو اختيار اكبر الأطفال حجما واقتراح صفقة عليهم: انتم تحموني منهم, وأنا أعطيكم حقوقا أكثر وقد يبدو انه من مصلحتهم الموافقة على هذه الصفقة, هذه المجموعة من الأطفال كبيري الحجم يصبحون الشرطة الشخصية التابعة لريكس وضد الطبقة المجردة من الألعاب كما ويستطيعون أن يتحولوا أيضا لجيشه الشخصي ضد كل العالم وهكذا إذا أي شخص من الطبقة مجردة الألعاب ينحرف من الخط فالشرطة ستكون هناك كي تعطيه "عين حمراء" وتعيده لمكانه.
وهكذا يقوم ريكس في ابتداع مجتمع طبقي ويضع ذاته في أعلى الهرم.

للان, الكل واضح ولكن لا يمر الكثير من الوقت حتى يجد ريكس نفسه مضجر من إعطاء أوامر وتدبير كل شيء لوحده لما لا يوظف مدير كي يقوم في تدبير شغله...فكره جيدة والآن هو ابتدع نوعا من الحكم الإداري, وكله من اجل حماية أملاكه ومكانته لكن الأمر لا ينتهي هنا, هو لا يريد صخب ونقاشات لا نهائية, هو يريد جهاز الذي يعمل بشكل ثابت وهو المسؤول عنه وما هو يريد حقا هو شرعية, هو يحتاج لجعل الأطفال يؤمنون بان وجوده في السلطة كمسؤول هو أمر جيد, لائق وطبيعي جدا أن يكون لديه كل الألعاب وهم لا يوجد لديهم شيئا إذا امن الأطفال في ذلك فعندها لا يرون أي سبب للتمرد, فالتمرد ضد ريكس سيكون سخيفا كالتمرد ضد الشمس, القمر أو المطر والآن كيف تستطيع أن تجعل أمرا ما يبدو شرعيا؟!!

الجواب: دعايات وإقناع, على ريكس أن يخلق الكثير من الدعايات كي يبرر أعماله, والتي نحن نستطيع القول بأنها مجموعة أفكار, أو إيديولوجية صاحب القوة عندها سيقوم في تعليم ايديولجيته في الحضانات, والمدارس التي هو مسؤول عليها لا توجد حاجة في معرفة ما هي الأيديولوجية التي تعلم, فهذا لا يهم كيف هو يبرر نفسه ما دام هو يفعل ذلك, يستطيع أن يقول ما يحلو له ما دام الأمر يعمل, ويستطيع أيضا عمل أمور اخرى مثل ارتداء ملابس خيالية, وضع باروكة عندما يقوم في اتهام الآخرين, أو الجلوس على كرسي عالي كي ينظر إلى الأسفل لكل منا, يتكلم بصوت مضحك, يستعمل كلمات ومصطلحات غريبة التي يعلم بان لا احد يفهمها, يوجد الكثير من الأمور التي يستطيع عملها كي يبدو شخصا مهما, كبيرا وذكيا. في آخر المطاف إذا هو يعمل الشيء بالطريقة الصحيحة فسيصدق الباقي بأنه أهم, اكبر وأذكى منهم وسيؤمنون في الترتيب الطبيعي للأمور, وهو سيكون جزءا من الترتيب الطبيعي وعندها لن يتمردون بتاتا أو ربما سيفعلون ذلك ما الذي يستطيع ريكس فعله كي يتأكد مره اخرى من عدم تمردهم ضده؟!

في نهاية الآمر أفضل الخدع هي إذا كان يستطيع جعلهم يكرهون بعضهم البعض: البيض والسود, بنات وأولاد, يهود وغير يهود, الكبار والصغار مره ثانية, يفعل كل ما بمقدوره لينجح إذا هم لن يثقوا بعضهم البعض فللأبد لن يكونوا أقوياء بما فيه الكفاية ضده, وهو يبدأ في إعطاء حلويات للأطفال ذوي البشرة البيضاء, ولكن عقاب اكبر للسود, كي يقول للسود بأنهم لا يستحقون أكثر, وهو يشجع الأطفال البيض للتحرش في السود, أيدلوجية التفكيك الطريقة الأولى ذكي أليس كذلك؟!! ولكنه لا يكتفي بذلك هو يقول لكل ولد بان يأخذ بنت لتكون ملكه الشخصي وإذا هي لن ترضى بذلك فأعطيها "عين حمراء" وهو يشجع الأولاد للتحرش بالبنات...
خطة التفكيك الثانية نجحت....وعندها يستطيع أن يبدأ في الدين....خطه ثالثة ورابعة وخامسة.
يوجد الكثير من الطرق لان الأطفال مختلفين الواحد عن الآخر وبإمكانك استغلال هذا الاختلاف, وعندما يتعاركون بعضهم مع بعض, فلديه المال والقوه ليقول لهم بأنه في الأساس جميعهم مجرمين التي يجب أن يمسك بهم والتحكم بهم من قبل شرطته وهو يستطيع أن يقول لهم بأنهم محتاجين لشرطة اكبر, ولقوانين أكثر قسوة وأكثر طاعة. وإذا هو ناجح في إقناعهم فترى الأطفال ذاتهم يطالبون في أكثر شرطة, أكثر قوانين قسوة وطاعة كل هذا قد يبدو خارق الذكاء ولكن هذا ما كان يفعله ماكيفيلي لكسب معيشته عند طريق نصح الأمير الايطالي كيف عليه التحكم بالشعب.

أما بالنسبة للأطفال المجردين من الألعاب, فلا جدوى في جلوسهم دون عملا ما, فيجب عليهم أن يجلبوا الفائدة في عمل ما وإلا فسيبدؤون في ابتداع المشاكل, عليهم أن يكونوا في مكان العمل, ألا يوجد حاجة ماسة لجلب المزيد من الألعاب للحضانة؟!! فالحضانة ذاتها موجودة بسبب الألعاب إذا هذا ما يستطيع الأطفال فعله: خلق العاب جديدة لريكس, وبالمقابل سيدفع لهم ريكس بالعاب مؤقتة مثل: إجازات, استراحة أخر الأسبوع, أو رفاهية, ومن طبقة مجردة الألعاب يصبحون طبقة عاملة, منشغلين أكثر من اللازم للتفكير بوضوح وريكس يحصل على المزيد من الألعاب.

روعه...ولكن يوجد المزيد ريكس لديه طموح في التوسع وهو يضع عينيه على الحضانة الموجودة بالشارع المقابل له, وهو يفكر في الألعاب الجميلة الموجودة هناك...ليس هذا فقط, بل هو قلق, ربما "العدو" في الحضانة المقابلة أيضا يفكر في إمكانيات توسع على حساب حضانة ريكس, وما يجب على ريكس عمله هو أن يتحرك قبل العدو...أن يمر الشارع الرئيسي مع جيش العاب كبير, ولا تنسى بأنه سيقول لكل الأطفال الآخرين بان القضية هي فقط قضية دفاع...أيديولوجية.

وصلنا بعيدا في وقت قصير, كيف كان الوضع مختلفا كثيرا قبل لحظات, هل تتذكرون الحضانة الأصلية؟! كل الأطفال متساوون, يتشاركون في الألعاب, جو من السلام والانسجام في معظم الأوقات, إذا تكلم احد الأطفال عن هذه الأيام الماضية فريكس سيقوم في ضربه, أو وضعه في الزاوية أو أن يسخر منه مساواة, سلام, انسجام, مشاركة هذه فقط اوتوبيا, حلم مثالي, خيال أطفال يقول ريكس: "لم يحصل هذا بتاتا, لم يكن هذا موجودا أبدا, مستحيل أن يكون هذا حقيقيا, القوا نظرة على كتب التاريخ والتي قمت في طباعتها خصيصا لكم"...في أية حال يقول ريكس: "انظروا إلى أنفسكم, انتم تكرهون بعضكم, انتم أشرارا, انتم تضربون بعضكم بعضا, لستم أفضل من حيوانات متوحشة, انتم تحتاجون إلي قائد قوي مثلي كي أبقيكم دون انحراف, إذا تركتكم وسرحتكم لتأخذوا كل الألعاب, ستقتلون بعضكم البعض وستحرقون الحضانة...انتم أشرارا ولذلك أنا المسؤول...وتعلمون ماذا, الأطفال يوافقونه الرأي: "نحن سيئون, لا نثق بعضنا البعض, الإجرام في طبيعتنا, يجب أن نكون محكومين". هم يصدقون كل كلمة من كلامه لأنهم الآن أصبحوا بالغين وأصبحوا ما أراد ريكس أن يصبحون, وقد نسوا أحلامهم وهم أطفالا. الآن هم بالغين ويتقبلون العالم كما هو, كما يجب أن يكون..."مثالية" هي خرافات...قصص أطفال.

هذه فقط قصة وهي لا تفسر كل شي, لا يوجد لدينا كل اليوم كي نفسر كل شي. أمرا واحدا إضافيا: في اللعبة أنا قلت بان الشخص المسؤول عن الحضانة ابتدع اللعبة, ابتدع لعبة الملكية الخاصة وذلك عند إعطاء جميع الألعاب لطفل واحد, طبعا الملكية الشخصية لم تبتدع فجاه في يوما ما, والممتلكات لم تقع فجأة في يد شخص واحد, لقد تطور الأمر خلال وقت طويل...

إذا كان هذا هو الوقت الذي يتواجد به البشر في هذا الكون:


إذا هذا هو الوقت الذي به تحولنا لمجتمع فلاحة



وتوقفنا عن كوننا صيادين أو مجمعي نباتات أي قبل تقريبا 12 ألف سنة, البارحة حقا.


ما يقارب المليون عاما كنا صيادين ومجمعي نباتات, قبائل, بدائيين, رحالة. للصيادين ومجمعي النباتات كان يوجد ممتلكات خاصة, التي تحوى معاني شخصية: قلادات, سكاكين التي يفضلونها وأمور مشابهة, البعض منها كانت ممتلكات ثمينة جدا والتي عنت الكثير لهم ولكنهم كانوا رحالين وكان يجب أن يتبعوا الحيوانات لاصطيادها أو النباتات لجمعها من مكان آخر, خاصتا وان النباتات كانت تنتهي بسرعة اكبر من الحيوانات فتراهم يجمعوا النباتات من منطقة معينه ويسرعون بالرحيل لمكان آخر, لذلك فالممتلكات الخاصة كانت تعني أغراض التي يستطيعون حملها, أشياء صغيرة, أمور التي كانت جميلة ولكنها شخصية, كنوز صغيرة خاصة بك.

يعتقد الناس بان الأهرامات قديمة ولكنك لا تعلم كم هي حديثة ومعاصرة للتاريخ البشري للصيادين ومجمعي النباتات لم تكن أية حاجة في مباني تذكارية, أو بيوت, وأمور اخرى التي لم يستطيعون حملها معهم, لا يوجد جدوى في طلب ملكية على أية ارض. معظم الوقت التي تواجد به البشر على هذه الأرض, ممتلكات خاصة كانت تعني أغراض صغيرة, أحيانا أمور جميلة مصنوعة من الذهب ومع ذلك فكانت فقط حلية رخيصة لا شيء أكثر من ذلك, النقطة هي بان الممتلكات الخاصة تواجدت ولكنها لم تكن القضية...ولكن قبل حوالي 12 ألف سنة تطورت الفلاحة, وبقي البشر على ذات الأرض ليحرثوها, وكي يستطيعون البقاء على هذه الأرض كان يجب عليهم الدفاع عنها, وهكذا أصبحت الأرض ذاتها ملكية خاصة, وعندها تغير كل شي, لان الملكية الخاصة على الأرض كانت القضية الرئيسية, أصبحت مسألة حياة أو موت, إذا كانت لديك ارض فستعيش, وإذا لا فستموت, وعندها بنيت الأهرامات, المدن, والحجارة التذكارية.

عندما قمت في ابتداع قصة الحضانة تكلمت هناك وكأن الملكية الخاصة ولدت فجاه, والأمر لم يكن كذلك, ومع كل هذا فهناك حدث هام الذي حصل قبل 12 ألف عام والذي لم يكن من قبل, الثورة الزراعية لم تخلق فقط مجتمع الذي يتخلل ملكية خاصة بل هو تأسس وبني على هذه الملكية الخاصة مثل الأهرامات التي بنيت على الأرض. أنا أيضا كذبت في الشأن بان كل الممتلكات أعطيت لشخص واحد, لم يكن الأمر كذلك, ليس في بادئ الأمر على الأقل...إذا ما حصل هناك؟!!

باختصار إذا بدأنا في 10 أشخاص, الذين لديهم 10 اغورات كل واحد ففي نهاية المطاف سيربح شخصا ما شاقل واحد وال-9 الباقين لن يحصلون على شيء, وهكذا يعمل مجتمعنا ذو الممتلكات الخاصة, يشبه لعبة المونوبول, في نهاية اللعبة يربح شخص واحد كل شيء والباقين لا يربحون شيئا, مجتمع ذات ممتلكات خاصة ربما كان مساوي في البداية ولكنه لم يبق كذلك ومن ذلك الحين لم يعد هناك أي مساواة. الرأسمالية هي موديل عملاق للحضانة ولكن نتائجه اكبر بكثير, تخيل انك تلعب مونوبول الموت, التي بها يقول القانون بان كل اللاعبين الذين خسروا جميع بيوتهم يجب أن يحصلوا على رصاصة في رأسهم, لن تكون مستعدا للمشاركة, اليس كذلك؟!!
الرأسمالية هي مثل لعبة مونوبول ذات نتائج فتاكة, ولا يوجد لدينا مفر سوا لعب هذه اللعبة, أيدلوجيتنا (هذه الكلمة مرتا اخرى) تقول بان المسابقة هي التي تجعل الأمور تتقدم...مسابقة هي الأمر الرئيسي في الألعاب, وقد تكون أمرا ممتعا كثيرا عندما تكون لعبة...العاب شراكة هي ليست بالألعاب الشيقة, ولكننا نتحدث هنا عن ترفيه, وليست مسألة حياة او موت.
إجبار البشر على المشاركة في مسابقة, عندما تكون جميع القوانين غير عادلة للبدء بها وقد تكون النتائج مميتة, هذا غير مضحك, بل مذري, نحن نعتقد بان المسابقة تحرك العالم, ولكن كل ما تعمله هي إبقائنا نحن نركض, معظم الوقت, بشكل مرعب.

وجهة نظر اخرى تقول بان الإستراتيجية التي نحتاج لها هي المشاركة, ولكن أيديولوجيتنا تقول لا, ولكن يجب علينا المشاركة في القوانين حتى في لعبة الرأسمالية, يجب أن نوافق وبشراكه أننا نريد أن نتسابق, ولذلك فالمشاركة هي ليست بالأمر الغريب عنا, بل هي أساسية بالنسبة لنا, حتى في النظام الرأسمالي نحن نقوم بالمشاركة, إلا إننا نشارك ضد مصالحنا العامة. اللاعبين في لعبة مونوبول الموت يجب عليهم الموافقة بشكل اشتراكي على القوانين, وإلا فلن يلعبوها, إذا لماذا نزال نلعب هذه اللعبة؟!!

أيديولوجيتنا تقول بأنه لا توجد لعبة اخرى غير هذه, هل حقا الأمر كذلك؟!!
بشكل بديلي, السبب الوحيد الذي نستمر به لعب هذه اللعبة هو ببساطة لأننا لم نختر التوقف عن المشاركة بها, ما دمنا نقبل القوانين فيجب على اللعبة ان تستمر, السؤال هو: إذا كانت لديك إمكانية الاختيار هل كنت ستوافق على هذه القوانين؟!!

إذا نحن جميعا نوافق على الملكية الخاصة للألعاب, الثروة, أو ما نسميه بالممتلكات, أن تملك شيئا لا يعني بانه لديك حرية الدخول لمكان ما, بل يعني الأمر بأنك تستطيع إنكار حق الآخرين للدخول إلى ذات المكان, ما دمت غير غنيا فالممتلكات الخاصة لا تجعلك حرا, بل تضع على يديك السلاسل, فكر في ذلك:

إذا استطعت مثلا أن امتلك الهواء التي تتنفسه, أي بكلمات اخرى أمنعك من استعماله, سأكون حاكم العالم وكلكم ستكونون عبيدي, قد تعتقد بان هذا ليس منصفا, ولكن للإنصاف لا يوجد أي علاقة بالأمر,هكذا يعمل قانون الملكية الخاصة...وكلنا نوافق عليه.

كل شي: تجارة, أسواق, مسابقة, نقص, حروب, فقر وغيرها كلهم ينبطون من ذات القانون هذا قانون مقدس, أقدم وأكثر قداسة حتى من الإنجيل والقران, هو مقدسا أكثر من الحياة ذاتها, أو على الأقل هذا ما يربونا عليه...أيديولوجية...وبسبب هذه الأيديولوجية نعتقد بأنه من الصحيح بان يكون الأغنياء أغنياء والفقراء فقراء, وهكذا تستمر اللعبة.

ما عليك فعله هو أن تسال نفسك لماذا أنت تشارك لعبة الملكية الخاصة, وما حقا تحصل عليه من هذه اللعبة؟!! قد تملك البعض من الممتلكات, معظمنا يملكون أشياء, قد تمتلك حتى بيتك الخاص أو سيارتك, وعلى الأغلب قمت في شرائهم بقروض ويجب عليك ان تدفع ثمنها طيلة حياتك. بدلا من ذلك اسأل نفسك أية ضمانات توجد لديك؟!! فأنت ما زلت مضطرا على العمل, قد تخسر دائما عملك,وأنت تعيش على ارض التي تزداد حرارتها سخونة, والمدخنات (للمصانع) ما زالت تطلق الدخان بينما السياسيين يطلقون دخان على شاشة التلفزيون.
هذه اللعبة التي نلعبها لن تدوم إلى الأبد, وعندما تختفي الغابات ويذوب الجليد سيكون حينها متأخرا للبدء في الشك بهذه القوانين, مونوبول الموت, قد نصل لدرجه لا يوجد حتى ممتلكات التي تستحق الامتلاك يقول البعض بان الرأسمالية هي نهاية التاريخ, حقيقتا وبشكل اصح, الرأسمالية قد تكون نهايتنا نحن.

إذا هل يوجد بديل؟ إذا الملكية الخاصة هي القانون, ماذا سيحدث إذا ألغيت القانون؟
الرأسمالية بنيت على قانون الملكية الشخصية, إذا ألغيت قانون واحد فعليك أن تلغي الآخر, وكل ما يتعلق في القضية, كل جهاز السوق وهو المال والبنوك, التامين, القروض, الاستئجار, الرهن العقاري, الأجرة...قد يبدو لك الأمر كقضاء على الحضارة كما تعرفها...
ليس بالضرورة, بما أن كل هذه الأمور لا تمنح لك سوى الحزن والضغط, فقد يعني الأمر أيضا كالقضاء على كل مشاكلك في ضربة واحدة, هل تتذكر عندما كان ريكس فقط طفل فلم يكن لديه سلطه على أي شخص, ولكن بعد أن امتلك الألعاب تغير كل شي, بدون ممتلكات خاصة لن يكون هناك ريكس, الممتلكات هي أساس القوة, والقوة هي أساس جميع أنواع القهر.

إذا تشعر انك مضطهد بحياتك فقط اسأل نفسك, من هو ذاك الشخص الذي يمتلك القوة للتسلط بك, أحيانا يبدو الأمر وكان الجميع هم مضطهديك, ولكن سيكون هناك دائما شخصا ما أو مجموعة ما معينة, هذا هو قاهرك, قد لا يكون ذاته قاهري أو قاهر جارك, ولكن جميعنا يمر في تجربة القهر, هذا هو القاسم المشترك بيننا:
لا يوجد لدينا ذات القاهر, بل حقيقة وجود شخص الذي يتسلط علينا هو الأمر المشترك. بدون ملكية خاصة لا يوجد نظام هرمي, لا حاكمين, لا مدراء, لا يوجد قائدين, لا نخبة حكومية, لا يوجد من يجبرك على فعل أمرا ما وإلا..., لا مواطنين درجة ثانية. دون ملكية خاصة لا يوجد لأي شخص سلطة على احد, قد يبدو الأمر كنهاية للحضارة كما نعرفها ولكن من وجهة نظر اخرى, قد يبدو الأمر كبداية للحضارة الحقيقية.

بدون ملكية خاصة سوف لا تكون أجرة شهرية, لذلك يجب على الناس أن يشتغلوا مجانا, إذا لم تدفع لك الاجره عندها تستطيع ان تختار عملك ولكن لماذا سيقوم أي شخص في العمل مجانا؟!!
ولماذا أنت تمارس هواياتك؟!! فلا احد يدفع لك. يحب الناس عمل أشياء, خصوصا أشياء مفيدة, وتذكر, دون مدراء فالعمل سيكون تجربة مختلفة تماما, ولكنك طبعا لا تريد ان تعمل حتى لو في مجال هواياتك 60 ساعة في الأسبوع, ولكن عندما تفكر في كمية المال المتعلقة في النظام الرأسمالي والتي سوف يتم القضاء عليها, فسيكون الكثير من الناس الذين لا يوجد لديهم ما يفعلون, وإذا قاموا جميعهم في المساعدة بعمل مفيد قد نضطر إلى تقليص ساعات العمل في الأسبوع حسب الحاجة, ربما 10 ساعات عمل أسبوعيا بدلا من 30, 40 أو 50 ساعة؟!!

أمرا إضافيا...
دون ملكية خاصة لن يكون حقا شيئا للمحاربة من اجله, الحروب كانت دوما حول الممتلكات, أو تجارة, أو حماية طرق التجارة والدفاع عنها, يستطيعون أن يتظاهرون بان الحرب هي من اجل الله, الحرية أو أمور مشابهة لكن الدولارات هي من تدفع من اجل الحرب وهي التي تسببها, وما هو حقا سخريا بأنه من يحارب هم الفقراء ومن اجل الأغنياء...لا تعتقد حقا بان ريكس سيقوم في
شن حرب على الحضانة التي بجواره وهو سيذهب بشكل شخصي للمحاربة؟!!

دون ملكية خاصة, الحروب الوحيدة التي ستشهدها ستكون تغييرات تاريخية محلية, لن تلغى النقاشات طبعا, ولكن صراعات حقيقة!! حروب!!!؟ أنا لا استطيع رؤية هذا.

دون ملكية خاصة ودون مال لن تكون أجرة, أو مصالح, أو ربح, الربح هو الذي يحث الإنتاج في النظام الرأسمالي, فهل يعني في مجتمع ما بعد الرأسمالية كلنا سنموت جوعا؟!! الربح هو ليس السبب الوحيد الذي يحث البشر على الإنتاج وهو ليس حتى السبب الأمثل. الحث الحقيقي, والأكثر مثالية للإنتاج هو ببساطه الحاجة, سننتج أشياء لان البشر يحتاجونها. الحث على الإنتاج نتيجتا للربح هو أمرا مختلف فهو فقط ينتج الأمور لربح المال وكي يستطيع مليونير ما أن ينتج أشياء الذي في اغلب الأحيان البشر لا يحتاجونها ولكن في الإعلانات يقولون لنا بأننا نحتاجها. صاحب العمل لا يهتم حقا في الأمور التي يحتاجها البشر...مثلا: إذا بليون شخص يحتاجون إلى مياه نقيه ولكنهم لا يستطيعون الدفع من اجلها...فلا يوجد هنا سبب مقنع في الإنتاج لأنه لا يوجد ربح, ويجب على الناس أن يتدبروا العيش دون المياه النقية.

في الربح هناك دائما إمكانية خسارة, ولذلك يوجد فائدة في تدخير المال وذلك عن طريق إنتاج رخيص, أو هدم مستنتجات معينه لإجبار الناس على شراءها ثانيا, وعندها ستتخلص من الفضلات عن طريق تلويث البيئة لان هذه الطريقة ارخص من إعادة استعمال المنتجات.

في الربح أو الخسارة سيكون في مقدور عدة دول التحكم وجعل كل الحضارات حضارة عالمية واحدة (عولمة), جميع المدن تشبه بعضها البعض وتأكل ذات الأكل الرخيص, وترتدي ذات الملابس المملة.
القضاء على الملكية الخاصة لا يعني القضاء على الحضارة,المباني, الأكل, التراث, المستشفيات, السينما أو هويتنا الشخصية, هذا يعني فقط القضاء على معاهدة قديمه والتي تقول انه من الأمر العادي بان يتدبر البعض من البشر بدون أي شيئا مطلقا وذلك كي يحصل البعض الآخر من الناس على أكثر من اللازم من كل شي.

معظم الأشياء العزيزة علينا نستطيع المحافظة عليها, التقدم ما بعد الرأسمالية هو ليس ذات الأمر كالرجوع إلى الوراء, هذا لا يعني في تحطيم أي شي, أو التغاضي مسرعا عن أقدس ما نؤمن به, هذا فقط قضية تقدم وجعل العالم مكانا أفضل مما هو عليه الآن, هذا لا يعني أيضا ثورة اشتراكية بشكل قاطع, فعلى الطبقة العاملة والمجردة أن تتوقف عن الصراع فيما بينها والتوحد معا, وهذا في حد ذاته فعل ثوري, الأغنياء لن يعجبهم الأمر وسيحاولون أن يوقفوا ذلك طبعا, ولكنهم فقط 1 من عشرين ولا تنسى ذلك.

ثورة هي ليس أمرا سيئا في حد ذاته, فكر في ثورة الكمبيوتر, ثورة المعلومات, ثورات لا تعني بأنها يجب ان تكون عنيفة, كل ما عليها أن تكون ذات نظرية ومنظمة بشكل جيد.

ستقول بان هذا لن ينجح, أنا اعلم ذلك, ستقول بأنه من المستحيل, فهذا ضد الطبيعة البشرية أو شيئا مشابها, أنت تقريبا مبرمج للتفكير في هذه الطريقة, أنا كنت كذلك في بادئ الأمر, كلنا ترعرعنا في نظام رأسمالي, وتعلمنا أن الرأسمالية هي طبيعية, صحيحة وحقانية, ولكن الكثير منا لا يؤمنون في ذلك والآن لعلك تستطيع رؤية السبب. تذكر ريكس في الحضانة ودرسه في الأيديولوجية, لا يريد ريكس لأحد أن يفكر خارج المربع, طبعا هو لا يريد ذلك, هو لا يريدك ان تعلم بأنه يوجد أمرا ما خارج المربع, وسيعطيك الآلاف من الأسباب لتبقى في مكانك, لتبقى تقرأ الصحف, لتختم مجددا على المعاهدة, واخذ الحبوب الزرقاء, فأنت تستطيع فعل ذلك إن أردت, هذا اختيارك, أنا حاولت على الأقل تفسير نقاش الذي يدور, كي ترى على الأقل بأنه يوجد لديك خيار.
أمر واحد الذي اعتقد بأنك ستوافقني الرأي بان العالم لن يبقى كما هو اليوم, أو سيصبح أسوء أو سيصبح أفضل, الإمبراطوريات والأنظمة الاقتصادية ظهرت واختفت في هذا العالم, ولا يوجد سبب لنظن بان الرأسمالية هي المحطة الأخيرة في الرحلة البشرية, التاريخ لا يبقى صامدا مكانه. افترض بان مجتمع ما بعد الرأسمالية هو ممكن ولكن يوجد محطة اخرى للوصول إليها. أنا لن أقوم في إعطاءك برنامج عمل وخريطة كاملة, لأنني لا املك واحدة, لا يوجد أهمية لي كي أقول لك أن لا تثق في القائدين, أن لا تتبع أخصائيين, لا تصدق ما يقوله لك الناس, عندها سأقول لك أن تثق وتؤمن لكلامي وأنا لست أي أخصائي أو قيادي أو أي رجل دين, ولكن أنا ومثل العديد من الناس الآخرين اعتقد بان مجتمع ما بعد الرأسمالية هو أمرا ممكنا, مجتمع الذي يتأسس على مساواة, ممتلكات عامة, حكم ديمقراطي مشترك, ليس عن طريق الحكومة بل على يدنا, كلنا ولمصلحة الجميع ولمصلحة الكون.

أنا تقريبا أنهيت كلامي...هل هناك أي شيء مما قلته غير منطقي, سخيف, أو واضح بأنه خطأ لدرجة انك تستطيع محوه من ذاكرتك؟!!

قم في مشاهدة هذا الفيلم مجددا وافحص, وإذا كل ما قلته منطقي فماذا تستطيع الفعل حيال ذلك؟!! تستطيع ان تنشر الفكرة, هذا ما تستطيع فعله, فكر في كل النتائج, ارسم خطة, تكلم , تحاور, تنظم, قم في دعوة أشخاص آخرين لرؤية هذا الفيلم,
لا يتوجب عليك أن تشن حربا, ولا يتوجب عليك فعل كل الأمور لوحدك, ولكن عليك أن تفعل شيئا ما وقريبا, لأننا على طريق اسمه تاريخ وقد توقفنا على محطة اسمها رأسمالية, ويوجد أشخاص الذين يقولون بأنها نهاية الطريق, والبعض الآخر يقول العكس.

هناك فقط أمرين الذي تستطيع فعلها الآن:

أبقى مكانك وقد تنتهي قوتك, أو تقدم إلى الأمام للمحطة الاخرى, وإذا قررت التقدم إلى الأمام سيكون هناك أشخاص آخرين الذين مستعدون التقدم معك, في نهاية الأمر كلنا نريد ذات الشيء, تقدم, تطور, عالم أحسن...العمل على كيفية تحقيق ذلك هو الأمر الوحيد المهم وباقي الأشياء هي فقط خرافات أطفال.



#مريم_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد: دروس خاصة للتلاميذ الأمريكيين تحضيراً لاستقبال كسوف ال ...
- خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا
- انطلاق شفق قطبي مبهر بسبب أقوى عاصفة شمسية تضرب الأرض منذ 20 ...
- صحيفة تكشف سبب قطع العلاقة بين توم كروز وعارضة أزياء روسية
- الصين.. تطوير بطارية قابلة للزرع يعاد شحنها بواسطة الجسم
- بيع هاتف آيفون من الجيل الأول بأكثر من 130 ألف دولار!
- وزير خارجية الهند: سنواصل التشجيع على إيجاد حل سلمي للصراع ف ...
- الهند.. قرار قضائي جديد بحق أحد كبار زعماء المعارضة على خلفي ...
- ملك شعب الماوري يطلب من نيوزيلندا منح الحيتان نفس حقوق البشر ...
- بالأسماء والصور.. ولي العهد السعودي يستقبل 13 أميرا على مناط ...


المزيد.....

- افاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عصر العولمة-بق ... / مجلة الحرية


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة - مريم عوض - فيلم -الرأسمالية وأشياء اخرى المتعلقة في الصغار