أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - كانت سنة سوداء














المزيد.....

كانت سنة سوداء


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 701 - 2004 / 1 / 2 - 08:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


سنة 2003 اخذت منا ادوارد سعيد والقيسي والغزاوي وطوقان والحلاج والدجاني.. وبغداد.

ونحن على اعتاب العام الجديد وفي آخر ايام سنة 2003 التي تعتبر سوداء عربيا وبيضاء لأعداء لغة وأمة الضاد، وسوداء ايضا للثقافة والأدب والفكر في فلسطين، خاصة انها اختطفت عددا من المبدعين الفلسطينيين الكبار، منهم المفكر الفلسطيني الكبير ادوارد سعيد، أحد أهم مفكري عصرنا الحديث وواحد من الشُعَلِ الفلسطينية المنيرة والمتوهجة، فقد رحل عنا ادوارد سعيد بعد رحلة عذاب طويلة مع المرض. لكنه قبل ان يغادر عالمنا ترك خلفه مؤلفات تركت أثرا في العالم وسوف تترك آثارها في تاريخ وحضارة الفكر الانساني الحرّ.

وفي هذا العام كذلك رحل الشاعر الفلسطيني المميز محمد القيسي وقبله المبدع الفلسطيني المتقد عزت الغزاوي وكلاهما استشهد مع استشهاد بغداد عاصمة الرشيد ومدينة المنصور، كما غادرنا الى عالم آخر الفنان الكبير مصطفى الحلاج محترقا بنار لوحاته الجميلة، كما فقدت الثقافة الفلسطينية حمامتها البيضاء وغيمتها الماطرة شعرا الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان، التي رحلت وهي متفتحة كالورد الجوري و كالزنابق الفلسطينية الملونة، كذلك رحل يوم اول امس المفكر الكبير والناشط الدؤوب احمد صدقي الدجاني في عاصمة العرب القاهرة.

كل هؤلاء الذين اذكرهم رحلوا في هذا العام ولا أدري إن كان هناك آخرين قد نسيتهم، فمعذرة منهم ومن الذاكرة المفتوحة على الأعداء والنسيان كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش في ملحمته مديح الظل العالي. وقبل ان اخرج من هذه الصفحة لا بد ان اذكر هنا برحيل الشاعر العالمي الكبير والمميز ابن الجبال والبراري رسول حمزاتوف.

في سنة 2003 الموشكة بعد ساعات على الانتهاء والاختفاء لا تزال ثورة الحجارة ملتهبة وانتفاضة المقاومة المستمرة مستمرتان بلا تراجع، وكذلك لا تزال صرخات واستغاثات النسوة الفلسطينيات مستمرة، لكن دون آذانا صاغية ودون مستجيب لا من العرب ولا من العجم، فالعرب يستجيبون لنداءات حماية وانقاذ الحيوانات في حدائقها في بريطانيا وامريكا لكنهم لا يستجيبون لانقاذ حياة الحيوانات الآدمية الناطقة في بلادهم، ولا يهبون لنجدة الأطفال في فلسطين والنساء اللواتي يصارعن الاحتلال وكلابه على ارضهم المعدة للمصادرة بسبب بناء جدار الفصل العنصري البغيض.

في المقابل نجد مواطنا سعوديا من قلب الحجاز ومن قلب أرض الاسلام ومن شبه الجزيرة العربية المستباحة، يهب مبديا رغبته بأهداء ملكة بريطانيا كلبا نادرا ثمنه فقط لا غير 25 الف دولار أمريكي. وهذا المواطن السعودي صاحب القلب الحساس والمشاعر الانسانية المتوافقة مع مواصفات العولمة والعقلانية والواقعية، يبرر فعلته تلك بتأثره البالغ بموقف الملكة من فقدان كلبها منذ أيام.

نقول للقارئ العربي ان كلب الملكة اليزابيث قتل في معركة مع كلب ابنتها الأميرة آن، ومنذ ذلك الوقت و صاحبة الجلالة تعيش في حزن وحداد على وفاة كلبها المفضل، ولا اعرف كم حزنت الملكة على اطفال فلسطين وافغانستان والعراق وغيرها من دول العالم المنكوبة بمخلفات سياسة بريطانيا الاستعمارية او سياسات بلير الحالية.

ونقول للمواطن السعودي المتحضر والمتمدن والحنون: لو انك بعت كلبك ووزعت المال على فقراء البلاد العربية المنكوبة بالفقر والحروب والاحتلالات الداخلية والخارجية ألم يكن ذلك أفضل لك وللمحتاجين.

لقد لفت انتباهي هذا الخبر عن المواطن السعودي الشهم وكذلك عن كلب الاميرة النهم بالاضافة لكلب الملكة المقتول، وشدني كذلك خبرا آخر عن طيور الكناري التي انقذت بزقزقاتها طفلين بقيا تحت الانقاض في زلزال مدينة بم الايرانية، فبفضل زقزقة الكناري تحت انقاض احد المنازل المنهارة بفعل الزلزال عثر المسعفون على طفلين لازالا على قيد الحياة.

إذا كانت طيور الكناري تساعد في انقاذ حياة البشر فما قيمة العرب وهم غير قادرون على انقاذ حياتهم ولا نقول حياة اخوانهم في العراق أو فلسطين؟

هذا العام جاء برائحة الحرب والموت منذ البداية وها هو يذهب ورائحة الحرب والموت لازالت تفوح في ارجاء المعمورة وبالذات في بلاد العرب حيث الاحتلال والاستغلال والاستيطان.

نضال حمد – أوسلو



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا احمد صدقي الدجاني
- كلمات وطائرة وأفق
- كلمات لروح الأسير الشهيد بشير عويص
- اختراق الجليد ، سلام العبيد ..
- ايها الجنود المقيمون في دباباتكم
- اعياد الميلاد بلا بهجة وفي حداد
- 2003 عام العراق وأمريكا بلا منافسة
- سمير القنطار يأبى الاعتذار
- لا - للتلعيم
- تشخيص الاكتئاب و منع الحجاب
- صدام حسين عومل كما البقر لا كما البشر
- على هامش فشل الجولة الأخيرة من الحوار الوطني الفلسطيني في ال ...
- اسرائيل ومحاكمة الرئيس المخلوع صدام حسين
- فدوى طوقان حمامة فلسطين البيضاء
- التدخل الاسرائيلي في شؤون الدول الاوروبية
- حوار مع الروائي العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي
- الكاتب لا يُوَدِّعُ الكتابةَ حتي يُودِعُوهُ قبرَهُ
- بوش في لندن
- الجنرال يوسف مشلب والأسير سمير القنطار
- طلعت يعقوب الظل العالي


المزيد.....




- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...
- جميع الإصابات -مباشرة-..-حزب الله- اللبناني ينشر ملخص عمليات ...
- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- -بوليتيكو-: شي جين بينغ سيقوم بأول زيارة له لفرنسا بعد -كوفي ...
- كيم جونغ أون يشرف بشكل شخصي على تدريب رماية باستخدام منصات ص ...
- دمشق: دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي استهدف ريف دمشق
- هبوط اضطراري لطائرة مسيرة أمريكية في بولندا بعد فقدان الاتصا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - كانت سنة سوداء