أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - الساحرة التي تحقق سعادتها بقصاصات ورق تبعثرها في الهواء














المزيد.....

الساحرة التي تحقق سعادتها بقصاصات ورق تبعثرها في الهواء


هشام الصباحى

الحوار المتمدن-العدد: 2261 - 2008 / 4 / 24 - 07:03
المحور: الادب والفن
    



قراءة في رواية نهى محمود الحكى فوق مكعبات الرخام

الرواية أو المذكرات أو المجموعة القصصية لك مطلق الحرية في تسميتها كما تشاء صدرت للروائية نهى محمود كعمل أول عن دار ميريت في القاهرة بإسم الحكى فوق مكعبات الرخام لن تجد صدقا أكثر من هذا في الكتابة والمشاعر وعشقا للآخر الفائت والحاضر.. من اللحظة الأولى أنت وأنا بصحبة كائن يعلن انتمائه و إمتنانه للأسرة أما وأبا من الإهداء ويبحث في كل الأساطير عن الآخر الذي انفصل عنه و عندما تغلق آخر صفحة ستشعر بسعادة شديدة بعد أن حصلت بسمة وهى بطلة المذكرات والتي لن تعرف اسمها إلا في الصفحات الأخيرة من الرواية على أميرها الجديد الذي غير كل شئ والذي اكتشفت معه أماكن جديدة وعوالم أخرى لا تشم بها رائحة الماضي بل تفوح بعطر المستقبل
والذي يبدأ في التحقق والخلق والظهور إلى الحياة مثل جنين ملائكي جميل
وفى اللحظة التي تتوقف الكاتبة /البطلة عن استخدام جملة تصبح على خير كنهاية لليومية تبدأ في وضع حدا لتعاستها وتعاسة القارئ معها والانفتاح على الحياة بكل حواسهم المشتركة القارئ والبطلة والكاتبة معا ولان الموت و الفراق يبدأ كبيرا ومأساويا وحادا وعنيفا ومدمرا لذا فهو سيطر على اغلب صفحات الرواية و مع مرور الزمن يتحول إلى وداعة وهدوء ورقة وحسرة خفيفة على الفقد وأيضا تاريخا إنسانيا جميل بلون الألم الذي سوف نضحك عليه بعد تجاوزه والبعد عنه والانشغال واللعب مع الحلم والمستقبل
السرد في الرواية يأخذ شكل الجمل القصيرة والمكثفة والتي تحدد ما تريد وتصيب الهدف مباشرة وكيف تريده في اختزال شديد يفتح داخلك شهوة القراءة إلى مداها الأوسع والأرحب الامتناهى وخاصة انه يمنح الرواية إيقاع موسيقى سريع ومتدفق ومتلاحم ومتواصل دون فاصل أو هدوء نسبى
حالة البطلة وهى تحكى لنا كل تفاصيلها مع الآخر/الحبيب /الماضي مستخدمة تقنية التذكر لما كان يحدث وتسجله في يومياتها التي تنز ألما أنثويا نبيلا وصادقا يجعل الصفحات تتحول بين يدي القارئ إلى كائن من دم ولحم ونبض كما أنها تقدم في الرواية كل التفاصيل المادية الملموسة والنفسية الى تجعل
الغائب فقط بجسده حاضرا في كل سطر وكل نفس في حياة البطلة حتى أن عبارة تصبح على خير هي الأكثر تكرارا في نهايات مقاطع /يوميات عدة مؤكدة على استمرارية الحضور الكامل للآخر وعدم الاعتراف بالفقد وربما يكون هذا راجع إلى فطرة الأنثى التي تتجلى كاملة في الرواية والتي تهتم بكل التفاصيل الحياتية والإنسانية التي حدثت مع الآخر/الماضي الذي يجعلها تتحدث مع قائلة-لن نتبادل هذا العيد الأمنيات ولا الأوراق المالية الجديدة
كنت تحفظها لي كل عيد .. طفلتك الأثيرة كنت - (الرواية ص 49) وتقدم لنا صفات له مثل -أنت صاحب أجمل تعليقات على البشر أسمعها في حياتي (الرواية ص50)
نجحت الكاتبه في حشد الرواية بكل التفاصيل الكبيرة والصغيرة التي تظهر في المتن والتي تتوارى في الهامش دون ان تفقد التواصل الحميمى مع مشاعرنا إنها تنتصر من اجل المشاعر الإنسانية العادية والحياتية البسيطة والمحدودة و لا تتورط في اى نوع من الإيديولوجيات أو حتى توجيه العمل إلى هم جماعي أو لعب دور المرشد أو النبي أو العراف
نجحت نهى أن ترسم لنا صورة أنثى تسير في الشارع ..تعمل في المستشفى وتنام في بيتها وهى ينز دما دون توقف ليضع في كل مكان بصمتها المؤلمة والتي لايمكن علاجها إلا من ذي صفة حيث انه واحد فقط القادر على المداواة هو أمير حبها الذي وجدته في نهاية الرواية الذي أسعدها وأسعدنا معها وجعلنا قادرون على مشاركتهم رواية جميلة مثل الحكى فوق مكعبات الرخام

هشام الصباحي
[email protected]
الصين في 18-3-2008



#هشام_الصباحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيمانٌ غير كافٍ
- الفاعل رواية من وعن هامش المجتمع المصري
- شعر بطعم ورائحة خبز الفقراء المسكر الخارج حالا من الفرن
- التوحد الكامل.. القارئ والبطل يتألمان معا(لابد أن تتأكد انك ...
- يوتوبيا رسالة أحمد خالد توفيق إلى والى مصر وشعبها
- حمدى أبوجليل الجبرتي الجديد في مصر
- طارق إمام فى هدوء القتلة( يمنحك إمكانية أن تشاهد جنازتك وتطم ...
- شرفات تتأخر فى النزول الى الرب
- طراطير اعياد الميلاد
- بنت
- رؤية العالم أكثر وضوحا عند الموت
- قصائد قصيرة
- طمأنينه أكثر في الموت
- سلطة الحرير المطلقة على عماد فؤاد(قصيدة النثر عندما تفرزها د ...
- العروس ديوان ماهر شرف الدين (العروس قصيدة نثر تفتح ذراعيها ع ...
- الأشجار لا تغير أيديولوجياتها
- تفاصيل عن مناضل اكتشف فجأة انه مازل على قيد الحياة


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هشام الصباحى - الساحرة التي تحقق سعادتها بقصاصات ورق تبعثرها في الهواء