ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 04:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عانت المدينة وشعبها المزيد من الأضطهاد , القتل ,المآسي , الويلات , المحن , التشرد , الغربة والتغرب , والمعاناة ,بشكل مستمرمع الزمن ,قديما وحديثا, متذ دخول المسلمون والغزوات الفارسية , والاحتلالين العثماني والبريطاني , ومع ولادة الدولة العراقية الملكية والجمهورية , ناهيك عن سيطرة القومية الفاشبة المقيتة في زمن العارفين وبمشاركة البعث الفاشي المقيت ضمن الانقلابات العسكرية وبمساندة ودعم مباشر من الرجعية العربية وقوميتها الفاشية العنصرية , العربية بتفاعل ومساندة وتآمر , كلي مع الحلفاء الاستعماريين , الانكلوأميركي , والى هذا اليوم رغم قلع الكابوس المقيت بحروبه الهوجاء الرعناء, شعبنا يقدم الشهداء باستمرار ويدفع ثمنا باهضا دون ذنب اقترفه , سوى المطالبة بالحرية المشروعة , في خدمة الانسان وسعادته وتقدمه ورقيه , متفاعلا مع الوطن والشعب في السير الى التقدم والتطور, اسوة بشعوب العالم . عاشقا ومحبا للحرية والحياة بكرامة مع التطور في كل مناحي الحياة , وتقدم البلاد.
كانت ولا زالت مدينة السلام والحب والمحبة والتعاون البناء لخير وتقدم , ليش لشعبها فحسب , بل لكل شعوب المنطقة . مع اقامة علاقات قوية جيدة مع الجيران من مختلف الاديان والقوميات , ضمن القرى والمدن التي تحيطها بالجيرة .
شعبها معروف بالكرم والضيافة والشهامة وعزة النفس , ذات مواقف يعرفه ويعترف به الداني قبل القاصي .
لكن رغم كل هذا وذاك , لم يسلم شعبها من الاعتداءات , والابتزاز والسطو والسرقات والظلم والجور وحتى القتل المتعمد ليس من السلطات المتعاقبة فحسب بل حتى من افرادا للقرى ومدن الجيرة ومن مختلف القوميات والاديان والطوائف المختلفة, رغم الضيافة والاحترام والتقدير من قبل اهل تللسقف الى هؤلاء..
ازاء الوضع العسير المر الآنف الذكر, اعلاه , برزت الهجرة, الى المدن الجنوبية والشمالية المختلفة وحتى الوسط , فكانت للعاصمة بغداد الحيز الكبير, لاستيعاب الهجرة المستمرة لشعبها , ناهيك عن ترك البلاد من غير رجعة, الى بلدان عديدة من العالم منذ اربيعينيات القرن العشرين , هربا من الوضع اللاقانوني الاستبدادي المقيت , برزت بعد عام 1963 للانقلاب الدموي ثم بدا في الازدياد , بعد الحملات العسكرية , والامنية والمداهمات المستمرة , من السلطة والعصابات في المنطقة ليلا ونهارا, لكنها زادت من خلال الحملة على الشيوعيين والتقدميين واصدقائهم , خلال السبعينات من القرن العشرين , وخصوصا , عام 1978 وما بعدها الى افتعال الحرب القذرة الطويلة بين العراق وايران , التي انهكت ودمرت الشبيبة العراقية عموما ومدينتنا تحملت الاعباء بشكل خاص فخسرت المئات من الشباب بين شهيد واسير ومعوق وجريح بلا سبب , من جراء هراوات النظام المتعفن الجائر الفاشي, ولا زالت العوائل تتحمل مآسي طيش الارعن الفاشي.
تحمل شعبنا كل الظروف الاستثنائية القاسية المليئة بالعنف والمأساة ,لكنه , شعبنا , تجاوز كل ذلك , واثبت تواجده , في موقعه لا يتزعزع , مقارعا كل المحن والمآسي والويلات , متحديا كل طاريء , ومتفاعلا مع الزمن كسبته الخبرة الكبيرة, في مقارعة كل ما يصادفه بالعقل والسياسة والفطنة ناهيك عن الكرم والصبر والتعامل بكامل الخلق والشفافية مع الاخرين من قريب ام بعيد. فشعبنا كان واقع بين مطرقتين فولاذيتين ليلا ونهارا , شمالا وجنوبا , شرقا وغربا.
نهارا نصيبها القمع السلطوي الجائر والاعتقالات والتعذيب والسجن , بشكل مستمر من دون ذنب يذكر وبلا قانون , خاضعين لاجراء السلطات الكيفي والمزاجي للمحققين والمتنفذين , للحصول على المنافع والرشاوى من هؤلاء المساكين الفقراء بحجج واهية لا اساس لها مع تلفيقات واكاذيب مفتعلة للحصول على مبتغاهم , ناهيك عن زرع التفرقة , والفرقة بين ابناء الشعب الواحد والقومية الواحدة والدين الواحد وحتى العائلة الواحدة لاهداف معلومة وواضحة (فرق تسد) .
أما ليلا العصابات القذرة واللصوص المشخصة , لاتفارقها من دون ردع . وان حصل كانت البلوى اشد لصاحب الحق وهو الرادع في الدفاع عن النفس والحياة والمال الذي جناه بتعب وعرق الجبين.
كما كان في بعض الاحيان تخلط الاوراق في المدينة, بين الثوري المحتاج اصلا وبين هؤلاء الطفيليين السراق المجرمين , كما كان من ينتحل الشخصية باللباس الثوري للابتزاز وكسب المال باسم الحركة التحررية الكردية لاملاء الجيوب بالمال الحرام لنشله من جيور الفقراء نصراء الثورة التحررية التقدمية الكردية فيزيدون المشكلة عاكسين سلبا على سمعة التحرر والحقوق التي يجب صيانتها للمظلومين , وهكذا كانت تخلط الاوراق , بين الانسان الذي يقارع الظلم , والعكس كان الجريمة , بذاتها لاستفادة العدو اللعين للفعل المشين.
ازاء ذلك كان الصراع قائما وبارزا بين الخير والشر , الحياة والموت , الانسانية ونقيضها , المبالاة واللامبالاة , والحق والباطل , الحلال والحرام , العدل وغيره , الصدق والكذب ..الخ برز في المجتمع ناس كثيرون يستحقون التقييم ,من لدن الشعب, ضمن الاتجاه الصحيح الفويم , اشداء فطنين اكسبتهم الحياة بعسرتها ومحنتها, المزيد من الصراع ,لاحقاق الحق, وتوفير العدل, والطمآنينة والاستقرار, للشعب وللبلدة المسالمة.
كانوا بحق امناء للمباديء في الحرية والسعادة والاستقلال وكسب الكرامة والحياة الجديدة للشعب والمستقبل الزاهر للبلدة , للوطن
هؤلاء خلدهم الشعب, وذكرهم التاريخ, القديم والحديث. وهم خالدين معززين احياء, لم يموتوا ولو اننا فقدناهم , وهم حقا بعيدين عنا, لكنهم قريبين من الجميع. رجالا أمناء, ذات قدر عالي, من الشفافية والنزاهة, وفي حب الشعب والانسانية جمعاء ..هؤلاء احياء, في ضمائر الطيبين, والشرفاء, ويذكرونهم حتى الجهلاء, ويرونهم حتى العميان ,ويسمعون اصواتهم جتى الطرشان , فدخلوا التاريخ ,من اوسع ابوابه.
هؤلاء الشهداء والفقداء, تحملوا الكثير, من اجل شعبهم ,ووطنهم , بشكل عام ولبلدتهم بشكله الخاص , كسبوا الذكر الطيب ,والود والاحترام حتى في قبورهم.
عشنا الواقع المر الاليم, ورئينا الظلم والظلام, وعايشنا الفقراء والمظلومين , وسمعنا الكثير من القصص, التي تقشعر الابدان, وتجن عقول الناس , للواقع المر المشهود والمقروء والمسموع والمرأي, انه ظلم قاعس وظلام دامس , والسطو على السطوح , والابتزاز الماكر, ليس من الغريب فحسب بل من اقرب المقربين , تأكدت عمليا صحة مقولتي (ياتونكم كالخرفان وانيابهم حادة .. تقضم الجسد وتنهشه كالكلاب .. وهم قريبين منكم) والمقولة بنيتها من الانجيل المقدس , والمعنى واحد بنتيجة واحدة, وكما تعلمت من والدتي الامية, المقولة ( حيالين ومكارين .. ولا قدرة لنا عليهم).
مدينتنا كانت , ولا زالت تحمل الحمام باليد والمنجل والمطرقة باليد الاخرى , والكل معجن بالفكر , الى العمل لكسب القوت , بالتعب وعرق الجسد كله وبجهد فكري , طالبين وساعين للسلام , للاستقرار , للثقافة , للعلم , للتعليم , للمعرفة , وفعلا الجهود, اثمرت كوادر علمية, ثقافية, ادبية, صحية, تعليمية من مختلف الاختصاصات
هدفهم العيش بسلم وسلام وامان واستقرار, خالي من البغض والكراهية والثأر , حتى من الذين لا يفهمون لغة الحق والعدل ,مسامحين افعالهم الدنيئة ,حتى القتلة واللصوص ,منطلقين من رسالة المسيح في الحب والتضحية في سبيل الغير (يا ابتي اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون) المسيح..
20-04-08
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟