أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الصيداوي - سقوط صدام حسين: الملفات السرية 14















المزيد.....

سقوط صدام حسين: الملفات السرية 14


رياض الصيداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 11:08
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


القيادة القطرية والفروع الأخرى

"وحتى أن منظمة الحزب، ذات البنية القائمة على تفرعات وعلى تراتبية، تخدم هذه الأهداف. فعلى مستوى القاعدة هناك الحلقة أو الخلية يجتمع فيها مرة في الأسبوع حوالي عشرة من المناضلين من الشارع نفسه أو من مكتب العمل نفسه، فيجري التداول في أحداث الساعة أو بالأحرى تتلى الأحاديث المتوقعة وفقاً لعقيدة الحزب ولتوجيهات النظام، ثم تنقل إليها التعليمات المختصرة إلى حد بعيد. ثم يودع الرئيس تقارير تحولت نوعاً من الطقوس حول مخالفات عرضية وقعت خلال الأسبوع. وعلى مستوى أعلى هناك الفرقة التي تجمع خلايا الحي أو الإدارة أو المصنع ثم الشعبة والفرع الذي يضم مجمل فروع مدينة او محافظة ما" .

وبخلاف الخلايا فان الشعب والفروع تتمتع بامتيازات مهمة، ولها قانونياً صلاحية اعتقال بعض المشبوهين وفق الإجراءات التي يدور في إطارها النظام القضائي. وهي تقوم بالعديد من أعمال الشرطة العادية وخصوصاً خارج بغداد، كما أنها تمتلك مكاتب متخصصة من مختلف الأنواع تغطي الأعمال الثقافية والزراعية الخ. وفي كل محافظة تجسد قيادة التنظيمات التي ترأس مجمل التنظيمات السلطة العليا بالرغم من وجود إدارة تقليدية. وفي الواقع أن حزب البعث يتجاوز في عمله جهاز الدولة إذ هو ينافسه ويخترقه ويعطله في آنٍ معاً" .

وعلى رأس هذه البنية هناك "القيادة القطرية"، وهي نوع من مديرية تنتخب، نظرياً، بشكل ديموقراطي عند انعقاد المؤتمرات. أما عملياً فان عملية التصويت هي مجرد مصادقة على التعيينات التي يقررها السيد صدام حسين. وتخصص لهذه القيادة القطرية "مكاتب" هي أشبه بوزارات تنهض بالقضايا العسكرية أو الثقافية وبديبلوماسية موازية وبإدارة القطاعات الشعبية الواسعة مثل المزارعين أو العمال أو الشباب. أما الجيش، وعناصره هم حكماً بعثيون، فانه ينتظم في شبكة من الخلايا المرتبطة بالمكتب العسكري الذي يرصد أي عملية انشقاق في صفوفه. ثم هناك أجهزة الأمن الداخلي في حزب البعث التي تؤمن أخيراً الولاء والاستقامة داخل صفوف الحزب" .

"وبخلاف التقسيمات التي تتبعها الشرطة السياسية فانه يتم إحياء شبكة الحزب بواسطة الشعب نفسه. فيتم ترتيب مستوى التزام المتطوعين بشكل أفقي. فيمكن الانضمام إلى حزب البعث بصفة "مؤيد" لا يطلب منه سوى استيعاب العقيدة التي يصار إلى التبشير بها خلال الاجتماعات الأسبوعية. أما الدرجات العليا مثل "النصير" أو "النصير المتقدم" فهي تعني رمزياً الاستعداد لحمل السلاح من أجل الدفاع عن مصالح الحزب. والانتقال من مرتبة إلى أخرى يستدعي مرحلة إعداد والنجاح في امتحان عقائدي. ومبدئياً يستغرق الأمر حوالي ست سنوات قبل التقدم لصفة "عضو مرشح" قبل التحول إلى "عضو" بصفة كاملة" .

"أما رؤساء الحلقات فليس لهم مبدئياً مصلحة مادية في التحكم برفاقهم. لكن من أجل الترقي بسرعة اكبر هم يشترون أحياناً متطوعين جدداً وهكذا يمكن للطالب الثانوي أن يصبح مؤيداً مقابل بضعة دولارات أو بعض الأقراص المدمجة.ولن يكلفه هذا الجهد سوى هذا الاجتماع الأسبوعي الذي يستطيع أساساً التملص منه في بعض الحالات عبر دفعه هو بدوره هذه المرة إلى رئيس الحلقة" .

الانتماء إلى الحزب بدافع المصلحة وتجنب البطش

"إن ضيق الوضع المعيشي يدفع قسماً كبيراً من الشعب إلى القيام بحسابات مذلة أحياناً. وهكذا فان الإفادة الأكثر انتشاراً تقوم على منح علاوة من خمس علامات لطلاب البكالوريا من أبناء البعثيين. والحال أن نتائج البكالوريا تحدد مباشرة التلاعب في مختلف الفروع الجامعية. فمثلاً إن التوجه الأكثر تميزاً نحو كلية الطب في جامعة بغداد يتطلب مستوى عالياً من العلامات لدرجة أنه يتزايد إقصاء الطلاب المنحدرين من عائلات غير بعثية منها. فليس من الصعب والحالة هذه أن نتصور مأزق الأهالي في هذا البلد حيث باتت فرص النجاح متضائلة الى حد بعيد" .

"وفي الجنوب الشيعي المعروف بعدائه الشرس للنظام فان الكثيرين قد اختاروا بطريقة براغماتية طريق الحزب. وهم أنفسهم لو تسنت لهم الفرصة لأحرقوا مراكزه، وفي انتظار ذلك هم يتكيفون مع الوضع. وهناك الكثير من النشاطات الجيدة مثل الالتحاق "كمتطوع" في "جيش القدس" يكافأ عليها بميدالية. والحصول على ميداليتين يفتح المجال للانضمام إلى حلقة أصدقاء الرئيس التي يحظى أعضاؤها بعلاوات وبخمس علامات إضافية لطلاب البكالوريا من أبنائهم. ومنطق التجميع هذا يدفع إلى التوسع في اتجاه ما يتوفر من إمكانيات الانضمام إلى سائر البنى المرتبطة بالحزب مثل الاتحاد الوطني للنساء أو الاتحاد الوطني للطلبة" .

"أضف أنه في هذه الأجواء القمعية فان حزب البعث يوفر السلطة للمنتمي إليه. لكن في الحقيقة يا للسلطة الحقيرة التي تجعل صاحبها مرهوباً من جيرانه ومعلميه وزملائه وحتى من رؤسائه الأقل رتبة منه في التراتبية الموازية للحزب! يا للسلطة الحقيرة التي تسمح باستجواب تاجر بقسوة لأن صورة الرئيس صدام حسين ليست معلقة في محله أو التي تسمح بحمل السلاح علناً بعد بلوغ درجة معينة. وهكذا فان أشخاصاً ضعفاء ومعقدين ينضمون إلى حزب البعث حيث يجدون شيئاً من الأمان قبل كل شيء" .

يسخر البعثي القديم والمنشق حسن العلوي من مفهوم القيادة في البعث فيقول:
"وفي حزب البعث سداسية تنظيمية تقدم لك القيادة مع صحن من الشاي وحيثما كنت طالبا أم عاملا أم فلاحا أم سائق سيارة.
في الشهور الأولى ستكون نصيرا... ثم عضوا عندها تكون قائدا للأنصار.
وستكون عضوا على مستوى الفرقة عندها تكون قائدا على الأعضاء، وعندما تكون عضوا في الشعبة ستكون قائدا على أعضاء الفرقة، وإذا صعدت عضوا في الفرع صرت قائدا على أعضاء الشعبة.
حتى إذا بلغت القيادة القطرية صرت قائد الفروع والشعب والفرق والأنصار، لكن أمامك موقعا أعلى عضوا في القيادة القومية أي قائد القادة في المنظمة القطرية.
إنك في منظمة ميشيل عفلق ستشبع قيادة، ستكون قائدا دائما.
وأنت في واقع الحال قد لا تملك حرية قدميك ولا حركة لسانك فهذه القيادات حكومات الواحدة تحكم الأخرى، وأنت في كل مرحلة منها محكوم بالأخرى غير أنها تمنحك القوة النسبية فحيث أنت حاكم على الفرقة أو الشعبة أو الفرع ستطلب من شعبك المحكوم أن يتصرف معك في الوقت المناسب قائدا ولا بأس بعدئذ أن تكون في اليوم التالي –وحيث تلتحق بمنظمتك الحزبية العليا- محكوما.
إن الوقوف أمام رجل المنظمة السرية الأول والذي قاد حركة المنظمة بجواره أصبح ضروريا قبل مواصلة البحث في دولة المنظمة العراقية" .


"وإذا ما جمعت السخافات الحقيرة والجبن الضعيف والحسابات التافهة التي يتألف منها الحزب يمكن التوصل مع كل ذلك إلى رؤية آلة ذات فعالية يخشى جانبها. لكن مع مفارقة حقيقية هو أن التطويع القسري والسطحي يفضي إلى خفض درجة التعبئة في أوساط الشعب، وكل ما يجري يحمل على الاعتقاد أن هذا هو المطلوب في الواقع" .



#رياض_الصيداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 13
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 12
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 11
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 10
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 9
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 8
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 7
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 6
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 5
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 4
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 3
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 2
- سقوط صدام حسين: الملفات السرية 1
- موقع الحوار المتمدن تجربة رائدة ولكنها يجب أن تكون أفضل !
- بين حقوق القبايل المشروعة ومخاطر التفكك... هل يكون القبايل ض ...
- مرة أخرى، نحو استثناء جزائري: سوسيولوجيا النفور من مفهوم الز ...
- انقسام جزائري داخل الانقسام: القبايل والاختيار الصعب: حسين آ ...
- التجربة الجزائرية مثالا - هل يمكن للجيش تطبيق الاشتراكية وال ...
- لماذا لم تشهد الجبهة الاسلامية للانقاذ في الجزائر زعيما كاري ...
- مشروع ولد ميتاً ولا تتبناه الجماهير ولا تتحمس له - مشروع اتح ...


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رياض الصيداوي - سقوط صدام حسين: الملفات السرية 14