أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث














المزيد.....

الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 11:07
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


نتحدث دائماً وباستمرار عن الفساد الذي وصل إليه المجتمع بكل شرائحه وفئاته وأطيافه, و كأننا لسنا الأفراد الذين نشكل نسيج هذا المجتمع.
ونُطالب باجتثاث الفساد الذي تغلغل بأوصاله, وكأننا لسنا معنيين أو مشاركين فيه.
فهل وقف أحدنا وأعاد النظر بآلية تفكيره وتعامله مع الأشياء الكبيرة والصغيرة على حد سواء بدءاً من البيت وحتى أي مكان يوجد فيه( عمل, دراسة, نشاط ترفيهي, ثقافي....وما إلى ذلك).؟؟
فما هو الفساد كمفهوم ولغة..؟
في تعريف ( كتاب الفساد والحكم الصالح في البلاد العربية):
" الفساد هو: ضد الصلاح والاستقامة والآمان, هو انحلال وانحراف وقبح وحالة تعفن وتدهور أخلاقي واجتماعي."
وهذا يعني أن الفساد يهدم ويصدع البنية البشرية في أي مجتمع, لأنه يمتد إلى كافة مناحي الحياة الاقتصادية والثقافية والسياسية والقانونية .
ومن المعروف أن الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتجزيء, إذ كيف لأيَ منا أن يكون صادقاً في جانب وكاذباً في جانب آخر..؟؟ أميناً في مسألة ما وخائناً في مسألة أخرى..؟؟
أو أن يربي أولاده على الاستقامة والأخلاق, ومن ثم يقوم هو بخرق هذه الاستقامة مبرراً هذا الخرق بمسوغات غير قابلة للتسويغ ولا للتبرير، وكما يقول المثل العاميّ
( الذي يسرق قرش, يسرق خزنة) وبالتالي فإن كل منّا يتمثل القيم والأعراف التي تربى عليها وحملها في نسغ شخصيته.
ولأن الإنسان بطبعه الفضولي يحب اكتشاف مجاهل الحياة وكيفية التعامل معها وفق متغيرات العصر الذي يعيش فيه, فقد يحاول البعض ممارسة أخلاقيات تختلف عن تلك التي حملها من بيئته وأسرته, وهذا ما يجعله يبرر تلك التصرفات على أنها مواكبة للزمن الذي نعيشه كي لا نبقى مربوطين إلى شجرة القيم التي أصبحت ( بنظره) قديمة لا تتناسب مع الراهن.
فهناك من يقرأ الشريعة والدين بطريقة تسوغ له ما يتصرفه من أمور فيها ابتعاد حتى عن روح الدين والشرع. وهناك من يستغل خلل ما أو حالة فساد في المجتمع ويحاول أن يعالجها وفق فلسفات تبرر له ما يقوم به من تصرفات لا أخلاقية كمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، فإذا كانت الغاية خيرة( برأيه) فحكماً ستكون الوسيلة مثلها مهما كانت السبل المتبعة للوصول إليها. هذا غير صحيح فالجوع لا يبرر لنا السرقة, بل يجب أن يحرض على العمل وعلى محاربة من هم سبباً في وجود جياع في المجتمع.
كما أن البطالة لا تبرر لنا سلوك طرق تؤدي إلى الانحلال الأخلاقي والاجتماعي وحتى النفسي بحجة عدم وجود مجالات أخرى للعمل.
فالإنسان الذي يمتلك قيم أخلاقية قوية متينة لا يمكن ولا لأية حالة مهما كانت عامة أن تؤثر على سلوكه ونظرته للحياة وللقيم.
وأعتقد أنه علينا حالياً وفي ظل استشراء ظاهرة الفساد بكل مستوياته, علينا الرجوع والعمل بالحكمة القائلة: " القناعة كنز لا يفنى " فهذه القناعة هي الحارس الأمين والحصن المنيع الذي يقينا من الانحدار إلى درك الفساد. والقناعة لا تعني الإحباط أو عدم الطموح, بل العكس هي في هذه الحالة والظروف قيمة أخلاقية كبيرة تدفعنا للمحاولة إلى تحسين الظروف العامة والخاصة بشكل سوي, وبتخطيط علمي وأخلاقي يوصلنا إلى مبتغانا عبر وسائل شريفة وأكثر أخلاقية مما هو سائد.
فإذا كانت هناك شريحة ارتضت لنفسها أن تسطو على المال العام أو حتى الخاص, لأجل أن ترضي شجعها وطمعها بما ليس ملكاً لها, وأصبحت تتحكم بلقمة عيشنا وعملنا وحياتنا, فهذا لا يعني أن نبرر لأنفسنا ما يخالف القيم الأخلاقية بحجة أننا نريد أن نسترد مالنا من هذه الفئة أو الشريحة التي اتسعت فعلاً حتى شملت الغالبية من المجتمع.
أعود لأقول لا يستطيع أحدٌ إرغامنا على فعل شيء لا نريده مهما اشتدت وقست الظروف والأيام, ما لم يكن في داخلنا بذرة ولو صغيرة جداً لقبول التنازل والاستسلام للفساد وللمفسدين. بل علينا أن نعمل جميعاً على فضح وكشف بل ومحاربة كل ظاهرة فساد في أي مكان, وضد أي شخص مهما كان مستواه, حتى ننقذ أنفسنا وأولادنا ووطننا من آفة كادت أن تهلك الولد والبلد.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات
- ردّ على إيضاحات الحوار المتمدن الأخيرة.
- أمي...سنديانة الأمان...
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟


المزيد.....




- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...
- دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
- المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة ...
- ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر ...
- سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي ...
- 3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/ ...
- إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
- أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - إيمان أحمد ونوس - الأخلاق قيمة كلية غير قابلة للتحديث