أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار















المزيد.....

وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 700 - 2004 / 1 / 1 - 03:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


اليوم تنتهي حياة عام 2003 ليفسح الطريق بحرية  لولادة عام آخر جديد ، عام 2004.
سيذكرنا التاريخ بأن عام 2003 كان عام ولادة لعراق جديد، أعاد لنا حرارة الشمس التي أطفئها البعثيون الدمويون و أحرقوا العراق بنيرانهم، و أرجع  الأمل لكي يتمكن العراقي العيش داخل أرضه بدون أن يسمع كلب سائب ينبح معلنا أن  رجال مخابرات يزورونه في ظلام الليل، و بدون سماع نعيق غراب شؤم ينذر حدوث تقتيل في وضوح النهار.
عندما يعجز أطباءنا من معالجة مريضا لنا، و عندما تفتقد مستشفياتنا و صيدلياتنا لدواء الشفاء، نضطر الى أن نبحث عن الحل في خارج الوطن. فكثير من المرضى لاقوا حتفهم في داخل الوطن، وآخرون ساعدتهم ظروفهم على الذهاب الى الخارج ليجدوا العلاج الملائم ثم يعودوا. و هذه الظاهرة لم نجدها في بلدنا فقط بل و أيضا نجدها في أرقى المجتمعات في العالم.
و هكذا فإننا العراقيون لم نتمكن من إطاحة حكم الدم و الإرهاب الذي حل بأرضنا، فشعبنا قد زج في السجون و دفن في المقابر و قياداته المخلصة التي استطاعت النجاة اضطرت الى مغادرة البلاد. و لم يبق لنا حل الا استدعاء أطباء و جراحين من أوربا و من أمريكا، فاستطاع هؤلاء إجراء عملية جراحية خطيرة لكنها أنقذتنا من الداء الذي أصاب جسدنا، ولو تركنا هذا الداء  يسري فإنه كان يقضي على كل من تبقى منا.
قد يقول البعض أن العيون الزرق لم تأتِ لأجل عيوننا السود العراقية، بل لأجل ذلك السائل الاسود.
*السائل الأسود الذي  يجعل الغدد اللعابية الطامعة تفرز اللعاب عند السماع باسمه،
*و الذي جعل أدباء أعراب النفاق و فنانونهم  ينحنون أمام كوبوناته،
*والذي أذاب شحوم الدماغ المحيطة بعقول علماء الحروب الذين  أضاعوا مادة دماغهم،
*والذي قال عنه  الممثل الكويتي القديرعبد الحسين عبد الرضا في مسرحيته الشهيرة-باي باي لندن-: أننا نجلس و نتغوط عليه.
قد يكون كل ذلك صحيحا، بل و أكثر، إلا أن شباننا الآن يستطيعون التجوال و التحرك بحرية و رؤوسهم فوق أكتافهم  فلم يعد يرهبهم خطر حرب يعلنها الطاغية على الأهل أو على الجار  فيضيعون فيها و تضيع حياتهم، و لم يعد بعث الموت يقبض على أرواحهم.
و عاد الى أولادنا و بناتنا  ضوء الأمل الذي فقدناه نحن. لقد عشنا عقود عديدة لم نعرف فيها الا أخبار الحروب التي يعلنها الطاغية و اختطاف أقرباء و أصدقاء. حروب و اختطافات و اغتيالات قضت على ابتساماتنا و ضحكاتنا و أفراحنا، وأحلت محلها الدموع و المآتم.  و بدأنا نحس بغيرة  عذبة صحية و صحيحة تجاه أبنائنا، و أبناءنا، أولادنا، هم أكبادنا التي تمشي على الأرض .
قد أنقذت العيون الزرقاء عيوننا السوداء. و حقا فقد تمت عدالة السماء على أيدي الأمريكان و الإن?ليز، و هؤلاء الأجانب لا يسودون العالم بقوتهم العسكرية فحسب بل و أيضا بقوة العلم و التكنولوجيا.
ثم، و لم لا؟! بقوة القانون. قانونهم.
قد لا يعجبنا هذا القانون الأمريكي و يعجبنا القانون الأوروبي الآخر، أو بالعكس يعجبنا هذا و يعكر مزاجنا  ذلك القانون. و لكن القوانين في هذه البلدان هي قوانين للجميع و تطبق على الجميع، لا كما كانت قوانين البعث التي لم  تكن الا قرارات يصدرها رأس البعثيين المجرمين، مكتوبة أم غير مكتوبة، معلنة في الصحف أم غير معلنة، لتطبق على المساكين  حسب مزاج الدمويين الإرهابيين. كانت قرارات قرقوشية  ننام في الليل على قرار تعسف لنصحو على آخر في الصباح أكثر تعسفا.
ما أقسى ظلم المدعين بالعروبة!  ما أقساهم!
ليت عدالتهم يوزعونها على من يصفق لهم من الأعراب، من فلسطينيين و اردنيين و سوريين و -حبربش- آخرين. ليعرفوا أعراب الإرتزاق و النفاق، هؤلاء، عدالة بعث الهمجية التي حكمت في العراق التي يدافعون عنه بكل ما لديهم من نفاق و فتح أفواه!
كل قوانين دول العالم تحمي أبناءها و مواطنيها و الذين اختاروا جنسيتها، الا في عراق حكم البعث، ففي هذا الحكم كان على العراقي أن يعيش كمواطن من أدنى الدرجات. و قد يتصور البعض أن أبناء شعبنا الذين يسكنون في ما يسمى الآن بالمثلث قد استثنوا من تقسميهم الى  درجات، و لكن و حتى في "مثلثنا"  فإن التقسيم قد لحقهم، فمجرموا العوجة كان يضعهم البعثيون في درجة  أعلى من الباقين. فلم يكونوا متساوين أمام قرارات طاغية البعث و لا بالقتل. و قد يكون حسين كامل و أخوه خير دليل على ذلك، إذ أصبحوا شهداء غضب "القائد".
و قوانين دول اسلامية و عربية أخرى، إذا أمكننا أن نسميها قوانبن، ترى مواطنوها يكدحون و يكدحون و ليس لهم مجالا لا للراحة و لا -للمستراح-، و يجب عليهم أن يروا نجوم الضحى لكي يستطيعوا الحصول على معونة ما. و يأتي شخص من مكان آخر بعيد و يقول أنه يريد أن يصبح مسلما، فما ترى الا و حكام هذه الدول قد شمروا عن سواعدهم ليساعدوا هذا الجديد الذي يريد أن يصبح مسلما. و ينظر إبن البلد حائرا و مستفسرا: هل يغير دينه الى آخر لكي يحصل على المساعدة اللازمة، و يعيش بخير و إزدهار؟ أن  بقاءه في دولته ليحلم بالحصول على معونة لا يكون الا كحلم إبليس في الجنة.
إنني أرى كثيرا من المسلمين الأسبان الجدد و  قد حصلوا على منح دراسية من السعودية أو من دول أخرى، في الوقت الذي أرى مسلمون "قدامى" و يداهم فارغة، و يد للأمام و أخرى الى الوراء.
و قد طبَّـق صدام حسين هذه الطريقة على العراقيين، فلم يحصل العراقيون الا على السجون و الموت، أما الأعراب فقد أكلوا و شربوا و تقيئوا في وجوهنا، و رقصوا في مآتمنا و دبكوا على مقابرنا. و لا غرابة أن نرى هؤلاء، و خاصة الحاقدين من الفلسطينيين منهم و هم يتباكون على قمل و وجه صدام العفن. و لن يكون بَيُّـوض الحقد و الكراهية التي أعلنها ضد العراقيين، من أرض القدس الشريف، هو الوحيد، أو الأول أو الأخير، بل أن هناك  العديد من الذين  يتباكون الآن على الجرذ صدام مثلما كانوا سابقا يرفعون صوره و يسمون أولادهم باسمه الكريه.
و أحمد الله إذ أرى العراقيين يبدلون أسماء أولادهم بإسم آخر غير صدام، و قد يكون  مثالا ذو معنى  ما قام به المجرم طارق خنا عزيز إذ غير إسم إبنه من صدام الى آخر. و سبحان مغير الأحوال.
أنا متأكد و التاريخ يؤكد لي ذلك، أن هؤلاء المرتزقة مستعدين أن يبدلوا هواهم بواحد آخر يدفع لهم و يزق الشعير في أفواههم.
و تتبادر الى ذاكرتي قصة مصري كان يعمل مهندسا زراعيا في معمل ألبان في العراق، و يعلم الله هل كانت شهادته الزراعية حقيقية أم  مزورة، إذ أن بلد الكنانة هو بلد مشهور بين بلدان التزوير. و كان لهذا المصري  مخصصات و معونات إضافية كثيرة لم يكن لأي عراقي، مهما طالت شواربه، الحصول عليها أو الحلم بها. و بعد أن سمع زبوننا المصري بأنه يستطيع الحصول على الجنسية العراقية، طمع فيها متصورا أنه سيقبض أكثر مما كان يحصل عليه. و تحول صاحبنا المصري الى عراقي فقطعت عنه المخصصات و أصبح حاله حال -العبرية- العراقية. و بدأ يصرخ يريد أن يرجع الى حالته السابقة، الى مصري. لقد تحولت الجنسية العراقية الى جِنِّـيَـة.
هكذا كان حال العراقيين في زمن بعث الإرهاب. فالأقربون كانوا أولى بالكفخ و السجن و التقتيل.
و إنني الآن آمل أن يبدل الحكام الجدد ما كان عليه العراقيين من ظلم و حيف، و يعيدوا الى نفوسنا الشموخ العراقي. فهل يتمكن الحكام الجدد من ذلك؟ إن الكثير منهم قد عاشوا  في ضوء الحرية و الديمقراطية و في ظل عدالة القوانين.
اللهم ساعدهم!
اللهم مد لهم يد العون لكي يتمكن العراق من العيش في طمأنينة و سلام و استقرار.

ينتهي عام 2003، و على الرغم من قساوة العملية الجراحية فقد كان عاما أفضل من سوابقه، حيث حكم في رقابنا طغاة البعث و مجرموهم و ساندهم أشرار أعراب النفاق.
و سيحل عام 2004 و نحن على أمل  أن يكون عام خير و حرية و استقرار، يستطيع اللاجئ الرجوع بهدوء  الى العراق و الهارب العودة الى أحضان الأهل.
و سينتهي الإرهاب و سيرحل عنا الأطباء.

و كل عام و جميع أبناء شعبنا الطيب بخير.

محيي هادي-أسبانيا
كانون الأول 2003



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السادس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الخامس
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الرابع
- المستعصم: المقامر الذي خسر بغداد أيضا- القسم الثالث
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/ القسم الثاني
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا/القسم الأول
- با?ـر العيد
- شبيهو سالفوهم
- العراقيون يعلِّمُون الفلسطينيين مجانا و البعثيون يتهمونهم با ...
- هل أجبر المتدينون البعثيين على شرب الخمر؟
- سكرتير شيخ الأهواز و مفتي فلسطين
- آلمني إزالة قبر عفلق
- تنبيه و اعتذار و اضافة


المزيد.....




- نتنياهو لعائلات رهائن: وحده الضغط العسكري سيُعيدهم.. وسندخل ...
- مصر.. الحكومة تعتمد أضخم مشروع موازنة للسنة المالية المقبلة. ...
- تأكيد جزائري.. قرار مجلس الأمن بوقف إسرائيل للنار بغزة ملزم ...
- شاهد: ميقاتي يخلط بين نظيرته الإيطالية ومساعدة لها.. نزلت من ...
- روسيا تعثر على أدلة تورّط -قوميين أوكرانيين- في هجوم موسكو و ...
- روسيا: منفذو هجوم موسكو كانت لهم -صلات مع القوميين الأوكراني ...
- ترحيب روسي بعرض مستشار ألمانيا الأسبق لحل تفاوضي في أوكرانيا ...
- نيبينزيا ينتقد عسكرة شبه الجزيرة الكورية بمشاركة مباشرة من و ...
- لليوم السادس .. الناس يتوافدون إلى كروكوس للصلاة على أرواح ض ...
- الجيش الاسرائيلي يتخذ من شابين فلسطينيين -دروعا بشرية- قرب إ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار