أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - العراقيون ومرض حمى صدام حسين














المزيد.....

العراقيون ومرض حمى صدام حسين


سامي البدري
روائي وكاتب

(Sami Al-badri)


الحوار المتمدن-العدد: 2259 - 2008 / 4 / 22 - 10:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعلي لا أئتي بجديد اذا ما قلت ان صدام حسين – كظاهرة – لم يولد من فراغ ، ولكن الجديد الذي اود ان اواجه نفسي به وباقي العراقيين هو ان كل عراقي مشروع لصدام جديد ! تحت جلد وفي دماء كل عراقي هناك صدام حسين – اعني الطاغية والدكتاتور وسوء استخدام السلطة وادعاء الوطنية والحرص على مصلحة المواطن – رابض ، واذا ما تهيأت له الظروف الملائمة فسرعان ما سيكشر عن انيابه ليصرخ بوجوهنا : انا صدام انا الوطني الوحيد الذي اصطفاني ربكم لاقودكم بحكمتي ونزاهتي ووطنيتي وحرصي على مصالحكم ورفع الظلم عنكم واحقاق الحق بينكم وانصافكم من انفسكم .......... والاهم تعليمكم وتثقيفكم بالخلق السليم والسلوك القويم واحترام الصالح العام والامانة تجاه امواله ومنع كل انواع الفساد المستشري بين صفوفكم ! ومن لا يصدق ادعائي هذا فادعو
له ان يستلم سلطة – اي منصب ومهما كان متواضعا – وعندها لينظر الى وجهه في عيون مواطنيه ! اسوق كل هذه المقدمة المملة بمناسبة الذكرىالاولى لما يسمى بمجالس الصحوة او مجالس الاسناد ، وبين هلالين : ميليشيات المدن السنية ! بالمناسبة ، تفتقت عبقرية قادة هذه الميليشيات مؤخرا عن اكتشاف ان تسمية ميليشياتهم بمجالس الصحوة تمثل اهانة من نوع ما اوانتقاص من قيمتها فغيروا تسميتها الى مجالس الاسناد ، وقد ابتدعوا لمن يصر على دعوتها بمجالس الصحوة عقوبة تأديبية لمدة اسبوع كامل ! في عام 2004 كنت اعمل في قسم تحقيقات احد الصحف العراقية وكان علي في احد الايام ان اكتب تحقيقا عن خدمات امانة العاصمة ، فحملت اوراقي وكامرتي وجلت في شوارع العاصمة لاتابع سير عمل عمال التنظيف واطلع على سير عملهم .. وبعد لقاء قصير مع احد مراقبي عمال التنظيف ، استأذن الرجل ليتناول افطاره في احد المطاعم القريبة ، بعد ان رشح احد كادره لمراقبة سير العمل اثناء فترة غيابه ؛ وما ان ابتعد الرجل بضعة خطوات حتى تحول العامل الى دكتاتور راح يأمر وينهي على زملائه ويطالبهم بالعمل بضمير وان يحللو ا اللقمة التي يأكلون ! فقلت له : ولكنك قبل قليل كنت تعمل بنفس الروح والاهمال بين صفوفهم ، فما الذي استجد فيك بعد ان صرت مراقبا لهم ؟
فرد : لا استاذ انت لا تعرف هولاء ، انهم لا يأتون الا بالعين الحمراء !
وبين هلالين فان صاحبنا قد تحول الى دكتاتور بمجرد ما ان قال له المراقب : راقب عمل زملائك في فترة غيابي . اذن روح الدكتاتورية التي تلبست صدام لم تكن حالة شاذة اصابة معتوه او مجنون سلطة ، وانما هي داء يتلبس معظم العراقيين ويجري في دمائهم ، بما فيهم كاتب هذه السطور ! وهذا ما يفعله قادة وامراء ميليشيات مجالس اسناد المدن السنية ، آخر مبتدعات قوات الاحتلال الامريكي في العراق لحماية جنودها ولا شعال المزيد من نار الفرقة والتشرذم في صفوف العراقيين . ففي مدينة سامراء ، على سبيل المثال لا الحصر ، والتي لا يزيد عمر هذه الميليشيات العشائرية - لكل عشيرة ميليشيا خاصة بها يقودها شيخ العشيرة او احد ابنائه – على ثلاثة اشهر ، سرعان ما تحول قادة هذه الميليشيات الى امراء حرب ومكاسب وراحوا يستأثرون لانفسهم بكل امتيازات السلطة ومنافعها ، واستخدام مواقعهم لغرض الاثراء السريع و وضع اليد على اوسع مساحة من النفوذ ، دون حسيب او رقيب ، بعد ان احاطوا انفسهم بطواقم الحماية ومكاتب السكرتارية والحجاب والاجهزة البوليسية التي تستدعي وتلقي القبض وتعتقل وتسجن وتعاقب من تشاء
في كل وقت ودون المرور على بحلقة القضاء او مركز الشرطة .
والتهمة جاهزة ولا تقبل الرد ، لا من الاجهزة الامنية ولا من قوات الاحتلال : معلوماتنا تؤكد انك ارهابي او متعاون مع الارهابيين !
المضحك المبكي في الامر هو ان هذه الميليشيات صارت تمارس دور القضاء وجهاز الشرطة ومركز التزكية والمباركة والطرد والاعتقال في ان واحد ! ومن يعترض فانه يهدد كالتالي : تسكت لو انسلمك للمغاوير!
لان مغاوير الشرطة اثبتوا ، وبامتياز ، انهم اكثر اجهزة قمعية وبطشا على طول تاريخ العراق المعاصر ! فما الذي جناه ابناء المدن السنية من مجالس الصحوة ... عفوا مجالس الاسناد غير استبدال الميليشيات العشوائية بميليشيات نظامية ؟ الحقيقة لاشيء سوى امتياز ان الميليشيات غير النظامية لم يكن نشاطها المال العام ومجالس الاسناد –
وبماركة الحكومة وقوات الاحتلال – تطال المال الخاص والعام وارواح المواطنين . فرحم الله صدام ، لا لانه يستحق الرحمة ، بل لانه كان اول من نبهنا الى مرضنا العضال هذا ، وايضا لانه لم يكن يقتحم علينا بيوتنا
الا بصحبة مختار المحلو و امر قضائي ، وان كان صوريا !
واخيرا اقترح ان نجري استفتاءا عاما لمن يملك الجرأة على تبرأة نفسه من مرض حمى صدام حسين من العراقيين ... ولو على صفحات الانترنيت ولنرى كم صداما يعيش بين ظهرانينا !





#سامي_البدري (هاشتاغ)       Sami_Al-badri#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احجية امن الحدود العراقية
- عطفة الحكاية
- بخور لنشوة الحرائق
- حلول سياسية على الطريقة العراقية
- افق سياسي من كتل الخرسانة
- والجسد اذ يتخفف من عبء السؤال( قراءة في قصيدة -دعوة الى عشاء ...
- ليجهر الحبر برفيف جنوني
- طور جديد من ا لحرب الاهلية العراقية
- اغمس نافذتك في ومضة الجسد
- بولهها المتشاكل ، تتسلل الانثى غازية( قراءة في قصيدة كيف ندخ ...
- احتراب البصريين لمصلحة من ؟
- وحواء اذ تهذي بجراح صلبها ( قراءة في قصيدة بوح الانثى الاولى ...
- الانفلات في خاصرة الغابة
- من المسؤول عن امن العراق ؟
- ماكين ومشروع الاحتلال المستمر
- اوصال ملبدة
- من رحم الخديعة الى رحم الهلوسة : دعوة
- احتمالات الظنون والعلامات
- خمسة اعوام من احتلال العراق ياقمة العرب
- مصالحة على طريقة المنطقة الخضراء


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي البدري - العراقيون ومرض حمى صدام حسين