أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيلفان سايدو - خمس سنوات.. والديمقرطية الأمريكية تنزلق على رمال بلاد الرافدين














المزيد.....

خمس سنوات.. والديمقرطية الأمريكية تنزلق على رمال بلاد الرافدين


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 00:11
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


-1-
ربما مس تقرير ديفيد بتريوس قائد القوات الأمريكية في العراق الأخير، وإلى حد كبير ما يجري على أرض الواقع في العراق. فهو لم يتحدث عن نصر وإنما عن تقدم جزئي. ولم يتحدث عن استقرار الأوضاع وإنما فقط عن تراجع لأعمال الدموية العنيفة. وعليه فإن ما يجري يومياً في العراق ستستمر خلال الأشهر المتبقية من ولاية الرئيس جورج بوش، بل ويمكن أن تمتد إلى فترة الرئيس الأمريكي القادم. وهذا ما سيجعل العراق بطبيعة الحال أكثر من كونه مجرد ساحة للصراع والحسابات الداخلية والاقليمية، وقد يخرج منها الأمريكيون في نهاية المطاف منتصرين.. لكن بأية طريقة؟
-2-
وعندما أعلن الرئيس جورج بوش بملئ أشداقه انتهاء حرب تحرير العراق بكلمات سياسية صرفة، وهو على متن حاملة طائرات أمريكية في الخليج، برهن للعالم أجمع آنذاك، أن الحرب وضعت أوزارها في فترة زمنية وجيزة وذلك بإسقاط النظام الديكتاتوري في العراق.. لتبدأ عملية إشعاع الديمقراطية في العراق ومنها إلى المنطقة.. بيد أنّ وإن كان لتلك الكلمات صدى منقطع النظير في ملامستها لرغبات شعوب المنطقة وتطلعاتهم، فتلك الكلمات لم تصمد طويلاً على أرض الواقع، فسقطت، وتاهت في رمال العراق..
نعم، لقد تنفس العراقيون الصعداء بعد سقوط "نظام صدام" المروع، غير أن مشاعر الارتياح لم تدم طويلاً، فالعراق تحول إلى جحيم من المعارك الطائفية والمذهبية والإرهاب، بفعل الانعدام التام التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب. وهذا ما أدى إلى فقدان فكرة الديمقراطية الامريكية مصداقيتها، وحتى الترويج لها، بحيث يمكن بالكاد الحديث عن حقوق المرأة، وتحسين الحياة المعيشية للمواطن العراقي.. ولقد صدق (تشيني) مؤخراً، عندما قال بأنّ المهمة لم تنجز بعد، لكن ليس بالمعنى الذي يعنيه هو، فالمهمة الحقيقية تتمثل في إعادة البناء العراق.
-3-
وفي جردة حسابية، مؤخراً، قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن 4.5 مليون عراقي فروا من بلدهم، وأن سوريا والأردن قد استضافتا العدد الأكبر من اللاجئين العراقيين. كما أن نحو 2.5 مليون عراقي آخرين اضطروا للنزوح داخل بلدهم. لكن في موازاة ذلك ثمة انجازات أمنية تم تحقيقها والتي ساعدت على تحجيم مشاهد فرق الموت، والعبوات، وقطع الرؤوس، وأن حوادث العنف الطائفي قد قلت، وأن القاعدة أصبحت مطاردة حتى من قبل مرديها، وأن الناس قد أصبحوا الآن أكثر قدرة على الخروج من منازلهم، وأن التجارة قد بدأت في الازدهار مجدداً، وأن الحكومة على الرغم من الحزازات الطائفية بين أعضائها، نجحت في تمرير تشريعات طويلة الأمد في البرلمان، خصوصاً وأن البنية التحتية تتعافى، بعد توافر مداخيل ضخمة للبلد نتيجة الارتفاع الهائل في أسعار النفط.
-4-
والأن ما هو مطلوب أن يحدث على الأرض هو أن العراق يحتاج إلى قوات نظامية مدربة ومسلحة جيداً، وإلى قوة شرطة كاملة مع مساعدة جيرانها له. لأن عدا ذلك لا يمكن للعراق أن يتعافى دون مساعدة من الجيران العرب، الذين ينبغي أن يتخلوا عن سياستهم السلبية، وأن يعيدوا فتح أبواب سفاراتهم هناك، ويتعاملوا مع كافة المجموعات العراقية من دون استثناء من جهة ومن الأخرى يقع على عاتق العراقيين أيضاً، أن يحثوا أعضاء حكومتهم على التوقف عن الصراع فيما بينهم، وأن يعملوا على عقد التسويات والمصالحات الضرورية لوحدة البلاد، وعلى تقسيم مداخيل النفط بالعدل، وتطبيق المادة (140)، والتغلب على تقاليد الثأر السياسي، لأن ذلك سيوفر فرصة كبيرة أمام بلدهم لاسترداد المكانة التي يستحقها على الساحتين الاقليمية والدولية خلال السنوات الخمس القادمة. وإمكانية وضع حجرة أمام انزلاق وترنح محاولات بناء الديمقراطية في البلاد.
-5-
وأخيراً.. من الخطأ الآن، وفي إطار هذا السجال، تكرار الحجج التي سادت قبل الحرب، وأنه من الأفضل، بدلاً من ذلك أن يتم استخلاص الدروس المستفادة من تجربة السنوات الخمس المنصرمة. فنتائج السنوات الخمس بعد سقوط "نظام صدام" لم تكن طيبة، فالأوضاع في العراق ستبقى قابلة للتأويل، وكل الاحتمالات تبدو مفتوحة وممكنة من جانب، ومن جانب آخر يمكن للأوضاع في البلد أن تنهار كليا وبسرعة كبيرة لولا المساعدات الأمريكية. خاصة وإنه أمر يقر به حتى السياسيون الأمريكيون الذين ما يزالون يطلقون شعارات الصبر والصمود كمرشح الرئاسة الجمهوري جون ماكين والذي يعلم جيدا انه حتى أمريكا الغنية لا تستطيع تحمل تكاليف هذه الحرب بشكل مستمر، فضلاً عن التكاليف البشرية المروعة من الجانبين المدني العراقي والعسكري الأمريكي.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات سياسة القيادة السورية المتضعضة.. مزقت آخر صفحات التض ...
- كاسترو.. نقطة أرخميدية خارج التدفق العصري
- العراق .. من دولة البعث إلى دولة العبث..
- عندما تختفي القيادات وراء النساء والأطفال والشيوخ
- الديمقراطية.. كسلاح استراتيجي غربي .. وكحاجة شعوب المنطقة إل ...
- آل بوتو.. وخلافات تطفو على السطح
- رحلة روالبندي الأخيرة.. أعادت الديمقراطية الباكستانية إلى ال ...
- تشافيز.. وكعكته..!
- أفضل لاعب.. لا يحتاج لمهارات كروية ممتعة.. بل إلى مسابقة بأم ...
- إعادة صوغ العلاقات.. على ضؤ المتغيرات الجيوسياسية المقبلة عل ...
- ثلاثة مؤشرات.. تذكر بأنّ المنطقة ستكون أكثر أمناً.. عما مضى
- التهديدات التركية.. لا تتجاوز أكثر من تسجيل موقف..!
- ظلال.. ضعف النظام السوري..
- لماذا سارعت أمريكا إلى تسليح دول المنطقة ؟
- نتائج الانتخابات التركية.. صفعة مدوية لديمقراطيتها العسكرية. ...
- حرب.. للفوضى الخلاقة..
- وجها كردستان العراق.. الازدهار والفساد
- الحركات الفلسطينية.. بين أجندات متباينة لدول اقليمية وغربية
- محكمة ستقشع.. الغموض المتكاثف
- الانتخابات الجزائرية.. عودة مجددة إلى مشهد أكثر تأزماً


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سيلفان سايدو - خمس سنوات.. والديمقرطية الأمريكية تنزلق على رمال بلاد الرافدين