أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبده جميل اللهبي - المفكر الأمريكي هنتجتون وصراع الحضارات..














المزيد.....

المفكر الأمريكي هنتجتون وصراع الحضارات..


عبده جميل اللهبي

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 07:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


استطاعت أفكار المفكر الأمريكي صامويل هنتجتون،إثارة الكثير مـن الجدل في السنوات الأخيرة ،حين وضع تسلسلاً لمراحل الصراع فـي التاريخ، الذي انتهى فيه إلى أنه بنهاية الحرب الباردة ، سوف تبدأ مرحلة جديدة من الصراع بين النظام العالمي الجديد مع الحضارات الأخـرى.
وأخطر هذا الصراع مع الحضارة الإسلامية والحضارة الصينية، لأنهما حضارتان تستعصيان على النموذج الغربي..
أي أن المكونات الثقافية والقيم الأساسية لهاتين الحضارتين سوف تظل بعيدة عن الالتئام والذوبان في الخصائص والسمات التي تميـــــز الغرب..فكان طبيعياً أن يتنبأ هنتجتون بالصراع مع الثقافة الإسلامية ومثيلتها الصينية.. والذي يفسر الى حد كبير فشل قيام الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في العالم العربي والإسلامي..
ومن العجيب في أفكار هنتجتون رغم الانتقادات التي واجهته في العالم الإسلامي ، أنها تلتقي بدرجة أو بأخرى مع أنماط وألوان من المواقف التي تتخذها بعض النخب السياسية في العالم العربي وأسيا وأفريقيا، التي ترفض قيم الغرب وترى في الترويج لمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان محاولة لإعادة الهيمنة الغربية وفرض القيم والسياسات الغربية التي لاتتفق وتقاليد مجتمعاتنا الإسلامية..بل أن البعض يرى في هذه المبادئ والتأكيد عليها نوعاً من المؤامرة التي تستهدف كياننا وديننا محدثتا البلبلة في مجتمعات لها تقاليدها العريقة ..
فيما يذهب البعض إلى اتهام هذه الأفكار بأنها نوع من الغزو الثقافي الذي يمهد لغزو عسكري وتدخل أجنبي لامحالة ..
فإذا تأملنا في هذه الحجج فسنكتشف أنها نفس الحجج التي تستخدمها الجماعات الإسلامية المتطرفة التي لجأت إلى استخدام العنف والإرهاب باسم الإسلام بدعوى إنقاذ المجتمع من جحافل الكفر والانحراف بالمسلمين إلى مهاوي الانحلال والتفسخ..
رغم هذا كله فإن هذه الاراء والأفكار كان لها سببها وواقعا التاريخي والزمني الذي تنطلق من خلاله.. فالفترة الاستعمارية التي عاشها العرب بأحضان الاستعمار كانت كافية لإنتاج مثل هذه الحجج الواهية واستمراؤها بين الشعوب..
اليوم أصبح الوضع يختلف عما كان عليه في السابق وأصبح الغرب ينظر إلى هذه البقعة من العالم بعين الرحمة والشفقة في محاولة منه لإخراجها من أزماتها وتخلفها الذي جعلها بعيدة عن العالم غريبة عن العصر ومتنفساته العملاقة..
الفجوة التي عاشها العالم العربي بعد هيمنة الاستعمار كانت السبب في نقله إلى أحضان أنظمة دكتاتورية إقطاعية لاتراعي حقوق الإنسان ومتطلبات الشعوب..
أحلام التحديث والنهوض التي كانت تراود العرب في حال خروج الاستعمار الأجنبي سرعان ماتبخرت بعد الاستقلال بفترة قصيرة من الزمن..وتبدلت إلى عقد نقص كبيرة متنامية ثقافياً وردات فعل عكسية بعد العجز الكامل من تطوير وتنمية العالم العربي وإخراجه من أزماته وتخلفه العريق..
وواقع الأمر أن دول العالم الثالث والدول العربية والإسلامية حين ترفع شعار تمايز ثقافتها وخصوصية مجتمعاتها ومغايرة معتقداتها على ماعند الغرب فهذا لايعني أن الغرب يطالبها بالانسلاخ عن معتقداتها وميراثها..
فالحياة المدنية والتطور الحضاري ومسايرة الغرب في تطوره العلمي لاتعني انسلاخ الإنسان المسلم أو العربي أو الأفريقي عن معتقداته ومذاهبه. ولاتعني أيضا انغلاق الثقافة الإسلامية وانعزالها عن مؤثرات العصر..وعن مبادئ الديمقراطية والتطور التي حكمت تقدم المجتمعات الأخرى..
فقوانين تطور المجتمعات تسري عليهم كما تسري علينا، وليست شعوبنا وثقافاتنا دون أهل الأرض جميعاً هي التي يتوالد فيها الإرهاب والأنظمة المستبدة وتكرس كل أساليب القمع وتجهض الحرية والديمقراطية وتعجز عن الخروج من أسر التخلف وتظل في إحباطها المتلاطم الأمواج في عالم يغتصب الحقوق ويهرول نحو القمة..
فهناك دعوات للتعايش مع الأخر مهما كانت معتقداته أو مذاهبه أصحابها رجال دين ومفكرين إسلاميين وعلمانيين عرب ، ودعوات إلى الحوار الذي سيعطي هذه الشعوب حريتها واستقلالها ويؤمن لها مصالحها مع العالم..
فالمشكلة اليوم ليست في قول الناس "ربنا الله" بل هي في المفاهيم الدينية والمعتقدات المغلوطة من قبل البعض المتطرف..
اليوم لازالت أمكانية الحوار مع الغرب قائمة ومعترف بها ولن يظل التناقض الداخلي الذي يعيشه العالم الإسلامي صامدا طويلاً أمام المتغيرات الحياتية والاقتصادية التي تهز العالم وتغيره تغييرا كلياً..
فإذا ظل العالم العربي على تخلفه ، تحتضنه سياسات استبدادية وقوى قمعية، ورجال دين كهنوتي يفرضون سطوة السيف ورفض الآخر .. هنا حتماً سندخل مرحلة جديدة من الصراع العالمي بين شعوب تناضل من أجل الحرية والتمدن وأخرى تناضل من أجل التخلف والعيش في قماقم الماضي باجترار عمائم السلف وسيوفهم وسراويلهم أيضاً...



#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسوم الدنمركية..أزمة الحريات في العالم العربي..
- لحظات من الذاكرة
- إتحاد الوعاظ والكتاب اليمنيين..
- حرية التعبير والتفكير في عالمنا العربي..أزمة تناطح السحاب ..
- العلمانية في مقابل الخروج من المأزق الديني
- الخروج من بؤر التخلف والتعلق بأذيال القرن الواحد والعشرين..
- اروع نبيذ في يد سكران مجنون ..
- أتبول فوق حروف الوطن ...0
- إنتباهة ..0
- قصائد مهملة ...0
- طفرة عودة ...0
- فيما زال الرئيس متمسك بمشروع القانون..القانون يسئ إلى الصحاف ...
- الفنان رشيد الحريبي .. يتفتح ربيعاً في قلب الجفاف .0
- كم عقولكم لينة ايها الدانمركيون ..مثل اجبانكم ..0
- وضع المراة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الاخيرة .
- وضع المراة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الثالثة
- ماذا تبقى بعد جار الله عمر ...0
- وضع المرأة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .. الحلقة الثانية . ...
- وضع المرأة في قائمة الفرد اليمني المتخلف .... الحلقة الاولى ...
- طفرت الكتابة


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبده جميل اللهبي - المفكر الأمريكي هنتجتون وصراع الحضارات..