أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...














المزيد.....

النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...


يونس العموري

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:59
المحور: القضية الفلسطينية
    


وكأن التاريخ يُعيد نفسه من جديد... حيث ان اللقاء الذي تم عقده ما بين الرئيس الامريكي السابق كارتر والسيد خالد مشعل وقادة حركة حماس، يشكل اجتراء او بالأحرى اعادة لتجربة منظمة التحرير الفلسطينية، وعلى وجه التحديد حركة فتح حينما بدأت بمحاولة الاتصال مع الإدارة الإمريكية وحشد الاعترافات الدولية بها، وقيل في حينها ان الدبلوماسية الثورية الفلسطينية قد حققت نجاحات واستطاعت ان تخرق جدار العزلة والحصار على منظمة التحرير الفلسطينية بإعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده .. واليوم يعيد الخطاب نفسه على لسان قادة حماس معتبرين ان لقاء كارتر بمشعل بمثابة انتصار لدبلوماسية حماس ولفن ادارتها للعبة السياسية على المستوى المحلي وكجزء من تواصل اللعبة بقوانينها على المستوى الإقليمي ... وفي هذا السياق فلابد من تسجيل العديد من الملاحظات اولا على مثل هذا اللقاءات ... واولى هذه الملاحظات بإعتقادي تكمن بأن السيد كارتر قد وجه ومن خلال تصريحاته قبيل توجهه الى دمشق ما يمكننا ان نسميه انتقادا حادا لفعل المقاومة بصرف النظر عن اسالبيها معتبر ان اطلاق الصواريخ من غزة جريمة كبرى ومؤكدا على ان هذه الصواريخ (انقلاب على الأخلاق الإنسانية)... الأمر الذي يعني ان السيد كارتر يعتبر مطلقي هذه الصواريخ مجردين من الاخلاق بل ومجرمين وبالتالي يضعهم في خانة الإرهابين ... وهو ذات الموقف التي لطالما عبرت عنه الإدارة الأمريكية اتجاه المقاومة الفلسطينية منذ انطلاقتها حتى الأن ... وهنا يبرز السؤال الأهم لماذا التهليل والتكبير للقاء مشعل كارتر في ظل هكذا تصريحات واين هو هذا الانجاز للفعل الدبلوماسي الحمساوي هنا اذا ما جاز التعبير....؟؟
حيث إن ما قاله كارتر هو بحد ذاته انقلاب على الأخلاق الإنسانية، فأية أخلاق تحكم من يغمض عينيه عن مأساة شعب بأكمله يتعرض لمحرقة حقيقية وهو الأمر الذي نشهد فصوله يوميا ...؟؟ واذا كانت حركة حماس تريد السير بدهاليز الفعل الدبلوماسي والعبور الى نادي التعاطي الدولي من خلال فتح قنوات العمل السياسي الأممي وهو حقها فعليها ان تعي ان ثمة استحقاقات لهكذا عبور وان كان من خلال بوابة كارتر الذي لا يتمتع بالظرف الراهن بأي تأثير على مستوى التعاطي السياسي الدولي الا انه وبذات الوقت لا شك ان اللقاء مع كارتر له الكثير من الدلالات والمعاني التي اعتقد انها تخص حركة حماس بالأساس والذي لربما يشكل انعطافا بمسيرتها كنوع من تواصل التغير الإستراتيجي بسياسات الحركة او على الأقل تواصل فعل تطويع هذه الحركة ومحاولة جرها الى ما يسمى التهجين والتدجين لتصبح متوافقة واطروحة القبول الدولي لها .. وهو ايضا ما بدأنا نلمسه بأدبيات حماس الجديدة فمن قبولها بإطروحة الدولة بالضفة وغزة وصولا الى تعاطيها وفكرة الدولة ذات الحدود المؤقتة وحتى موافقتها وسعيها لإنجاز التهدئة طويلة الأمد ... وكانت سابقا ان وافقت على التعاطي والسياسات الإسرائيلية فيما يخص التواصل مع مسؤولي الدولة العبرية ابان تواجدها بسدة الحكم السلطوي وذلك بهدف تنسيق مسألة القضايا الإقتصادية والإجتماعية الخاصة بالشعب الفلسطيني حيث انها متشابكة والاحتلال، وهو ما تم اعتبره سابقا انعطافة هامة بنهج حماس ... كل هذه التطورات انما تأتي بإتجاه مؤشر واحد فقط وهو استعدادية حماس ان تعيد ذات التاريخ التي سارت عليه منظمة التحرير الفلسطينية بل انها على استعداد ان تتسواق والأطروحة السياسية الدولية وبالتالي لا اعتقد ان ثمة اعتراض جوهري من قبل حماس على المسار السياسي بل انها تحاول بالظرف الراهن ان تضمن لنفسها موقعا بالمقعد الدبلوماسي الفلسطيني على ان يكون هذا المقعد بارزا وواضحا ... وهنا نتساءل من جديد هل سـتاتي حماس بما أتت به دبلوماسية منظمة التحرير ..؟ ام ان المسألة مرهونة بأوامر سادة المحور الإقليمي التي تدور في فلكه حماس بشكل او بأخر ..؟؟ واذا كانت حماس مبدئيا لا مانع لديها من ان تتعاطى والشأن السياسي الدبلوماسي فلماذا كل هذا الصخب التي تثيره وتحاول ان تتمظهر بالممانعة والأطروحة السياسية السلامية اذا ما جاز التعبير... ؟؟؟
من الواضح ان السيد كارتر يلعب دور الوسيط او ساعي البريد ما بين حماس واسرائيل بل وايضا ما بين حماس والإدارة الأمريكية وان ظهرت الأمور على عكس ذلك وهو على الأقل ما تؤكد تصريحاته حيث طالب قادة حماس بدمشق بمواقف تسمى بوادر حسن النويا من قبل حماس اتجاه اسرائيل حتى تستوي امور الحركة على مستوى الحلبة الدولية ... الأمر الذي أكدته ايضا تصريحات قادة حماس والتي ابدت استعدادايتها للتعاطي وهذا الشأن، وهو مؤشر اخر على الإتجاه السائد الأن بالحركة والذي يضبط حركة ايقاعها السياسي ... كما ان رغبة نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي بلقاء قادة حماس وهي الرسالة الأبرز التي حملها كارتر الى مشعل تشكل عنوانا اخر على حقيقة ما يجري بدهاليز الفعل الحمساوي السياسي الراهن ....
ان ارادت حماس ان تكون احد العناوين في التعاطي الدولي فيما يخص الصراع العربي الإسرائيلي فهذا الطبيعي لكن ان تكون نتيجة التعاطي هذا هي محاولة جر الحركة الى الرصيف السياسي الأمريكي فهذا شأن اخر ... الا اذا ما اعتبرنا ان هذا اللقاء يصب اساسا من وجهة نظر حماس بهدف شرعنة الحركة ... عبر القبول الأمريكي لها كجزء من فعل تقبلها اسرائيليا والقبول بمبدأ الحوار معها والإعتراف فيها وبالتالي إحلالها مكان منظمة التحرير الفلسطينية ... وهو الهدف التي راهنت عليه اسرائيل منذ بدايات انظلاق حماس ابان الإنتفاضة الأولى ..
اعتقد اننا امام خارظة طريق لحركة حماس عبرتها سابقا منظمة التحرير بشكل عام وحركة فتح بشكل خاص .. وما علينا الا ان ننتظر حقيقة مواقف حركة حماس الجديدة....



#يونس_العموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين القتل في غزة والرقص برام الله
- للفقراء فقط حق دخول جهنم ...!!!!!
- ما بعد قمة دمشق ... مرحلة الحسم والمواجهة....
- تساؤلات ما قبل القمة دمشق....
- على ابواب انعقاد المؤتمر السادس لحركة فتح....
- الدكتور احمد المسلماني فارس العطاء يترجل....
- في ظل السياسة الإسرائيلية لابد من انعقاد المؤتمر الوطني الشع ...
- في أزمة الحكومة الفلسطينية....
- وقائع السجال اللبناني الداخلي والسقوط لقوى 14 اذار....
- قراءة بانورامية لمؤتمر انابوليس....
- من قتل الرئيس...؟؟
- نحو عقد المؤتمر الوطني الشعبي للقدس...
- في محاولة فهم وقائع الإشتباكات ما بين حماس والجهاد الإسلامي. ...
- القدس لا تقبل القسمة او التقسيم....
- حول دعوة وزير الأوقاف المصري لزيارة القدس
- للقدس... وعلى القدس... وفي القدس....
- اسئلة برسم فوضى السجال السياسي الفلسطيني....
- المجزرة المتواصلة ....
- في عبثية القتل والضرب وفعل صلاة العراء لابد من الرحيل....
- تعويذة للمحرومين....


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يونس العموري - النقاط فوق حروف لقاء كارتر مشعل ...