أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم غيلان - من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟














المزيد.....

من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟


كاظم غيلان

الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:57
المحور: المجتمع المدني
    


هذه المدينة لربما هي في مقدمة مدن الدنيا التي اختطفت قلوبنا بمحبتها وكفاحها وشرفها العظيم، توالت عليها المصائب والكوارث وشهدت قمعا وحشيا لا شبيه له، وان كانت (سونغ ماي) المدينة الفيتنامية التي حولها الاميركان لمقبرة تضم مئات البشر، فمدينتنا هذه
ولودة للحياة والخلق والتجدد. اسموها (الثورة) تيمنا بثورة 14 تموز 1958 وكان صاحب الفضل الاول لبنائها الزعيم الوطني الشهيد عبد الكريم قاسم، وتأكيدا لاخلاص اهلها المسحوقين وولائهم الوطني الشريف للزعيم احتشدوا صبيحة انقلاب 8 شباط الاسود 1963 ببوابة وزارة الدفاع اذ نذروا ارواحهم الطاهرة لمنقذهم ومؤسس مدينتهم الا ان الانقلاب الذي نفذه من جاؤوا بواسطة القطار الاميركي باعتراف امين سر القطر وقتذاك علي صالح السعدي كان اقوى وراح الشهيد قاسم ورفاقه ومن ثم جاء الاخوان عارف ليغيرا اسمها فاستبدلوا الثورة بـ(الرافدين) وهي الغارقة بالمياه الآسنة واكوام القمامة والبؤس في نظرة طائفية لا تخلو من الدونية، ومع نهاية حكم عارف الثاني واستيلاء البعث ثانية على دست الحكم وانسجاما مع سادية وهشاشة منظومة الفكر الفاشي وتسلط صدام على كل شيء منحها الاسم الثالث فاصبحت (مدينة صدام) وراحت اجهزته القمعية تمارس اقذر جرائمها في تصفية ابناء هذه المدينة العريقة المناضلة بينما انبرى نجله المقبور (عدي) ليكتب عنها في صحيفته الصفراء (بابل) تقريرا صحافيا مليئاً بالتشويه وينعت سكانها وشبابها المبدعين والمناضلين بالرعاع النازحين من اكواخ الجنوب الذين تفضل والده بكرمه -السخي- في انعاش حياتهم التي ادخلها في (غرفة الانعاش) اذ منحها مكارم لا تحصى من الاعدامات والاهمالات الخدمية حتى بلغت هستيريا وحشيته لدرجة قذف الالاف من الجرذان المسمومة لابادة اهلها الطيبين، الا انها وقفت بجميع قناعاتها بمنتهى الصمود والمكابرة وما بخلت يوما من سنوات حكم الطاغية الارعن بارسال اولادها لغرف الاعدام. في التاسع من نيسان 2003 سقط الصنم الاجوف في ساحة الفردوس وهرع (ابو تحسين) ابن هذه المدينة لينهال عليه بـ(نعاله) حتى تقطع فكم كانت قلوب ابناء هذه المدينة مقطوعة من نياطها قهرا ولوعة وعذابا واستبدل ابناؤها هذه المرة اسمها بـ(مدينة الصدر) تكريما للشهيد السيد الصدر، لكن ما الذي حصلت عليه هذه المدينة من مستحقات تضحياتها؟ ان لها مستحقات في ذمة اي منا وفي المقدمة الحكومة.. لنبني لها جامعة وساحات خضراء، لنبلط كل زقاق من ازقتها، انها وبرغم كل ما حصل ويحصل بقيت عامرة بعقول رجالها وعفة نسائها والحياة الحرة الكريمة هي من حصة كادحيها، وبعد كل هذا علينا ان نفكر بطريقة حضارية للاعتذار منها.. انها تستحق الاعتذار بلا شك وانا اول المعتذرين لانني تأخرت في هذه الكتابة.



#كاظم_غيلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا لم تعتذر
- علي حسن الفواز: النقد الأدبي لايمكن ان يتعاطى مع نصوص عابرة ...
- الفنان الملتزم والسلطة الواعية
- يوسف المحمداوي .. مشكلة مجلس النواب
- ألشمس أبقى من قطيع الغيوم ..قراءة في قصيدة السبعينات ج4
- تحت كرسي السياسة
- المناضلة الشيوعية سميرة مزعل تدلى بجرأة افادتها امام محكمة ا ...
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج3
- علي الشباني...موهبة المغامره ومغامرة الموهبه
- الشمس ابقى من قطيع الغيوم ج2
- اعادة ترتيب...!!
- نعم يارحيم الغالبي الشمس ابقى من قطيع الغيوم
- أستغرب من رعاية ألموسسات وألكيانات للابواق ألصدئه..حوارمع رح ...
- بعد منتصف النوم


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كاظم غيلان - من يعتذر لمدينة الأسماء الأربعة ؟