أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - لبننة العراق و عرقنة لبنان!!














المزيد.....

لبننة العراق و عرقنة لبنان!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2257 - 2008 / 4 / 20 - 04:58
المحور: كتابات ساخرة
    


يتحدث كثير من المفكرين العراقيين ـ و أحدهم أُستاذنا الكبير حيدر سعيد ـ عن مسألة نجاح أو فشل التجربة العراقية و محاولة إيجاد بدائل لهذه التجربة "المتعثرة" و التي تعاني كثيرا من الاستنزاف بسبب الانقطاعات و الانسحابات و المقاطعة من قبل هذه الكتلة أو تلك للعملية السياسية و للحكومة، لكن للأسف يكون العلاج أسوأ من المرض نفسه، فاللبرالية اللبنانية لا يمكن أن تكون أفضل من "التطرف" العراقي بأي حال من الأحوال.
تجربة لبنان، مع احترامي الشديد لهذه التجربة و نجاحاتها، لكن لا يمكن لنا أن نقيس العراق القوي بموقعه الاستراتيجي و ثرواته الضخمة بلبنان الصغير التابع لأطراف جارة إلى درجة أن لبنان أصبح بلا رئيس رغم أنه ليس في طور التكوين و لا هو خارج في حال الطواريء، لبنان ديمقراطية من نوع ـ خاص ـ لا يمكن لنا نحن كعراقيين أن نكررها رغم كلّ مشاكلنا الطائفية و القومية، و من يريد "لبننة العراق" و سوق العراق باتجاه الطريقة اللبنانية فهو بالتأكيد يريد للعراق أن يصبح موزعا على شكل "حصص" مضمونة لا تؤثر فيها أي انتخابات أو مؤسسات ديمقراطية و سيدخل حينها في الحرب الأهلية بكل تأكيد، و لبنان الآن يعيش مأزق "الطائف" الطائفي الذي وزّع السلطة لا على أساس تنظيمي بل انتماء طائفي ـ مذهبي و هذا جاء كنتيجة للحرب الأهلية اللبنانية، أصبح اللبنانيون الآن مجموعة كتل يجمع بينها فقط إنتماء وطني هشّ بالتالي فإنك لا تجد حزبا مسيحيا فيه مسلمون أو العكس، كذلك المسألة نفسها تتكرر مع السنة و الشيعة و هذا هو النظام المتّبع في الانتخاب.
تفاديا للدخول في صراع طائفي عنيف على السلطة لجأ المفكرون اللبنانيون و من ورائهم السياسيون إلى الترويج للفكر "القومي العروبي" لتفادي هذا الصراع، و هذا أشبه باللذي يستجير من الرمضاء بالنار، فهذا الفكر العروبي جرّ اللبنانيين إلى حلبة صراع لا ناقة لهم فيه و لا جمل و خسروا بسبب صراعهم مع إسرائيل و انتشار الكراهية ضد الغرب شيئا آخر من تماسك دولتهم و التي يعتريها الآن تفكك بطيء يتزايد بمرور الزمن، فلبنان الذي خرج من الانتداب الفرنسي بُني على أساس أن يكون دولة بالمفهوم الحديث للدولة ـ دولة المواطنة و الحقوق ـ لكن هذه الثقافة التي تتحكم بلبنان منذ تأسسه، و لا ننسى أن لبنان كان أحد مواطن انتشار هذه الثقافة القومية العروبية السلبية التي دمّرت المنطقة، لا تسمح للدولة اللبنانية كهيكلية و قانون أن تكون دولة من النمط الحديث.
لا يكفي لأحدهم أن يزعم أن لبنان ديمقراطية متكاملة لأن البنات اللبنانيات يظهرن على الشاشة في أحدث موضة و يشاركن في كافة مجالات الحياة، نعم هذا جزء من الدولة الحديثة لكنه لا يكفي دليلا على الديمقراطية و مشاركة الشعب في السلطة، لو كان القانون اللبناني مفتوح الأبواب لترشيح أي شخص لأي منصب بغضّ النظر عن دينه و طائفته لكان أمكن للبنان الآن الخروج من كل مأزق و لما كان طرفا فيما يُسمى بـ"الصراع العربي ـ الإسرائيلي"، فلماذا يفرض على الشعب اللبناني أن تكون السلطة موزعة بين الطوائف الثلاث "الموارنة ـ السنة ـ الشيعة" و هذا التقسيم بحدّ ذاته هو ضدّ الديمقراطية.
في العراق حدث الشيء ذاته خلال السنوات التي تلت التغيير و الإطاحة بالنظام، و كان التبرير دوما يقوم على أساس أن "العراق يمرّ بمرحلة انتقالية" و كان نواب من الائتلاف العراقي الموحد يعلنون تأكيدهم على أن توزيع السلطات بين "الشيعة و السنة و الأكراد" هو لأن المرحلة انتقالية و لا يمكن القبول بهذا المبدأ في المستقبل، فقد تأتي حكومة ذات لون طائفي معين، ثم تأتي حكومة من طائفة و انتماءات أخرى، و ما أرجوه هو أن لا تكون هذه التصريحات مسألة عابرة لأن أي ترسيخ لتقاسم السلطة على الأسس الطائفية و القومية سيعني حكما بالإعدام على الديمقراطية و التعددية و سيكون بداية إعلان للحرب الطائفية و القومية التي ستجعل من العراق ساحة للعب العديد من الدول ـ خصوصا و أن العراق لديه 6 دول جارة بالإضافة إلى الجيران الإقليميين و توسطه بين آسيا و أوروبا.
إذا ما نجح دعاة الانقسام القومي و الطائفي في جعل آلية العمل السياسي العراقي تقوم على الطريقة اللبنانية، فسيكون ذلك أشبه بإعلان بدء الحرب على السلطة، لأن كل طرف سيسعى إلى ابتلاع أجزاء من مناطق "متنازع عليها"!! تتبع للطرف الآخر، و يردّ الآخر بردّ فعل آخر مماثل، حينها سيخسر الجميع، بما فيهم الانقساميون الذين يكرهون الديمقراطية، لأن أطرافا أكبر إقليمية قد تصبح من ضمن اللاعبين في الشأن الداخلي العراقي.
أود أن أُنبه الأمريكيين خصوصا و الحكومة العراقية إلى أن هذا سيعني بالتأكيد إيجاد حاضنة و مأوى لتنظيم القاعدة و غيرها من التنظيمات الإرهابية، لأن جوا يسوده الحقد و الصراع القومي الطائفي سيوفر لهؤلاء الإرهابيين مجالا واسعا لكسب المزيد من الإنصار و خلق خلايا نائمة، بل و تحويل العراق إلى ساحة انطلاق إلى الجوار و دول العالم الأخرى.
لبنان الآن أصبح بؤرة من هذا النوع، لكن الإعلام لا يركز عليها كثيرا، فالتنظيمات الإرهابية الفلسطينية و حزب الله و الحركات العروبية أصبحت تُصدِّر أفكارها و نشاطاتها المسمومة و ثقافة "المقاومة"!! التي لن تنتهي بالمجتمع و الدولة إلا إلى دمار محتوم، و أعتقد أن لبنان سيبقى يعاني من هذه الحالة الغير مستقرة طالما بقي لبنان هو ذاته ذلك النظام الطائفي الفئوي الذي أصبح يعيد إنتاج نفسه من خلال تكرار التجربة نفسها، لأن النظام الطائفي لا يمكن أن يُصحح أخطاءه لأن النظام هو نفسه قائم على الخطأ.
لو تمّ لبننة العراق، لا سامح الله، فإن العراق سيتحول إلى كابوس حقيقي لشعبه و للعالم. و الأفضل للبنان أن يخلق لنفسه هوية "إنسانية" بدلا من الأفكار العروبية البالية التي لن تجلب له الإ المزيد من البؤس و الدمار.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهداني: -وا معتصماه.. وا صدّاماه-!!
- لن ننسى جرائم البعث.. و لن يخدعنا المسئولون الجدد
- تحيّة إلى أهل الجنوب..
- لا عيون و لا آذان..
- حول الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة
- لا لقوانين الصحافة..
- حول دعوة مقتدى الصدر للتظاهر.. -ضحايا-!! يبكون على صدام..
- وعي المواطن العراقي للإنتخاب!!
- العراق على عتبة الديمقراطية
- هل يعود البعثيون إلى الحكم؟
- لا يبني دوْلة..!!
- العراق .. من حقوق القُطْعان إلى حقوق الإنسان
- حزْب الله اللبناني في أزمته الأخلاقية.
- حوار هاديء مع الإخوة المسيحيين
- قُل يا أيُّها المسلمون .. لا أعبد ما تعبدون!
- عقلية الصراع الدكتور عماد الدين خليل نموذجا.
- نقد العقل المسلم ح 33 و الأخيرة
- نقد العقل المسلم ح 32
- نقد العقل المسلم ح 31
- نقد العقل المسلم ح 30


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سهيل أحمد بهجت - لبننة العراق و عرقنة لبنان!!