أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف محسن - سؤال الثقافة في الدولة الوطنية














المزيد.....

سؤال الثقافة في الدولة الوطنية


يوسف محسن

الحوار المتمدن-العدد: 2258 - 2008 / 4 / 21 - 09:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا حدث؟ لم يحدث سوى الخراب.
هكذا تبدو التعريفات والتصنيفات الايديولوجية التي تشكل حجر الزاوية في القوالب الثقافية الجاهزة للفكر القوماني العسكرتاري العربي وفي ادبيات الاصوليات الدينية وحتى في النصوص الهجائية اليسارية وقد تم الاخذ بهذه التعريفات في الثقافة التعبوية التداولية من دون التساؤل النقدي عن شروط انهيار الدولة التوتاليتارية العراقية وطبيعة التوسع الكولونيالي وخطابات الديمقراطية وحقوق الانسان والاقليات القومية والاثنية؟ او قوة الوعي بظاهرة الدولة الاستبدادية في عصر مابعد الحداثة؟
(1)
ان اعادة التفكير جذرياً بمسألة الدولة الوطنية العراقية منذ التأسيس وطرح المشكلة بشكل مختلف كلياً بعد كل ما حصل خلال حقبة تاريخية طويلة نسبياً وطبيعة التوسعات والاستقطابات التاريخية والتراجعات والانهيارات حتى ظهور صدام حسين والذي يعتبر الوريث الشرعي للدولة المركزية الاولى والتي تم تأسيس تأطيراتها الاولية وتصميمها وفق عصر الحداثة الاوروبية (الغاء الهويات الفرعية لصالح تمركز هوياتي عدم الاعتراف بالاشتراكات القومية والاثنية، الدمج القسري للجماعات البشرية) منذ ان تبلورت الدولة الوطنية 1921 تزامناً مع تطور البرجوازية الاوروبية وتحولها الى برجوازية كولونيالية. حيث ان هذه الدولة قامت على ترميم الطبقات القديمة والقوى الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، متضامنة مع التركيبة السيوسولوجية للمجتمع العراقي وقد أدت دوراً وظائفياً بالغ الاهمية في الحقل التاريخي الثقافي مبلوراً لشبكة التصنيفات القومية في حقل السلطة السياسية وصور تركيبة للجماعات المكونة للمجتمع العراقي) وترسيم خطاب احادي يمتلك الحقيقة المطلقة في ذاته واقصاء الخطابات الاخرى. وقد كشفت هذه الدولة بوصفها انتاج المجال التاريخي للصراع والنفوذ عن حالة الانفصام القصوى حيث شكلت كليات ثقافية مركزية. اذ تم اقصاء وتفكيك الثقافات الوطنية العراقية، سواء كانت الثقافات الاسلامية التنورية التي تشكلت في نهايات القرن التاسع عشر او الثقافة العلمانية (الليبرالية والماركسية) او الثقافات القومية والاثنية.
وتم فرض ثقافة شوفينية، عدوانية، في مجال التداول الشعبوي، تتماثل في تجلياتها مع الرؤية الفاشية للتاريخ وتقنيات فهم العالم، و تم تكريس الذهنية الاستبدادية والفردية والحكم الكَلياني المطلقة داخل المتخيل الانتلجستي.
لذا فان الدولة الوطنية العراقية تكاد تكون تشكلت منذ البداية كحاضنة اولية معادية للثقافة بمعناها متعدد الهويات والافكار والرؤى، حيث تم تشكيل بنى كاملة من الاوهام والصور المزيفة وانماط التفكير ورؤى عن المجموعات الدينية والقومية الاخرى المهمشة عن حقل السلطة والثروة، و ان الفرد الذي يشتق هذه المشاعر عبر التقليد والتنشئ الاجتماعية قد يتخيل انها تشكل المعينات الحقيقية او مصدر الحقيقة ونقطة الارتكاز.
نصل الى نقطة التمفصل، اننا ننظر الى صدام حسين او الظاهرة (الصدامية) كظاهرة تاريخية تتميز بالفردانية لكونها استطاعت ان تدمج بين آليات الدولة الحديثة والموروثات الكلاسيكية للسلطة العربية الاستبدادية لكون صدام حسين نتاج موضوعي للمجتمعات العربية الاسلامية وتقوقعها وانغلاقها البنيوي ضمن الدائرة التيولوجية واشراطاتها وانحطاط البنى الثقافية والمعرفية، فقد تم تأسيس وجوده داخل النسيج التاريخي للثقافة العراقية المركزية ونظامها المعرفي والتي رسخت رؤيته للعالم الموضوعي.
حيث انه كان يشكل التهديد المستمر لوجودنا الموضوعي فهو يمثل ويناقض عالم متغير ومتحول لهيمنته على ممتلكات العراق المقدسة (الثروات، الارض، الجماعات البشرية، القوميات والثقافات المختلفة).
(2)
ان نهاية التاريخ لهذه الرؤيا الفاشية والقائمة داخل النظام الثقافي العراقي، يتطلب تحقيق قطيعة معرفية والانتقال من الثقافة المؤسساتية الى الثقافة اللامركزية وقراءة تاريخ المجتمع العراقي كجزء من التاريخ العالمي الكوني وليس بوصفه وحدات منفصلة، وانما كصيرورات تاريخية وتنمية الابحاث والدراسات التاريخية والاقتصادية والفلسفية لقراءة ما حدث واستيعابه وحصره واستخدام المنهجيات المعرفية الحديثة والمفاهيم والمقولات المعاصرة لقراءة واعادة قراءة التاريخ السياسي والثقافي ونقد الجذور النظرية والمعرفية للكتابات الفاشية والتي تم انتاجها داخل تمثيلات النظام الثقافي العراقي هو الدرس العلمي الموضوعي لنهاية شكل من اشكال الرؤية الفاشية المؤسسة..




#يوسف_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرسوم الدنماركية
- تخطيطات اولية حول تأهيل الدين العقلاني
- ماركس او فخ النظام الاستشراقي
- قراءة في كتاب هوبزبوم (نحو تأسيس تاريخية نقدية)
- الاوهام المقدسة
- السرديات الاسطورية للدولة التوتاليتارية العراقية ........... ...
- الاستعارات الكبرى التمركز الاوربي ، الهوية ،الاسلامويه الاصو ...
- لاتقلع جذور القلب انها في القلب ( حلبجة )
- المخرج السينمائي العراقي جمال محمد امين : السينما أداة ثقافي ...
- فخ الخطاب الشعبوي العراقي
- في تركيب صوره هجائيه للسياب
- اختراع الشرق: وظيفة النظام الثقافي الاوربي
- قراءة على هامش كتاب الاسلام واصول الحكم ل(علي عبد الرازق)
- مقاربات اولية حول اطروحات بودريارد
- نزعة الاستشراق في حقل السينما العراقية تقدم صورة مشوه عن الا ...
- قاسم حول : نهوض القطاع السينمائي في العراق لن يتحقق الا باصل ...
- تاريخية نظام الاناقه الانثوية
- اسهام في اعادة تركيب تاريخ النسق المحرم
- العنف التطهيري او انتصار الوحشية العراقية
- حوار مهم مع البروفسور ميثم الجنابي انهيار النظام التوتاليتار ...


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوسف محسن - سؤال الثقافة في الدولة الوطنية