أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - أنا حمار ..!














المزيد.....

أنا حمار ..!


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:41
المحور: كتابات ساخرة
    


قال صديقي وهو يبتسم : أنا حمار ..!
استغربتُ قوله وسألته : ماذا قلت .. ما أنت يا صديقي ..؟
قال مؤكدا : أنا حمار .
ثم أضاف : نعم أنا حمار .. لأنني صدقتُ وعود الرئيس جورج دبليو بوش الذي كان قد تعهد عام 2003 أي قبل خمس من السنين بالتمام والكمال بأنه سيجعل العراق بلدا ديمقراطيا بعد إسقاط نظام الدكتاتور صدام حسين وقد كان يبدو صادقا جدا بوعده في كل خطاباته وتصريحاته وخطواته ..!
كما أن الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم تقول متفاخرة أنها شيدت الديمقراطية في العراق الجديد .. وكانت صادقة جدا جدا في ما قالته ..! فلا طائفية في العراق الجديد بل ديمقراطية احتلالية .
استمر صاحبي قائلا : أنا حمار لأنني لم افهم الديمقراطية إلا وفق نموذج أثينا القديمة .. أنا حمار لأنني لم أكن فاهما أن الديمقراطية المثالية تعني أول ما تعني ان يكون أكثر الشعب في بلاد غنية بالبترول مرتديا ملابس رديئة وان يسير حافي القدمين في ارض طافحة بمياه المجاري الثقيلة ..!
أنا حمار لأنني لم افهم ان بلاغة الديمقراطية هي في استمرار الحوار بين الكتل السياسية .. حوار الطرشان والعميان والبرصان ..!
أنا حمار لأنني لم أكن اعرف ان الديمقراطية تعني تحويل الأطفال إلى صباغي أحذية وان خريجي الجامعات باعة متجولون .
أنا حمار لأنني لم افهم ديمقراطية جورج بوش بأنها روح متسلطة وجسم فاسد ..!
أنا حمار لأنني لم افهم ان طاعتي لما يقوله الوزراء العراقيون يجب أن تكون مثل طاعتي إلى الله وإلى المرجعية الدينية ..!
أنا حمار لأنني لم أفهم الديمقراطية هي جمهورية الميليشيا المتوحشة ..!
أنا حمار لأنني لم افهم الديمقراطية بأنها تملك القدرة على جعل الشغل الشاغل للشباب والشيوخ العراقيين ، من النساء والرجال ، في الألفية الثالثة هو البحث عن بنزين في بلد النفط الغزير وعن ماء للشرب في بلد النهرين الخالدين .
تعبير الديمقراطية ما زال موضع نقاش وسيذهب رئيس الولايات المتحدة إلى التقاعد قبل آن تتحقق الديمقراطية في العراق . وسيذهب جميع حكام العراق إلى التقاعد قبل ان تتحقق ديمقراطية أفلاطون الأكاديمية ..
هذا وذاك يذكرنا بالتحفة الرائعة الفريدة في حكاية جحا البغدادي التالية :
روى جحا هذه حكاية مختصرة قائلا : كنت جالسا ذات يوم في مجلس أحد الملوك، فأراد أن يسخر منّي، فقال لي: هل تستطيع أن تعلّم حماري القراءة والكتابة ؟ فأخذتني الحمية، وقلت: أعلّمه على أن تمهلني عشر سنين. فوافق الملك على هذا التحدي اللامعقول وقرر صرف راتب لي في هذه المدّة. فلمّا خرجت من مجلس الملك، اقترب منّي أحد الأصدقاء، وقال لي: يا أحمق.. كيف توافق على هذه المهمّة وهي مهمة شبه مستحيلة .. ؟ فقلت له: في هذه السنوات العشر: إمّا أموت أنا، أو يموت الملك، أو يموت الحمار ، فمن منّا الأحمق أيّها الذكي .. ؟
أخيرا ختم صاحبي حديثه المفجوع والفاجع بكلام مؤلم : احد الفلاسفة قال أن الإنسان حيوان سياسي .. أما أنا فسأظل حمارا سياسيا بعد تقاعد جورج بوش وحكام العراق لسبب واحد وحيد هو أنني صدقتُ كلامهم جميعا عن مفردة الديمقراطية مثلما صدّق الكثير من الفلاسفة مفردة ميكافيلي عن الدولة ..!!
**************************
• قيطان الكلام :
• أيها الرئيس الأميركي القادم : يقولون أن الديمقراطية مريضة في العراق فمن سيكون الحمار المداويا ..؟



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى معالي أمين بغداد المحترم .. تحية ..!
- في العراق يصلخون حتى الموتى ..!
- إلى معالي وزير الهجرة والمهجرين .. مع التحية
- فتوى إلى فخامة الرئيس جلال الطالباني
- تحسين الشيخلي .. سلامات ..!
- الثقافة والمثقفون والحزب الشيوعي
- تفسير احلام بعض القادة العراقيين
- وزارة الثقافة العراقية ومهرجان بابل الفاشل
- الرواية البوليسية تغزو مطابع روسيا
- عن معاناة اللاجئين العراقيين
- عن المحروس المهموس المهووس مهرجان المربد
- عن المعلم طرطميس الذي لا يعرف الجمعة من الخميس ..!!
- تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ..!
- هل يطلع من الحافي نعال ..؟
- عن بناء شاهق في امستردام
- قراءة في كتاب
- عن الموظفين والعمال العراقيين
- عن التنورة القصيرة في اندنوسيا
- عن فيلم سينمائي اسمه بابل
- عن وسائل الارهابيين في بغداد


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم المطير - أنا حمار ..!