أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - في داخل السجن سجون















المزيد.....

في داخل السجن سجون


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 10:24
المحور: القضية الفلسطينية
    


.... في إطار السعي الدائم والمستمر من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية ، لمواجهة الحركة الأسيرة الفلسطينية، فهي تجهد في ابتاع واختراع الوسائل والإجراءات العقابية، والتي تتنافى مع أبسط القوانين والأعراف الدولية، والتي تكفل معاملة لائقة وإنسانية للأسرى، كل ذلك بهدف النيل من معنويات الأسرى الفلسطينيين، والضغط عليهم والعمل على كسر إرادتهم وتفتيت وحدتهم، وبما يضمن تحويل السجون الإسرائيلية الى مقابر للأسرى الفلسطينيين، وليس قلاع للنضال والعمل الحزبي والثقافي والتنظيمي هذا من جهة، ومن جهة أخرى ولتحقيق هذه الغاية والغايات الأخرى، والمتمثلة في منع التواصل والتنسيق بين الأسرى الفلسطينيين ،ليس على مستوى السجون عامة، بل وفي إطار وداخل السجن الواحد، وحتى تتمكن إدارات السجون الإسرائيلية، من قمع وتفتيت وتشتيت أي جهد نضالي داخل السجون، يستهدف المواجهة والتصدي للإدارات السجون في هجماتها المتكررة على الحركة الأسيرة،بقصد قمعها أو سحب منجزاتها ومكتسباتها التي حققتها وعمدتها بالشهداء والمعانيات ومعارك الأمعاء الخاوية،وكذلك بغرض فرض شروط وإجراءات عقابية إضافية عليهم، أو محاولة كسر وإجهاض أي خطوة نضالية ،من قبل الأسرى كالإضراب الجزئي أو المفتوح عن الطعام، أو رفض الوقوف على العدد أو إرجاع وجبات طعام، أو رفض الخروج الى الزيارة، أو الترحيل التعسفي والقسري من سجن لآخر،في سبيل هذا كله، نرى أنه بعد كل معركة أو خطوة نضالية، تهزم أو تكسر أو تتراجع فيها الحركة الأسيرة، نرى إدارات السجون تصعد وتزداد شراسة في الهجوم على الحركة الأسيرة، وتضع خططها وبرامجها القمعية والاذلالية موضوع التنفيذ، مستغلة حالة الضعف العامة ،التي يمر فيها الوضع الفلسطيني، وما يترتب على ذلك من انعكاسات وتداعيات سلبية على أوضاع الحركة الأسيرة الفلسطينية، وفي إطار وسياق التوضيح،لو أخذنا سجن عسقلان نموذجاً، وهو ما ينطبق على بقية السجون ، فحتى عام 2002، كان سجن عسقلان ، والذي يتسع لحوالي 600 معتقل أمني، ومكون من الأقسام 1و2و3و4و8و11و12 ،ناهيك عن قسم التحقيق وزنازين العزل، فهذا السجن بكل مرافقه من مطبخ ومغسله ومحلقة ومكتبة وغيرها ،كان يدار من قبل الأسرى الأمنيين أنفسهم، وكان هناك تواصل بين كل أقسام السجن ليس فقط من خلال ممثل المعتقل واللجنة الوطنية، والذين كانوا يستطيعون،التنقل بين أقسام السجن المختلفة،بل من خلال الزيارات بين الأقسام المختلفة،حيث كان هناك عدد من الأسرى متفق عليه بين الإدارة ولجنة الحوار الوطني،يقوموا بتبادل الزيارات بين الأقسام المختلفة، ناهيك عن الزيارات الداخلية بين غرف القسم الواحد، والتي كانت تتم بشكل يومي، ويترافق ذلك مع قدرة الأسرى على التواصل،من خلال ساعات التنزه "الفورة"الصباحية، وبعد الظهر.
وفي تطور وتصعيد خطير شنت الحكومة الإسرائيلية،هجوماً غير مسبوق على الحركة الأسيرة الفلسطينية، وحرضت عليها بشكل سافر بالقول،أن الحركة الأسيرة الفلسطينية، هي "وكر للإرهاب"، ومن خلال السجون تدار خلايا وتنفذ عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في الخارج، وكل ذلك كان تمهيد لشن هجمة قمعية شاملة على الحركة الأسيرة الفلسطينية، وبالفعل قامت قوات كبيرة،من وحدات قمع السجون"النحشون" بشن حملة شرسة على أسرى عسقلان،باعتباره إحدى السجون المركزية،التي تتركز وتتجمع فيها قيادات الحركة الأسيرة، وهذا الهجوم كان تمهيداً لعملية قمع وسياسة شاملة،تنفذ بحق الأسرى الفلسطينيين في مختلف السجون، حيث ترتب على عملية القمع هذه ، وكسر إضراب الحركة الأسيرة الفلسطينية في مختلف السجون الإسرائيلية عن الطعام في آب 2004، سحب للكثير من المنجزات والمكتسبات التي حققتها الحركة الأسيرة الفلسطينية، حيث على سبيل المثال لا الحصر، تم تفريغ قسم في مختلف السجون ،ووضع فيه معتقلين مدنيين،بدل الأسرى الأمنيين(قسم 11 ) في سجن عسقلان، وتم تسليمهم المطبخ والمغسلة،بدل الأسرى الأمنيين وعهد إليهم القيام أعمال الطبخ وإعداد الوجبات للأسرى الأمنيين، والقيام بغسل ملابسهم، وما يترتب على ذلك من سوء وقلة نظافة في إعداد الطعام ،وترافق ذلك مع تخفيض في الحصص المخصصة للأسرى من وجبات وعدم التنويع، وأنا هنا لست بصدد التفصيل،وكذلك قامت إدارة السجن،بتقسيم ساحة النزهة"الفورة" لمنع التواصل بين قسم3 وقسمي1+2 ، ومنعت قسمي4+8 من استعمال ساحة النزهة"الفورة" ،التي كانت مخصصه لهم ، وهي ساحة أقسام1 و2و3، وخصصت لهم ساحة بديلة، وكل ذلك آتى في إطار منع التواصل بين أقسام السجن المختلفة، وأصبح كل قسم سجن قائم بذاته، ومنعت الزيارات بين الأقسام المختلفة، وأصبحت قسراً على ممثل المعتقل،مرة واحدة في الأسبوع وبشكل غير منتظم،وأصبح الأسرى لا يعرفون عن بعضهم البعض أية معلومات،إلا في إطار السفريات"البوسطات"للأسرى غير المحكومين،أو إذا تصادف والتقوا من خلال زيارات الأهل،هذا الإجراءات وغيرها من ممارسات، كان واضح الهدف منها، وهو منع أي تواصل بين أبناء الحركة الأسيرة،أو تنسيق خطوات نضالية فيما بينهم،ليس على صعيد المعتقل الواحد،بل وعلى صعيد المعتقلات المختلفة،وخلق حالة من عدم الاستقرار في السجون،من خلال عمليات التنقل المستمرة للأسرى بين السجون المختلفة،بهدف شل قدرة الأسرى وقياداتهم على ترتيب وتنظيم وتنسيق أوضاعهم وخطواتهم النضالية، ومن هنا علينا أن لا نستغرب،أن يكون هناك الكثير من المناضلين في نفس المعتقل ولا يعرفون عن بعضهم أية معلومة ،أو لا يعرفون أنهم موجودون في نفس المعتقل، وخطوات الاحتلال القمعية والاذلالية هذه،صاحبها بعد حالة الانقسام الفلسطيني،خطوات إضافية في سياق تعزيز العزل،وجعل كل قسم من أقسام السجن الواحد ،سجن قائم بذاته،حيث وضعت أسرى(حماس والجهاد الإسلامي) في أقسام خاصة،وأسرى منظمة التحرير في أقسام أخرى، وهذا ليس تكريس للعزل السكني فقط،بل وللعزل والفصل السياسي ألقسري بين الأسرى في نفس المعتقل،وبما يخدم سياسات إدارات السجون في إضعاف وتفتيت وحدة وتلاحم الحركة الأسيرة الفلسطينية،وشل قدرتها على خوض معارك نضالية موحدة وإستراتيجية،مثل الإضراب المفتوح عن الطعام وغيره من خطوات نضالية احتجاجية.
ومن هنا فإن الحركة الأسيرة ستبقى عاجزة عن استعادة زمام المبادرة،واستعادة كل منجزاتها ومكتسباتها،بمعزل عن ترتيب وتنظيم أوضاعها وبيتها الداخلي،وعلى قاعدة الاستهداف الجمعي لهم من إدارات السجون،وليس طرف دون آخر،وهذا بحاجة لدعم وإسناد من كل قوى وأحزاب ومؤسسات شعبنا في الخارج،وفي حملة جماهيرية وخطوات نضالية ملموسة،تجبر إدارات مصلحة السجون،على الاستجابة لمطالب الحركة الأسيرة،في تحسين ظروف وشروط اعتقالهم، وخصوصاً ونحن نشهد تصاعداً في أعداد الأسرى الذين يستشهدون في مراكز التحقيق والسجون الإسرائيلية،نتيجة سياسات التعذيب والقمع والاعتداء والإهمال الطبي وغيرها بحق الأسرى الفلسطينيين.




#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ذاكرة الأسر 26
- بين-البوسطة-و -المعبار-
- في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني
- متى يتوقف هؤلاء المساطيل والمهابيل عن الإتاء ؟
- عن الوزراء والنواب الأسرى والمختطفين في سجون الاحتلال
- عن مسرحية التنازلات الممجوجة والتفاؤل بالحل هذا العام
- ديك تشيني ...رايس....ايران والقمة العربية في دمشق
- الحاخامات والتحريض العنصري ضد العرب الفلسطينيين
- حجيج حرب هذا أم ماذا ؟
- من ذاكرة الأسر 25
- الرئيس عباس ينعم غلى روحي فتوح بنوط-نوكيا- ووسام -أورنج- من ...
- القدس ما بعد عملية القدس
- من ذاكرة الأسر 24
- في الذكرى السنوية الثانية لاعتقال سعدات ورفاقه
- رايس تزرع الأوهام مجدداً
- هل ستبدا المواجهة العسكرية من غزة ام من لبنان ؟
- بعد اغتيال مغنية،هل باتت المواجهة العسكرية حتمية ؟
- لقاءات عباس-أولمرت- وملف الأسرى الفلسطينيين
- من ذاكرة الأسر 23
- الدوران في الحلقة المفرغة فلسطينياً


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - في داخل السجن سجون