أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توما حميد - الاسلام والاسلام السياسي والعنف ضد المرأة















المزيد.....



الاسلام والاسلام السياسي والعنف ضد المرأة


توما حميد
كاتب وناشط سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 2252 - 2008 / 4 / 15 - 11:15
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نسمع يوميا عن عنف و جرائم بعضها فوق التصور تترتكبها مختلف تيارات الاسلام السياسي ضد النساء وخاصة في الدول المبتلية بالاسلام واخرها حملة التصفيات الجسدية التي تسمى بقتل الشرف التي تجري في مختلف مدن العراق وخاصة الجنوبية منها. ان العنف الاسلامي ضد المرأة هو ليس عنف متفرق من افراد غير اسوياء بل عنف منظم ومكثف في ظل اوضاع شديدة العداء للنساء يجعل فيها القمع والتمييز ضد المرأة جزء من تركيبة وسيرورة الدولة والمجتمع.
بدون شك ان الجزء الاعظم من العنف الذي ترتكبه قوى الاسلام السياسي ضد المجتمع والمرأة بشكل خاص يمليه صراع تلك القوى كحركات سياسية معاصرة على السلطة والتحكم بالمجتمع في عالم اليوم. ولكن بدون شك ايضا ان هذا العنف الاعمى في احيان كثيرة يفوق متطلبات الصراع على السلطة والتحكم بالمجتمع. ان جزء من ارهاب الاسلام السياسي ضد المرأة نابع من تبني الاسلام كايدولوجية ومنظومة فكرية كأي دين اخر تعود الى مرحلة هي من اسوأ مراحل حياة البشرية فيما يتعلق بحقوق ومكانة المرأة. بغض النظر عن مدى راديكالية او برغماتية حركات الاسلام السياسي يعد الاسلام بكل قيمه ومبادئه المنبع الذي تتغذى منه تلك الحركات. لذا فبدون التمعن في مرحلة وظروف واسباب بروز الدين بشكل عام والاسلام بشكل خاص لايمكن تفسير الكره المتاصل في الاسلام تجاه المرأة وبالتالي كل جوانب العنف والقمع و التمييز الذي يمارسه الاسلام السياسي ضدها مهما كان المامنا بالصراع على السلطة في وقتنا الحاضر.
لقد برز الدين المعاصر ومن قبله الاساطير التي يستند عليها في اسوأ مراحل حياة البشرية بخصوص حقوق الانسان وحقوق المراة بشكل خاص اي المرحلة التي شهدت الانقلاب على المجتمع الامومي وبروز الطبقات واستغلال الانسان للانسان ولكن قبل تحقيق المرأة لاي استقلال اقتصادي وقبل بروز النضال المنظم للمضطهدين في المجتمع الطبقي.
قبل التطرق الى خصائص المرحلة التي نتحدث عنها والتي بدأت قبل 10000 سنة لابد من التطرق الى مسيرة تطور الانسان. ان سرد سريع لكتاب اصل العائلة لفدريك انجلز هو افضل تلخيص لهذه المسيرة. يمكن للقارئ المتطلع في هذا المجال ترك هذا التلخيص والانتقال الى الجزء الاخير من هذا البحث اي مرحلة وظروف واسباب ظهور الدين.
لقد برز الانسان العصري الذي ننحدر منه على سطح الكرة الارضية قبل 100000 سنة. و مر الانسان العصري منذ بروزه لاول مرة بثلاثة عصور اساسية والتي عرفت بالعصر الوحشي والعصر البربري وعصر الحضارة. يقسم كل من العصر الوحشي و البربري الى ثلاث اطوار: الطور الادنى والاوسط والاعلى والذي تحدد من قبل الاكتشافات الكبيرة التي قام بها الانسان في مجال انتاج الطعام. اما الاطوار التي ينقسم اليها عصر الحضارة فهي ليست موضوع هذا البحث.
في الطور الادنى من مرحلة الوحشية كان الانسان لايزال يعيش في موطنه الاصلي التي ظهر فيه اي في الغابات الاستوائية وشبه الاستوائية. كان الانسان في هذه المرحلة بشكل جزئي على الاقل يعيش على الاشجاركوسيلة لحماية نفسه من الوحوش الاقوى منه وكان يعتمد على الفاكهة والمكسرات والجذور التي تنبت بشكل طبيعي طعاما. لقد امتدت هذه المرحلة لالاف السنين و كان ظهور الكلام اهم انجازاتها.
اما الطور المتوسط فقد بدا باكتشاف النارو استخدام الحيوانات المائية كطعام بسبب اكتشاف النار. وفي هذا الطور تم اكتشاف الهراوة والرمح والتي استخدمت في الصيد الذي بدأ يتحول الى مصدر من مصادر الطعام. في هذه المرحلة بدا الانسان الوحشي يحقق بعض الاستقلالية عن بيئته الاصلية واصبح بامكانه الانتقال الى معظم انحاء الكرة الارضية بمتابعة الانهار والسواحل. كما ان اكتشاف النار مكن الانسان من اكتشاف انواع جديدة من الطعام مثل الجذور والادران.
بينما بدا الطور الاعلى من الوحشية باكتشاف القوس والسهم الذي جعل الصيد مصدر منظم للطعام. ان الانسان في هذه الفترة بدا بالاستقرار في تجمعات صغيرة كالقرى واكتسب بعض السيطرة على انتاج وسائل مهمة للمعيشة مثل الاناء الخشبي، والسلة المسبوكة من لحاء الشجر وادوات حادة مصنوعة من الحجر. مع وجود الفاس الحجري والنار اصبح بناء القارب ممكنا واستخدمت الالواح والعوارض الخشبية في بناء البيوت.
و بدأ الانسان الطور الادنى من البربرية مع اكتشاف الادوات الفخارية اما الطور الاوسط فقط بداقبل حوالي 10000 سنة قبل الميلاد مع تدجين الحيوانات التي تقدم الحليب واللحم وزراعة النباتات من خلال الري مثل الذرة والقرع والبطيخ ونباتات اخرى ومع استخدام الطابوق والحجر للبناء. وفي هذا الطور بدأ الانسان باستخدام بعض المعادن ولكن ليس الحديد.
اما الطور الاعلى فقط بدا مع صهر خام الحديد. ان الحراثة بواسطة المحراث المصنوع من الحديد تجره الماشية دفع الزراعة الى مرحلة جديدة وخلق مصدر غير محدود للغذاء. كما ظهر عدد كبير من الادوات المصنوعة من الحديد مثل الفأس والمجراف و دولاب الخزف والطاحونة اليدوية وعربة النقل والعربة الحربية والسفن البدائية. وفي هذه الفترة ايضا ظهر الزيت والشراب وفن المعمار وتطور البناء. وبسبب التقدم الهائل في انتاج الغذاء ازداد عدد السكان بشكل كبير وتمكنوا من الاستيطان في تجمعات كبيرة. وانتقلت البشرية الى العصر الحضاري مع اكتشاف الكتابة الابجدية حوالي 3000 سنة قبل الميلاد في العراق.
كما يقول انجلس لقد اخذ تطور العائلة مسيرة موازية ولكن العصور هنا لم تكن لها مثل تلك العلامات البارزة التي تميزها. من المعروف ان الانسان البدائي الذي افتقد الى وسائل دفاعية مؤثرة في مسيرة انفصاله وتطوره عن المملكة الحيوانية كان بحاجة الى تجمعات كبيرة لكي يتمكن من العيش في البيئة التي شاركته فيها الحيوانات المفترسة. الوحدة والتعاون داخل القطيع كانت ضرورية لتعويض الضعف الفردي للانسان البدائي امام الطبيعة..
ان الدلائل العلمية تشير بان البشر كانوا في تلك المرحلة الانتقالية من الحيوان الى الانسان يعيشون في علاقات جنسية جماعية حرة اي انه لم يكن هناك اي قوانين او قيود اوتحريمات مفروضة على الاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة. كانت كل امرأة تخص كل رجل و كل رجل يخص كل امرأة في القطيع بغض النظر عن العمر.. وكان الاطفال اطفال الجميع. ولآنه لايمكن تحديد اب الطفل داخل القطيع بينما يمكن معرفة امه، فقد كان يعترف بالنسب من خلال الام. ان الاعتراف بالنسل من خلال الام وعلاقات الوراثة التي نتجت عنه يعرف ب(حق الام).
لقد انتقل المجتمع البشري تدريجيا من الزواج الجماعي الى الزواج الاحادي ومن حق- الام الذي ساد في المجتمع الامومي -الماتيريكي الى حق- الاب الذي ساد في المجتمع الابوي- البطريركي نتيجة التطور في ظروف حياة الانسان.
مع تطور الانسان بدأت الدائرة المشمولة في العلاقات الجنسية تتقلص تدريجيا. فظهرت عائلة الدم والتي هي اولى مراحل العائلة. وفيها مجاميع الزواج كانت مفصولة حسب الاجيال. الاجداد والجدات ضمن حدود العائلة كانوا كلهم ازواج وزوجات بعضهم البعض ونفس الامر ينطبق على الاباء والامهات وهكذا بالنسبة للجيل الثالث والرابع الخ. اي انه لم يكن يسمح للافراد من اجيال مختلفة بالزواج ولكن الاخوة والاخوات الاشقاء واولاد وبنات العمومة( الخالة) من الدرجة الاولى والدرجات الاخرى كانوا كلهم اخوان واخوات بعضهم البعض ولهذا السبب هم ازواج وزوجات بعضهم البعض. ان الجماع الجنسي كان جزء طبيعي من علاقة الاخ والاخت. ان عائلة الدم هي سلالة زوج واحد اي امرأة ورجل.
ان التقدم الثاني بعد استثناء الاباء والابناء من الجماع هو استثناء الاخوة والاخوات من الجماع الجنسي. لقد بدأ بشكل تدريجي بمنع الاشقاء والشقيقات ( اطفال نفس الام) من الجماع كحالات منفصلة ومن ثم تحول الى قانون عام ، انتهى بعدها بمنع الزواج بين الاخوة والاخوات من درجات ابعد اي بين اولاد العمومة من الدرجة الاولى و الثانية والثالثة ودرجات ابعد. .لقد كان لهذه الخطوة دور كبير في عملية التطور. فالقبائل التي اقدمت على هذه الخطوة تطورت بشكل اسرع واكمل من القبائل التي ابقت على الزواج الداخلي. ان سفاح القربى كان اختراع مهم اتى به الانسان في هذه المرحلة.
بعد بضع اجيال كل عائلة اصلية كان مكتوب لها ان تنقسم. لقد كان لمفهوم عدم جواز الجماع الجنسي بين ابناء نفس الام تاثير عندما انقسمت الاسرة القديمة لتكون اسر جديدة. خط او اكثر من الاخوات الشقيقات ومن درجات ابعد ( بنات الخالات من الدرجة الاولى والثانية ودرجات ابعد) كونت نواة احدى الاسر واخوانهن كونوا نواة عائلة اخرى. الاخوات كن زوجات ازواجهن المشتركون والذين يستثنى من بينهم اخوانهن الاشقاء واخوانهن من درجات ابعد اي ابناء عمومتهن من الدرجة الاولى والثانية ودرجات ابعد. هؤلاء الازواج لم يسموا بعضهم البعض اخ بل شريك لانهم لم يكونوا بالضرورة اخوة. بنفس الشكل خط من الاخوة الاشقاء و الاخوة من درجات ابعد كان لهم مجموعة من النساء( يستثنى منهم خواتهم) كزوجات مشتركات. هذه العائلة تسمى بعائلة بونالوان وصفتها الاساسية هو التملك الجماعي للازواج والزوجات في حدود حلقةعائلية محددة يستثنى منهم اخوان الزوجات الاشقاء ومن ثم اخوانهن من درجات ابعد وهذا ايضا يعني بان اخوات الازواج كانت مستثنيات. عائلة بونالوان تعتبر اعلى مراحل الزواج الجماعي و هي مرحلة ضرورية من التطور قبل الزواج الثنائي وكانت موجودة بين كل الشعوب. الزواج الجماعي ساد حتى الطور الادنى من البربرية ولكنه هو نوع الزواج الذي يميز المرحلة الوحشية.
في الاسرة المشاعية المستندة على الزواج الجماعي بما فيها عائلة الدم وعائلة بونالوان تفوقت المرأة في البيت نتيجة الاعتراف بالامومة فقط نتيجة عدم القدرة على تحديد الابوة ولذلك فان خط الام للنسل فقط هو الذي كان يمكن اثباته وهو الذي كان يعترف به وهذا يعني بان موقع النساء كان حرا ومشرفا و كان يكن للامهات اي النساء احترام عالي.وهذا هو الحال بالنسبة لجميع البشر الذين عاشوا في مرحلة الوحشية والمراحل الادنى من البربرية.
لقد نشأت مؤسسة العشيرة بشكل مباشر من هذا النوع من العائلة-اي عائلة بونالوان. ان خط الاخوات الشقيقات واخوات من درجات ابعد واطفالهن واخوانهن من طرف الام والذين ليسوا ازواجهن يكونوا حلقة الاشخاص الذين يكونوا اعضاء عشيرة بالشكل الاصلي لتلك المؤسسة. كلهم لهم جدة مشتركة واستنادا الى انحدارهم منها فان النسل من الاناث في كل جيل هن اخوات. ازواج هؤلائي الاخوات لايمكن ان يكونوا اخوانهن ولذلك لايمكن ان ينحدروا من نفس الام. وهكذا فانهم لايعودون الى نفس مجموعة الدم التي كونت فيما بعد العشيرة. ولكن ابناء هولائي الاخوات يعودون الى نفس الجماعة. العشيرة رسخت وفصلت نفسها فيما بعد من بقية عشائر نفس القبيلة بواسطة مؤسسات مشتركة اخرى ذات طابع اجتماعي وديني. ان العشيرة التي تطورت ليس فقط بشكل ضروري بل ايضا بشكل طبيعي عن عائلة بونالوان هي العشيرة الامومية المنظمة على اساس حق المرأة و هي الشكل البدائي للعشيرة التي تطورت فيما بعد الى العشيرة المستندة على اساس حق الاب وهي العشيرة الموجودة بين الشعوب المتحضرة القديمة.
في كل العصر الوحشي والطور الادنى والاوسط وحتى جزء من الطور الاعلى من البربرية كان موقع المرأة ليس حرا فقط بل ومشرف. ان الاساس المادي لسمو المرأة في الاسرة المشاعية الذي كان عاما في العصور البدائية كان ان معظم او كل النساء يعودون الى عشيرة واحدة بينما الرجال ياتون من عشائر مختلفة.
العائلة الثنائية
حتى في الزواج الجماعي كان هناك درجة من العلاقة الثنائية حيث كان للرجل امرأة اساسية من بين عدد من النساء وهي الاهم له وهو يعتبر الاهم لها من بين بقية ازواجها. هذه العلاقات الثنائية تطورت لتصبح اكثر استقرارا مع تطور العشيرة وازدياد طبقات " الاخوة: و " الاخوات" الذين حرم الزواج بينهم. ان امتداد تحريم الزواج الى اقارب من درجات بعيدة جعل من الزواج الجماعي شيئا مستحيلا. لذا تبدل الزواج الجماعي بالزواج الثنائي. في الزواج الثنائي يعيش رجل واحد مع امرأة واحدة ولكن كانت العلاقة بشكل تجعل تعدد الزوجات واحيانا الجماع خارج العلاقة الزوجية حق من حقوق الرجال ولو ان تعدد الزوجات كان نادرا لاسباب اقتصادية. بينما كانت المرأة مطالبة بالاخلاص الشديد طوال الوقت الذي تعيش مع الرجل والجنس خارج العلاقة الزوجية من جانبها كان يعاقب بقسوة.
ان الحب الجنسي لعب دور صغير في بروز الزواج الاحادي. في العائلة الثنائية ان القرار على الزواج لم تكن مسالة الشخصين المختصين الذين غالبا ما كانا لاياخذ برايهم بل مسالة امهاتهم. ان الزواج لايزال يمكن فسخه على رغبة اي من الشريكين ولكن بين قبائل عديدة تحول الرأي العام بشكل تدريجي بالضد من الانفصال. عندما كانت اختلافات تبرز بين الزوج والزوجة كان اقارب كلا الزوجين يلعبون دور الوسيط وفقط عندما كانت هذه الجهود تفشل كان الانفصال يحدث والزوجة تحتفط بالاطفال وكلا الزوجين يحق لهم الزواج.
ان الانتقال من الزواج الجماعي الى الزواج الاحادي قد تم بشكل رئيسي على يد النساء. بدرجة فقدان العلاقات الجنسية التقليدية طبيعتها البدائية المحلية لحياة الغابة نتيجة لتطور الظروف الاقتصادية والتي ادت الى تقويض الشيوعية البدائية وزيادة كثافة السكان بنفس الدرجة يجب ان تكون النساء قد شعرن بكون تلك العلاقات مهينة وقمعية وبنفس الدرجة زاد توقهم الى حق العفة والزواج المؤقت او الدائمي من رجل واحد كطريق للتحرر.هذا التقدم لايمكن باي حال من الاحوال ان يكون قد جاء على يد الرجال.
عندما تسببن النساء بالانتقال الى الزواج الثنائي عندها فقط كان الرجال قادرين على ادخال الزواج الاحادي الصارم ولو في الحقيقة للنساء فقط. ان البداية الاولى للعائلة الثنائية تظهر في الخط الفاصل بين الوحشية والبربرية. لقد وجدت بشكل عام في الطور الاعلى من الوحشية ولكن احيانا لم تكن موجودة لحد الطور الادنى من البربرية. ان العائلة الثنائية هي الشكل المميزللبربرية كما هو الزواج الجماعي مميز للوحشية والزواج الاحادي للحضارة.
لكي يتطور الزواج الثنائي بشكل اكثر الى الزواج الاحادي الصارم فان اسباب اخرى كانت مطلوبة غير العوامل التي وجدناها لحد الان. في الزوج الواحد فان المجموعة كانت قد قلصت الى وحدتها النهائية، الى جزيئتها المؤلفة من ذرتين ، رجل واحد وامرأة واحدة. ان الاختيار الطبيعي مع استثنائاته التقدمية من مجموعة الزواج قد اكمل وظيفته، ولم يبقى شيئ اخر ليعمله في هذا الاتجاه. مالم تصبح قوى اجتماعية جديدة فعالة لم يكن هناك حاجة لظهور نوع جديد من العائلة من الزوج الواحد. ولكن تلك القوى الجديدة قد اصبحت فعالة بالفعل.
في العالم القديم لقد خلق تدجين الحيوانات وتكثيرهم مصدر ثروة غير متوقع لحد ذلك الوقت وخلق علاقات اجتماعية جديدة كليا. حتى الطور الادنى للبربرية الثروة الدائمية تشكلت من البيت والملابس وحلية بدائية وادوات كسب وتحضير الطعام _ القارب والاواني المنزلية البسيطة جدا. كان يتوجب ان يحصل على الطعام طريا بشكل يومي. الان مع قطعان الخيول والجمال والابقار والماعز والخنازير امتلكت شعوب الرعوية النامية ملكية التي احتاجت للاشراف فقط وعناية بدائية لاعادة انتاج نفسها باستمرار و بكميات متزايدة ولكي توفر غذاء وافر للغاية على شكل حليب ولحم. كل طرق انتاج الطعام القديمة تراجعت الان الى الخلفية، الصيد الذي كان ضرورة من قبل اصبح مادة للاستجمام.
ان هذه الثروة كانت تعود للعشيرة في البداية بدون شك ولكن الملكية الخاصة يجب ان تكون قد بدأت بالظهور. الان تم اختراع العبودية. للبرابرة في الطور الادنى كان العبيد بدون قيمة. في هذه المرحلة كان رجال العدو المهزوم يقتلون او يتبنون كاخوة في قبيلة المنتصرين والنساء تاخذ كزوجات او يتم تبنيهم مع اطفالهن. ان قوة عمل الانسان في هذا الطور لم تكن تنتج فائض قيمة هامة فوق تكاليف المحافظة عليها.هذا لم يعد الحال بعد ادخال تربية الماشية، وصنع الادوات المعدنية،و الخزف واخيرا الزراعة.
منذ ان اصبحت القطعان ملكية عائلية امتلكت المرأة قيمة تبادلية وكانت تباع وتشترى وهكذا بالنسبة للقوى العاملة بشكل عام. العائلة لم تتكاثر بسرعة الماشية. لذا كان يحتاج الى اناس اكثر للعناية بهم ولهذا يمكن الاستفادة من العدو الذي يؤسر في الحرب. لقد وجهت هذه الثروة حال انتقالها الى ملكية خاصة للعوائل وبدات بالازدياد ضربة الى المجتمع المتاسس على الزواج الثنائي والعشيرة الامومية. الزواج الثنائي جلب عنصر جديد للعائلة. الى جانب الام الطبيعية للطفل وضع الاب الطبيعي والمصدق من ابوته.
حسب تقسيم العمل في العائلة في ذلك الوقت كان حصة الرجل هي كسب الطعام وادوات العمل الضرورية لهذا الغرض. ولذلك هو ايضا امتلك وسائل العمل وفي حال انفصال الزوج والزوجة كان ياخذها معه مثلما هي احتفظت ببضاعتها المنزلية. لذلك حسب التقليد الاجتماعي لذلك الوقت الرجل كان صاحب مصدر الرزق اي الماشية وبعدها ادوات العمل الجديدة اي العبيد ولكن حسب تقليد نفس المجتمع لم يكن بامكان اطفاله الوراثة منه. طالما النسل كان يعرف على خط الانثى حسب حق –المرأة وحسب التقليد الاولي للوراثة في العشيرة فاقارب العشائري يرثون من عضو عشيرتهم المتوفي. اطفال الرجل الميت يعودون الى عشيرة امهم وكانوا يرثون منها و لم يكن بامكانهم الوراثة من ابوهم لانهم لا يعودوا الى عشيرته التي كان يتحتم ان تبقى ممتلكاته داخلها.
وهكذا بالتناسب مع زيادة الثروة اصبح موقع الرجل في العائلة اكثر اهمية من موقع المرأة مما خلق دافع لاستغلال هذا الموقع القوي من اجل الاطاحة في صالح اطفاله بالقانون التقليدي للوراثة.ولكن هذا كان مستحيلا طالما بقى النسل يعرف حسب حق المرأة. لذلك فان حق- المرأة كان يجب ان يسقط، وهذا ما حدث فعلا.هذا لم يكن ابدا بالصعوبة الذي يبدوا لنا. ان هذه الثورة التي هي احدى اكثر الثورات حاسمية في تاريخ البشرية ربما حدثت بسهولة و بدون ازعاج اي من اعضاء العشيرة الاحياء. كان بالامكان ان يبقوا جميعهم كما هم. ان قرار بسيطا واحد كان كافيا وهو ينص على ان يبقى في المستقبل نسل العضو الذكر ضمن العشيرة و ان يستثنى اطفال الانثى عن طريق نقلهم الى عشيرة والدهم.ان الاعتراف بالنسل على خط الانثى وقانون الامومية للوراثة كانوا قد اسقطوا وخط الذكر للنسل وقانون الابوة للوراثة وضعوا بدلا عنهم. حدثت هذه الثورة في الفترة الممتدة بين 4500 و 1200 سنة قبل الميلاد. ان اسقاط حق-المرأة كان الهزيمة التاريخيةالعالمية لجنس الانثى. الرجل استلم القيادة داخل البيت ايضا والمراة اهينت وحولت الى عبد. لقد اصبحت عبد شهوته الجنسية ومجرد اداة انتاج الاطفال.
العائلة البطريركية.
ان ترسيخ التفوق الكامل للرجل يظهر اثرة اولا على العائلة البطريركية والتي برزت الان كشكل وسطي. ان خصيصتها الاساسية هو ليس تعدد الزوجات بل تنظيم مجموعة اشخاص احرار وعبيد في عائلة تحت سلطة الاب من اجل الامساك بالارض والاهتمام بالقطعان . في بعض الاحيان رؤساء هذه العوائل على الاقل كانوا يعشون في حالة تعدد الزوجات. بينما العبيد والذين عينوا كخدم كانوا في علاقات زوجية احادية. ان الخاصية الاساسية للعائلة الابوية هي سلطة الاب و تظمين اناس غير احرار فيها.ان النموذج المثالي لهذا الشكل من العائلة هي العائلة الرومانية. ان اساس كلمة العائلة باللغة الانكليزية، فاملي هو روماني. ففاميلوس تعني العبد المنزلي وفاملية تعني العدد الكلي للعبيد التي يعودون الى رجل واحد. وهكذا فان مصطلح العائلة اكتشف من قبل الرومان لكي يعني كائن اجتماعي يحكم رئيسه الزوجة والاطفال وعدد من العبيد.
ان الاسرة البطريركية شكلت مرحلة انتقالية بين العائلة الامومية المشتقة من الزواج الجماعي والعائلة الاحادية للعالم المعاصر. وهي تتالف من بضع اجيال من نسل نفس الاب مع زوجاتهم الذين يعيشون كلهم في منزل واحد ويزرعون حقولهم بالشراكة ويطعمون ويغطون انفسهم من ماشية مشتركة ويمتلكون بالشراكة فائض عملهم. وهذه الجماعة هي تحت توجيه الاعلى من رئيس البيت والذي يعمل كممثل في الخارج وله الحق في بيع ادوات بسيطة والتحكم بالاموال الذي هو مسؤول عنها. يتم انتخابه وليس ضروريا ان يكون الرجل الاكثر سنا. النساء وعملهن هو تحت سيطرة ربة البيت او القيمة على الخدم والتي هي عادة زوجة رئيس العائلة. هي الاخرى لها صوت مهم واحيانا الصوت الحاسم في اختيار الازواج للفتيات. ولكن السلطة العليا تعود الى مجلس العائلة وهوتجمع الاعضاء البالغين في المنزل من الرجال والنساء. لهذا التجمع يحسب لرئيس العائلة الحساب وهو يتخذ كل القرارات المهمة ويطبق القوانين على الاعضاء ويقرر على عمليات البيع والشراء المهمة وخاصة الارض. ان العائلة الابوية كما قلنا لعبت دور انتقالي من العائلة الامومية الى العائلة الاحادية. ان هذا النوع من العائلة لاتزال موجودة في الكثير من المجتمعات الريفية لحد هذا اليوم. ان تعدد الزوجات كان استثناء في هذه العائلة.
العائلة الاحادية
تطورت عن العائلة الثنائية في الفترة الانتقالية بين الطور الاوسط والاعلى من البربرية. انتصارها الساحق هي احدى علامات بداية الحضارة. وهي تعتمد على تفوق الرجل. ان الهدف الواضح هو انتاج اطفال ابوتهم غير قابلة للخلاف عن طريق ضمان امانة الزوجة بوضعها تحت سلطة الزوج. هذه الابوة مطلوبة لان هؤلاء الاطفال سوف يرثون ثروة ابوهم. يمكن تميز العائلة الاحادية عن العائلة الثنائية بكون الأواصر الزوجية اكثر قوة والتي لايمكن حلها برغبة كلا الطرفين. بشكل عام الرجل فقط بامكانه الان فسخ العلاقة الزوجية و تطليق زوجته. والحق في العلاقات الجنسية خارج الزواج يبقى مضمون له باي حال عن طريق العادة وحيث تتطور الحياة الاجتماعية الرجل يمارس هذا الحق اكثر باكثر. واذا حاولت الزوجة ان تحيي او تسترد الشكل القديم من الحياة الجنسية تعاقب بشدة اكثر من اي وقت اخر. الاحادية الزوجية هي للنساء فقط. المراة هي لاشيئ غير ام اطفال رب العائلة الشرعيين وورثته وربة بيته الرئيسية ومراقبة عبيداته. لقد كان وجود العبودية بجانب الاحادية الزوجية ووجود فتياة صغيرات السن وجميلات كعبيدات تعود بشكل كامل للرجل ما دمغ الاحادية الزوجية منذ البدء بصفتها الخاصة اي الاحادية الزوجية للمرأة فقط وليس للرجل. وهي صفتها لحد يومنا هذا.

هذا تدريجيا اثر على بقية حياة المرأة حيث منعت من الخروج من البيت وكان عليها الحياكة والخياطة والخزف خلف الابواب المغلقة ولم يكن بامكانهن رؤية غير النساء. حيث كانت النساء تعيش في جزء من البيت لايحله الرجال وخاصة الغرباء ولن تذهب المرأة الى الخارج الا برفقة العبيد.وكانت تحت حراسة منظمة.وكان مسؤوليتها الاهتمام بالبيت وانجاب الاطفال. كان للرجل رياضته ومسائلة الاجتماعية التي يمنع عنها الزوجة وعادة ما كان له عبيد في خدمته. لم يكن الزواج الاحادي باي شكل من الاشكال نتاج الحب الجنسي الفردي. بقى الزواج مثل القبل زواج الملائمة. لقد كان الزواج الاحادي اول اشكال العائلة الذي استند على الظروق الاقتصادية وليس الطبيعية، وعلى انتصار الملكية الشخصية على الملكية المشاعية البدائية.
لذا فعندما ظهر الزواج الاحادي لاول مرة في التاريخ لم يكن يمثل تصالح بين الرجل والمرأة دع جانبا ان يكون اعلى اشكال هذه المصالحة. بالعكس تماما الزواج الاحادي جاء الى المشهد كاخضاع احد الجنسين من قبل الاخر وهو يعلن نضال بين الجنسين كان غير معروف طوال فترة ماقبل التاريخ. كما جاء في الايدولوجية الالمانية ان التقسيم الاول للعمل كان بين الرجل والمرأة من اجل انجاب الاطفال.ويضيف انجلس ان اول معارضة طبقية تظهر في التاريخ تتزامن مع تطور العدائية بين الرجل والمرأة في الزواج الاحادي واول قمع طبقي يتزامن مع قمع المرأة من قبل الرجل. ان الزواج الاحادي كان خطوة تاريخية مهمة للامام ولكن مع العبودية والملكية الشخصية فتحت الفترة التي امتدت الى هذا اليوم والتي فيها كل خطوة الى الامام هي خطوة الى الوراء ايضا والازدهار والتطور للبعض ياتي من خلال مأسي وخيبة الاخرين. انه الشكل الخلوي للمجتمع المدني الذي يمكن فيه دراسة طبيعة التقابلات والتناقضات النشطة بقوة في ذلك المجتمع.
ان الحرية النسبية القديمة للجماع الجنسي لاتختفي باي حال مع انتصار الزواج الثنائي وحتى الاحادي.ان التعايش بين الزواج الاحادي والهيتيرزم ( اي الجماع الجنسي بين الرجال ونساء غير متزوجات خارج الزواج) ينتعش في اشكال مختلفة خلال معظم فترة الحضارة ويتطور بشكل متزايد الى دعارة مكشوفة.
مع تزايد عدم المساواة في الملكية في الطور الاعلى من البربرية فان العمل المأجور يظهر بشكل متفرق بجانب عمل العبيد وفي نفس الوقت كملازمته الضرورية تظهر الدعارة المهنية للنساء الاحرار بجانب الجنس مع العبيدات.
ان الزواج الاحادي الجديد الذي تطور من اختلاط الشعوب في وسط انقاض عالم الرومان البس تفوق الرجل في اشكال اكثر اعتدالا واعطى النساء موقع الذي كان في الظاهر على اي حال اكثر حرية واحترام من اي وقت في التاريخ التقليدي القديم. الان فقط تحققت الظروف التي فيها ومن خلال الزواج الاحادي –داخله اوبموازاته او بالضد منه كما يمكن ان يكون الحال كان يمكن تحقيق اكثر تقدم اخلاقي نحن مدينون للزواج الاحادي: الحب الجنسي الفردي المعاصر الذي لم يكن لحد الان معروف للعالم كله.
ولكن اذا كان الزواج الاحادي النظام الوحيد من بين كل اشاكل العائلة المعروفة التي يمكن للحب الجنسي المعاصر ان يتطور فيها هذا لايعني بان الحب الجنسي المعاصر تطور داخل الزواج الاحادي بشكل مقتصر او حتى بشكل اساسي كحب بين الزوج والزوجة. تم اعاقة هذا الامر من قبل نفس طبيعة الزواج الاحادي الصارم تحت سلطة الرجل. بين كل الطبقات الحاكمة- الزواج بقى حيث كان منذ الزواج الثنائي قضية الموائمة الذي نظم من قبل الوالدين. ان اول الاشكال التاريخية للحب الجنسي كعاطفة، كعاطفة اعترف بها كشيئ طبيعي لكل البشر ( على الاقل اذا انتموا الى الطبقات الحاكمة) ، وكاعلى اشكال الدافع الجنسي وهذا ما يشكل صفته الخاصة- هذا الشكل الاولي للحب الجنسي الفردي، حب العصور الوسطى الذي اتسم بكياسة واحترام للنساء لم يكن باي شكل من الاشكال زواجي. بل بالعكس تماما. في شكله الكلاسيكي يتجه مباشرة نحو "الزنى" والشعر الغرامي يحتفل ب"الزنى". ان الزواج مشروط بالموقع الطبقي للطرفين ولذلك فهو دائما زواج الملائمة. زواج الملائمة هذا يتحول في احيان كثيرة الى بغاء كامل احيانا لكلا الشريكين ولكن في اكثر الاحيان للمرأة والذي يختلف عن بائعة الجسد العادية كونها لاتؤجر جسمها بالقطعة او القبالة مثل العامل الماجور بل تبيعه دفعة واحدة الى العبودية.

الحب الجنسي في العلاقة مع امرأة يصبح ويمكنه فقط ان يصبح قانون حقيقي بين الطبقات المضطهدة والتي تعني اليوم بين البروليتاريا سواءا كانت العلاقة مسموح بها بشكل رسمي ام لا. ولكن هنا كل اسس الزواج الاحادي المثالي تزال. هنا ليس هناك ملكية ذات شان للمحافظة عليها ووراثتها والتي تاسس الزواج الاحادي وتفوق الذكر عليها، وهكذا حيث لايوجد حافز لجعل سيادة الذكر فعالة. والاهم من هذا لايوجد وسيلة للقيام بذلك. القانون البرجوازي الذي يحمي هذه السيادة موجود فقط للطبقات المالكة وتعاملهم مع البروليتاريا
ومع بروز الصناعة على نطاق واسع تخرج الزوجة خارج البيت الى سوق العمل والى المعمل وتصبح احيانا معيل العائلة، لذا لايبقى اساس لاي نوع من تفوق الرجل في الاسرة البروليتاريا ماعدا ربما شيئ من القسوة ضد النساء التي انتشرت منذ ادخال الزواج الاحادي. العائلة البروليتارية لذلك لا تبقى زواج احادي بالمعنى الضيق حتى عندما يكون هناك حب واخلاص شديد من الجهتين. لذلك فان الملازم الابدي للزواج الاحادي، الهيتيرزم والجنس خارج الزواج تلعب هنا دور زائل فقط. المرأة في الحقيقة قد اكتسبت حق فسخ الزواج واذا لم يبقى حب جنسي ولم يكن بامكان الشخصين التعايش معا فانهما يفضلان الانفصال.
في الاسرة المشاعية التي تالفت من عدد من الازواج واطفالهم، ان الواجب الذي اوكل للمرأة في ادارة الاسرة كان شيئا اجتماعيا وصناعة ضرورية اجتماعيا مثل انتاج الطعام من قبل الرجال. ولكن حدث تغير مع العائلة البطريركية واكثر منه مع العائلة الاحادية. فقد ادارة الاسرة صفته الاجتماعية. لم يعد يخص المجتمع. اصبح خدمة خاصة والمرأة اصبحت الخادم الرئيسي الذي استثنى من المشاركة في الانتاج الاجتماعي. لم يفتح الطريق الى الانتاج الاجتماعي امام المرأة مرة اخرى لحد مجيئ الصناعة المعاصرة الواسعة النطاق ولكن فقط للمرأة البروليتاريا. ولكنه مفتوح بطريقة بحيث اذا قامت المرأة بواجباتها في الخدمة الخاصة لعائلتها فانها تبقى مستثنية من الانتاج الاجتماعي وغير قادرة على الكسب واذا ارادت المشاركة في الانتاج الاجتماعي والكسب بشكل مستقل فانها تكون غير قادرة على القيام بواجبات العائلة. ان موقع الزوجة في المعمل هو موقع كل النساء في كل الفروع المهنية وصولا الى الطب والقانون. ان العائلة الفردية المعاصرة تاسست على العبودية المنزلية المكشوفة او المتسترة للزوجة والمجتمع المعاصر هو كتلة مكونة من هذه العوائل الفردية كجزيئاته.في القسم الاعظم من الحالات، على الاقل بين الطبقات المالكة الزوج مجبر على كسب لقمة العيش لعائلته وهذا في حد ذاته يعطيه موقع متفوق بدون اي حاجة الى القاب او امتيازات خاصة. داخل العائلة فهو البرجوازي والزوجة تمثل البروليتاريا.
. قبل العصور الوسطى لم يكن بامكاننا التحدث عن الحب الجنسي الفردي، ذاك الجمال الشخصي، المودة الحميمية، تشابه الذوق الخ الذي يوقض في ناس من جنس معاكس الرغبة في الجماع الجنسي، بحيث ان الرجال والنساء لن يكونوا غيرمكترثين بخصوص الشريك الذي يدخلون معه او معها في هذه العلاقة الحيمية .في كل العصور القديمة الزيجات كانت تنظم من قبل الوالدين والشريكين يقبلون الاختيار بهدوء.
علاقات الحب يالمفهوم المعاصر كانت تحدث في العصور القديمية فقط خارج المجتمع الرسمي.ماعدا بين العبيد فاننا نجد علاقات الحب فقط كنتيجة تفسخ العالم القديم وحدثت مع النساء اللواتي وقفن خارج المجتمع الرسمي، مع الهتيرة اي مع الاجانب اوالعبيدات المحررات.اذا كان هناك اي علاقة حب حقيقية بين رجال ونساء احرار فانها حدثت فقط خارج الزواج. ان حبنا الجنسي يختلف بشكل اساسي عن الرغبة الجنسية البسيطة للقدماء. اولا انها تفترض بان الشخص المحبوب يرد الحب، الى هذا الحد المرأة هي في موقع متساوي مع الرجل بينما في العصور القديمة لم تكن حتى تسأل. ثانيا حبنا الجنسي له درجة من الشدة والدوام الذي يجعل الحبيبين يشعران بان الانفصال هي كارثة كبيرة اذا لم تكن اكبر الكوارث، و لكي يمتلك أحدهم الاخر يخاطرون بامور كبيرة حتى الحياة نفسها.
في الغالبية العظمى من الزواجات لذلك بقت الى نهاية القرون الوسطى ماكانت منذ البداية قضية لم تقرر من قبل الشريكين. في البداية البشر ولدوا متزوجين، متزوجين من كل المجموعة من الجنس المقابل. في الاشكال المتاخرة من الزواج الجماعي علاقات متشابهة وجدت ولكن المجموعة تقلصت باستمرار. في الزواج الثنائي كان تقليدا للامهات لكي يقررن زواج اطفالهم. هنا ايضا الاعتبارات الحاسمة كانت علاقات القرابة والتي ستعطي الزوج الجديد موقع اقوى في العشيرة والقبيلة. ومع تفوق الملكية الشخصية على الملكية المشاعية والاهتمام في توريثها، تفوق حق الاب والزواج الاحادي، واصبح اعتماد الزواج على الاعتبارات الاقتصادية كاملا. ليس المراة فحسب بل حتى الرجل اكتسب سعرا، ليس حسب خصوصياته بل حسب املاكه. ان مسالة كون العاطفة المتبادلة للاشخاص المخصوصين سبب فائق الاهمية في حدوث الزواج، يفوق اهمية كل شيئ اخر كانت وبقت دائما شيئا لم يسمع به في الممارسة العملية للطبقات الحاكمة، هذا النوع من الاشياء حدث فقط في الروايات الغرامية او بين الطبقات المضطهدة الذين لم يحسب لهم حساب.
هذه كانت الاحوال التي واجهت الانتاج الرأسمالي عندما بدأ يهيأ نفسه بعد عهد الاكتشافات الجغرافية لكسب السلطة العالمية من خلال التجارة العالمية والصناعة. هذا الاسلوب من الزواج يلائم الانتاج الرأسمالي.
ولكن من جهة اخرى، عن طريق تحويل كل شيئ الى بضاعة فقط فسخ الانتاج الرأسمالي كل العلاقات الموروثة والتقليدية وفي مكان التقاليد التي تتمتع بقداسة القدم والحق التاريخي اقام الشراء والبيع، عقد " حر" . ولكن عقد يحتاج الى اشخاص يمكنهم اخذ القرار بحرية باشخاصهم و افعالهم واملاكهم ولقاء بعضهم البعض على قدم الحقوق المتساوية. ان خلق هؤلاء الناس " الاحرار" و " المتساوون" كان احد أهم وظائف الانتاج الرأسمالي.
كيف ينسجم هذا مع الممارسة التي وجدت لحد الان في ترتيب الزواجات؟ الزواج حسب المفهوم البرجوازي هو عقد ومعاملة تجارية بل اهم عقد لانه يقرر جسم وعقل انسانيين لمدى الحياة. من الصحيح بان رسميا العقد يدخل فيه بشكل اختياري وبدون موافقة الشخصين المخصوصين لاشيئ يمكن القايم به. ولكن الكل يعرف جيدا كيف كان يحصل على هذه الموافقة ومن هم الاطراف المتعاقدين الحقيقين في الزواج.
ان البرجوازية الصاعدة وخاصة في الدول البروتستانية التي هزت فيها الظروف الموجودة بشدة اعترفت بشكل متزايد بحرية العقد في الزواج ايضا وطبقته بالطريقة الموصوفة. الزيجات بقت زيجات طبقية ولكن ضمن حدود الطبقة كان للشريكين درجة معينة من حرية الاختيار. وعلى الورق وفي النظرية الاخلاقية وفي الوصف الشعري ما من شيئ كان مترسخ اكثر من ان اي زواج لم يستند على الحب الجنسي المتبادل وعلى اتفاق حقيقي بين الزوج والزوجة هو زواج غير اخلاقي. باختصار الزواج على اساس الحب اعلن كحق من حقوق الانسان ، وفي الحقيقة ليس حق من حقوق الرجل فحسب بل لاول مرة كحق من حقوق المرأة ايضا.وحق الانسان هذا يختلف من ناحية عن كل ما تسمى بحقوق الانسان الاخرى. بينما بقت الاخيرة في الممارسة مقصورة على الطبقة الحاكمة اي البرجوازية وتبتر بشكل مباشر وغير مباشر للطبقات المضطهدة اي البروليتاريا بالنسبة للاولى فان سخرية التاريخ تلعب خدعة اخرى من خدعه. الطبقة الحاكمة تبقى مسيطر عليها من قبل التاثيرات الاقتصادية العائلية ولذلك فقط في حالات استثنائية يكون الزواج زواج تعاقدي حر حقيقي بينما بين الطبقات المضطهدة كما وجدنا هذا النوع من الزواج هو القانون..
حرية الزواج المطلقة بشكل عام يمكن تحقيقها فقط عندما يزيل الغاء الانتاج الرأسمالي والعلاقات الملكية التي خلقت من قبله كل الاعتبارات الاقتصادية المرافقة التي لاتزال تسلط تاثير قوي على اختيار شريك الزواج. عندها لايبقى اي دافع ماعدا الميل المتبادل. وبما ان الحب الجنسي هو بحد طبيعته حصري-ولو ان في الوقت الحاضر هذه الحصرية مقتصرة على المرأة فقط- الزواج المستند على الحب الجنسي هو بطبيعته زواج فردي.
اذا اختفت الاعتبارات الاقتصادية التي تجعل النساء تتحمل الخيانة المألوفة لازواجهن- القلق على مصدر رزقهم والاكثر مصدر رزق اطفالهن في المستقبل عندها حسب التجربة السابقة فان مساواة المرأة التي تحققت سوف تميل بشكل حتمي نحو جعل الرجال احادي الزواج اكثر من جعل النساء متعددي الازواج.
ولكن الذي سوف يختفي من الزواج الاحادي حتما هي كل الصفات التي اضيفت اليه اثناء نشؤئه وهذه هي اولا تفوق الرجل وثانيا سرمديته او عدم القرة على فسخه. ان تفوق الرجل في الزواج هو ببساطة نتيجة تفوقه الاقتصادي ومع الغاء التفوق الاقتصادي سوف يختفي هذا التفوق. ان عدم فكاكية الزواج هي جزئيا بسبب الوضع الاقتصادي الذي ظهر فيه الزواج الاحادي وجزئيا لكونه تقليد من الفترة التي لم يفهم فيها هذا الربط بين الوضع الاقتصادي والزواج الاحادي. اذا كان الزواج المبني على الحب هو الوحيد الاخلاقي عندها فانه سيكون الزواج الوحيد الذي سيستمر فيه الحب. ولكن شدة عواطف الحب الجنسي الفردي تختلف كثيرا في مدته من فرد الى اخر وخاصة بين الرجال واذا وصلت العاطفة الى نهايتها او يتغلب عليها عاطفة حب اخرى فان الانفصال هو مفيد لكلا الشريكين والمجتمع ايضا.

مرحلة وظروف واسباب بروز الدين

وعي الانسان هو انعكاس حياته المادية. الانسان هو منتج معتقداته وافكاره وليس العكس. فالوعي هو انعكاس مسيرة الحياة المادية لبشر حقيقين و فعالين في بيئتهم. في الحقيقية كل الانتاج العقلي المعبر عنه بالسياسة والقانون والاخلاق والدين الخ هو نتاج بشر فعالين وحقيقين مشروطين من قبل تطور محدد في قوى انتاجهم والعلاقات التي توازيها. من هنا فان الاوهام والغيبيات والدين التي تتكون في عقول البشر هي الاخرى بالضرورة تنبعث من مسيرة حياتهم المادية. الوعي ومكوناته ليس له اي استقلال او تاريخ ومسيرة تطورمستقلة ولكن البشر الذين يطورون انتاجهم المادي وعلاقاتهم المادية يغيرون مع هذا وجودهم الحقيقي وتفكيرهم ونتاج تفكيرهم. لذا فان الدين هو جزء من وعي الانسان في فترة معينة تسودها تطور محدد لقوى الانتاج ونوع محدد من العلاقات الانتاجية. والوعي السائد في المجتمع الطبقي هو عادة وعي الطبقة الحاكمة. لذا فان الدين هو وعي الطبقات الحاكمة في فترة معينة من حياة المجتمع الطبقي. بغض النظر عن الطريقة التي ظهرت فيها الديانات المعاصرة فانها تحولت الى ايدولوجية الطبقات الحاكمة للتحكم بالمجتمع والحكم والى وسيلة لادامة استغلالها.
كما قلنا ان الفترة التي شهدت ظهور الديانات الرئيسية هي اسوأ مراحل حياة البشرية فيما يتعلق بالمساواة والعدالة. وهي اسوأ مرحلة على الاطلاق فيما يتعلق بحقوق المرأة. هذه الفترة هي فترة قصيرة بالمقارنة مع تاريخ الانسان المعاصر و تمتد من مرحلة الثورة على حق- المرأة الى حد ظهور الصناعة الضخمة وتحويل المرأة الى عامل.
ظهرت الديانات الرئيسية والنظام الفكري الذي استندت عليها بما فيها اليهودية والمسيحية والاسلام والبوذية والهندوسية والكونفوشيسية في فترة متقاربة نسبيا. لقد عاش ابراهيم "النبي" قبل 2000 قبل الميلاد. و ظهر موسى 1200 سنة قبل الميلاد. وجمع الكتاب الهندوسي المقدس (فيداس) بين 1100-500 قبل الميلاد. كما عاش بوذا مؤسس البوذية بين 563-483 قبل الميلاد. وعاش كونفوشيس بين 551-479 قبل الميلاد. وفي عهد الامبراطورية الرومانية ولد المسيح في مدينة القدس وانتهت رسالته في 32 بعد الميلاد. بعد موت المسيح نمت الكنيسة باسمه وكتب العهد الجديد بين 40 و 90 بعد الميلاد. وعاش محمد بين 570 و632 بعد الميلاد.
هذه الفترة تتميز بميزات مهمة وهي اكتمال كل عناصر الثورة ضد المرأة واخضاعها. كما قلنا لقد كانت المرأة تتمتع بمكانة مشرفة في المجتمع البدائي الذي كان يستند على الزواج الجماعي وحق- الام. ان ادخال الزراعة وتدجين الحيوانات وصهر المعادن والخزف في الطور الاوسط من البربرية قبل حوالي 10000 سنة ادى الى زيادة الانتاج وبدأ عمل الانسان ينتج فائض قيمة. هنا برزت العبودية والمرأة العبيدة. لقد اكتسب العبيد والنساء قيمة شرائية. لقد كانت الثروة المنتجة تعود في البداية الى العشيرة ولكن هنا تدريجيا بدأت بالانتقال الى العائلة.
حسب تقسيم العمل في العائلة في ذلك الوقت كانت وظيفة الرجل كسب المعيشة ولذلك فهو كان صاحب الماشية وادوات الزراعة والعبيد. هذا عزز موقع الرجل داخل العائلة. و لكن موقع المرأة بقى مشرفا حتى الطور الاعلى من البربرية نتيجة سيادة العائلة الثنائية و العشيرة الامومية المنظمة على اساس حق- الام.
من اجل ان يكون الرجل قادرا على توريث ملكيته الى ابنائه كان لابد من الاطاحة بحق- الام اي الاعتراف بالنسل على خط الانثى وقانون الامومية للوراثة واحلال خط الذكر للنسل وقانون الابوة للوراثة بدلا عنهم. وهذا ما حصل بالفعل. يعتقد ان هذه الثورة حدثت في الفترة الممتدة بين 4500 و 1200 سنة قبل الميلاد. لقد حولت المرأة الى عبد داخل البيت.
مع اسقاط حق-الام برز الزواج الاحادي بسرعة. وقد رسخ سلطة الرجل على المرأة بشكل اكبر. وفي الطور الاعلى من البربرية برز العمل المأجور ومعه ظهر بيع الجسد.
في الفترة التي ظهرت الديانات الرئيسية كل هذه الامور كانت قد تحققت. فاليهودية والمسيحية والاسلام تقدس الملكية الشخصية والانفسام الطبقي والزواج والزواج الاحادي للنساء على الاقل. كما تقبل وحتى تقر اليهودية والمسيحية والاسلام وكل الديانات الاخرى بالعبودية. في الاسلام محمد نفسه واصحابه امتلكوا عبيد.
من جهة اخرى فان الحب الجنسي الفردي بشكله الراقي الذي يضع المرأة في موقع متساوي مع الرجل لم يكن سائدا رغم وجوده خارج مؤسسة الزواج.كما ان نضال الطبقات المضطهدة لم يكن بعده نضالا منظما رغم قيام بعض ثورات العبيد في تلك المرحلة.
و خضوع المرأة الاقتصادي الذي كان اساس خضوعها الاجتماعي استمر حتى ظهور الصناعة الحديثة التي حولت المرأة الى عامل ماجور ومكنتها من تحقيق بعض الاستقلال الاقتصادي رغم كل المحدوديات مما ادخل تغير في موقعها الاجتماعي داخل العائلة البروليتارية. ان العداء المتاصل في الدين بما فيه الاسلام ضد المرأة ياتي من خصوصية هذه المرحلة المظلمة في حياة البشرية.
ان افكار الانسان ونظراته ومفاهيمية تتغير مع كل تغير في ظروف وجوده المادي وفي علاقاته الاجتماعية. اي ان الانتاج العقلي يتغير بالتناسب مع التغير في الانتاج المادي. لكن مع تقسيم العمل الى العمل الفكري والعمل العضلي اصبح الوعي شيئ اخر غير وعي الممارسة الموجودة. تمكن الوعي من تحرير نفسه من قوى الانتاج والعلاقات التي توازيها وتمكن من اعادة انتاج نفسه و صياغة نظرية وديانة وفلسفة واخلاق مستقلة.
ان الديانات الرئيسية هي وعي مرحلة التي هي اقدم من 1500 سنة وهي مرحلة مختلفة جدا عن وقتنا الحاضر. لذا فالدين كوعي لايربطه اي رابط بواقع اليوم ولايلائم المجتمع المعاصر وكان لابد ان يكون له الان دورا محدودا في المجتمع، ولكن بقى له نفوذا واسعا لانه يعاد انتاجه من قبل الطبقة الحاكمة خدمة لمصالحها الطبقية. لهذا السبب فهو وعي زائف ومفتعل ينتج من قبل الماكنة البرجوازية لصياغة الوعي العام. لذا فان سيادة دين مثل الاسلام اجتماعيا لابد ان يرافقه قمع واضطهاد وتميز فظيع خاصة ضد المرأة. لو ناخذ تعدد الزوجات في الاسلام مثالا، نجد انها ممارسة لم تفرض من قبل الاختيار الطبيعي ولم تكن يوما جزء من تطور المجتمع بل كانت ممارسة استثنائية تعبر عن امتياز الغنى والنبالة في ذلك العصر المظلم واعتمدت على النساء العبيدات ولكن الاسلام حولها الى قانون ويفرضها على المجتمع المعاصر.
كما ان الطبقة الحاكمة في الدول الخاضعة للسيطرة الامبريالية حيث لامكان للديمقراطية البرلمانية تجد في الدين بجانب القومية هوية للحكم. ان البرجوازيات الحاكمة في الدول الخاضعة تحتاج الى قمع سافر للمحافظة على علاقات الانتاج الامبريالية. الاسلام هو افضل هوية للبرجوازية الحاكمة يمكنها تبرير هذا القمع السافر. وعندما يتبنى الاسلام كهوية للحكم فان النظام بحاجة الى عنف اضافي يفرضه تناقض الاسلام مع المجتمع المعاصر بالاضافة الى القمع المطلوب للمحافظة على علاقات الانتاج السائدة. و الاسلام كهوية هو وحدة واحدة لايمكن التخلي عن اي ركن من اركانها لان التخلي عن اي ركن منها سوف يهدد الهوية ككل ويهدد قدرة النظام على الحكم. كما ليس في الاسلام ما لايتناقض مع المجتمع المعاصر. لذا فان الدعاية عن اصلاح الاسلام لكي يلائم هذا العصر هو كلام فارغ. ان الحد من قمع الاسلام ضد الانسان والمرأة سياتي من خلال فرض التراجع عليه وابعاده عن الحكم.



#توما_حميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات حول نداء - مدنيون-
- الايبيجينيتكس(Epigenetics) نظرية علمية فذة واضافة مهمة للمار ...
- -كلام لابد ان يقال- والدوران في نفس الفلك؟!
- القضاء على اليسار الهامشي ام احيائه! - رد على رسالة مؤيد احم ...
- بصدد التفكير النقدي والممارسة المستندة على المنهجية وأهميتها ...
- المرأة في عراق ما بعد الاحتلال
- هل من حدود للعبثية الاسلامية؟؟؟
- مؤتمر شرم الشيخ، مشروع انقاذ الاحتلال الذي ولد ميتا
- يونادم كنا: رجل امريكا الخائب،لايمثل اتباع والمحسوبين على ال ...
- ملعون هذا الشرف ...!
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_الجزء ا ...
- الحزب الشيوعي العراقي شريك في جرائم الاحتلال وحلفائه_ الجزء ...
- الاحتلال ام الكحول؟!
- غناء شذى حسون ام لحايا السيستاني والضاري
- في الذكرى الرابعة للغزو ، العراق إلى أين؟
- المصالحة والتعايش في مجتمعات الصراع العراق نموذجا
- ابشع جريمة وعمل ارهابي في التاريخ المعاصر!
- وجود يسار مقتدر هو السبيل لاقامة مجتمع مدني علماني
- الحجاب راية الاسلام السياسي


المزيد.....




- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...
- شرطة الأخلاق الإيرانية تشن حملة على انتهاكات الحجاب عبر البل ...
- رحلة مريم مع المتعة
- تسع عشرة امرأة.. مراجعة لرواية سمر يزبك


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - توما حميد - الاسلام والاسلام السياسي والعنف ضد المرأة