أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .















المزيد.....

على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 10:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يعيش المغرب ذكرى العمليات الإرهابية الفاشلة التي نفذها الإرهابيون في شهر أبريل الماضي (2007) . ويعود فضل رصد هذه الخلايا الإجرامية وتفكيكها وإفشال مخططاتها التدميرية إلى فاعلية الأجهزة الأمنية ووعي المواطنين وتعاونهم . ولعل هذين العاملين هما العنصران الأساسيان اللذان يحميان المغرب من التحول إلى جزائر ثانية . وكانت السيدة شريفة خضار محقة في ملاحظتها وهي تلقي شهادتها كضحية للإرهاب وتتابع مناقشة عروض الندوة التي نظمتها الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة يومي 28 و 29 مارس 2008 بالدار البيضاء ، لما عاينت تفاعل الحاضرات والحاضرين في الندوة مع تفاصيل الشهادة وإستراتيجية الجماعات المتطرفة في اختراق المجتمع والدولة الجزائريين ، ومن ثم خلق حالة فوبيا الإرهاب التي تحشر المواطنين في غياهب السلبية والاستسلام للتنظيمات الإرهابية . لقد انبهرت السيدة شريفة بالحماس العفوي والاندفاع التلقائي الذي أبداه المواطنون خلال مطاردة إرهابيي الدار البيضاء دون أن تساورهم أدنى مشاعر الخوف رغم الأحزمة الناسفة التي كان يتمنطق بها الإرهابيون . هذا الحماس والتعاون الفعال من المواطنين مع الأجهزة الأمنية هو ما ينقص الجزائر . لكن ما يؤسف حقا هو غياب الجدية والفاعلية اللتين تطبعان عمل الأجهزة الأمنية في ملاحقة الخلايا الإرهابية وإفشال مخططاتها ، غيابها لدى إدارة السجون ووزارة العدل باعتبارهما الجهة المسؤولة مباشرة عن تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام حماية لأمن المواطنين واستقرار الوطن . ومناسبة هذا القول تجسدها ظاهرة "الفشوش" والتساهل والسيبة و"التمييز الإيجابي" التي يحظى بها معتقلو السلفية الجهادية داخل السجون المغربية قياسا إلى سجناء الحق العام . وهذا الواقع المريح والتفضيلي وقفت عليه جريدة «نيويورك تايمز» في أحد تقاريرها الذي وصف المعتقلين الجهاديين وكأنهم لا يعيشون وضعية الاعتقال نظرا للهامش الكبير من الحرية التي يتمتعون بها بدءا من اختيار ملابسهم وانتهاء بتحويل السجن إلى إمارة تخضع لحكم الجهاديين وتنضبط لقوانينهم . ومما ذكرته الجريدة حرية التصرف وإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الأجنبية كالتالي : "في القاعة رفض حسن كتاني، وهو منظّر إسلامي معروف في الدوائر الجهادية، إجراء لقاء عبر شبكة الفيديو إلى أن بدّل الزي الذي يرتديه يوميا. وبعد دقائق توجه إلى القاعة بدون حراسة وظهر وهو يرتدي جلبابا أبيض وغطاء رأس ذهبي اللون وقال: «كنا في حالة سيئة عندما القي القبض علينا. كان الأمر صعبا» . وبالطبع هذا الوضع انتهى وبات التكفيريون أكثر حرية لدرجة ، كما جاء في تقرير «نيويورك تايمز» ، أن المبنى رقم 5 هو الأكثر اكتظاظا بالمتشددين ويبدو مثل قرية صغيرة. ويقيم النزلاء هنا مباريات في الملاكمة ويذبحون الخراف في العطلات) . وحتى تكون الصورة واضحة قارنت الجريدة بين المساحة المخصصة للجهاديين وتلك المخصصة لسجناء الحق العام كالتالي : في سجن الزاكي ، " يتمتع 309 من السجناء المحبوسين بسبب قضايا إرهاب بمساحات أكبر. فكل زنزانة في هذا السجن بها ثلاثة نزلاء مقارنة بمتوسط يصل إلى 22 نزيلاً في الزنزانة بالنسبة للنزلاء المحبوسين بسبب قضايا عادية". بل شيوخ الجهاديين يتمتعون بامتيازات أوسع ذكر منها تقرير الجريدة ما يلي ( كان أحمد رفيقي يضطجع على الفراش في زنزانته وكان شعر رأسه ولحيته مصبوغا بالحناء. وكان، هذا السجين المعروف باعتباره «أبا الجهاديين المغاربة»، قد أدين عام 2003 بقيادة شباب للقتال ضد الأميركيين في أفغانستان. . يحصل على الطعام ثلاث مرات أسبوعياً بعد أن تعده له زوجتاه. ويؤدي باب زنزانته إلى حديقة خاصة وحمام. ولديه جهازا راديو وتلفزيون، ومنضدة لقراءة القرآن وخزانة لملابسه ذات الطابع الإسلامي). وهذه الامتيازات لا تقتصر على سجن الزاكي وحده وإنما تشمل كل السجون . فقد أكد مدير سجن عكاشة في الدار البيضاء للجريدة حرية استخدام هؤلاء السجناء للغرف الزوجية فيما يسمى بالخلوة الشرعية وأنه "مسموح لهم باستخدام الغرف المخصصة للأزواج يوميا ابتداء من الساعة السادسة صباحا". فضلا عن هذا فإن "أبواب الزنزانات مفتوحة 24 ساعة" . هذه "الحقوق" والامتيازات التي يتوفر عليها الجهاديون دون غيرهم من المعتقلين بالتأكيد لا تجعلهم يهابون الدولة ويقيمون وزنا لنظمها ومؤسساتها . وما يزيدهم "قوة" وتعنتا و"اضصارة" هو خضوع إدارة السجون لإرادة هؤلاء "المعتقلين" الذين باتوا في وضعية السجانين وليس المسجونين . فلا أحد من موظفي الإدارة يجسر على إصدار أمر أو تطبيق بند من قانون . وقد سبق لبعض الجرائد الوطنية أن نبهت إلى مخاطر السيبة التي تعرفها السجون وقد حولها الجهاديون إلى إمارات لها "حكامها" وحكوماتها ، كما لها قوانينها ونظمها تجعل من الأجنحة السجنية محميات لا تطأها أقدام المدير وأعوانه . ولا غرابة ، في هذا الوضع الشاذ ، أن يتحول سجناء الحق العام إلى "خدم و حشم" لدى شيوخ التطرف وأمراء الدم داخل الإمارة السجنية . فمن يجرؤ على فرض احترام القانون داخل السجن ؟ ومن يضمن تحصين السجانين من الاختراق والاستقطاب ؟ أليست وضعية السيبة داخل السجن هي العامل الرئيسي الذي مكن الإرهابيين من حفر النفق بطول يناهز 30 متر والتخلص من عشرات الأطنان من الرمال والأتربة دون أن ترصدهم عيون الحراس والمنظفين ؟ إن فرار الإرهابيين بهذه الطريقة يستوجب وقفة شجاعة ومسؤولة مع الذات : ماذا نريد ؟ وإلى أين نسير بهذا الوطن؟ للأسف نكتشف يوميا أن الدولة المغربية بلا قوانين وبلا مسئوليات . فساد وارتشاء وإخلال بالواجب وتقصير في المسئوليات دون حسيب أو رقيب . وحتى حينما يتحرك القضاء تعتور أحكامه أعطاب قاتلة ومحرجة وضارة بسمعة الوطن ومصالح المواطنين لا يفتأ ملك البلاد يتدخل ، في كل مرة ، لإصلاح ما أفسده القضاء . لقد آن الأوان لكي تتعامل الدولة بحزم وصرامة مع كل المخلين بمسئولياتهم ، وتسهر على تطبيق القانون وتنفيذ الأحكام . فما جدوى الأحكام القضائية التي لا يشملها التنفيذ ؟ وهل أمن الوطن واستقراره ليس جزءا من سمعته ؟ الأكيد أن الدول لا تبنى بالعواطف ، وأن الشدة والحزم هما أساس الاستقرار والتقدم والتنمية . دون هذا ستتحول الدولة إلى جهاز مشلول تقطع أوصاله لوبيات الفساد والنهب والمخدرات وعصابات الإجرام وإمارات التطرف والإرهاب . إذن لم يعد من خيار سوى الحزم والعزم و"عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ" .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب ...
- المال -السايب- يشجع على النهب والتبذير .
- الإسلاميون واليساريون أية علاقة ؟
- الجماعات الإسلامية والنموذج المشرقي المفلس لأوضاع المرأة .
- وإذا المستأسدون سئلوا لأي سبب جبنوا .
- إلى أين يسير المغرب ؟
- هذه مخططات الإرهاب فما هي مخططات الدولة والأحزاب ؟
- الوهابية تعادي الحب وتنكر العلم وتكفر الديمقراطية .
- في مواجهة الظلامية والعدمية
- حركة لكل الديمقراطيين استنهاض للهمم واستنفار للطاقات .
- هل المشروع الياسيني يتسع للقوى الحية ؟
- ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(2).
- ضرورة رفع الالتباس عن وثيقة -جميعا من أجل الخلاص-(1)
- -هل تريدوننا أن نصبح سجناء إرهاب حتى نحصل على تلك الحقوق؟-
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس(2).
- تنظيم القاعدة وإستراتيجية أفغنة شمال إفريقيا
- وثيقة -جميعا من أجل الخلاص- ارتماءة في غياهب الإفلاس (1).
- هل ستنتقل جماعة العدل والإحسان من الأبواب المفتوحة إلى الموا ...
- حول مراجعات المتطرفين
- المسعى الانقلابي لجماعة العدل والإحسان .


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - على هامش فرار الإرهابيين : الدول لا تبنى بالعواطف .