أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال احمد سعيد - في ذكرى التغيير















المزيد.....

في ذكرى التغيير


طلال احمد سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2251 - 2008 / 4 / 14 - 08:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حالما سقط الصنم في ساحة الفردوس ظهيرة يوم 9/4/2003 ,انفجر البركان العراقي وخرج الفقر الى الشارع , اغلبية ساحقة مسحوقة عارية عن كل شي لا ضوابط ولا قيم , تريد ان تعوض ايام الحرمان بساعات مسلحة بثقافة الحروب والتدمير التي تدربت عليها وتربت في احضانها طيلة عقود . كان الهدف السهل هو البناء العراقي , فحل النهب والسلب والحرق والتدمير , وسحق كل مايمت بحياة العراقيين , دمر الزرع واحرق الضرع حتى بدى العراق وكانة واحة جرداء يلفها الخراب ويعلوها الدخان الاسود وفي اعين اهلها يرتسم الخوف والفزع من الغد.
وسط هذة ( الانتفاضة) التتارية ,كان دور الدولة المحتلة اكثر خزيا من دور المخربين فقد قاد جنود الاحتلال الامريكان , الجموع الى مرافق الدولة والبنوك والمصانع والمؤسسات من اجل نهب محتوياتها وتمزيقها , اطلق المحتل على هولاء السراق (علي بابا) , وقد عبروا عن البهجة وكانهم في نزهة او في حلم من احلام الف ليلة وليلة !!.
لقد اعتقد الامريكان وثبت انهم كانوا على خطأ , اعتقدوا ان هذه الجموع الجائعة يمكن ان توقد شموع الديمقراطية والحرية في العراق بعد ان تشبع, وقد فات الدولة المتحضرة سيدة العالم , ان الشعب الذي عاش عقودا في ظل الديكتاتورية والحكم الشمولي والقمع , وتخرج من ساحات الحروب البشعة , هذا الشعب لا يمكن ان ينخرط في درب الديمقراطية والحرية بهذة السهولة , وهم يعرفون ان الوصول الى الفكر الديمقراطي لا يتحقق الابعد ممارسة وترويض في نظام تتوفر فيه مستلزمات النهوض الاجتماعي والاقتصادي.
عندما دخل الامريكان بغداد دخلت معهم احزابا وجماعات سياسية معارضة للحكم عاشت في المنفى وكنا نصفق لها , دخلت وهي تدرك تماما انها لم تسقط النظام دخلت وهي تجهل مشاكل البلاد الحقيقية , ولا تعرف كيف ترسم المستقبل لهذا الوطن الجريح, دخلت وهي لا تحمل فكرا ديمقراطيا وهي متعطشة لتعويض ايام الحرمان والتشرد , لذلك كان اقتناص المكاسب والمناصب نصب اعينها وبدلا من ان تنشر في البلاد ثقافة الحداثة والانفتاح لبناء عراق جديد وهي الوافدة من الغرب وبدلا من ان تسجل العلمانية واللييرالية والافكار التقدمية نصرا حاسما على الحكم السلطوي السابق , فقد انتصرت ثقافة الخداع وثقافة الرايات السود والبكاء على الاموات وعبادة الاطلال , وسدت جميع الابواب امام العلم والادب والثقافة والابداع وتدحرجت حضارة البلاد الى القاع , وتراجع العراق وكانه يعيش في عشرينيات القرن الماضي.

كان من اهم تداعيات السقوط هو تبخر الدولة العراقية التي انشأها الملك فيصل الاول قبل اكثر من ثمانية عقود, وخلال ايام بدى العراق بلا سلطة , واصبح امام فراغ مفزع اشغلتة عصابات السلب والنهب وكانت الفوضى هي النظام الجديد لدولة العراق .
وجاء بول بريمر مع رهط من المشاورين والجميع لم تطأ ارجلهم ارض العراق من قبل , جاء بريمر ليوجه ظربة قاضية لكل ما تبقى من الدولة فحل الجيش و قوى الامن والشرطة وغيرها, وحسبما افاد فانة لم يكن يملك اية ستراتيجية او خطة او منهج لما بعد سقوط النظام فأخذ يعالج المشاكل اليومية بقرارات انية نصفها خطأ والنصف الاخر صحيح , وجاءت الخطيئة الكبرى عندما انشأ مجلس الحكم في تموز 2003 على اساس المحاصصة القومية والطائفية والمذهبية , وهنا دق اهم مسمار في نعش التجربة الجديدة , وللا سراع في نشر الديمقراطية التي حملها لنا الامريكان على طبق, سارع الحاكم المدني بتوقيع مذكرة تفاهم مع مجلس الحكم في شهر تشرين ثاني من نفس العام , وقد رسمت المذكرة خطوات لانتقال العراق الى الحكم الديمقراطي البرلماني بسرعة يندر ان يكون لها مثيل في العالم وقد توهم واضعوا الخطة بان الديمقراطية يمكن ان تنتشر وسط بحر من الاوهام وا لطوبائية .
وكانت النتيجة فشل الديمقراطية وفشل العملية السياسية برمتها . وفي الوقت الذي بدأت المحاولات لاعادة تركيب الدولة الجديدة , كانت بالمقابل تجرى عمليات لتشكيل جماعات خارجة على القانون مدعومة من الخارج والداخل وتمثل ذلك في تنظيم القاعدة وجيش الاسلام وجند محمد وجيش السنة وجيش عمر والتيار السلفي , والتيار البدري والتيار الصدري , والمهداوية , والصر خية وو......الخ.
كل هذة التشكيلات هي جماعات مسلحة ومليشيات التقطت السلاح الذي تركة الجيش ولم يحافظ علية الامريكان.
بالمقابل سارت العملية السياسية على عجاله , واجريت الانتخابات العامة مرتين خلال عام , ووصفت تلك الانتخابات بأنها حرة لكنها غير نزيهة , الناخب اجبر على التصويت للاحزاب الدينية بدفع من تياراتها التي ربطت التصويت بضمان الطريق الى الجنة ,وخدمة ال البيت وطاعتهم , وبنفس الوقت اعد دستور دائم للبلاد من قبل مجموعة من السياسين وجاءت الكثيرمن نصوصه في خدمة مصالح واهداف المجاميع التي ساهمت في وضعه, اذ سرعان ما ظهرت النواقص والتناقضات فيه .
الحصلية كانت اخفاقات مؤلمة في بناء الدولة الجديدة , وانعدام الرؤيا السياسية الواضحة وغياب البرنامج الفكري , مع اتساع الصراعات الحزبية وتفشي حالة من عدم الثقة بين اطراف العملية السياسية نفسها.
المشهد العراقي الان هو غاية في التعقيد والضبابية بعد ان تجذرت الطائفية والمذهبية المثقلة بمشاعر الكراهية ,وتوجت هذه الحالة بانفجار صدامات دموية بين المكون الواحد في مناطق الوسط والجنوب وعلى اوسع نطاق .
لقد اصبح المواطن العراقي شديد الاحباط وسط هذة الكومة من المشاكل والملابسات, وانعكس تعثر العملية السياسية وفشلها على الحياة العامة , واصبحت حالات منع التجوال وتعطل وتوقف المؤسسات الحكومية ظاهرة مميزة لمسيرة الدولة العراقية , مما فاقم في تدهور الوضع الاقتصادي المهشم اصلا , وصار العراق يعيش حالة ركود قلما يوجد لها مثيل في هذا العالم.
بعد خمس سنوات على التغيير , وفي احدث شهادة قدمها السفير الامريكي في العراق رايان كروكر وقائد القوات المشتركة ديفيد باتريوس امام الكونكرس الامريكي ,قالا ان وضع الدولة العراقية ما زال هشا . هذا الوصف يوكد الحالة المريرة والقاسية التي يمربها العراق , والتي تكشف بان الدولة الجديدة لم تقم على اسس حديثة وفق مفهوم علمي , انما قامت بذهينة الاحزاب الدينية التي اقحمت الدين بالسياسة وجرت البلاد الى متاهات لا اول لها ولااخر .
الدين السياسي تسبب في الكثير من المشاكل فجميع المليشات والمنظمات المسلحة تمارس فعالياتها تحت شعاراتة ,وكل الاحداث التي تجري يتدخل ساسة معروفين بتوجهاتهم بتبريرها حسبما يعتقدون , وخير مثال نأتي به هنا هو الموقف من التدخل الايراني المفضوح في الشأن العراقي الذي يجابه بالسكوت من قبل الكثيرمن المسؤولين , على الرغم من ان كل الدلائل والمؤشرات تدين هذا التدخل .
هذة الحالة وغيرها توكد الحاجة لوجود نظام مدني علماني ديمقراطي يقود البلاد بعيدا عن تيار الدين السياسي الذي ثبت فشلة بامتياز .
التدهور الامني والتدهور الاقتصادي هما الحالتان المتلا زمتان التي يواجها العراق منذ سقوط النظام , والحقائق توكد بانه كلما تحسن الوضع الاقتصادي تحسن الوضع الامني والعكس صحيح , لذلك بات التحدي الاكبر هو كيف نعالج المسألة الامنية والمسألة الاقتصادية جنبا الى جنب وفي وقت واحد.
العراق الان بأشد الحاجة الى خطة طموحة وجريئة لاستغلال الموارد النفطية المتعاظمة ضمن مشروع واسع للنهوض الاقتصادي , وبنفس الوقت بحاجة الى رفع عصا غليظة بوجه الخارجين على القانون , واجبار المليشيات كافة على حل تشكيلاتها ويتطلب ذلك تشريع قانون يوقع اقصى العقوبات بحق المخربين والمجرمين وحملة السلاح والمرتشين ومفسدي نظام الحكم مهما كانت انتماءاتهم .
ان الحكومة الحالية بحاجة الى انتفاضة حقيقية ضد كل المسيئين ومثيري الفتن اذا ارادت صادقة ان تضع العراق في المسار الصحيح من اجل مستقبل افضل لابناءة.



#طلال_احمد_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة الدينية والدولة المدنية 2
- على اعتاب السنة السادسة
- الدولة الدينية والدولة المدنية في العراق
- مستلزمات بناء مجتمع مدني ديمقراطي
- العلمانية هي الحل


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طلال احمد سعيد - في ذكرى التغيير