أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !















المزيد.....

ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 2253 - 2008 / 4 / 16 - 05:51
المحور: الادب والفن
    


في دهاليز النفس وصراعات الذات المعاصرة التي لم تحسم أمرها حدا ثويا بعد ,تبرز بين الحين والآخر وصفات أدبية لعلاج ما لم يحمد عقباه من ردود الفعل لكل هذا التدوين اللا حضاري على صفحات الحضارة ذاتها ,ومن الأعراض الأكثر شيوعا بين المعالجين..المحاولون مد جسور العقل للحكمة...الأدباء أصحاب الكلمة ومعناها.. هي الانحراف المعرفي لهذه الذات المعاصرة,أملا في كونها مازالت تقرأ على الأقل تلك الوصفات فسيعتبر جهلا الأمل بتطبيقها وحال الإنسان..والعربي خاصة.. في استنفار جاذب لكل الأمراض والانحرافات المعرفية,ومن ذا الذي يجرأ إن يبشر القارئ العربي بجدوى انتظار الليلة بعد الألف من الكتاب !
يقال إن معرفة المرض هي نصف العلاج وترك لنا الكتاب وصفات كثيرة,وهذه الكاتبة اليوم تهدينا إحداها ,تكشف أولا الانحراف المعرفي ,بكونه مهم لتقييم امتعاض الذات المعاصرة حينما تصادف للوهلة الأولى بالصورة التي أقامتها لنفسها..فتشعر بالاغتراب عنوة !, هذا يحدث حينما يبني الفرد ذاتا مثالية يتماه معها ,ويتغنى بها صباحا ومساء بكونه صاحب امتياز حضاري معين,حتى إن تمادى في التماهي مع الصورة الإعلامية هذه لطفو أخيرا على شاطئ الاستلاب ..مكتشفا انه هذا هو الاستلاب الذي يثير خيبته النابعة من إدراك محو الذات ألقصدي!..لماذا الاغتراب هو ردة الفعل على اكتشاف استلاب الذات دوما ؟! ..انحرافا معرفيا قاسيا لا يتم تعويض الفرد عنه حتى بعجائب الدنيا السبع التي يتغنى بها !


هي أسطورة صينية من ضمن الخطاب الشعبي لذاك البلد العريق في حضارته الممتدة لقرون خلت وتبقى منها ارث فاعل بما له من تأثيرات مستمرة على مسار حوار الثقافات القريبة والبعيدة منها,قصة حب لم يفتقد من شعرية الحالة الأسطورية الخاصة بثقافة الصين ألا لحظة,فأجادت الأديبة العراقية سارة السهيل استثمار هذه اللحظة لتصور لنا كيف رأتها ثقافة إنسانية أكثر منها صينية وقدمتها للقارئ العربي والصيني على حد سواء في طبعة تشمل اللغتين معا,قصة السور الحزين حكاية حب صينية,تقع القصة في منظومة تصحيح معرفي كإحدى الدعوات الأدبية لرؤية أكثر جدية للشخصية التي تمثل حضارة معينة دون غيرها, فشخصية المرأة المضحية مينغ تؤكد للقارئ فيما يقارب 20 حوار أنها على حد قولها "...ثم اذهب للبحث عنه انه يحتاجني أنا لا اشك في ذلك..انه يصرخ..يصرخ ويصرخ.."أنها تكن لشيليانغ زوجها المجبر على ترك عروسه في أول أيامها في استجابة غير طوعية لحرس الإمبراطور..لكي يبني سور الصين الذي تفتخر به الصين وإذا به ينتهي عند السور كأي من الحجارة التي يرصفها هؤلاء الملايين من رجالات الصين المنكوبين برغبة إمبراطورهم..انتهى وبقى السور! ..لذلك تؤسس الأديبة العراقية سارة السهيل لهذا البقاء معنى غير ما توافر في وريقات تعظيم عجائب الدنيا السبعة,ومن خلال عمود القصة البطلة الضحية,أن شخصية مينغ في صياغتها أصلا كانت محور أسطورة تريد أن تحي روح أنثى كتعويض لجسد الصين المنتهك أملا في عدالة مستقبلية يكون الحكم فيها مناطا بالأجيال المبتهجة بعظمة السور الذي يعتصر صراخ هذه الأنثى ,وبالتالي فهي لا تخرج من الإطار الخاص بالميثولوجيا وهي التي تعني الأساطير أو حكايات خرافية نشأت منذ فجر التاريخ وتلعب فيها الأدوار الخيالية والأبطال الأشداء من البشر وكون مهمتها الأولى هو إن تقوم بتوضيح وشرح الظواهر المختلفة للطبيعة فليس من الغريب إن تتناول القصص المرتبطة بالمجتمع بصورة خرافية إذا كان يعاكس الطبيعة التي جبلوا عليها البشر,بحيث تحتاج تفسيرات منطقية لو غابت لحلت مكانها ..وبشكل طبيعي..أمثال هذه الميتافيزيقيا التعويضية,أن ما قدمته الأديبة العراقية سارة السهيل على انه ميثولوجيا قصصية يلاءم إطار الزمكانية , والتي امتثلت أساسا لطقوس العلاج الواعي المنشود دوما لتلافي المرحلية ضيقة الإطار, فجاء حوار الشخصيات ذو قصديه واضحة المعالم لا يتوه القارئ معها في ثنايا الأسطورة ,ولكي ننصف في نظرتنا إلى زاوية التناول نؤكد كون ما تم في هذه القصة الميثولوجية بامتياز والتي تحاكي عصرها الصيني ..العربي على قدر مكفول من العدالة الأدبية ,لا تتم محاكمتها بأقل من النقد الموجه لا المتوجه !, للكاتب السومري.. شين ئيقي ئونيني ..والذي وجد توقيعه على ملحمة كلكامش بحيث يعتبر البعض هذه القصة..لا الأسطورة ..أول قصة عرفها الإنسان, وبما انه المصدر الوحيد لأسطورة كلكامش فشفع له ذلك أمام مقصلة النقد الأدبي,فهل يكون ذات الحكم واردا على مصدر قدم أسطورة صينية للأدب العربي ,والصيني ,في شكل قصصي كما فعلت الكاتبة ؟! , وهي حفيدة هذا القاص ومن ذات حضارة أول حرف يقدم للتاريخ..وأول قصة !


في الإمالأرواح يدفعهاكاتبة في نهاية القصة التي تحولت بنا من نهايتها المأساوية بانتحار المرأة الناجم عن شعورها بالذنب حيال قرارها بالزواج من الإمبراطور الذي هو أيضا صاحب قرار طاعة أحلام مجده من قبل الشعب عنوة ,هذا الرجل الذي خطف زوجها من فراشه في ليلة الزفاف,انتحرت بعدما تجاذبت معه أطراف الحديث كزوج وزوجة !, الإمبراطوترمز لملايينيل روحها الباكية بما أغراه من جمال الجسد المنتحب على زوج فارق حياة بدون أدنى معرفة بالسبب, انتحرت لشعورها بالذنب رغم إن سبب قبولها الزواج كان جنازة مشرفة لهذا الفرد..المواطن . .المحب و اترمز لملايين ! , بجنازة ولو متأخرا.ملايينمتأخرا. يدفعها بنك الشعب ضريبة أحلام إمبراطور.., انتحرتينها ذو أنياب الفحولة على الطلب طلعا , , فيحرتت فلم تقتنع بتسليم الجسد ثمنا عادلا لجنازة زوجها,انتحرت خوفا من تسليممتأخرا.ا يجمعها وحبيبها لقاء , فيي حوالي سبع حوارات بعد هذه النهاية للقصة الأسطورة تبين الكاتبة على لسانها "إن سور الصين العظيم بقي واقفا كشاهد تاريخي على مر العصور على دم العمال وجهد الشباب وتضحية المواطنين ومعاناتهم..",وكان هذا الحوار في تتمة لقصة خارج القصة الأسطورة تبين كيف إن الكاتبة اختارت زاوية التناول في للأسطورة في أثناء سيرها فوق السور ,ونقف هنا لنلاحظ كون أسلوب الكاتبة المبسط في شرح أسباب الشرخ بين القصتين لم يأتي بوصف بل بتبرير لزاوية التناول أكثر منه مدخلا ..و لو متأخرا ..للقارئ وفق كونه لا يمتد على مراحل تسل, حيثرائي معين,حيث تم مباغتة القارئ,وما يهم التأكيد الحاصل فعليا بكون تماشي خطى الكاتبة مع انحراف السور عن مغزاه المعرفي بوصفه احد عجائب الدنيا السبعة..ومن وجهة نظر أدبية..ألا تأكيدا على الذات القارئة المعاصرة,ولا ضير من انخراط الذات الصينية تماشيا يساريا شموليا في وجهة النظر النقدية هذه..لأن الانحراف المعرفي لا يخشى حتى استقامة سور الصين !..هكذا بينت صور ما بين سطور هذه القصة خارج الأسطورة برأينا وبلسان حال معاصر هي الأديبة العراقية سارة السهيل. بامتياز ! .



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرية الفن الثامن..المتلقي
- فلسفة الفن الثامن..ماهي؟
- حول علمية الفن الثامن
- فلسفة عراقية للفن !
- حول الفن الثامن..توطئة
- في معادلة الفن الثامن..توضيح
- سارتر والأديبة العراقية سارة السهيل !
- حول الفن الثامن
- علمية الفن الثامن
- تجربة الواقع الأفتراضي وفق علمية الفن الثامن
- واقعية التجربة الأفتراضية في ضوء علمية الفن الثامن
- مطلق التفاعل الفني في الفن الثامن
- نقاط ارتكاز التجربة في الفن الثامن
- نماذج التجربة الفنية
- النمذجة الفنية تجريبيا
- ثلاثية الأحتواء التفاعلي في معادلة الفن الثامن
- مديات الأحتواء الفني في معادلة الفن الثامن
- اكليكتيك الأفتراض الفني في معادلة الفن الثامن
- ديناميكية البعد الرابع في معادلة الفن الثامن
- ميتافيزيقية البعد الرابع وفق معادلة الفن الثامن


المزيد.....




- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - ميثولوجيا قصة و انحراف معرفي !