أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نحو فقه عقلاني جديد















المزيد.....

نحو فقه عقلاني جديد


أشرف عبد القادر

الحوار المتمدن-العدد: 2250 - 2008 / 4 / 13 - 11:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا شك أنكم تؤمنون مثلي بأن فقهاً عقلانياً مستمداً من منابع الإسلام الحقيقية-قبل أن تعبث به يد العابثين والمغرضين السياسيين،عبر الأجيال والعصور،خاصة بالسنة النبوية،حيث دونت السنة بعد ما يقرب من مئتي سنة من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم- هذا الفقه العقلاني،هو الوحيد القادر على انتشالنا من السقطة الفكرية والحضارية التي يمر بها العالم العربي والإسلامي الآن. فقهاً يملك فقهائه الشجاعة الأدبية والعقلية والفكرية،فقهاء مزودين بقيم وعلوم عصرنا فيقومون بغربلة ثراثنا الإسلامي وفكر سلفنا الصالح-الذي كان صالحاً بمقاييس عصره- باقين منه على جوهره وجواهره، أي ما يفيد المسلمين في حاضرهم ومستقبلهم،انطلاقاً من فقه المصالح الذي نادي به كل من ابن القيم الجوزية والشاطبي،فحيث مصلحة المسلمين،فثم شرع الله،ناسخين منه مالم يعد متوافقاً مع روح عصرنا وحقبتنا،كما فعل أبوبكر، وعمر، وعلي، ومعاذ... وغيرهم من سلفنا الصالح،وكذلك كما فعل كل من شيخينا حسن الترابي وجمال البنا حالياً،وكما يفعل إخوتنا في حزب"العدالة والتنمية"الإسلامي التركي وفقهم الله لما يحبه ويرضاه،فقه يجيب ويستجيب لمطابنا وحاجاتنا الأساسية الآخذة بأعناقنا،فقه يرد على أسئلة شبابنا التي تحيرة ويخاف أن يطرحها حتى على نفسه حتى لا يتهم بالكفر، فقه يجد الشباب فيه نفسه لا أن يفقدها فيه،فقه يساعد الشباب على حب الحياة وإحياءغرائزها: حب الموسيقي،الغناء الرقص،النحت،الرسم ....إلخ،بعيداً عن فقه النحر والانتحار،الذي يحيي فيهم غريزة الموت، الميتة والمميتة،فقه مبني على أن"الدين يسر" وعلى"يسروا ولا تعسروا"وأن "رحمة الله وسعت كل شيء" هل هذا كلامي أم كلام سيد الخلق أجمعين؟ فنحن نعيش وكأننا وحدنا الذين نعيش في هذا العالم،فهل يعرف المسلمون أن هناك أناس آخرون يعيشون معنا في هذا العالم يجب الإعتراف بهم، أم أن نرجسيتنا الدينية الفردية والجمعية تضخمت حتى أنستنا أن العالم أصبح بفضل الثورة الكتنولوجية الغير مسبوقة،قرية كونية صغيرة نؤثر ونتأثر فيها ببعضنا البعض،فقه يخاطب العقول بالحجج المنطقية،لا فقه أسطوري يعّيشنا في أضغاث الأحلام والخيالات والسراب الذي يحسبه الظمآن ماء فإذا جاءه لم يجده شيئاً،ويعيدنا إلى ظلام العصور الوسطى.
فالحداثة-للذين يقفون عائقاً في طريقها- تيار تاريخي لا يصد ولا يرد،وأنها دخلت بيوتنا شئنا أم أبينا،إن ما يفعله المتأسلمون الآن -بوقوفهم عائقاً في طريق الحداثة-هو تعطيل لسرعتها فقط لكنها آتية كالساعة لا ريب فيها،نحن بحاجة ماسة لفقهاء جدد يؤسسون لمبدأ العقلانية بفقه عقلاني جديد، من منطلق الإيمان المبني على العقل لا الخرافة، فعندنا مثل شعبي في مصر يقول "ربنا عرفوه بالعقل" لا بالخرافة والأسطورة والتخييل الفردي والجمعي، فقه يؤمن بالعقل كمرجع ،وبالإنسان-أي إنسان- كقيمة،فلا مكان لنا اللآن وبهذه الصورة المزرية،من فتاوى نحر وانتحار،لقتل اليهوديات الحوامل،لفكر الجهاد إلى قيام الساعة،واضطهاد المرأة وغير المسلم (اليهودي والمسيحي)، إلا في متحف الحفريات، حيث يجب وضعنا فيه،ونكتب تحته بالبنط العريض: "هذه صورة الإنسان في القرون الوسطى".
نحن بحاجة إلى رفع هالة القداسة عن فقهائنا القدامي والمحدثين، لأن تقديسهم هو العقبة الكأداء في طريق تقدمنا، إن خوفنا من معرفة الحقيقة هو الذي يجعلنا نصدق كل ما يقال دون ترو أو إعمال للعقل . وأضرب لكم مثلاً على ذلك،عندما قرأت-منذ سنين- في الجزء الثاني من كتاب"الفتنة الكبرى" لطه حسين أن عبد الله ابن عابس"حبر الأمة"،قد سرق بيت مال المسلمين،عندما كان والياً على البصرة، واختبأ به في الحرم النبوي،في خلافة علي بن أبي طالب،كرم الله وجهه،وكتب إليه الإمام علي يطالبه بإعادة مال بيت مال المسلمين قائلاً له: "كيف ستلقى الله بأموال المسلمين؟" فرد عليه "حبر الأمة" بكل وقاحة:"لأن ألقى الله بأموال المسلمين خير لي من أن ألقاه بدمائهم مثلك"!!!. فكيف نلغي عقولنا أما هؤلاء السلف وغيرهم،فلهم عقول ولنا عقول أفضل من عقولهم بما قدمته لنا علوم الأديان،لنحلل و نفهم ديننا بعقلانية أكثر.
لم أستطع ليلتها النوم،لا لأن عبد الله ابن عباس قد سرق،لكن لأنه "حبر الأمة" فكانت له هالة من القداسة،وبعد إعمال عقلي سألت نفسي،هل ابن عباس رجل مثلي وبشر؟قلت نعم. إذن هو إنسان مثلي ومثلك يعتوره الضعف الإنساني،ومن منا لم يسرق ولو بيضه في حياته؟؟!! لكن مشكلتنا أننا "نؤمثل" الصحابة وعصرهم،حسبنا نظرة موضوعية لنري أن مجتمع الصحابة بل والصحابة أنفسهم بشر مثلنا بهم :الغيرة، والحسد، والكره، والحب والبغض ... لكننا نحن الذين أمثلناهم،هم وعصرهم،ورأيناهم إناس غير عاديين في زمن غير عادي، في أقوالهم وأفعالهم،في حين أن الواقع والتاريخ يكذبان ذلك، فعندما قرأت كتاب خليل عبد الكريم"شدو الربابة بمعرفة أخبار الصحابة" وهو من ثلاثة أجزاء،كنت أتمني-والله- أن لاتنتهي هذه الأجزاء الثلاثة،وكنت أبطئ في القراءة خوفاً من إنهاءها بسرعة. لماذا كنت سعيداً بهذه الأجزاء الثلاثة؟ لأنها أرتني أننا بخير،وأن هناك أمل في الإصلاح، فنحن نلعن عصرنا ونشكو من الفساد وانعدام الأخلاق فيه،وأنا من خلال كتاب خليل عبد الكريم،رأيت عصر الصحابة،وهم الرعيل الأول للإسلام،ومن جالسوا النبي، وكتبوا عنه الوحي، كان مجتمعاً-رغم بساطته- به الصالح والطالح،الخير والشر، الأمانة والسرقة،العفة والزنا، والتنابذ بالألقاب . فقلت في نفسي: لقد كان -إذن- مجتمعاً كمجتمعنا،بل نحن نعتبر أقوى إيماناً منهم،على الأقل لأنهم عاشوا فترة التنزيل،وجالسوا النبي وناقشوه وتأثروا به،أما نحن فآمنا بالله وبرسوله،وصلينا وصمنا وزكينا مثلهم،على الرغم من عدم مشاهدتنا لذلك كله، وعلى الرغم من تعقد مجتمعاتنا في عصر متطور سريع بالتكنولوجيا والثورة المعلوماتية الغير مسبوقة،صحيح أن نسبة الفساد والجريمة-لأحق الحق-أكثر من عصرهم،إلا أن هناك نسبة وتناسب،فقد كان صحابة الرسول في غزة بدر 300 أما بلدي،مصر، وحدها الآن أكثر من 80 مليوناً.
المطلوب منا اليوم لننهض من جديد،بعد أن سقطنا في هوة الجمود الفكري والديني وعبادة الأسلاف،والإرهاب المتأسلم،وكراهية العقل والحداثة،هو أن نعطي لنصف المجتمع،المرأة،حقوقها كاملة غير منقوصة،لتتساى بنساء العالم،ونعترف لمواطنينا غير المسلمين بحقوقهم الكاملة في المواطنة،ونعطي لأبناءنا تعليماً دينياً عقلانياُ ليفهموا دينهم ودنياهم فهماً عقلانياً. لقد تخلينا عن العقل فسقطنا،فلنعد إليه لننهض من سقطتنا من جديد إن شاء الله.
[email protected]



#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أهل الكهف في القرن 21
- شرع الله
- وفاء سلطان ... والقرآن
- الغنوشي يكفر أوردغان
- غلق المساجد
- رسالة مفتوحة إلى صيام والجعبري: لا تحولوا الجنة إلى ماخور
- دور مساجد الضّرار: في تجنيد الإرهابيين
- رسالة إلي يهود باراك: إذا قتلت هنيه فقد قتلت السلام
- قائد من حماس: يدين إنقلاب ميليشيات حماس
- الغنوشي يهددنا
- الغنوشي يتحدي مفتي السعودية
- خفاش تونس :مطرود من السعودية
- الرد على الفيلسوف الجابري: برجاء لا تخلط بين العقل والعقلية
- بشائر عام سعيد
- لا لخفافيش الإرهاب: لا ترحل يا ساويرس
- المشروع الطالباني دموي
- دفاعاً عن مفتي السعودية :ضد الإرهاب
- دفاع جبان عن القاعدة
- سمكة الإرهاب تختنق
- على غرار تونس:شجعوا المعارضة الديمقراطية البناءة


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أشرف عبد القادر - نحو فقه عقلاني جديد