أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جان باتو - منتجات صناعة النسيج والرأسمال المعولم البيئة رهينة















المزيد.....

منتجات صناعة النسيج والرأسمال المعولم البيئة رهينة


جان باتو

الحوار المتمدن-العدد: 2249 - 2008 / 4 / 12 - 10:56
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    



يمكن اليوم شراء ملابس بالكيلوغرام بأسعار مماثلة لأسعار المواد الزراعية الأساسية. يتمخض هذا التطور عن انفجار لاستهلاك الأنسجة على الصعيد العالمي، لا سيما ببلدان الشمال. باتت الأزياء متخلى عنها بسرعة متزايدة، حتى قبل استعمالها لأنها "موضة متجاوزة"، أو لنقص متسع لتخزينها. أن العواقب البيئية لهذا النزوع الجامح منذرة بالخطر، ومضرة ببلدان الجنوب بالمقام الاول. إنها صك اتهام حقيقي لنمط الإنتاج والاستهلاك الرأسمالي.

--------------------------------------------------------------------------------

في الولايات المتحدة الأمريكية، تأتي الألبسة في المرتبة الثانية، بعد التغذية، في استهلاك الأسر. انتقلت القيمة الإجمالية لما بيع من ملابس من 162 مليار دولار عام 1992 إلى 282 مليار دولار عام 2002، بينما انخفضت متوسطات أسعارها بنسبة 25 %، بفعل انخفاض الأجور الفعلية للعمال والعاملات، ومكننة الصناعة المتنامية وارتفاع الطلب على المنتجات الرخيصة. وهكذا تشتري أسرة أمريكية متوسطة 40 تي شورت T-shirts كل سنة، 94 % منها مستوردة. و لإيجاد متسع في دولابه يتخلص كل فرد من 31 كيلوغرام من الملابس سنويا (10 مليون طن في المجموع). فمصاعب التخزين تمثل العقبة الرئيسة بوجه ارتفاع استهلال النسيج. توفر كل وحدة في المساكن الجديدة "للطبقات الوسطى" على حجرة ثياب من 1.80 م على 2.40 م.

ألياف الانتاجوية

يستدعي إنتاج الألياف التركيبية، مثل النيلون والبولستير، موارد غير متجددة، البترول بالأساس. ويسهم في بث الغازات المسببة للاحتباس الحراري مثل اوكسيد الآزوت، وكذا تلويث المياه ( طرح المذيبات العضوية، ومعادن ثقيلة، وملونات، ومواد المعالجة، الخ) [7]]. إعادة تدوير النايلون سهلة، بينما تؤدي إعادة تدوير البولستير إلى تدني جودته.

ليس للألياف المنتجة من مواد متجددة تأثير أفضل على الطبيعة. فإنتاج الرايون (حرير يصنع من السليلوز) من لباب الخشب، ملوث جدا للهواء وللمياه. كما ان تربية الأغنام صناعيا مهددة التنوع الإحيائي، ومسببة لاجتراف التربة المتسارع، وكذا تلويث المياه. كما ان معالجة الصوف تستعمل مركبات عديدة لغسل الألياف، واتقاء انكماشها، وتحسين قابليتها للغسل. كما يتطلب إنتاج الجلد مواد سامة عديدة( مركبات عضوية ومعادن ثقيلة).

قطن مناف للطبيعة

تزرع الولايات المتحدة الأمريكية 20 بالمائة من القطن الخام بالعالم. لكنها لا تنتج غير 5 بالمائة من الأقمشة القطنية ( مقابل 10-12 بالمائة في 1996-97 )، بينما تستهلك الثلث، بالاستيراد أساسا [8]. والحال ان زراعة القطن تمتص بالولايات المتحدة الأمريكية 11 بالمائة من المبيدات الزراعية مقابل زهاء النصف ببلدان الجنوب. طبعا يتيح الصنف Bt ، المعدل جينيا لإفراز ذيفان، قبل تكيف الطفيليات معه، خفض استعمال المبيدات. لكن القطن يظل مستهلكا كبيرا لمبيدات الأعشاب ( 10 مليون طن بالولايات المتحدة الأمريكية)، دون حساب مبيد الأعشاب المستعمل لتسهيل الجني. لهذه الأسباب مجتمعة جرى ادعاء ان تحويل البترول مباشرة إلى بولستير أفضل من حرقه كوقود لأشغال زراعة، وتخصيب، وسقي، وجني ومعالجة القطن [9]. ومن جهة أخرى، أيا كانت طريقة الزراعة المختارة، تستدعي صناعة القطن العديد من المنتجات ( الصودا الكاوية لتنظيف الألياف، عناصر بياضة قبل الصباغة، formaldehyde ضد التجعد ،الخ). هكذا يلزم 60 ليتر ماء لتبييض الألياف الضرورية لقميص واحد، دون حساب الصباغة، التي تستدعي، هي أيضا، ماء كثيرا، ممزوجا بعناصر ملونة ومواد مساعدة. وثمة جيل أصباغ جديدة، متفاعلة مع الألياف، تعطي ألوانا نيرة أكثر وثابتة، هي أيضا سامة، وفصلها عن الماء أصعب، و اقل تحللا بالأجسام الحية.

الجنوب في خطر

مع إلغاء الاتفاق متعدد الألياف، المتفاوض عليه بالمنظمة العالمية للتجارة (1995-2005)، جرت لبرلة تجارة النسيج العالمية. وهكذا تركز تدريجيا إنتاج الأقمشة القطنية ببلدان الجنوب - الصين (36%)، والهند (14%)، وباكستان (10%)، وتركيا (6%) [معطيات 2006] – حيث أثرها البيئي والصحي منذر جدا بالخطر. وهكذا يشكل الاستعمال الكثيف لتكنولوجيا لا تراعي البيئة والصحة، لا سيما العمال/العاملات، خطرا متناميا: فرط استهلاك الماء العذب، تلويث مجاري المياه وحقوق الماء الجوفية، وأمراض سرطانية، وبوجه خاص العمال/العاملات المعنيين الخ. وأخيرا يسهم التصدير الكثيف للملابس المستعملة من الشمال إلى الجنوب في خنق المنتجين المحلين المستقلين بالعالم الثالث.، لاسيما بأفريقيا [10] منذ الثورة الصناعية، تفكك أكثر فأكثر الطلب على الأنسجة. ومؤخرا أصبح اللباس علامة هوية مملاة من خارج [11]: انه يجعل المرء شابا، و cool و trendy ، الخ " كيف يبدو المرء ويحس بحال أفضل" بتغيير المظهر طبعا. لم تكف الموضة والإعلانات التجارية عن تشجيع فرط الاستهلاك الدائم. منذ أواسط القرن التاسع عشر لاحظ تاجر بريطاني بيان لويس بوتوزي بالمكسيك:" النساء هنا عندما يرون نمطا جديدا من كليكوت ( نوع قماش) مطبوع يحبنه، يعملن كل شيء للحصول على قطعة ولو تحملن لأجلها الجوع في الشهر التالي." واليوم بالولايات المتحدة الأمريكية لا تقول مديرة الماركتينغ بشركة Cotton Inc غير ذلك:" ثمة بلا شك نساء يحبن التبضع أكثر عندما يواجهن مصاعب مالية، لان ذلك يجبرهن على لعب المستهلكات الماهرت." يقوم اقتصاد الأنسجة الرخيصة المعولمة اليوم بتثوير قطاعات واسعة من الزراعة والصناعة والمبادلات والتوزيع. و تعبر جيدا على منطق الرأسمالية: توسع بلا نهاية للإنتاج والاستهلاك السلعيين. هذا النظام أقوى بشكل لامتناهي من المقاومة القائمة على بلوغ الوعي فرديا [12] وقد ابرز بحث جامعي أمريكي أن الأشخاص المطلعين على العواقب البيئية لفرط استهلاك الأنسجة لا ينهجون سلوكا أكثر مسؤولية.

ليست الألياف الطبيعية، وفق منطق حماية المستهلك، ترياقا مقارنة مع الألياف التركيبية، لا القطن التقليدي قياسا بالقطن Bt ولا المنتجات home made قياسا بالمنتجات المستوردة. في الواقع يستدعي الخروج من هذه الحلقة المفرغة منطقا اقتصاديا واجتماعية مغايرا جذريا: إنتاج قيم استعمالية مستجيبة للحاجات الفعلية للسكان، بدل إنتاج قيم تبادلية استجابة لطلب تثمير لا نهاية له للرأسمال.

جان باتو

المصدر: أسبوعية Solidarités السويسرية عدد 119 بتاريخ 19 ديسمبر 2007

تعريب: جريدة المناضل-ة






#جان_باتو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - جان باتو - منتجات صناعة النسيج والرأسمال المعولم البيئة رهينة