أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - علينا أن نواجه_ثرثرة















المزيد.....

علينا أن نواجه_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 2248 - 2008 / 4 / 11 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


تلك هي عبارة عماد، الذي أعيد التأكيد أنه أكثرنا شاعريّة.
بصيغة وطريقة وشكل، يتعذّر، سوى على عماد أن يعيشها...وثم ينطقها.
وآخذ الصيغة الأكثر قربا في العبارة_علينا أن نواجه، أي نحدّد ما نريد بوضوح أولا.
التكلفة....وكلّ ما سيأتي بعد، هو بعد...لاحقا.
.
.
المرأة الأولى التي أحببتها، وما أزال أقابل بقيّة عمري، بسهرة معها.
أرسلت صديقا_ليخبرها أن حسين الجحش ابن الجحاش...يرغب في بناء علاقة معها!
كان ذلك منذ أكثر من ثلاثة عقود.
.
.
صديق يحميك، يؤنسك، يقتطع من لحمه مجازا وبالفعل، ...كي يخفّف من ألمك.
كنت على الدوام(من القلّة المحظوظة)بالصداقة...صديق ثم صديقة، هذا حقيقي.
سوزان....التي هي من أب لبناني وأم عراقية، من هذا الصنف الذي لا يتكرر.
.
.
كيف ستتلقّى الخبريّة، في نفسها وفي صيغ التعبير الخارجي عنها؟.
أتخيّلها....محظوظة_مع خلطة غيرة، ....هذه التي رفعت حسين إلى الحبّ، وأعادت قطع إنسانيّته ، .....المبعثرة.
هكذا أتخيل الشاعرة الأنعم والأرقّ، .....والصلبة أحيانا إلى درجة القسوة، تفكّر.
.
.
ثم تنهمر الرسائل.....إلى أميرة حبي أنا.
*
وضعت كأسا، ملأته وشربته.
شربت الثاني.
خائف بنفس الدرجة التي_أستدعى فيها إلى فروع الأمن باللاذقية_ ولأنني عالم نفس حقيقي، ....وذكي، وواسع الحيلة، أضع كل الخرائط والمخطّطات والمشاريع على الطاولة أمامي، كيف أفهم المشهد ثمّ أتخيّله. وهذا ما أفعله الآن بالضبط.
.
.
بدأت بالكأس الثالث(كي أنجو من المحاسبة واللوم) على رأي خلف صديقي الكاتب الجميل والشاعر ....المقنّع_خلف يكتب المقالة بروحه وأعصابه، ويكتب الشعر بالكرافيت والحذاء اللامع، ....وأقسم بكل ما أحبّ وأحترم، حاولت ثم حاولت يا أخي شعره ثقيل الدم والروح، ولا أستطيع تغيير ذائقتي ...حتى نصف سنتيمتر، فصام حقيقي ولا يمكن أن يكون نفسه كاتب المقال...لماذا لا يخطفون السوريين، وشاعر سوري لا يعرف عباس وغيرها الكثير، وهو نفسه كتب نون الرعاة ثم التنزيل....صعبة.
.
.
بدأت الخمرة تلعب برأسي. أحاول الربط، أو الترابط بين العبارات، بصعوبة ولكن.
أمامك خيارين يا حسين الجحش_جميعهن أحببنني كأخ_ عندي عشر أخوات ومئات بنات العمومة والخؤولة...، لا أريد الزيادة أبدا. ومن تريد أخا لتذهب إلى الميتم....إلى الجحيم لست أخا لأيّ منكنّ....صديق ، اقبلها...هي فسحة فضاء كما أفهم.
المهمّ.
لمن أكتب الآن؟
سؤال ذكيّ ووجيه.
أكتب لأن......هذا المتاح لي بسهولة.
أكتب لأتسلّى....لأتشاغل عن فكرة الانتحار، صارت مبتذلة، لكنها في الأعمق.
والله....وأبدأ بالكأس الرابع.
حسين يسكر من الكأس لأول_يلتقطها خاف بحاسّة القطط، حقيقة.
نعم، ...والله أحيانا اسكر قبل حضور المشروب، يا أخي ...ضع نفسك مكاني.
*
قرأت العبارات_أعلاه_ بسبب الهوس الدفاعي أولا، ...ربما، وأنت ناقصك، ..كيف.
مع الكأس الرابع أتحوّل إلى عنترة زماني.
لا أخاف. لا أتردّد.....قلها وأمضي في طريقك.
أتخيّل سعيد عقل، نموذج الشاعر في الحياة، نصوصه لا أوافق على فرادتها.
أوافق على نموذج الشاعر الذي حفراه، بالأسنان والرموش والألم:
عماد جنيدي
ومن بعده سعيد عقل.
أكثركم لا تعرفون عماد جنيدي ابن بيت ياشوط. وهذا من دواعي فخري.
.
.
عماد جنيدي يموت الآن، مع فظاظة العبارة، بعيدا عنّا وعن الجميع، ....كي لا يقلق الراحة.
نلصق به الصفات، التي نسقطها عليه، للتوفيق بين الضمير والرغبة.
*
بدأت أرى الخمرة جدارا .
بدأت أرى....الكمبيوتر والكلمات والخطوط والظلال ....وكل شيء....امرأة.
دخلت في الطور الأول من السكر.
عرق الريّان السوري العظيم_ ولا عظيم سواه
هو من رائحة حبيبتي
حبيبتي....
أدندن وأغنيّ وأطير، فوق السحاب والنجوم، فوق المقابر والحروب
حبيبتي.
لو كان الخوف رجلا لقتلته!
نعم.
لكن الخوف أعمق من الحبّ.
*
منذ زمن بعيد أفكّر:
لأتوقّف عن الخوف، عن الهروب، لأواجه......
هذا ما أحبّ
هذا ما أريد.
أضحك. أضحك وأضحك.
الليلة هذا المساء على الكورنيش الجنوبي، مجزرة....رعب....فظاعة
إنهم يسرقون بحر اللاذقية.
بين بحر وبرّ_تلك احفظها أنا أيضا لئيم وحيسوب، هي عبارة حبيبتي.
البحر.
من هنا يبدأ العالم. يبدأ الحبّ، المعرفة، الحواسّ...
على الكورنيش الجنوبي...يا إلهي
كنت الغريب في اللاذقية، هذه البقعة من الأرض، سطا عليها اللصوص وقطّاع الطرق.
يا إلهي لا يمكن السكوت.
أشعلت سيجارة الحمراء الطويلة، وأشعلت الثانية، ، ، ، ولا أرى البحر.
ماذا يفعلون هنا.
انكسرت.
على الكورنيش الجنوبي هذا اليوم، انكسر حسين عجيب، ضمير اللاذقية وروحها.
شاعر العربية الأعمق....الكاتب الذي يؤلم_ويضحك مرات.
....من الملائم تجديد الدعوة إلى قراءة صديقي(ويلهام رايش) في كتابه الأهمّ والمختصر_ استمع أيها الصغير:
لشدّة ما تحتقر نفسك يا صغيري_لا تستطيع القبول ولا التصديق_ أن الذي يجلس بجوارك يقوم بعمل هام ومهمّ....كانت الترجمة الحرفية: يقوم بعمل عظيم....
لو كانت ثرثرتي_غير بالعربية_لكانت كلمة عظيم، صغيرة عليها.
لكننا في قبور متجاورة، وبلا أفضلية أو تفضيل.....
الليل يجمع كل الأصوات والأشكال، لكن باللون ذاته_شاعرة سوريّة لم تنشر كلمة.
.
.
كثر من قرّاء الثرثرة لا يعرفون، أن عمل حسين الذي يطعمه الخبز والسموم، مهندس في طوارئ الكهرباء باللاذقية، وعلى مدى 14 سنة كان قانعا وراضيا بالحدّ الأدنى، وسيبقى مثله مثل شبيهه فرناندو بسوا_شاعر البرتغال الأعمق_ طلبه كأس وسيجارة وفسحة هادئة للقراءة والكتابة....وأما الحبّ والعشق فهو بذخ، قد لا أحتمله.
.
.
أثناء سهرة موسيقى فرنسية وبضيافة المركز الثقافي الفرنسي باللاذقية، سنتهامس مع حسام ومنذر....لو أن الفرنسيين بقوا....
سيلين بوناسينا_ساكسوفون
ريمي شوداين_غيتار بايس
راتزيمبازافي هاريلالينا_درامز
....تكررت الفكرة في رأسي وأنا أتفرّج أكثر مما أستمع، للفرنسية الجميلة
يا إلهي....هي الحياة الواقعية بهذا الجمال هناك!
ثم....لأدخّن وأفرّج عن همومي، خرجت
أشعلت السيجارة، ....ولا يرى البحر، سرقوه، نعم، أجل
في هذه اللحظة حدثت الدراما السوريّة حقيقة.رسالة من حبيبتي....وأتمهّل في الردّ.
أشعل سيجارة ثانية.ثم يأتيني اتصال غريب وعجيب، من مؤسسة الكهرباء.
يتوعّد ويهدّد....المهندس س:
أوقف تاكسي وفي وجهي إلى مديرية الكهرباء.
أفكّر....أللعنة يا حسين، اهدأ، بمجرد دخولي إلى مكتب الطوارئ في اللاذقية، ...إخوتي، زملائي....عشرة عمر. يسأل عنك...س... طبعا مسبوقا بالأستاذ.
.
.
في الطريق إلى مكتبه، ألعن سوريا بحرها وجبلها ووحلها...، وكلّ ما يتنفّس فيها.
....أفكّر، من دون الراتب الوظيفي، ستعود يا حسين تحت رحمة أوغاد لا يعدّون ولا يحصون.....هل نسيت لن أنسى أبدا.
لكن الجرح، وبقية كبرياء، .....العن هذا البلد مع ساعته، قدّم استقالتك يا أخي، تمهّل....هذه بلادك قبله وقبل ربّه.
دخلت غاضبا، حسين الذئب....نعم الذي يعضّ حتى عزرائيل لو هاجمه.
.
.
كان الزميل منطقيا_نحن كلانا مهندسان_ ورامبو الشاعر الفرنسي الشهير، كان يحلم بإنجاب ولد، ....وحلمه أن يكون مهندسا....لا تسامحهم يا إلهي.
انتهت بخير، على خلاف الوعيد والتهديد، انتهت بخير.
.
.
*
ضحكت، وضحكت كثيرا.
أتحدّث مع منذر: وينك، وين رحت.
استدعوني إلى الدوام.
نراك غدا.
.
.
ثم أصل إلى بسنادا آخر الليل،
لا بدّ من كأس وأكثر.
.
.
ثم في منتصف الكتابة، تنقطع الكهرباء، ....ألو
أنا المهند.....قبل أن أكمل، يجيبني الصوت ...أهلا أستاذ، أهلا...هذا مجد
أعرفهم من أصواتهم على التلفون، ويعرفوني قبلا....يشهد الله.احترام صادق.
الكهرباء عندنا....نعم، أستاذ تبديل محوّلة....يلزم حوالي الساعة.
.
.
عدد موظفّي طوارئ الكهرباء في اللاذقية يفوق المئة، اعرفهم بالوجوه، وأكثرهم يعرفوني من الكلمة الأولى على التلفون.
نتبادل الاحترام. حقيقي.
رامي رضوان رئيس قسم المتوسّط، جورج عبد الله رئيس مكتب الطوارئ، ....والبقية...بسام، أبو اسكندر، نزار، أبو عثمان، الحجّي....أبو رامي_عدّة اسمهم أبو رامي_تيمّنا بالمهندس رامي رضوان...الذي أحبّوه مثل ابن ثم أخ....، رئيس القسم أخيرا. فيهم كلّ صفات الرعاع والرجولة في مزيج سوري، جميل ومحزن.
نادرا ما تشاجرت مع أحدهم.
ليس بسبب أصولي اليساريّة فقط. لأنهم يردّون الاحترام بمثله، وأكثر.
.
.
أحببتهم، ....يتحدّثون بلغة سوقيّة أجل، أير وكسّ ....ونيكه....أستاذ، مع لطف وشفافيّة.
نلعب الورق، أحبّ لعب الورق مع عناصر ورش الطوارئ، حقيقة.
أتألّم وانكسر، على باب مديرية الكهرباء، ....أقرأ اسم جديد، في لوحة شهداء الطبقة العاملة، أنفر من هذه اللغة الخشبية، ....احزن وأتألّم....أرى اسم أحدهم، معلّقا أسفل القائمة... يا ألله، البارحة تصافحنا، .....
في أعمال الكهرباء لا توجد غلطة ثانية غالبا، تقرأ الاسم فوق ورق النعوة.
*
أنا الآن في ليل بسنادا.
أشرب كأسي، رقم أربعة أو خمسة، صرت أسكر بسهولة
وما يخيفني صرت اغضب بسرعة أيضا.
لا يعدم الغضب أسبابه ومبرراته. لكن الحلم وسعة الأفق مع الرحابة والتسامح، من أفعال الإبداع وجواهره.
.
.
هل هذه رسالة حبّ وعشق؟
_أجل، نعم
كأنني عاشق، أذكر هذا الشعور....كان ثمّة تعرّق، و....يمكن أسمه خفقان ودقّة قلب، أستشعرها الآن.
حبيبتي
حبيبتي
نامي بهدوء.احلمي....
أصابعي تعيد الغطاء على جسدك، برفق
ترفع ضفيرة شعرك، وتسندها بتؤدة وحنان، على الوسادة
عيناك مغمضتان
وجهك ملائكي ومسالم
أحلامك جميلة
وأحتضنك
بالكلام والحلم
لتكملي سكينتك
وليبقى هذا العالم، من ضمنه سوريا(بلدنا)
مكانا يصلح للحلم
للفرح
للحبّ! الخوف أعمق من الحبّ.
عبارة غبيّة، ثقافة موت،
.
.
اليوم أجمل من البارحة
ليلة ناعمة
يا حبيبتي



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة إلى الواقع-ثرثرة مستمرة
- الموت الصغير
- بيت النفس
- لا تخبري أحدا
- وراء الواقع
- قصيدة نثر في اللاذقية
- رهاب التلفون
- اترك وارحل
- ينتهي الحب والكلام
- هيكل عظم
- الحوار المتمدّن_آخر البيوت
- المعرفة المضادّة/علم النفس.....ذلك المنبوذ_رأي هامشي
- أفتح الباب بالمفتاح وأدخل
- أحلام تشبه الواقع
- الوضوح قيمة جمالية أيضا
- اللا تواصل
- الأعور في مدينة العميان
- الصراع اليومي
- رسائلهم......الرسالة التي أنتظر
- الزماااااااااااااان.....لا يحلّ شيئا


المزيد.....




- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عجيب - علينا أن نواجه_ثرثرة